خصصت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية حيزا هاما من صفحاتها لفضيحة توقيف مسؤول حكومي سابق بالأرجنتين متلبسا بمحاولة إخفاء نحو 9 ملايين دولار في أحد الأديرة بضواحي بوينو أيرس، وبتراجع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الأرجنتين خلال سنة 2015، ولإفادات سيرجيو ماشادو، المدير السابق لشركة "ترانسبيترو" حول التورط المحتمل للرئيس البرازيلي المؤقت، في منظومة فساد داخل شركة ""بيتروبراس" النفطية العمومية، فضلا عن الاحتجاجات الطلابية ضد الإصلاح التعليمي بالشيلي. فبالأرجنتين، تابعت الصحف المحلية تطورات فضيحة توقيف مسؤول حكومي سابق متلبسا بمحاولة إخفاء نحو 9 ملايين دولار في أحد الأديرة بضواحي بوينو أيرس، وكذا تراجع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البلاد خلال سنة 2015، على الخصوص. وذكرت الصحف أن مصالح الشرطة قامت يوم الأربعاء بتفتيش العديد من ممتلكات النائب الأرجنتيني ببرلمان أمريكا الجنوبية (بارلاسور)، خوسي لوبيز، والذي سبق أن شغل منصب كاتب الدولة الأرجنتيني المكلف بالأشغال العمومية، والذي تم توقيفه قبل يومين متلبسا بمحاولة إخفاء حقائب تحتوي على نحو 9 ملايين دولار في دير بضواحي العاصمة بوينس آيرس. وتحت عنوان "موجة تفتيش واستدعاءات قضائية عقب سقوط لوبيز" كتبت صحيفة "كلارين" أن مصالح الشرطة الفيدرالية والجهوية التابعة لمحافظة بوينوس أيرس قامت، بثلاثة عشر عملية تفتيش لممتلكات متفرقة تعود للوبيز، الذي سبق أن تولى حقيبة كاتب الدولة المكلف بالأشغال العمومية خلال حكومتي الرئيس الأرجنتيني الأسبق، الراحل نيستور كيرشنير (2003-2007)، وزوجته، الرئيسة السابقة، كريستينا فيرنانديز دي كيرشنير (2007-2015)، مشيرة إلى أن القضاء الفيدرالي سيباشر التحقيق، اليوم الخميس، مع المسؤول الحكومي السابق الموقوف. وأشارت اليومية إلى أن مكتب مكافحة الفساد طلب من القضاء الفيدرالي التحقيق مع لوبيز حول احتمال ارتباط المبلغ المحجوز لدى هذا الأخير، بأي شكل من الأشكال، بوزير التخطيط السابق والنائب البرلماني الحالي عن حزب الجبهة من أجل النصر (معارضة)، خوليو دي فيدو، الذي تم استدعاؤه بدوره للاستماع إليه في إطار التحقيق في هذه الفضيحة، على اعتبار أن لوبيز كان أحد أبرز مساعدي الوزير السابق المتابع حاليا في عدد من القضايا المرتبطة بالفساد. من جهة أخرى، توقفت الصحف المحلية عند تقرير اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبين سيبال، الذي أشار إلى تراجع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالأرجنتين بواقع 5ر7 في المائة خلال سنة 2015، قياسا بالسنة التي قبلها، حيث لم يتجاوز 65ر11 مليار دولار. وأوضحت يومية "أمبيتو فينانسييرو" الاقتصادية أن هذا التراجع يتماشى مع الانخفاض الذي سجلته الاستثمارات الأجنبية المباشرة بمنطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي ككل خلال العام الماضي وبلغ 1ر9 في المائة، ويعود إلى انخفاض الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاعات مرتبطة بالموارد الطبيعية، مثل التعدين والهيدروكربورات، وإلى تباطؤ النمو الاقتصادي بالمنطقة، لاسيما بالبرازيل. وبالبرازيل، أولت الصحف المحلية اهتماما كبيرا لإفادات سيرجيو ماشادو، المدير السابق لشركة "ترانسبيترو" حول التورط المحتمل للرئيس البرازيلي المؤقت، في منظومة فساد داخل شركة ""بيتروبراس" النفطية العمومية. وتحت عنوان "النيابة العامة تدرس إمكانية فتح تحقيق بخصوص تامر"، كتبت صحيفة "أو غلوبو" أن النيابة العامة تنظر في إمكانية فتح تحقيق في الوقائع المنسوبة من قبل ماشادو لتامر، الذي قد يكون طلب شخصيا رشاوى مصدرها منظومة الفساد داخل شركة "بتروبراس" لتمويل حملة النائب الفيدرالي غابرييل شاليتا خلال ترشح الأخير لعمودية مدينة ساو باولو سنة 2012. وأشارت الصحيفة إلى أن تامر قد يكون طلب من ماشادو "موارد غير مشروعة من مقاولات كانت تتوفر على عقود مع شركة "ترانسبيترو" لتمويل حملة المرشح غبريال شاليتا بمبلغ بقيمة 5ر1 مليون ريال برازيلي (نحو 428 ألف دولار). وأوردت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" أن التهم الموجهة لتامر ستزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للحكومة البرازيلية المؤقتة التي يقودها حزب الحركة الديمقراطية. وأشارت اليومية إلى أن تامر فند الاتهامات الموجهة إليه من قبل ماشادو، مؤكدا أنه احترم دائما الحدود القانونية للحصول على موارد مالية"، معتبرة أن هذه القضية من شأنها إضعاف دعم مجلس الشيوخ البرازيلي للعزل النهائي للرئيسة ديلما روسيف، المعلقة مهامها مؤقتا من قبل المجلس بسبب اتهامات بالتلاعب بالحسابات العامة، إلى حين البث في عزلها النهائي من عدمه. وبالشيلي، واصلت الصحف متابعتها لتطورات الاحتجاجات الطلابية ضد الإصلاح التعليمي الذي وضعته الحكومة لتحسين جودة المناهج ومجانية التعليم لاسيما بالنسبة لطلبة الأوساط الفقيرة. وذكرت الصحف بأن قضية التعليم كانت وراء المظاهرات الطلابية التي شهدتها مؤخرا العاصمة سانتياغو، وانتهى بعضها باحتلال عدد من المدارس والأحياء الجامعية وتسبب في أضرار مادية مهمة. ووقفت صحيفتا "إل ميركوريو" و"لا تيرسيرا" عند تصريحات المتحدث باسم الحكومة، مارسيلو دياز، التي انتقد فيها الحركة الطلابية، واصفا احتلالها للمدارس بأنه "غير قانوني". وأعرب المسؤول الشيلي، تضيف الصحيفة، عن انشغاله إزاء غياب الرغبة في الحوار من جانب الطلبة، الذين قال إنه "يمكنهم التظاهر بشكل سلمي"، وكذا عن إدانته "لأعمال العنف والتخريب" التي سجلت خلال المسيرات الطلابية، مشيرة إلى أن تصريحات مارسيلو دياز جاءت بعد يوم واحد من تنظيم مسيرتين غير مرخص لهما، بسانتياغو، وتخللتهما أحداث عنف واشتباكات مع الشرطة.