نشرتُ سابقا عبر وسائل الإعلام الالكترونية مقالا تحت عنوان "يوليوز الشهر السياسي بالمغرب"يوم 30 يوليوز 2013 ، يمكن الإطلاع عليه على الانترنيت، وكعادتي في التشوف إلى المستقبل عادة ما أنتظر هذا الشهر كل سنة لأنظر ماذا سيحدث ؟ وكاد شهر يوليوز 2016 ينقضي بدون حادث سياسي يذكر في تاريخ المغرب، لولا ظهور قضية "التجزئة العقارية لخدام الدولة بالرباط"التي برزت في أواخر هذا الشهر.. وهي محاولة لكشف جانب "خطير من عيوب حكام المغرب وهو جمعهم بين المال والسلطة، والحصول على المال عن طريق النفوذ والسلطة والقرابة العائلية، والرشوة، وتعزيز الترقيات والمناصب العليا والمنتخبين بذلك المال... وهذه التجزئة العقارية لو تم التدقيق فيها سوف تكون محاولة انقلاب مدنية وسلمية جديدة بالمغرب في التاريخ الحديث ضد فساد الدولة قام بها جنود مجهولون أسميهم " خدام الشعب" لعدة أسباب منها: 1- خلقت مصطلح "خدام الدولة" وربطت فئة هؤلاء الخدام بملكية عقارية بالرباط طريق زعير التي يجتمع فيها المتحكمون في السياسة والاقتصاد والأمن والحكم بالعاصمة..أصلها من ملك الدولة، وأصلها الذي تحولت بها إلى ملكية الدولة قيل بأنه يرجع إلى مصادرة أملاك شخصية مغربية يظن أنها لضابط عسكري من خدام الدولة، اتهم بمحاولة انقلاب فاشلة ووزعت أرضه بعد تصفيته للانتقام من ورثته. 2- وتجزئة خدام الدولة لو فهم الناس، تفتح باب مصطلحات أكبر، وأهم من التجزئة العقارية بطريق زعير لتصبح "ضيعات فلاحية لخدام الدولة" وهنا نذكر كمثال خوصصة أملاك شركة التنمية الفلاحية SODEA التي وزعت على خدام الدولة من رؤساء الأحزاب السياسية والنقابات العمالية وأسماء للنساء والرجال والأطفال القاصرين امتنعت وزارة الفلاحة حتى الآن من نشر لائحة خدام الدولة الذين وزعت عليهم أملاك هذه الشركة ومنهم وزراء وولاة وعمال وقضاة وضباط عسكريون وشرطة وعائلات "الشرفا".... ونذكر هنا بالضبط توزيع مليون هكتار من الأراضي المسترجعة من المعمرين les colons الأجانب في سنوات الرصاص على خدام المخزن وتوزيع شركات الخوصصة privatisation التي أصبحت بيد خدام الدولة أي الذين "خدموا" الدولة بمفهوم الخدمة في الدارجة المغربية التي تطلق على السكين كسلاح أبيض"الخدمي" وعلى الغدر "الخدمة"، ومن الذل السياسي أن يحمل هؤلاء لقب les serviteurs "خدام" وخادمات bonnes بتعبير إدريس البصري أشهر خدام "الدولة" الذي صرح للصحافة عند طرده من منصب وزير الداخلية بأنه "خادمة" وأغلبهم فرضوا الذل والإهانة والظلم والتعذيب على الشعب عندما كانت الخادمات بدون أي حقوق. 3- شواطئ بحار" خدام الدولة" الذين استولوا على كل الشواطئ والموانئ وبنوا عليها فيلات ومسابح وقصور وفنادق وملاهي وحدائق بابلية، ووضعوا الحراس على ممراتها ومدوا قنوات وديان مراحضهم ونتانة مطابخهم إلى ما تبقى من رمال الشواطئ ليسبح فيها من بقي من الشعب بدون نصيب في التمتع بالشواطئ ومن ذلك الشعب من يخدم المخزن ويسكن القصدير وأحياء الفقراء... 4- إن تجزئة خدام الدولة أوجدت لدى خدام الشعب منهجية يمكن أن تطبق على كل الأملاك الفلاحية والغابوية وشركات الخوصصة والشواطئ التي استولى عليها خدام المخزن وأصدقائهم من دول مجلس التعاون الخليجي وذلك بنشر أسمائهم وأرقام رسومهم العقارية وسجلاتهم التجارية ومناصبهم التي خدموا بها هذه الدولة، وهي عملية سهلة في وقت هذه"الانتخابات" التي يدعي فيها كل ذي نفوذ انه سيحارب الفساد الإداري. وفي وقت سهولة نشر المعلومات عن طريق المواقع الاجتماعية. 5-كان الهدف الأول الاستراتيجي من تجميع خدام الدولة في "طريق زعير" وحي السلام وبطانة Bettana في سلا يتلخص في كونهم بعيدين عن أحياء جمهور الشعب مثلا لمدينة القديمة والعكاري، ويعقوب المنصور، والتقدم واليوسفية وحسان، والمحيط وتابريكت بسلا وخاصة بعد كثرة المظاهرات والوقفات الاحتجاجية بمركز المدينة ابتداء من سنة 2000 وتهديدها المتزايد من سنة 2011 وهو تخطيط قديم بدأ بإسكان كبار ضباط الجيش والأمن في زمن الجنرال أوفقير والجنرالات أحمد الديلمي ومن تعرفون أنهم كانوا في تلك الفترة مع هؤلاء ويؤدي ذكرهم إلى الخوف والرعب.... 6- والهدف الثاني تجميعهم ليكونوا متقاربين ومتجاورين في أحياء راقية تشبه المستوطنات وأحياء ذوي النفوذ التي تنتشر في كل الدول الديكتاتورية في إفريقيا واسيا وسابقا في أمريكا الجنوبية ويمكن فهم هذا الكلام بدراسة سكان شواطئ الرباطتمارة ابتداء من حي الهرهورة إلى شواطئ المحمدية كمثال. ودراسة الأحياء السكنية لحكام الجزائر بضواحي العاصمة الجزائرية وسابقا سكنى خدام الكدافي في ليبيا وأحياء سكن العسكريين في موريتانيا ودوّل إفريقيا الفرنكوفونية.. 7-إن بعض الأسماء التي ذكرت في لائحة ملاك تجزئة خدام الشعب بطريق زعير توجد في الشواطئ والغابات ومناصب الحكم ... وشركات النقل وهم آلهة الثروة في بلاد الفقراء الأغبياء، وخاصة في حي الرياض الذي انتزعت أراضيه من العائلات السلالية المعروفة بأحواز الرباط، ويمكن القول بأن بعضهم يوجد في كل مكان بالمغرب. 8- وهناك ريع عقاري حتى لمقرات الأحزاب التي توجد في حي الرياض وطريق زعير ويمكنكم معرفتها بمراجعة عناوينها، والشعب الغبي الفقير يسمع منهم الكلام عن الديمقراطية وحقوق الإنسان... ويعتبرهم نوابا عنه وهم نواب عائلاتهم وخدامهم... وختاما أقول: إن هذا الموضوع ليس له خاتمة، ومن جديد سيفهم الناس ما هي سياسة المدينة. فكما توزع المناصب توزع الأراضي والرخص، وهذه هي ديمقراطية الكذب.