عاد طلبة كليات الطب العام وطب الأسنان إلى الاحتجاج والنزول إلى الشارع لخوض وقفات احتجاج، وذلك بسبب ما اعتبروه تماطل كل من وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي وتكوين الأطر في الاستجابة للمطالب التي كانت سببا في توقيف الدراسة لأشهر خلال بداية الموسم الجامعي المنصرم. ونظم ما يزيد عن 60 من الطلبة الأطباء وقفة احتجاجية في قلب المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، دامت ساعة تقريبا اليوم الأربعاء، رافعين شعارات منددة بالحكومة ووزير الصحة، الحسين الوردي، من قبيل "الوردي يا طبيب ,, باراكا من الكذب"، و"ناضل يا طبيب ضد الوزارة .. ضد الوردي". حمزة أيت محنة، رئيس مجلس طلبة الطب بالدار البيضاء، قال إن الوقفات الاحتجاجية التي انخرط ضمنها طلبة الطب جاءت بعد اجتماع يوم الخميس الماضي مع مدير الموارد البشرية في وزارة الصحة، بعد أشهر من التأجيل، وصفه ب"الاجتماع العقيم" الذي لم تتمخض عنه أية نتائج.. ومن أبرز المشاكل التي يطالب طلبة الطب بإيجاد حلول لها، يوضح عضو التنسيقية الوطنية، مسألة المنحة التي لم يفرج عنها منذ شهر مارس، مضيفا أن وزارة الصحة وعدت بصرف عشرين مليون سنتيم، وهو "مبلغ قيل بالمقارنة مع عدد الطلبة". من جهة أخرى؛ قال رفيق العسال، عضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب، إن "سلسلة من الاجتماعات التي عقدها الطلبة الأطباء مع وزارة الصحة، منذ إبرام الاتفاق بين الطرفين في الثالث من نونبر الماضي، والذي جاء تتويجا للاحتجاجات ومقاطعة الدخول الجامعي في بداية السنة الدراسية، قد بينت أن الحكومة لا تتوفر على إرادة تنفيذ التزاماتها، كما تبين أنها تسعى إلى المراهنة على الوقت، خصوصا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية". وأورد عسال، عضو التنسيقية الوطنية لطلبة الطب أنه "عكس ما التزمت به الحكومة، فإن المنحة لم تصرف إلى حد الآن، ولم يتم توسيع أرضية التداريب الاستشفائية، والخطير أن الحكومة تأتي بمشاريع قوانين من ضمنها السماح لطلبة الطب بالقطاع الخاص بمزاولة تداريبهم في المستشفيات العمومية، وهو ما نرفضه بشكل تام"، مضيفا: "بدأنا بوقفة رمزية، وسنستمر في احتجاجاتنا إلى أبعد حد، وقد نقاطع الدخول الجامعي للموسم الدراسي المقبل". أما آيت منحة فقد قال، في تصريح لهسبريس، أن من بين المواضيع الأخرى التي تثير غضب الطلبة الأطباء مسألة القانون المنظم للمستشفيات الجامعية، والذي يسمح لطلبة الطب في المدارس الخاصة بالتداريب في المستشفيات العمومية، في وقت تعاني فيه هذه المستشفيات من الاكتظاظ نتيجة وجود عدد كبير من الطلبة.. وشدد رئيس مجلس طلبة الطب بالدار البيضاء على أن وزارة الصحة لم تحترم المحضر الموقع مع التنسيقية لوضح حد لاحتجاجاتهم السابقة، مقابل تماطلها في الاستجابة لمطالبهم، في حين إن الطلبة لا يزالون يتعاملون بحسن نية. يشار إلى أن الحسين الوردي، وزير الصحة، ولحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، قد التزما، نهاية شهر أكتوبر الماضي، في اتفاق مشترك مع ممثلي طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان والأطباء الداخليين والمقيمين، بالتوجه نحو الرفع من التعويضات عن المهام للطلبة الأطباء، مع مواصلة الحوار في ما يخص مشروع الخدمة الوطنية الصحية. التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب عبرت عن استعدادها "لاتخاذ كافة الخطوات النضالية التصعيدية والمشروعة في سبيل تفعيل كل نقاط محضر الاتفاق"، كما أعلنت عن توجه الطلبة إلى مقرات الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة، "كخطوة استباقية نهدف من خلالها إلى التعريف بكافة نقاط ملفنا المطلبي، استغلالا لهذه الظرفية لإدراجها في مختلف البرامج الانتخابية"، وفق تعبيرهم. واستنكر الطلبة ما اعتبروه "جهل وزارة الصحة بمسار الميزانية التي رصدتها للمستشفى الجامعي الخاص بطب الأسنان بالرباط والدار البيضاء، بغرض التوسعة وتفادي النقص الحاد في المعدات والموظفين"، فيما أوردوا أن الوزارة، التي يرأسها الحسين الوردي، "رمت الكرة إلى مدراء المستشفيات الجامعية، على أن تسيير الميزانية يدخل ضمن اختصاصاتهم".