علم موقع "هسبريس" من مصادر رفيعة المستوى أن مجموعة من الأسماء التي كانت مقربة جدا من الملك الراحل الحسن الثاني تستعد لرفع دعوى قضائية ضد مؤرخ مغربي يدعى عبد الكريم الفيلالي. "" المصادر أشارت إلى أن عبد الكريم الخطيب (الصورة) الذي ترأس في وقت سابق حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية بعد انشقاقه على حركة محجوبي أحرضان، هو الذي ينسق هذه المبادرة التي ينتظر أن تثير الكثير من ردود الفعل في الأوساط السياسية والعلمية المغربية. ويعود سبب غضب هذه المجموعة النافذة في عهد الحسن الثاني إلى كتاب ضخم ألفه في الآونة الأخيرة هذا المؤرخ حول التاريخ السياسي للمغرب، وتحدث فيه بشكل مثير عن مرحلتي استعمار واستقلال المغرب. كما أورد فيه بورتريهات متفردة عن أهم الشخصيات التي ساهمت في صنع هذه المرحلة. واتهم الفيلالي جل أقطاب هذه المرحلة بالخيانة والفساد وسرقة المال العام. وذهب إلى أن الثروات الضخمة، التي تطرق إليها بكثير من الإسهاب، تمت مراكمتها عن طريق سرقة المال العام. وتتكون هذه المجموعة التي تنوي مقاضاة الفيلالي، والذي ينحدر من أصول صحراوية (إقليمالراشيدية) من كل من عبد الكريم الخطيب وعبد الوهاب بنمنصور وأحمد عصمان وعائلة رضا اكديرة والمحجوبي أحرضان وبعض أبناء شخصيات كانت تنتمي إلى حزب الاستقلال. وتعيب هذه المجموعة على المؤلف اعتماده على لغة السب والقذف والتخوين. كما تعيب عليه عدم اعتماده على الوثائق في إصدار أحكامه التي وصفت بالذاتية. لكن الفيلالي يشير إلى كل ما كتبه في الكتاب الذي طبع في مصر وعلى نفقته الخاصة موثوق منها وله من الدلائل ما يكفي للرد على هؤلاء. الفيلالي تحدى، في جلسة خاصة مع مقربيه، هذه المجموعة، قائلا إنه كان من اللازم عليهم أن يردوا في الجرائد والمجلات وأمام العلن على ما كتبه، لا أن يحالوا إسكات الأصوات عبر اللجوء إلى القضاء لطلب سحب الكتاب وطلب التعويضات عن "الأضرار المادية والمعنوية". وعبر الفيلالي الذي جاء كتابه في 12 جزءا عن عزمه إصدار كتاب آخر حول عبد الوهاب بنمنصور، مؤرخ المملكة المغربية. ويؤكد بأن هذا الكتاب سيحمل العديد من المفاجئات. وكانت يومية "المساء" قد عمدت، خلال شهر رمضان الماضي، إلى نشر سلسلة بورتريهات حول أهم الشخصيات التي تناولها المؤرخ الفيلالي في كتابه، لكن مع التركيز على فترة الاستعمار وبداية الاستقلال. وتقول المصادر إن ما أغضب الخطيب، والذي حول حزبه قبل أن ينسحب من السياسة إلى حزب العدالة والتنمية ليلجه الإسلاميون المعتدلون، هو ما تضمنته إحدى هذه الحلقات من كونه هو الذي أشرف على وفاة محمد الخامس في ظروف غامضة. ويتحدث المؤرخ الفيلالي بكثير من الإطناب والمدح والتعلق على محمد الخامس، لكنه في الوقت ذاته يتفادى كلية في كتاباته التحدث عن الملك الراحل الحسن الثاني، ويكتفي بالحديث عن المقربين إليه، في تلك المرحلة، بنقد لاذع. ويحملهم المسؤولية فيما وصل إليه المغرب من أوضاع مزرية. وكان محمد الخامس قد تبنى هذا المؤرخ في طفولته وتمت تربيته في القصر. وظل إلى جانبه في معركة التحرير. وكلف بمهمة التنسيق بينه وبين الحركة الوطنية في مصر. وعندما عاد كلفه بإعداد ملفات حول مسارات نافذين في الأحزاب والحركة الوطنية. إلا أن الموت المفاجئ لمحمد الخامس جعل الفيلالي يعيش في الهامش، مما اضطره إلى شراء ضيعة فلاحية في الأطلس والعمل فيها مع الانكباب على تأليف كتابه الضخم والذي كلفه بيع هذه الضيعة. وإذا كان البعض يرى في الكتاب تصفية حسابات شخصية لهذا المؤرخ مع مقربين من الحسن الثاني، فإنه ينفي هذا الأمر ويقول إنه أراد أن يقول كلمة حق ويذهب إلى حال سبيله. [email protected]