خص الدكتور عبد الكريم الخطيب، الرئيس المؤسس لحزب العدالة والتنمية، القناة الأولى بحوار مطول أذيع على 5 حلقات تلفزية من برنامج «الشاهد». وفي الحلقة الأخيرة التي أذيعت الخميس المنصرم، كشف عبد الكريم الخطيب عن معطيات تنشر لأول مرة عن قضية اغتيال الزعيم النقابي عمر بنجلون. الخطيب أكد أن لا يد له في حادث الاغتيال وأقسم بالله أنه بريء من هذه التهمة غير أنه أشار في المقابل إلى أنه التقى مرتين بعبد الكريم مطيع، زعيم الشبيبة الإسلامية، المتهم بالوقوف وراء مقتل عمر بنجلون. وقال الخطيب في هذا السياق إن المرة الأولى كانت عندما توسط له لدى وزارة التعليم كي لا يتم تنقيله إلى مدينة أخرى بعيدة، أما المرة الثانية فقد كانت يوم حادث الاغتيال الذي تزامن مع تنظيم مؤتمر للشبيبة الدستورية، إذ جاء مسؤول من مسؤولي الشبيبة الدستورية إلى الخطيب، الذي كان في منصة الخطابة وهمس في أذنه قائلا إن شخصا في القاعة يسمى عبد الكريم مطيع يريد أن يلقي كلمة في هذا المؤتمر، غير أن الخطيب لم ير ضرورة لهذه الكلمة مادام الأمر يتعلق بنشاط حزبي غير مفتوح على العموم، ثم تراجع وطلب من مطيع أن يصعد إلى المنصة، لكن المفاجأة كانت أن مطيع لم يلق كلمة وإنما أخبره بأن عمر بنجلون تم اغتياله. فرد عليه الخطيب قائلا: «وما علاقتك أنت بمقتل بنجلون». فكان جواب مطيع: «لا علاقة لي بمقتله». «إذن لماذا أنت خائف»، يرد الخطيب من جديد. ويواصل الخطيب حديثه في هذه القضية ليقول إنه عندما خرج من مؤتمر الشبيبة الدستورية علم بمقتل عمر بنجلون، لكن في الوقت نفسه توصل بنبأ آخر، وهو مغادرة عبد الكريم مطيع للتراب الوطني عبر مدينة سبتة. ويعترف الخطيب في هذه الحلقة التلفزية بأن الراحل الحسن الثاني استدعاه بعد شيوع خبر مقتل عمر بنجلون وقال له: «إن اسمك مذكور في ملف عمر بنجلون»، غير أن الخطيب استطاع أن يقنع الحسن الثاني بأنه بريء من التهمة، وهكذا قرر الحسن الثاني أن يحيل ملف عمر بنجلون على النيابة العامة للتحقيق في ملابسات القضية. ويعترف الخطيب بأن العلاقة الوحيدة التي تربطه بقتلة عمر بنجلون هي أنه توسط لتوكيل محام من مصر للدفاع عنهم أمام المحاكم بعد أن رفض المحامون المغاربة الدفاع عنهم. لكن الذي وقع هو أن السلطات المغربية اعترضت على مجيء محام من مصر للدفاع عن متهمين مغاربة. وقال الخطيب إن السبب الذي جعله يدافع عن قتلة عمر بنجلون والوقوف مع أسرهم هو الوازع الديني. وقال إنه دافع عنهم لأن لا أحد من المحامين قبل الدفاع عنهم، مشيرا إلى أن هؤلاء المتهمين في قضية عمر بنجلون لو كانوا شيوعيين واشتراكيين لوجدوا من يدافع عنهم. ونفى الخطيب أي معرفة له بأسماء منفذي عملية قتل عمر بنجلون، مؤكدا أنه لم يعرفهم إلا بعد خروجهم من السجن فيما بعد. وقال الخطيب إن قضية بنجلون وظفت من طرف بعض الخصوم السياسيين لتصفية حسابات معه لا أقل ولا أكثر. وكان الدكتور عبد الكريم الخطيب رفع دعوى قضائية، سنة 2000، ضد صحيفة مغربية اتهمته بالضلوع في الإعداد لعملية اغتيال عمر بنجلون وبالتنسيق مع المخابرات المغربية في إطار مخطط لتأجيج الصراع بين اليسار والإسلاميين. وهو ما اعتبره الخطيب قذفا في حقه. وقد ترافع في هذه القضية ضد الخطيب المحامي أحمد بنجلون شقيق الراحل عمر بنجلون، الذي طالب ببطلان الدعوى بسبب التقادم، لأن المقال موضوع الدعوى القضائية نشر يوم 8 أكتوبر 1999 بينما الخطيب قدم هذه الدعوى يوم 12 أكتوبر 2000.