اختارت هيئة تحالف الأغلبية المشكلة للحكومة تدبير ما تبقى من ولايتها بنوع من "التساكن" فقط، وذلك في غياب برنامج مشترك يمكنها من دخول غمار الانتخابات التشريعية المقبلة بتحالفات قبلية. ويبدو أن الخلافات التي طبعت العلاقة بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار لازالت ترخي بظلالها على الأغلبية، رغم الدعوات السابقة إلى ضرورة تجاوزها، إذ لم يناقش الموعد، خلال انعقاده مساء أمس الأربعاء، أي نقطة محددة. مصدر من داخل الأغلبية الحكومية، تحدث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أكد أن اللقاء كان عبارة عن دردشة تخللها "كأس شاي"، وكان بهدف التواصل بين الأحزاب الأربعة؛ العدالة والتنمية، والتجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، ومناقشة جميع المواضيع التي تهمها. وأضاف مصدر هسبريس، غير راغب في كشف هويته، أن اللقاء الذي حضره الأمين العام ل"حزب المصباح"، عبد الإله بنكيران، وعضو المكتب السياسي ل"حزب الحمامة" رشيد الطالبي العلمي، الذي مثل رئيس التنظيم صلاح الدين مزوار، والأمين العام ل"حزب السنبلة"، امحند العنصر، والأمين العام ل"حزب الكتاب"، محمد نبيل بنعبد الله، ولم يُتخذ ضمن اللقاء أي قرار يذكر. وأوضح المصدر المشار إليه أن قادة تحالف الأغلبية استعرضوا العديد من المواضيع، ضمنها الانتخابات التشريعية والحوار الاجتماعي مع النقابات، ومشروع قانون تشغيل العمال المنزليين، لافتا الانتباه إلى أن هناك تطابقا في وجهات النظر بالعديد من القضايا، لكن لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي في أي من المواضيع التي تم طرحها. الاجتماع خرج عن "حميمية" اللقاءات التي اعتاد رئيس الحكومة تنظيمها في بيته الشخصي، باختيار البيت الوظيفي بالرباط هذه المرّة، وبه تقرر عقد لقاء آخر خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، لتدارس العديد من القضايا، وخصوصا تلك المرتبطة بالعملية الانتخابية للسابع من أكتوبر. ويعد هذا اللقاء الثاني من نوعه للأغلبية بعدما وجّه رئيس التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة بقولة: "كان يعتبرنا أعداء، قبل أن يتخذنا أصدقاء حين التحقنا بحكومته، واليوم ينعتنا بالخونة"، مبرزا أن "المغاربة لم يسبق لهم أن نعتوا أحدا بالخائن إلا في مرحلة الصراع من أجل الاستقلال من براثن الاستعمار". وفي مقابل ذلك خرج بنكيران ليؤكد أنه لم يفهم سبب الهجوم عليه من طرف زعيم "الأحرار"، وقال قبل أسابيع خلت إنه إذا قام بالرد على مزوار ب"العار" حينئذ "ما خصناش نبقاو في الحكومة، خصو يمشي فحالو، أو خصنا نقدمو استقالتنا".