بعد مرحلة جفاء طويلة بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار، وذلك على خلفية الاتهامات التي قذف بها زعيم "الحمامة"، صلاح الدين مزوار، في وجه رئيس الحكومة والأمين العام لحزب "المصباح" عبد الإله بنكيران، التقى أخيرا قائدا الحزبيْن المتحالفيْن. وعقدت هيأة تنسيق الأغلبية ليلة الأربعاء، لقاء بهدف رأب الصدع الذي أحدثته الخلافات بين الحزبين الحليفين، وذلك على خلفية الرسالة الجوابية التي بعث بها الوزير المنتمي ل"الأحرار"، ووزير المالية محمد بوسعيد لفريقي الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي بمجلس المستشارين، حول ملف الأساتذة المتدربين. وأفادت مصادر هسبريس بأن الخلافات بين "الأحرار" و"العدالة والتنمية" طغت على اللقاء الذي جاء بعد محاولات عدة من حزب التقدم والاشتراكية لعقد لقاء الصلح، حيث قدم خلاله مزوار ما اعتبرها توضيحات للجواب الذي هدد الأغلبية في تماسكها، ودفع عددا من قياديي حزب العدالة والتنمية إلى الدعوة لانتخابات مبكرة، أو قيادة حكومة أقلية. مزوار، ووفقا لما تسرب من اللقاء، قدم تفسيراته لجواب الوزير المنتمي لحزبه، باعتباره لا يتعارض مع اختصاصاته المفوض له من طرف رئيس الحكومة، مبديا تمسكه بأنه جواب تقني وليس سياسيا، وهي نفس العبارات التي صدرت في توضيح سابق لحزب "الحمامة" في صفحته الرسمية على الفايسبوك. ويعد هذا أول لقاء بين بنكيران ومزوار في إطار الأغلبية الحكومية، والذي حضره إلى جانبهما كل من امحند العنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ومحمد أمين الصبيحي نيابة عن الأمين العام لحزب "الكتاب" الذي يوجد خارج المغرب، فيما حضر كذلك اللقاء مصطفى الرميد عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية. اللقاء الذي احتضنه بيت رئيس الحكومة في حي الليمون بالرباط، جاء بعد اتهامات بالجملة وجهها مزورا إلى بنكيران في لقاءات حزبية سابقة، متهما إيّاه بفرض الهيمنة على الساحة السياسية، وتصنيف الأحزاب إلى حلفاء وأعداء، أو بتعبير مزوار "هذا معي وهذا ضدّي". ووجّه مزوار انتقادات لاذعة إلى رئيس الحكومة، الذي "كان يعتبرنا أعداء، قبل أن يتخذنا أصدقاء حين التحقنا بحكومته، واليوم ينعتنا بالخونة، مبرزا أن "المغاربة لم يسبق لهم أن نعتوا أحدا بالخائن إلا في مرحلة الصراع من أجل الاستقلال من براثن الاستعمار". مقابل ذلك أكد بنكيران أنه لم يفهم سبب الهجوم عليه من طرف زعيم حزب "الأحرار"، وقال قبل أسابيع خلت إنه إذا قام بالرد على مزوار "بالعار ما خصناش نبقاو في الحكومة، خصو يمشي فحالو، أو خصنا نقدمو استقالتنا" على حد تعبيره.