قال مصدر قيادي من داخل حزب التجمع الوطني للأحرار، إن صلاح الدين مزوار رئيس الحزب سلم أمس الثلاثاء لرئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، مذكرة تفصيلية حول تصوره للهيكلة الحكومية الجديدة التي طالبت بها الأغلبية خلال اللقاء الأخير الذي جمع بينهما. وأضاف ذات المصدر في تصريح لهسبريس أن اللقاء الذي جمع بين مزوار وبنكيران بالرباط كان بهدف تقديم تصور حزب الحمامة لعمل الحكومة، مشيرا أن الحزب كلف لجنة من أبرز خبرائه كانت مهمتها وضع بصمات الحزب في عمل الحكومة المغربية في نسختها الثانية. ورغم أن ذات المصدر لم يكشف عما إذا كانت قد تضمنت المذكرة الوزارات التي يطالب بها الحزب، إلا أنه أكد "أنها شملت تصورنا الكامل للحكومة وأولوياتها لإخراج المغرب من حالة الانتظارية التي يعاني منها وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية وتأثيراتها السلبية على الاقتصاد الوطني". هذا وتضمنت مذكرة حزب الحمامة للحلفاء خلاصات المجلس الوطني للحزب والذي قيد مبدأ المشاركة ببرنامج حكومي جديد، للأنه لا يعقل "أن يشتغل الحزب ببرنامج صوت ضده"، بالإضافة إلى إعادة النظر في الهندسة الحكومية، ومن ذلك إعادة هيكلة الحكومة وأن يؤخذ وزن الحزب ومستواه بعين بالاعتبار على أساس ألا يكون دور الحزب هو تعويض حزب الاستقلال المستقيل وزراء. وطالب الحزب بإعادة النظر في التوجهات الاستراتيجية الكبرى لما تبقى من ولاية أول حكومة ما بعد دستور فاتح يوليوز، وعلى رأسها البرنامج الحكومي وميثاق الاغلبية، "لأن للحزب العديد من الملاحظات التي دبرت بها مرحلة الأغلبية السابقة والتي لا بد لنا من تجاوزها في ما تبقى من هذه الولاية". ومن جملة مطالب الحزب تقوية عمل الأغلبية من خلال ميثاق يكون واضح المعالم "لأن التحالف السابق لم يصمد لأن بناءه لم يكن مبنيا على أسس وكان منطق تغليب الاستوزار طاغيا عليه"، في الوقت الذي يرى فيه مزوار "أن مشاركة الحزب لن تكون بمنطق تكميل الأغلبية لأن له مواقفه وخياراته وبرامجه التي يجب على الاغلبية أخذها بعين الاعتبار". يذكر أن اللقاء الأخير والذي جمع بنكيران ومزوار لم ينته إلى نتائج تذكر حيث أصر من خلاله مزوار على إعادة هيكلة الحكومة، الأمر الذي دفع ما تبقى من الأغلبية إلى طلب تصور مزوار للحكومة في نسختها الثانية ورفعها للأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي أخذ تفويضا من حلفائه للتفاوض مع مزوار.