أفردت صحف بلدان أمريكاالجنوبية، أبرز عناوينها، لمصادقة مجلس النواب بالأرجنتين على مشروع قانون مثير للجدل يتعلق بمنع تسريح الموظفين بالقطاعين العام والخاص، وباللقاء المنتظر بين ممثلين عن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم ورئيس الفيفا لبحث موضوع تحويل الدوري الأرجنتيني إلى "سوبر ليغا" على شاكلة الدوريات الأوروبية، وكذا الأزمة السياسية والاقتصادية بفنزويلا، وتبعات تعيين حليف للرئيس السابق لمجلس النواب البرازيلي، المعلقة مهامه، إدواردو كونيا، كرئيس للمجموعة البرلمانية الحكومية، ولتنظيم تدريبات لمحاكاة زلزال وتسونامي في المدارس في منطقة بجنوب الشيلي. فبالأرجنتين، أسهبت الصحف المحلية في تناول مصادقة مجلس النواب، في وقت متأخر على مشروع قانون كانت تقدمت به المعارضة ويتعلق بمنع تسريح الموظفين بالقطاعين العام والخاص لمدة 180 يوما، وينص على منح تعويضات مضاعفة للموظفين الذين يتم فسخ عقودهم خلال هذه الفترة، في خطوة تعتبر فرق المعارضة أنها تروم وقف موجة التسريحات التي تطال الموظفين والمستخدمين، وهو الطرح الذي ترفضه الحكومة وتؤكد أن سوق الشغل لم يشهد تغييرا عما كان عليه خلال السنوات الأخيرة على مستوى التسريحات وخلق الوظائف. وأشارت الصحف إلى أن مشروع القانون، الذي سبق أن صادق عليه مجلس الشيوخ قبل نحو ثلاثة أسابيع، تمت المصادقة عليه بمجلس النواب بمجموع 147 صوتا مقابل رفض ثلاثة، في حين امتنع نواب حزب التغيير الحاكم، الذي يملكون 90 صوتا، عن التصويت، في انتظار إشهار الرئيس ماوريسيو ماكري للفيتو، وفق ما يخوله له الدستور، لوقف المشروع وإعادته إلى نقطة الصفر. وأجمعت صحف (لاناسيون) و(كلارين) و(باخينا 12) على أن تكتل الحزب الحاكم بمجلس النواب امتنع عن التصويت ليفسح المجال لتمرير مشروع القانون، دون إهدار المزيد من الوقت بعد فشل المناقشات مع المعارضة، في أفق إعمال "حق الفيتو" الرئاسي ضد المشروع، وهي خطوة، تشير الصحف، من شأنها أن تدفع المعارضة والنقابات إلى التصعيد، دون استبعاد اللجوء إلى الاحتجاجات بالشارع للضغط على الحكومة. وفي موضوع آخر، وتحت عنوان "ماكري يوفد مبعوثين إلى الفيفا"، كتبت يومية (كلارين) عن مقترح الأندية الكروية الكبرى لكرة القدم بالأرجنتين بتحويل الدوري المحلي من صيغته الحالية حيث يتنافس 30 فريقا في إطار مجموعتين، إلى "سوبر ليغا" على شاكلة الدوريات الأوروبية، مشيرة إلى أن هذا المقترح سيكون محور اجتماع منتظر بزيورخ بين رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، السويسري جياني إنفانتينو، وممثلين عن الاتحاد الأرجنتيني للعبة. وكشفت الصحيفة، في ملف مطول عن الموضوع، أن هذا الاجتماع، الذي ينتظر أن يتم قبل المباراة النهائية لكأس عصبة الأبطال الأوروبية في 28 ماي الجاري بروما، سيحضره كل من منسق برنامج "كرة القدم للجميع" الحكومي والذي يتولى تدبير حقوق بث مباريات الفرق الأرجنتينية محليا وقاريا، كممثل عن الحكومة، ورودولفو دونوفريو، رئيس نادي ريفر بلايت ممثلا عن الأندية الكبرى إلى جانب خوان سيباستيان فيرون، رئيس نادي إستوديانتيسن. وأضافت أن هذا اللقاء يروم تلقي ضمانات من الفيفا بعدم فرض عقوبات على الاتحاد الأرجنتيني في حال تدخل الحكومة لحله بسبب الأزمة الإدارية والمالية التي يمر منها، ومن ثمة الشروع في تفعيل الصيغة الجديدة للدوري الأرجنتيني لكرة القدم والذي سيكون مستقلا عن الاتحاد الأرجنتيني للعبة وتابعا لهيئة خاصة على شاكلة العصبة الاحترافية الإسبانية لكرة القدم، في إطار هيكلة جديدة. وفي البرازيل، كتبت صحيفة (أو غلوبو) أن تعيين أندريه مورا، وهو حليف لكونيا، يؤكد أن هذا الأخير لا يزال يحافظ على نفوذه السياسي، رغم إبعاده عن منصب رئيس مجلس النواب، معتبرة أن قرار الرئيس المؤقت، ميشال تامر، تعيين مورا في هذا المنصب يشير بجلاء إلى أن حكومته ستكون خاضعة لكونيا في اتخاذ العديد من التدابير اللاشعبية اللازمة لانتعاش الاقتصاد والتي ستعرض على مجلس النواب. ومن جهة أخرى، توقفت يومية (فوليا دي ساو باولو) عند الفوضى الاقتصادية التي تعيشها فنزويلا المجاورة على ضوء سعي المعارضة إلى تنظيم استفتاء قد يفضي إلى إقالة الرئيس نيكولاس مادورو، والذي أعلن من جهته عن تمديد حالة الطوارئ لشهرين إضافيين. وكتبت الصحيفة أن هذا الإجراء يكشف عن السمات الخطيرة للحكومة، مشيرة إلى أن "القطاعات المتطرفة فرضت حاليا سلطتها على الشرطة والجيش، وسيطرت على نظام توزيع المواد الغذائية، والذي يشكل قطب الرحى في البرامج الاجتماعية". واعتبرت اليومية أن حالة الطوارئ تتيح لمادورو ليس فقط إمكانية تحويل أموال الدولة دون ترخيص من الجمعية الوطنية (البرلمان)، بل أيضا التدخل على مستوى القطاع الخاص، مشيرة إلى أن البلد الجار يعيش حاليا حالة "فوضى اقتصادية" في ظل تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8 في المائة خلال السنة الجارية وارتفاع معدل التضخم إلى 720 في المائة. ومن جانبها، نقلت صحيفة (استادو دي ساو باولو) تصريحات وزير الخارجية الجديد، جوزي سيرا، الذي انتقد إدارة الشؤون الخارجية للبلاد من قبل حزب العمال، حزب الرئيسة ديلما روسيف، التي تم تعليق مهامها لمدة ستة أشهر من قبل مجلس الشيوخ تمهيدا لإجراء إقالتها نهائيا. وأشارت اليومية إلى أن سيرا أكد، خلال إعلانه عن التوجهات الجديدة للدبلوماسية البرازيلية بعد توليه حقيبة الخارجية، أن "الدبلوماسية يجب أن تراعي مصالح المجتمع ككل، وليس فقط حزبا لوحده". وفي الشيلي، اهتمت الصحف المحلية بتنظيم تدريبات لمحاكاة زلزال وتسونامي في المدارس في منطقة بيو بيو (جنوب الشيلي) وكذا بانعكاسات وجود المد الأحمر قبالة السواحل الشيلية، لاسيما بجزيرة شيلوي، حيث ممتهنو الصيد هم الأكثر تضررا من هذه الظاهرة. وأوردت يومية (إلميركوريو) أن تدريبات لمحاكاة زلزال وتسونامي نظمت يوم الأربعاء في أزيد من ألف مؤسسة مدرسية في منطقة بيو بيو، بمشاركة نحو 350 ألفا من التلاميذ، مشيرة إلى أن هذه التدريبات، المنظمة بمبادرة من المكتب الوطني للطوارئ، تروم تحسيس التلاميذ والمدرسين بسبل التعامل مع حالات الأزمات في حل وقوع زلزال أو تسونامي. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (لا تيرسيرا) عند حصيلة الآثار السلبية الاجتماعية والاقتصادية لظاهرة المد الأحمر بمنطقة شيلوي، والتي أعلنها وزير الاقتصاد والسياحة، لويس فيليبي سيسبيدس، الذي عينته الرئيسة الشيلية ميشيل باشليت مؤخرا كمنسق لإدارة عمليات الطوارئ بالمنطقة المتضررة من هذه الظاهرة. وتوقفت اليومية عند سير هذه العمليات، بعد أيام من إبرام اتفاق بين سيسبيدس وممثلي الصيادين والعمال المنتمين لأزيد من اثنتا عشرة بلدة في منطقة شيلوي، للحد من انعكاسات الظاهرة ومعالجة المشاكل المرتبطة بها. وأضافت أن تعيين سيسبيدس لهذه المهمة الجديدة يأتي في أعقاب العديد من المظاهرات التي نظمت من قبل الصيادين في المنطقة للمطالبة بزيادة دعم الدولة لمواجهة الأزمة الناجمة عن هذه الظاهرة.