خصصت الصحف الصادرة بأمريكا الجنوبية، أبرز عناوينها للتدابير الاقتصادية في الأرجنتين وشروع الأخيرة في استيراد الغاز الطبيعي من الشيلي، وكذا للمستجدات السياسية والاقتصادية بالبرازيل قبل أيام من تصويت مجلس الشيوخ على إجراءات عزل الرئيس ديلما روسيف، ولقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم توقيف الرئيس السابق للاتحاد الشيلي للعبة، مدي الحياة، لتورطه في فضائح الفساد التي تضرب الهيئة الكروية الدولية. ففي الأرجنتين تناولت الصحف على نطاق واسع موضوع التدابير الاقتصادية التي اتخذتها حكومة الرئيس ماوريسيو ماكري، ودعوة الأخيرة أرباب المقاولات إلى الحوار بشأن الإجراءات الكفيلة بالحد من تسريح الموظفين، فضلا عن شروع الأرجنتين الأسبوع المقبل في استيراد الغاز الطبيعي من الشيلي. ونقلت الصحف المحلية عن الرئيس ماكري قوله، خلال أحد اللقاءات أمس الجمعة، إن الإجراءات التقشفية التي اتخذتها حكومته منذ مجيئها قبل أربعة أشهر، "مؤلمة" لكنها ضرورية للنهوض مجددا بالاقتصاد الأرجنتيني المتضرر، مشيرة إلى ان النقابات تطالب بالمقابل الرئيس بالعمل على خفض معدلات التضخم التي تسببت في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية بشكل كبير. وأشارت صحيفة "أمبيتو فينانسييرو" إلى أن الجدل الذي يرافق الإجراءات الحكومية الرامية إلى الحد من الانفاق يأتي في وقت سجل فيه معدل التضخم أكبر ارتفاع خلال شهر أبريل المنصرم هو الأعلى من نوعه خلال الأربعة عشر سنة الأخيرة وبلغ 7 بالمائة، وهو الارتفاع الذي ساهمت فيه بشكل كبير الزيادة في أسعار الخدمات والنقل العمومي، حسب اليومية الاقتصادية. وعلى صعيد آخر، اهتمت الصحف بالاتصالات التي باشرتها الحكومة مع أرباب المقاولات من أجل توقيع اتفاق ينص على عدم تسريح الموظفين لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، على أن تتم خلال هذه المدة، بالمقابل، مباشرة مفاوضات ثلاثية، بين الحكومة وأرباب المقاولات والنقابات، بشأن الإجراءات الكفيلة بخلق مناصب شغل جديدة، وبالتالي وقف موجة التسريحات التي تطال الموظفين. ونقلت يومية "كلارين" عن مصدر من الأوساط المقاولاتية قوله إن الحكومة طلبت "توقيع اتفاق مكتوب ويتم تعميمه" مع أرباب الشركات، معتبرة أن الحكومة تسعى من وراء هذا الإجراء إلى قطع الطريق على مشروع قانون كانت تقدمت به المعارضة وصادق عليه مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي في أفق عرضه على مجلس النواب، وينص على منع تسريح الموظفين مقابل منحهم تعويضات مضاعفة. وعلى صعيد آخر، توقفت الصحف عند شروع الأرجنتين في استيراد الغاز الطبيعي من الشيلي اعتبارا من 12 من الشهر الجاري ولمدة ثلاثة أشهر في خطوة تروم تدارك النقص الحاصل في هذه المادة، في ظل عدم كفاية الواردات الأرجنتينية من بوليفيا من الغاز الطبيعي. وبالبرازيل، أفردت الصحف المحلية حيزا هاما من صفحاتها للمستجدات السياسية والاقتصادية قبل أيام من تصويت مجلس الشيوخ على إجراءات عزل الرئيس ديلما روسيف. وكتبت يومية "فوليا دي ساو باولو" أن وكالات التصنيف الدولية قد تخفض التصنيف الائتماني للبرازيل ما لم يتم اعتماد إصلاح اقتصادي. ونقلت الصحيفة عن شيلي شيتي، المديرة المكلفة بالتصنيفات السيادية في وكالة "فيتش"، قولها إن التصنيف الائتماني للبلد الجنوب أمريكي معرض للخفض من "ب ب +" إلى "ب ب" في ظل توقعات سلبية بسبب الأزمة التي تشل الاقتصاد الأول بأمريكا اللاتينية. واعتبرت المسؤولة أن البرازيل مهددة بخفض تصنيفها في الأشهر المقبلة ما لم تتخذ إدارة ما بعد روسيف إصلاحات أساسية من شأنها ضمان استقرار النفقات العمومية. من جانبها، أوردت يومية "إستادو دي ساو باولو" أن لجنة الأخلاق بمجلس النواب المكلفة بالبث في الإجراءات التأديبية التي تم تفعيلها ضد رئيس مجلس النواب، إدواردو كونيا، بسبب الكذب بشأن حسابات تابعة له في سويسرا، ستسرع وتيرة عملها، بعد تعليق مهام كونيا من قبل المحكمة الفيدرالية العليا. وكتبت اليومية أن اللجنة ستدلي برأيها في قضية كونيا خلال منتصف شهر يونيو المقبل، مشيرة إلى أن الكلمة الأخيرة بشأن التوقيف النهائي لكونيا ستكون خلال الجلسة العامة لمجلس النواب وليس بالمحكمة الفيدرالية العليا. وفي موضوع آخر، نشرت صحيفة "أو غلوبو"، من جهتها، نتائج دراسة شملت 81 من أعضاء مجلس الشيوخ، وكشفت أن 50 بالمائة من هؤلاء يعتبرون أن الخروقات الضريبية المنسوبة إلى رئيسة البلاد تسمح بإيقافها لمدة 180 يوما، في حين يرى 21 بالمائة عكس ذلك. وفي الشيلي، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بتوقيف الرئيس السابق للاتحاد المحلي لكرة القدم والنائب السابق لرئيس اتحاد امريكا الجنوبية للعبة، سيرخيو خادوي، مدي الحياة، أمس الجمعة، من قبل الاتحاد الدولي للعبة، الفيفا، عن أي أنشطة تتعلق بكرة القدم على المستويين المحلي والدولي، لتورطه في فضائح الفساد التي تضرب الفيفا. ونقلت الصحيفتان المحليتان "لاتيرسيرا" و"إلميركوريو" مضمون البلاغ الذي صدر عن الاتحاد الشيلي لكرة القدم بهذا الخصوص، والذي اكد فيه نائب رئيس الاتحاد، أندريث فازيو، أن قرار الفيفا ضد سيرخيو خادوي، يأتي عقب ضلوع الأخير في "الاتهامات الخطيرة" الموجهة إليه من قبل القضاء الأمريكي، في إطار فضيحة الفساد التي تهز الهيئة الرياضية العالمية، وبسبب "تلقيه رشاوى خارج الشيلي" بشأن تفويت حقوق تسويق كأس ليبرتادوريس وكأس أمريكا الجنوبية. وذكرت ""إلميركورو"، استنادا إلى بلاغ الاتحاد الشيلي لكرة القدم، أن أندريس فازيو أكد، باسم مجلس الإدارة الجديد بالاتحاد الشيلي، أن "الأمر لا يتعلق بالسلوك الوحيد غير القانوني الذي اقترفه سيرخيو خادوي" بصفته رئيسا سابقا للاتحاد الشيلي.