انصب اهتمام الصحف، الصادرة اليوم الأربعاء ببلدان أمريكا الجنوبية، على مواضيع في مقدمتهاº مناقشة مجلس النواب الأرجنتيني لمشروع قانون للحد من وضعية العجز عن السداد، وتطورات الأزمة السياسية في حكومة الرئيسة ديلما روسيف، وقضية تصويت الشيليين المقيمين خارج البلاد وكذا إضراب حافلات النقل العمومي بالشيلي. ففي الأرجنتين، واصلت الصحف تسليط الضوء على المناقشات التي استمرت حتى وقت متأخر من ليلة أمس الثلاثاء بمجلس النواب الأرجنتيني للمصادقة على اتفاق مبدئي توصلت إليه الحكومة مع دائنين أجانب لتسوية نزاع قانوني دام أزيد من 14 سنة. وتحت عنوان "المؤسسات العقبان تضع رجلا واحدة بالبرلمان"، كتبت يومية (باخينا 12) أن الحكومة استطاعت أن تحصل على موافقة 147 عضوا من النواب بالغرفة السفلى للبرلمان، وما تزال الاستعدادات جارية للتصويت في أعقاب مناقشات ماراطونية، مشيرة إلى أن المعارضة التي قامت أمس بمظاهرة احتجاجية أمام مقر البرلمان فشلت في محاولتها إخضاع المشروع لاستشارة شعبية. وعلاقة بنفس الموضوع، خصصت يومية (إل أمبيتو فينانثيرو) المقربة من دوائر المال والأعمال حيزا هاما من صفحاتها للحديث عن التغيرات الجديدة التي طالت مشروع القانون المتعلق بتسوية النزاع مع الهيئات المالية التي تحوز سندات ديون أرجنتينية منذ 2001، مشيرة إلى أن هذه التعديلات همت بالأساس سندات الديون التي ستطرحها الأرجنتين والتي لا يتعين أن تتجاوز قيمتها 12 مليار دولار، كما شملت التعديلات مطالبة الدائنين بعدم متابعة الأرجنتين قضائيا في المستقبل بخصوص هذا النزاع. ومن جهتها، وتحت عنوان "المؤسسات العقبان: الحكومة في طريقها إلى تحقيق أول إنجاز تشريعي"، أوردت يومية (لاناثيون) أن حكومة الرئيس ماوريثيو ماكري، الذي تولى في دجنبر الماضي، باتت أقرب إلى تحقيق أول نصر لها على مستوى مجلس النواب وذلك بفضل الحصول على تأييد ودعم نواب حزب "جبهة التجديد" الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق، سيرخيو ماسا، و"حزب العدالة" وأحزابا أخرى ممثلة بمجلس النواب. أما يومية (كلارين) فكتبت أيضا، وارتباطا بذات الموضوع، أن المعارضة الكيرشنيرية تلقت هزيمة بمجلس النواب بعد إحراز تقدم في مشروع القانون الرامي إلى إخراج البلاد من وضعية العجز عن السداد، موضحة أن معركة جديدة ستبدأ اليوم على مستوى مجلس الشيوخ. وفي البرازيل، خصصت أهم تعليقاتها وافتتاحياتها لآخر تطورات الأزمة السياسية في حكومة الرئيسة ديلما روسيف، والتي تميزت باتهامات جديدة من قبل السيناتور ديلسيديو أمارال ضد الرئيسة وعدد من السياسيين. وهكذا كتبت يومية (فوليا دي ساو باولو) أن الحكومة، التي لم تستفق بعد من هول صدمة مظاهرات الأحد الماضي، والتي طالب المشاركون فيها برحيل الرئيسة، تلقت ضربة أخرى من خلال اتهامات جديدة للسيناتور أمارال بخصوص فضيحة فساد في شركة النفط الحكومية "بتروبراس". وأشارت الصحيفة إلى أن أمارال أشار، هذه المرة، بأصابع الاتهام إلى وزير التربية والتعليم، متهما إياه بمحاولة شراء صمته، ملاحظة أن من شان هذه الاتهامات الجديدة أن تكلف غاليا الحكومة "المتصدعة" بسبب الفضائح. وحسب اليومية ذاتها، فإن المعارضة لن تتردد، في أعقاب هذه التهم الجديدة، في استخدام كل الطرق لدعم طلبها بإقالة الرئيسة روسيف، التي باتت تجد على نحو متزايد صعوبة في الدفاع عن نفسها. ومن جانبها، سجلت يومية (جورنال دو برازيل) أنه إضافة إلى الرئيسة ديلما روسيف، فقد قام عضو مجلس الشيوخ، أمارال بتوجيه اتهامات خطيرة إلى سياسيين نافذين، ومن بينهم الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا مما يزيد الأوضاع السياسية في البلاد تعقيدا وارتباكا. ومن جهتها، لاحظت يومية (أو غلوبو) أن تطورات الوضع الاقتصادي والسياسي وعدم وجود فرص للتحسن قد تعجل بوتيرة إقالة رئيس البلاد. وفي الشيلي، شكلت قضية تصويت الشيليين المقيمين بالخارج في الانتخابات المقبلة، والإضراب المرتقب أن خوضه سائقو حافلات النقل العمومي أبرز ما استأثر باهتمام الصحف. وفي هذا الصدد، أوردت يومية (لاتيرثيرا) أن مجلس النواب صادق على مشروع قانون يسمح للشيليين المقيمين بالخارج بالتصويت في الانتخابات التمهيدية والرئاسية. وذكرت اليومية أن مجلس النواب صادق أمس بأغلبية 107 أصوات مع امتناع نائبين على مشروع قانون يخول للشيليين المقيمين في الخارج حق التصويت في الاستحقاقات الانتخابية، مضيفة أن هذا المشروع الذي ستتم إحالته على مجلس الشيوخ، يهم بالأساس إجراءات التصويت وتسجيل الشيليين المقيمين خارج البلاد في اللوائح الانتخابية من أجل التعبير عن أصواتهم في الاستحقاقات المقبلة. ومن جانبها، توقفت يومية (إل ميركوريو) عند إعلان سائقي حافلات النقل العمومي عن خوض إضراب عن العمل يومي 19 و20 مارس الجاري بالعاصمة، سانتياغو، وذلك على خلفية الأحداث التي تقع خلال مبارايات "السوبر كلاسيكو" لكرة القدم. وذكرت اليومية، نقلا عن وزير النقل أندريس غوميث لوبو، أنه تم عقد اجتماع من أجل اتخاذ مجموعة من التدابير للتصدي لهذه الوضعية ومحاولة تفادي المضايقات التي يتعرض لها سائقو حافلات النقل العمومي بسانتياغو خلال مباريات الكلاسيكو لكرة القدم أو خلال بعض الحفلات الموسيقية، بالإضافة إلى الأضرار التي تلحق بالحافلات.