قدم المفكر المصري، الدكتور محمد سليم العوا، ضمن ندوة نظمها مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني، مساء أمس، في رحاب المعهد العلمي بالرباط، رؤيته لما سماه "خارطة الفكر الإسلامي من الخوارج إلى الإخوان المسلمين". واستهل المحاضر كلامه بالحديث عن سياقات نضج الخارطة في فكره، مؤكدا أنها عصارة ستين محاضرة في منابر علمية وإعلامية مختلفة، نتج عنها كتابه الأخير: "المدارس الفكرية الإسلامية من الخوارج إلى الإخوان المسلمين". ولفت المفكر الإسلامي إلى أنه ناقش المدارس الكلامية من زاوية فكرية ثقافية، لأن جزء كبيرا من التمزق الفكري اليوم بين المسلمين، حسب رأي المحاضِر، مرده إلى عدم فهم تكوين العقل المسلم. وركز العوا على ضرورة التفريق بين الاختلاف الفكرية والعقدية، منبها إلى أن الاختلاف الفكري يجب أن لا يتحول إلى تعصب مذموم ينتج عنه التبديع والتكفير والتفسيق، فضلا عن استحلال الدماء والأموال في خلافات فكرية، كما حصل مع الخوارج. وتوقف المفكر المصري عند ثنائية الصواب والخطأ، قائلا إنه كلما وقف عند مسألة إلا ووجد فيها إما صوابا مختلطا بخطأ أو خطأ مختلطا بصواب، مبرزا ضرورة إنصاف المدارس التي نختلف معها، ومعتبرًا أن الإنصاف أساس العلم، ومن لم ينصف لم يعلم". وخلص مؤلف كتاب "المدارس الفكرية الإسلامية" إلى أن الصواب الإسلامي شديد الاتساع، فلا يستطيع أحد زعم تملكه كله، مردفا أن مجرد التعصب يفقد الإنسان الصواب المطلوب، لأن الله عز وجل آجر المجتهد، وإن أخطأ لأنه أخلص في طلب الحق فله أجر طلبه وإن أخطأ النتيجة، فإن أصابها فله أجران.