تطرقت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الخميس ، على الخصوص إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي لمصر ،والقمة الخليجية الأمريكية، والعلاقات الإماراتية السعودية، وتطورات الأوضاع في فلسطين، والوضع السياسي في لبنان. ففي مصر، كتبت جريدة (الوطن) تحت عنوان "قمة امريكية خليجية للتفاهم حول شرق أوسط جديد" أن التفاعلات الإقليمية تسارعت قبيل انطلاق أعمال القمة الخليجية الأمريكية اليوم، في الرياض بمشاركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقادة دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم خادم الحرمين. وأشارت إلى أن القادة الخليجيين ، وخصوصا السعوديون ، يعولون على هذه "القمة" الاستثنائية في تشكيل نظام إقليمي جديد تتقاسم المملكة قيادته مع أطراف محدودة أو على الأقل الاتفاق نهائيا على استراتيجية مشتركة للشرق الأوسط تحافظ على أمن دول الخليج العربي وتسهم في تسوية الأزمات الإقليمية المشتعلة وتحد من من نفوذ إيران في ظل تصاعد المخاوف الخليجية من تأثير الاتفاق النووي مع طهران على الأمن الإقليمي. ومن جانبها كتبت جريدة (الأخبار) تحت عنوان "مصر السعودية .. حكومة وشعبا" أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر، والتي استمرت خمسة أيام هذا الشهر، أسست لآفاق رحبه جديدة في العلاقات بين البلدين، من المتوقع أن تصل إلى تعاون تام على كل الأصعدة وفي جميع المجالات لبضع سنوات، ويمكن أن يصل هذا إلى تحالف تام. وأضافت الصحيفة أن هذا التحالف ليس ضد أحد ولكنه تحالف يهدف إلى مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه البلدين سواء كانت تحديات سياسية أو اقتصادية أو عسكرية. أما جريدة (الأهرام)، فكتبت في افتتاحيتها بعنوان" زيارة كيري"، أنه بالرغم من اتفاق كل من مصر والولايات المتحدة، على أن العلاقات بين البلدين إستراتيجية، فإنها مثل أي علاقة تنتابها حالات المد والجزر من حين إلى آخر، لكنها تبدو صامدة أمام الأنواء. وقالت إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ، جون كيري، الحالية إلى مصر، تعد فرصة مهمة لزيادة التنسيق والتفاهم بين البلدين في ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، والتطورات التي تمر بها المنطقة، سواء في ليبيا أو اليمن أو سوريا، وكذلك الحملة ضد الإرهاب والجماعات الإرهابية. وأضافت الصحيفة أنه من المؤكد أن العلاقات المصرية الأمريكية أكبر وأهم من أن يكون لواشنطن "ملاحظات" على حقوق الإنسان، أو منظمات المجتمع المدني في مصر، أو حجم المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، أو غيرها من تلك القضايا "الثانوية" التي يريد لها البعض أن تطفو على السطح، بحيث تعكر العلاقات بين البلدين وتظل متوترة ولا تستقر. وبالإمارات، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن التشكيك في علاقات الأشقاء لا يأتي إلا من المغرضين وسيئي النوايا، الحاقدين على التقارب والأخوة وقوة الروابط بين الأشقاء. وأشارت في هذا السياق، إلى أنه لا يخفى على أحد مدى قوة ومتانة العلاقات والروابط بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، موضحة أن "هذه العلاقات التي انصهرت في بوتقة واحدة بمزيج من التضحية والشهادة على أرض اليمن الشقيق الذي ارتوى ترابه بدماء شهداء الإمارات والسعودية الأبرار معا، كما انعكست قوة ومتانة هذه العلاقات في تطابق المواقف السياسية تجاه القضايا الإقليمية والدولية كافة، بل وحتى القضايا الأمنية الداخلية". وأبرزت الافتتاحية أنه بالرغم من أن بعضا من أصحاب الفكر الأسود سعوا إلى التشكيك في العلاقات بين السعودية والإمارات، فإنه لن يصدقهم عاقل، مشيرة في هذا السياق إلى تأكيد وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور بن محمد قرقاش على أن هؤلاء الرافضين لمحور الرياضأبوظبي خاضعون لفكر المؤامرة، وإن فكرهم قديم وساقط. ومن جهتها، أكدت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أن الاحتلال الإسرائيلي يصر على المضي قدما في مسلسل إجرامه ووحشيته بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، متجاهلا كافة القوانين والمواثيق الدولية وضاربا بها عرض الحائط. وأشارت إلى أنه يستغل في ذلك انشغال العالم في حل القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، وموظفا للأزمة السياسية والعسكرية التي تعيشها بعض دول المنطقة كسورياولبنان، كغطاء يحجب إجرامه بحق الأرض والبشر في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة عن المجتمع الدولي. وشددت على أن اقتحام عصابات المستوطنين، بحماية رسمية من سلطات الاحتلال لباحات المسجد الأقصى الشريف، يؤكد أن اعتداءات هذه العصابات ليس سلوكا فرديا أو عفويا وإنما هي جرائم ممنهجة ومعززة بحماية الآلة العسكرية الاسرائيلية. وخلصت الافتتاحية إلى أن مسؤولية وقف جرائم الاحتلال هي مسؤولية مشتركة، تقع على عاتق المجتمع الدولي بأكمله، فمفتاح الامن والاستقرار في المنطقة هو رفع الظلم الإسرائيلي عن الشعب الفلسطيني، وإعادة حقه التاريخي بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفرض عقوبات جادة وصارمة بحق الانتهاكات الإسرائيلية. وفي قطر ، أكدت صحيفة (الراية) أن القمة الخليجية الأمريكية، المقرر عقدها اليوم الخميس بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأمريكي باراك أوباما في الرياض، "تكتسب أهميتها من أهمية القضايا الراهنة التي ستناقشها والتي ستتركز على ثلاثة محاور رئيسية تتناول التعاون العسكري بين دول الخليج وأمريكا ومكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الإقليمية ومن ضمنها التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة"، مشيرة إلى أن جميع هذه القضايا تؤثر على العلاقات الخليجية الأمريكية "سلبا وإيجابا". ومن هذا المنطلق ، ترى الصحيفة ، أن هناك أملا خليجيا بأن تسفر القمة عن نتائج تكون في مستوى التحديات التي تشهدها الساحتان الإقليمية والدولية، وأن تكون نقطة انطلاقة جديدة تسهم في تثبيت ركائز الأمن والسلم في المنطقتين الخليجية والعربية، بما يضمن تحقيق تطلعات شعوبها في التقدم والرخاء بعيدا عن التدخل في شؤونها الداخلية. على صعيد آخر ، نوهت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها ب"الاشادة" المعبر عنها أمس من قبل وفد مشترك يمثل منظمة العمل الدولية ومنظمة أصحاب الأعمال العالميين، ºيزور حاليا البلاد، بعد معاينته سير الاشغال في عدد من الأوراش المتعلقة باستضافة مونديال 2022 لكرة القدم ، مبرزة في افتتاحيتها "أن قطر لا تزال تشمر عن سواعد عقلها وخيالها ومواردها وإرادتها، لاستكمال كافة متطلبات هذه الاستضافة، هذا العرس الأممي الكبير". و استطردت الصحيفة قائلة إنه " ليس من رأى، كمن سمع (..) و يحمد للوفد المشترك، أنه لم يرخ السمع، إلى الأسطوانة المشروخة التي ظلت تدور، وتبخس قطر أشياءها (..) أسطوانة المغرضين، أصحاب الأجندة المشبوهة"، مشيرة أن الوفد المشترك للمنظمتين " قد وقف على الحقائق الثابتة على الأرض(..) وقال كلمته، بكل الشفافية والوضوح". وفي البحرين، علقت صحيفة (الوسط) على زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إلى المملكة العربية السعودية، بالقول إنه في العام 2011 انفجرت أحداث ما سمي ب(الربيع العربي)، وذلك في عهد أوباما الذي "تخلى بسرعة عن الرئيس المصري حسني مبارك، مما أحدث شرخا في طبيعة العلاقات الأميركية مع حلفائها العرب"، مضيفة أن (الربيع العربي) انقلب إلى خريف طائفي، وإلى مذابح ومآس وأزمات لا ترى نهاية قريبة لها إلا وتنفجر وتتمدد بشكل آخر. وكتب رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "زيارة أوباما التاريخية للسعودية" أنه في العام 2013، اعتقدت السعودية أنها توصلت إلى اتفاق مع أمريكا بشأن سورية، ولكن ما حدث كان مفاجئا، "إذ تراجع أوباما عن ضرب النظام السوري في الساعة الأخيرة، معتبرا أن خطر التنظيمات الإرهابية التي ستسيطر على المشهد السوري أخطر من الحكومة السورية الحالية". وأشار إلى تصاعد الخلاف في وجهات النظر بين أمريكا والسعودية، وبصورة علانية، حيث وصلت إلى تصريحات اعتبرت غير معهودة، أهمها ما جاء في مقابلة أجرتها مجلة (أتلانتيك) حول عقيدة أوباما في 12 مارس الماضي، والتي أثارت ردود أفعال عديدة. ومن جهتها، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن زيارة الرئيس أوباما إلى الرياض تحمل رسالة مألوفة، حسب آراء المحللين، مفادها أن أمريكا لن تتخلى عن حلفائها وأنها ستدافع عنهم (..)، "لكن ما يجري على أرض الواقع هو أمر مختلف، فهناك تحالف واضح وضوح الشمس بين إدارة أوباما وبين إيران على حساب المنطقة العربية وخاصة دول الخليج". وكتبت الصحيفة أن "موقف أمريكا مكشوف ومفضوح، لكن المهم ما الذي سنفعله تجاهها؟"، مبرزة أن مواقف المملكة العربية السعودية "حازمة تجاهها في مواقف عدة، والمطلوب أن تستمر هذه السياسة من جميع دول الخليج، وأن نكون صفا واحدا أمام مؤامراتها وأهدافها المدمرة في المنطقة". وبلبنان، أبرزت (الجمهورية) أن السجال بين بعض القوى السياسية هدأ، أمس، ليسود " تشنج نسبي " على طاولة الحوار الوطني 18 بين رؤساء الكتل النيابية ورئيس الحكومة، بعد تباين في المواقف حول أولويتي إقرار قانون الانتخاب النيابي وانتخاب رئيس الجمهورية. وفي سياق آخر، كشفت الصحيفة نقلا عن " مصادر روسية معنية بالملف اللبناني" أن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري " تبلغ خلال زيارته الأخيرة لموسكو والتقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني لم تنضج ظروفه بعد". وأوضحت أن الحريري " تلقى نصيحة من القيادة الروسية، التي تنظر إليه كصديق قديم، بعدم استنزاف طاقاته السياسية، في محاولة لتأمين نصاب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية في القريب العاجل والاهتمام بقضايا أخرى إلى حين نضوج اللحظة الرئاسية المرتبطة بالحل السياسي في سوريا والمنطقة". أما (النهار) فعلقت على المشهد الداخلي بالقول إن من غرائب السياسة في لبنان أن تحفل المنابر الاعلامية ب"معارك كلامية وسجالات وتراشق بالاتهامات بالفساد" بين الفرقاء السياسيين، ثم يجتمع ممثلوهم، أمس في جلسة الحوار الوطني ل"ينسقوا تحالفهم في المعارك الانتخابية البلدية المقبلة"، كما يشاركون معا في اعتصامات احتجاجا على التسيب في قطاع الانترنت غير الشرعي.