تطرقت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الجمعة إلى جملة من المواضيع من أبرزها العلاقات الخليجية الأمريكية في ضوء قمة الرياض الخليجية الأمريكية، ومفاوضات السلام السورية في جنيف ، فضلا عن مواضيع تهم الشؤون المحلية. ففي مصر، كتبت جريدة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان "الكرة في ملعب الحكومة"، أن الكرة الآن باتت في ملعب الحكومة بعد منح البرلمان ثقته لحكومة شريف إسماعيل ، وبعيدا عن الوعود البراقة، والعبارات المعهودة، التي ترددها كل الحكومات داعية إلى وضع برامج تنفيذية واضحة المعالم لحل مشكلات الجماهير، منها التعليم والصحة والكهرباء والمياه والمرور والأسعار والرواتب والصرف الصحي وغيرها. وأضافت أن "الجميع يعلم أن المشاكل اليومية لا حدود لها، ولا داعي للإنكار، أو التخفي وراء حجة نقص الموارد والإمكانات" مؤكدة أن المطلوب خطط واضحة لمعالجة مشكلات الاقتصاد، وصولا إلى تحقيق الهدف الذي يسعى إليه الجميع، وهو زيادة موارد الدولة، وخفض عجز الموازنة. وفي موضوع آخر، كتبت جريدة (المصري اليوم) تحت عنوان "ما ذا يريد أوباما من الخليج" حول زيارة باراك أوباما للسعودية ومباحثاته مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وقالت إنه "كان هناك اتفاق على أن الرئيس الأميركي يسعى لتهدئة الخواطر وإصلاح العلاقات التي ساءت كثيرا، لكي لا يقال تأزمت، لكن هل تكفي هذه الزيارة القصيرة لإزالة كل ما علق بالعلاقات خلال الفترة الماضية؟". وأضافت أنه من الصعب تخيل أن الزيارة ستحقق اختراقات حقيقية على صعيد استعادة الثقة في العلاقات "التي ظلت راسخة لعقود طويلة، قبل أن تهتز في عهد أوباما خصوصا خلال ولايته الثانية" ، مشيرة إلى أن "حجم الإحباطات في المنطقة من سياساته كبير بحجم الآمال والوقعات التي كانت منتظرة منه، بعد خطابه الشهير للعالم العربي من القاهرة في مستهل رئاسته". وفي قطر ، أجمعت الصحف في افتتاحياتها على أن القمة الخليجية الأمريكية التي اختتمت أعمالها أمس في الرياض تكتسب أهميتها من أنها جاءت لتؤكد على تقوية قدرات دول الخليج لمواجهة التهديدات التي تشهدها المنطقة، وأهمية وضع استراتيجية واضحة للتعاون الخليجي الأمريكي . فقد اعتبرت صحيفة ( الوطن) أن التوصيات والمقررات التي خلصت إليها القمة الخليجية- الأمريكية " تمثل منطلقا جديدا بالغ الاهمية لتأكيد قوة الشراكة الاستراتيجية بين دول التعاون الخليجي والولاياتالمتحدةالأمريكية" ، ملاحظة أن مقررات القمة "تضمنت عدة مؤشرات سياسية وأمنية واقتصادية مهمة، منها على الخصوص " إدانة إيران بزعزعة استقرار المنطقة ودعمها لجماعات إرهابية." بدورها ، اشارت صحيفة ( الراية) الى أن القمة قد أكدت على الحرص الخليجي الواضح على أهمية وضع استراتيجية جديدة للعلاقات الخليجية الأمريكية "تقوم على المصالح المشتركة وفقا للمنظور الخليجي وليس الأمريكي" خاصة في ما يتعلق بالقضايا والأزمات الإقليمية والموقف من الأطماع الإيرانية ، مؤكدة أن القمة "جاءت بمثابة رسالة جماعية خليجية للإدارة الأمريكية بأن دول الخليج مثلما هي حريصة على أهمية العلاقات الاستراتيجية القائمة مع أمريكا فهي أيضا لن تتراجع عن مواقفها تجاه القضايا الخلافية". من جهتها ،اعتبرت صحيفة (الشرق) أن القمة الخليجية الأمريكية قد خرجت بقرارات وتفاهمات تجدد متانة العلاقات بين الجانبين، وتؤكد على تفعيل اتفاقيات الدفاع المشترك بين الجانبين لردع أي خطر خارجي، كما قدمت القمة تصورا وتوصيفا واضحا ودقيقا لأزمات المنطقة. وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن بلدان الخليج لا تريد من أمريكا أو غيرها إلا الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد من بلدانها ، وأشادت بالأسلوب الحازم الذي تقوده المملكة العربية السعودية حاليا "سواء في المواجهة أو المساندة للأشقاء"، مؤكدة أن " هذا الأسلوب الشجاع هو السبيل الوحيد لحماية المنطقة". وكتبت الصحيفة أن واشنطن "لن تقر لنا بما نستحقه، أو ستقول إنها تفعل وهي في الواقع لا تفعل، وخاصة بعد أن عقدت حلفها المشؤوم مع إيران لتدمير المنطقة حماية للعدو الصهيوني (..)"، مشددة على أنه لذلك "ليس أمامنا إلا أن ندافع عن أنفسنا بأنفسنا وأن نواجه أمريكا بالحزم اللازم لكي تقر لنا بما نستحق ولكي تعاملنا بحسب المواثيق الدولية والشرعية الدولية". ومن جهتها، تساءلت صحيفة (الوطن) لماذا تنتظر المنطقة أن تحل قوة أخرى مكان القوة الأمريكية لتشغل الفراغ الذي سينتج عن انسحابها كما حدث مع انسحاب القوات البريطانية في بداية السبعينات من القرن الماضي؟ ولماذا لا تكون القوة البديلة خليجية؟ خصوصا وأن دول مجلس التعاون الخليجي اليوم مؤهلة للقيام بهذا الدور الذي "يتطلب توفر الثروة والقوة والرأي والحكمة، وكلها متوفرة وبكثرة". وأكدت الصحيفة أن دول مجلس التعاون لم تعد دولا هامشية لا حول لها ولا قوة، وهي تمتلك اليوم إلى جانب الثروات عقولا بإمكانها أن "تغير وتدير وتطور وتنفع نفسها والآخرين"، مشيرة إلى أنه من الطبيعي أن يكون لهذه الدول دور في العراق ولبنان واليمن وليبيا وكل مكان يمكن أن تكون لها فيه مصلحة. واليوم بإمكانها أن تغير من المعادلات وحتى من نتائج الحروب لو صارت جزءا منها أو تدخلت فيها بطريقة أو بأخرى. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن قمة الرياض الخليجية الأمريكية كانت "تاريخية لأنها تقبض على لحظة تاريخية هي لحظة تحول جذري في المنطقة، ثم تنطلق منها إلى آفاق أبعد من التعاون الخليجي من جهة، وتعاون التعاون مع العالم من جهة ثانية، لما يحقق مصلحة الإنسان في المنطقة والعالم". وأوضحت أن هذه القمة، تشير، من حيث مداولاتها ونتائجها، بقوة، إلى بدء مرحلة جديدة تغادر فيها دول المنطقة التعاون في شكله التقليدي، إلى تعاون يحلق بأجنحة المبادرة والسبق والإيجابية، وكل ذلك في أفق من الوعي بالمستجدات والمتغيرات نحو تحقيق نوع جديد، متجدد، وغير مسبوق من المواكبة، بل الاستعداد للمستقبل بكل أحداثه، أو مفاجآته. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، أنه بالرغم من تصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبيل مغادرته الرياض بأن القمة الخليجية الأمريكية كانت ناجحة، فإن الأهم هو " أن تكون القمة ناجحة بنتائجها وما يتبعها من مواقف وتعاون بين الطرفين، وليس بالتصريحات والتعليقات والأمنيات والتطلعات التي رددها عنها ضيف الخليج أوباما خلال القمة". وبحسب كاتب المقال، فإن مشاركة الرئيس الأمريكي في القمة فيها تأكيد لحرص الولاياتالمتحدة على معرفة مواقف قادة مجلس التعاون الخليجي تجاه أزمات المنطقة وقضاياها، وكذلك رغبتها في الحفاظ على علاقاتها مع دول الإقليم، "كما أن هذه المشاركة وهذا الحضور الأميركي يبددان كل الشكوك والتحليلات حول العلاقات الأميركية الخليجية التي يبدو أنها تمر بصعوبات حقيقية، إلا أن كلا من الطرفين حريص على تجاوزها، والمحافظة على بقاء علاقاتهما المتميزة". وشدد كاتب المقال على أن رؤية مجلس التعاون الخليجي وقادة الحزم والحسم تبدو واضحة ولا غبار عليها، وقال إن دول المجلس "أصبحت تعي المخاطر والتحديات التي تواجهها، وتعرف تماما أصدقاءها وأعداءها، وبالتالي لن تعتمد على صديق أو حليف في حل مشكلاتها، وإنما ستعتمد على نفسها بالدرجة الأولى وستستعين بأصدقائها الحقيقيين". وأكدت الصحيفة على أن الوضع الجديد الذي تمر به المنطقة العربية بأسرها يحتم على دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من أي وقت مضى التكاتف والتلاحم، والعمل المشترك وتقوية كيان المجلس الخليجي، وخصوصا بعد الظروف الصعبة التي مرت بها علاقات هذه الدول خلال السنوات الماضية والانقسامات التي عانت منها بسبب اختلاف وجهات النظر في بعض القضايا الإقليمية. وبلبنان، اهتمت الصحف بالمشهد الإقليمي، إذ علقت (الجمهورية) بالقول إنه وفي الوقت الذي علقت فيه مفاوضات السلام السورية في جنيف، "وسط تحذير روسي للمعارضة من أن تعليق مشاركتها فيها يعني تضامنها مع الإرهابيين، وهو ما يهدد باندلاع مواجهة شاملة في سوريا"، بدأت في الكويت، أمس، مفاوضات السلام اليمنية برعاية الأممالمتحدة. كما تصدرت القم ة الأميركية الخليجية الاهتمامات، مشيرة الى أن بيانها الختامي خلص الى إلى اتهام إيران ب"زعزعة" استقرار المنطقة ودعمها لجماعات إرهابية، منها (حزب الله). وأبرزت اتفاق المشاركين في القم ة على تنسيق الجهود لهزيمة الجماعات الإرهابية والقيام بمناورات عسكرية مشتركة في مارس 2017، وزيادة تبادل المعلومات في شأن الأخطار الإيرانية في المنطقة. وفي السياق ذاته كتبت (النهار) أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، طمأن دول الخليج العربية إلى أن الولاياتالمتحدة ستردع أي عدوان عليها، إلا أنه لم يذهب إلى حد اعتبار طهران "تهديدا مشتركا"، بل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، على رغم إقراره باستمرار وجود "مخاوف حقيقية" من الجمهورية الإسلامية.