خصصت صحف أروبا الغربية الصادرة اليوم الخميس، أبرز تعاليقها لتخلي فرنسا عن الإصلاح الدستوري المتعلق بالحرمان من الجنسية، والهزيمة التي لحقت ب"داعش"، ووصول زعيم حكومة الوحدة الوطنية الليبية المدعوم من قبل الأممالمتحدة. ففي إسبانيا، اهتمت الصحف على وجه الخصوص بالاجتماع الذي عقد أمس الاربعاء بين الأمينين العامين لحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب بوديموس اللذان التزما بالحوار لتشكيل حكومة يسارية. وكتبت (إلموندو) أن زعيم حزب بوديموس، بابلو اغليسياس، أعرب عن استعداده لتقديم تنازلات والتخلي عن منصب نائب رئيس الحكومة للسماح بتشكيل حكومة مع الحزب الاشتراكي وإخراج إسبانيا من المأزق السياسي التي هي فيه. أما (أ بي سي) فأردت تصريحات زعيم الحزب الاشتراكي، بيدرو سانشيز، الذي أكد أن حزبه يعتبر أن تشكيل حكومة عقب هذا الاجتماع أقرب من الدعوة لانتخابات جديدة، رغم الاختلافات التي لا زالت موجودة بين الحزبين. من جهتها، اشارت (إلباييس) إلى أن الامين العام لحزب سيوددانس، ألبرت ريفيرا، رفض فكرة دعم حكومة يشكلها حزب بوديموس، داعيا الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني للتفاوض مع الحزب الشعبي لتشكيل حكومة يدعمها حزبه. وفي سياق متصل، كتب (لا راثون) أن سانشيز اعترف في تصريحات للصحافة ان اتفاقا بين سيوددانس وبوديموس غير مرجح عمليا، مشيرة إلى أن زعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، سيقترح على الحزب الاشتراكي اتفاقا شريطة عدم التفاوض مع متطرفي حزب بوديموس. وفي ألمانيا ركزت أغلب الصحف في تعليقها اليوم على تخلى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن فكرة تعديل الدستور الذي يخول إمكانية نزع الجنسية الفرنسية عن المدانين بتهم الارهاب مزدوجي الجنسية. واعتبرت صحيفة (دي فيلت)، أن فشل قوانين في مكافحة الارهاب في فرنسا سببه الحقيقي ليس المعارضة بالضيط ، ولكن عدم نضج مشروع القانون من جهة ، والمقاومة التي يتعرض لها هولاند من مناضلين من داخل صفوف حزبه من جهة أخرى ، وأبرز دليل وزيرة العدل كريستيان تاوبيرا التي استقالت من منصبها احتجاجا على هذا المشروع. وأضافت الصحيفة أن هناك هدر للفرص داخل الحزب الاشتراكي لتحديد سياسته الأمنية والدفاع عن أطروحة فرنسا التي تخوض "حربا مع الارهاب ". من جهتها أبرزت صحيفة (شتوتغارتر تسايتونغ)، أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أقر بعجز مجلسي الجمعية الوطنية المصادقة على مشروع القانون الخاص بسحب الجنسية على كل الذين يدانون بتهم الارهاب إذ أكد "أن التوصل الى حل وسط ليس في متناول اليد" . وذكرت الصحيفة أن هذا المشروع تم اقتراحه عقب الهجمات التي شهدتها العاصمة باريس في نونبر الماضي والتي أسفرت عن مقتل 130 شخصا وجوبهت بمعارضة قوية وأدت الى استقالة وزيرة العدل في فبراير الماضي. أما صحيفة (راين نيكتار تسايتونغ)، فكتبت أنه بعد أشهر من الخلاف في فرنسا حول مشروع تعديل دستوري ، تخلى الرئيس الفرنسي هولاند عن هذا المشروع الذي كان يرمي إلى التصدي للمدانين بالإرهاب . وأضافت الصحيفة أن هولاند أكد على استحالة إيجاد حل وسط بين الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ والتفاهم حول هذا القانون الذي كان يروم نزع الجنسية على المدانين بجرائم لها علاقة بالإرهاب، المنحدرين من أصول أجنبية. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف بالتوتر القائم في طرابلس بعد وصول رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المدعوم من الأممالمتحدة، فايز السراج، أمس الاربعاء، إلى البلاد. وكتبت (كورييري ديلا سيرا) أن الرئيس الجديد للحكومة الوطنية الليبية وصل أمس الأربعاء إلى طرابلس عن طريق البحر قادما إليها من تونس، لكن السلطات غير المعترف بها في العاصمة أمرته بمغادرة البلاد فورا. وأضافت أنه سمع دوي طلقات نارية متقطعة في المساء بالعاصمة الليبية حيث قطعت الطرق الرئيسية من قبل أفراد مسلحين، بعضهم بالزي الرسمي والآخرون بزي مدني يحملون رشاشات، مشيرة إلى أن خطر انفجار حرب أهلية بشوارع العاصمة بات واضحا. بدروها أوردت (لا ريبوبليكا) أن الرئيس الجديد للحكومة الليبية حل أمس بطرابلس بعد "رحلة محفوفة بالمخاطر" استمرت عدة ساعات عن طريق البحر انطلاقا من تونس، وأنه ما إن حط الرحال حتى تفجرت اشتباكات بين الميليشيات المتناحرة في المساء، مما "يجعل تدخلا عسكريا دوليا في ليبيا وشيكا". وفي سياق آخر ذكرت(إيل تيمبو) أن مشروع بناء ملعب جديد لنادي روما، بات جاهزا وسيقدم في الأيام القادمة إلى السلطات المحلية، مضيفة أن أشغال بناء ملعب جديد يتسع ل52 ألف و500 متفرج قد تنطلق في دجنبر 2016. وفي البرتغال اهتمت الصحف بقضية الفساد التي يتابع فيها رئيس الوزراء السابق خوسيه سقراط، وجنازة الضحايا البرتغاليين ال12 الذين قتلوا في حادثة سير وقعت مؤخرا بفرنسا، إلى جانب مواضيع أخرى. وأوردت (لو بوبليكو) أن مدير الإدارة المركزية للتحقيقات، أماديو غيرا، قرر إنهاء التحقيق في فضية الفساد المتهم فيها رئيس الوزراء السابق خوسيه سقراط قبل 15 شتنبر المقبل، مشيرة إلى أن أمام القاضي المكلف بهذا الملف ستى أشهر ليقرر ما إذا سيتابع الزعيم السابق أو سيتم حفظ القضية لعدم كفاية الأدلة. أما (كوريو دا منها) فكتبت أن جنازة المهاجرين ال12 خيم عليها الحزن والتأثر، وأنه تم في كل البلدات التي ينحدر منها الضحايا الترحم على هؤلاء الأشخاص الذين لقوا مصرعهم الجمعة الماضي في حادثة سير قرب ليون الفرنسية، مشيرة إلى أن الضحايا، وبينهم زوجين وابنهم البالغ من العمر سبع سنوات، مقيمون في سويسرا، وكانوا على متن شاحنة صغيرة، قادمين لقضاء عطلة عيد بالبرتغال. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بأزمة صناعة الصلب البريطانية التفاقمة بسبب انخفاض أسعار الحديد في السوق الدولية والوضع في ليبيا. وتطرقت (الغارديان) للاجتماع الطارئ الذي سيرأسه غدا الجمعة بلندن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حول الأزمة التي يعرفها قطاع الصلب، والتي تتفاقم بسبب إعلان العملاق الهندي تاتا ستيل عزمه بيع مصانعه في المملكة المتحدة بسبب المنافسة الدولية القوية. من جانبها، قالت (فاينانشال تايمز) إن قرار مجموعة تاتا بيع مصانعها في المملكة المتحدة سيكون له تأثير مباشر على حوالي 15 ألف فرصة عمل أغلبها في بورت تالبوت ببلاد الغال، وهي منطقة هشة اقتصاديا فعلا. أما (الاندبندنت)، فعادت للوضع في ليبيا التي وصلها رئيس حكومة الوحدة الوطنية المدعوم من قبل الأممالمتحدة، فايز السراج، عن طريق البحر مرفوقا بعدد من أعضاء حكومته، الأمر الذي أثار آمال المجتمع الدولي، مضيفة أن السلطات غير المعترف بها في طرابلس دعت السراج لمغادرة العاصمة، واصفة حكومته بأنها "غير قانونية". واهتمت الصحف البلجيكية، اليوم الخميس، بالتداعيات السياسية للاعتداءات التي استهدفت بروكسل، خاصة غياب التوافق بين الفاعلين السياسيين حول لجنة تقصي الحقائق البرلمانية والتي ستنكب على البحث في الطريقة التي تمت بها تدبير ما حدث يوم وقوع هذه الاعتداءات. فتحت عنوان "اعتداءات : بداية غير موفقة للجنة التقصي"، كتبت (لوسوار) أن المعارضة والأغلبية" لم تتمكنا من التوصل إلى اتفاق حول ولاية محددة للجنة البرلمانية" مشيرة إلى حالة من التوتر بين مختلف الفرقاء السياسيين. من جانبها، اشارت (لا ليبر بلجيك) إلى أن "الأحزاب السياسية منقسمة بشأن اللجنة الخاصة التي ستقوم بتقصي الحقائق حول التحقيقات بعد هجمات بروكسل. وأكدت أن "الفرق السياسية لم تتوصل إلى اتفاق أمس الأربعاء حول نص مشترك" مضيفة أن "الفترة الزمنية التي سيغطيها التحقيق البرلماني كان موضوع نقاش، غير أنه لم تعترض أي من أحزاب المعارضة على عدم اقتصار عمل اللجنة فقط على التشريعات الحالية". وفي سويسرا، خصصت الصحف تعليقاتها على الهزائم المتتالية التي مني بها تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا متسائلة هل هي بداية نهاية التنظيم. وكتبت (لاتريبون دو جنيف) في مقال يحمل عنوان "نقطة تحول في الحرب على داعش" أن التنظيم الذي كان لا يقهر يبدو أنه لم يعد قادرا على الاستمرار على جبهة القتال. وأشارت (24 أور) إلى أن تراجع الجهاديين راجع إلى فقدان عدد من القياديين العسكريين في الشهور الأخيرة، عقب القصف الذي قام به التحالف الدولي لمواقعهم. وتساءلت (لوطون) هل هي "نهاية الدولة الإسلامية؟"معتبرة أن التنظيم الإرهابي لم يهزم بعد على الرغم من انسحابه من بالمير ومقتل عبد الرحمان القادولي الرجل الثاني في التنظيم. واهتمت الصحف الفرنسية بتداعيات قرار الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند إغلاق النقاش حول الإصلاد الدستوري القاضي بسحب الجنسية بسبب غياب التوافق بين الأغلبية والمعارضة حول هذا المشروع الذي جاء في سياق اعتداءات باريس في نونبر الماضي. وكتبت ليبيراسيون أن التاريخ السياسي الفرنسي لم يشهد أن تقدم رئيس جمهورية بمبادرة لم تصل إلى هدفها المنشود بهذا الشكل، مذكرة بأنه وبعد اعتداءات نونبر أعرب هولاند عن أمله في وحدة وطنية تعلو فوق الأحزاب. وأشارت الجريدة إلى أنه "ومنذ أسابيع، وفرنسا تناقش سؤالا صعبا هل من الأفضل القطع مع المساواة بين الفرنسيين أمام القانون أو خلق عديمي الجنسية وهو ما يتعارض مع الفصل 15 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان¿ من جانبه، أشارت لوفيغارو إلى أنه لا ضحايا الباتاكلان، ولا بروكسل ولا التهديدات المحيطة بنا في كل مكان منعت الطبقة السياسية من اللجوء إلى المناورات بخيسة. وأعرب عن خشيته من أن يلقي الرأي العام الجميع مستقبلا في سلة واحدة، كل الذين صفقوا على خطاب 16 نونبر بفرساي، واليمين واليسار مجتمعين، كذا الذين أمضوا أربعة أشهر لإفساد الوحدة الوطنية.