خصصت صحف أوروبا، الصادرة اليوم الثلاثاء، أبرز تعاليقها لظاهرة الاحتباس الحراري، ومشكلة انعدام الأمن بجنيف، وأحداث أجاكسيو، وما بعد انتخابات 20 دجنبر بإسبانيا، وحوادث الاحتفال برأس السنة. ففي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بما بعد انتخابات ال20 دجنبر الجاري، خاصة الأزمة التي تفجرت داخل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، خلال اجتماع للجنة الاتحادية أمس الاثنين بمدريد. وهكذا، كتبت صحيفة (أ بي سي)، في هذا السياق، أن رئيسة جهة الأندلس، سوزانا دياز، تعتزم طلب دعم مسؤولي الحزب اليساري لاستبدال الأمين العام الحالي، بيدرو سانشيز، في مارس المقبل. المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (إلباييس)، التي أشارت إلى أن أعضاء الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني طلبوا من سانشيز الدعوة لعقد مؤتمر للحزب واستبعاد إمكانية الدخول في ائتلاف مع حزب بوديموس من أقصى اليسار. أما صحيفة (لا راثون)، فأفادت أن المسؤولين الجهويين للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني يرغبون في انتخاب زعيم جديد في حال إجراء انتخابات جديدة، إذا لم تتمكن أي قوة سياسية من تشكيل الحكومة، لكون الانتخابات السابقة لم تمنح الأغلبية لأي هيئة سياسية. وفي سياق متصل أوردت (إلموندو) أن الحزب الشعبي، وحزبا سيوددانس وبوديموس تحاول الاستفادة من الأزمة الداخلية التي يعيشها الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني للضغط على بيدرو سانشيز، وإقامة تحالفات ما بعد الانتخابات مع هذا الحزب. وفي هولندا اهتمت الصحف بحوادث العنف المتصلة بالاحتفال بعيد الميلاد، إذ كتبت (دي فولكس كرانت)، تحت عنوان "27 قتيلا بالولاياتالمتحدة في عيد الميلاد هذه السنة" بسبب العنف المسلح، أن الأسلحة النارية تتسبب في مزيد من الضحايا بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضافت اليومية أنه تم في سنة 2015 تسجيل نحو 51 ألف و748 حادثة بأسلحة نارية بهذا البلد، مشيرة إلى وقوع 380 حالة وفاة في حوادث قتل بجميع أنحاء الولاياتالمتحدة، وقع آخرها في سان برناردينو. وفي علاقة بالاحتفال بعيد الميلاد، نقلت (إن إر سي) عن اتحاد الشرطة الهولندية، أنه رغم رفض الحكومة الهولندية فرض إجراءات جديدة لتنظيم استخدام الألعاب النارية، فإن مصالح الشرطة غير قادرة على ضمان احترام القانون بسبب نقص الموظفين. وبحسب اليومية فإن عناصر الشرطة يميلون للتركيز على التجارة غير المشروعة للألعاب النارية، لكن استخدامها المفرط خارج الجداول المحددة لهذا الغرض شائع، مبرزة أنه تتم مصادرة آلاف الأطنان من هذه المتفجرات غير المشروعة سنويا. أما صحيفة (أ دي) فأوردت أن غالبية البلديات الهولندية اختارت هذه السنة إقامة مناطق مغلقة أمام الألعاب النارية، لاسيما حول المؤسسات التعليمية والمناطق السكنية وذلك بغية تجنب وقوع حوادث من هذا النوع. وفي فرنسا تطرقت صحيفة (لوموند) الى الاحداث التي شهدتها أجاكسيو بكورسيكا، مشيرة الى انه من غير المقبول، وضع كمين لرجال المطافئ الذين تدخلوا لإطفاء حريق بحي شعبي، أو تنظيم مظاهرة دعما لهؤلاء تحولت الى اعمال نهب وتدنيس لمسجد ورفع شعارات عنصرية. وأضافت الصحيفة ان جزء صغيرا من سكان اجاكسيو ادعوا تحقيق العدالة بأنفسهم، واعطوا بذلك صورة مؤسفة عن منطقة للفوضى ومعاداة الاجانب. من جهتها اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بقرار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الاحتفاظ في مشروع اصلاح الدستور باجراء سحب الجنسية من الإرهابيين مزدوجي الجنسية المزدادين بفرنسا، مبرزة ان المسألة الوحيدة اليقينية لهذا الاجراء المثير للجدل تتمثل في كونه ليس من شأنه ان يجنب وقوع اعتداءات في المستقبل. وقالت الصحيفة ان هذا الجدل ادى الى تبخر فكرة الوحدة الوطنية التي برزت بعد اعتداءات 13 نونبر . بالمقابل انتقدت صحيفة (لوفيغارو) معارضة شخصيات من اليسار لتوسيع سحب الجنسية ، ، مضيفة ان فرانسوا هولاند سار في الاتجاه المعاكس لعائلته السياسية باختياره دسترة هذا الاجراء، وذلك انطلاقا من معرفته الجيدة بمشاعر الراي العام السياسي. وفي بلجيكا، اهتمت الصحافة بالتقرير الأخير لمعهد الأرصاد الجوية الأمريكي الذي أكد أن سنة 2015 شهدت تسجيل درجات حرارة غير مسبوقة. وكتبت (لوسوار) أن معدل درجة الحرارة في كوكب الأرض سجل ارتفاعا بنسبة 87ر0 درجة مقارنة مع القرن الماضي. وأكد التقرير على تصاعد منحى الاحتباس الحراري والذي ينذر بأن سنة 2016 ستشهد ارتفاعا في درجة الحرارة بشكل استثنائي بسبب ظاهرة النينيو والتي ستساهم في الرفع من درجات الحرارة إلى حدود منتصف السنة المقبلة. وفي مقال بعنوان " 2015، السنة الأكثر حرارة في التاريخ " أشارت (لا ليبر بلجيك) أن السنة الحالية ستعرف تسجيل درجات حرارة قياسية منذ أن بدأ العلماء في قياس درجة حرارة الأرض عبر العالم، أي منذ 1860، مضيفة أن عاملين يفسران ارتفاع الحرارة هذه السنة : الاحتباس الحراري الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض، وظاهرة النينيو. وأضافت الجريدة أن كوكب الأرض يتوقع في 2016 أن يشهد درجات حرارة مرتفعة، مشيرة إلى أن حدوث ثوران بركاني من شأنه المساهمة في انخفاض درجات حرارة الأرض بشكل طفيف. من جانبها، اهتمت الصحف السويسرية بإشكالية انعدام الأمن التي أصبحت تدفع المواطنين إلى إحداث " مبادرات محلية " خلقت ارتباكا لدى السلطات. وكتبت (لاتريبون دو جنيف) أن "دوريات تقودها عناصر من هواة فنون الحرب تعطي مؤشرات سلبية عن مدينة لم تعد لها الثقة في قوات الأمن". من جانبها، أشارت (لوطون) إلى أن أجهزة الأمن " لا تنظر لهذه الظاهرة بعين الرضى حيث تعتبر هذه الظاهرة إجراء تلقائيا غير شرعي وبعيد عن عملية مواطنة متشاور بشأنها ". أما (24 أور) فأكدت من جانبها أن السلطات اكتشفت باستغراب كبير وجود دوريات أمنية ليلية بمبادرة من جمعية محلية، مشيرة إلى أن الأمن هو من اختصاص بعض المرافق العمومية أو محترفين مكلفين بهذه المهمة. في السويد، كتبت صحيفة (نويه زيرشير زيتونغ) أن التغييرات السياسية التي حدثت بسبب أزمة اللاجئين تعتبر أكثر وضوحا في السويد مما هي عليه في أي بلد أوروبي آخر. واعتبرت الصحيفة أن عددا كبيرا من اللاجئين يتقوقعون على أنفسهم في تجمعات المهاجرين ولا يحققون الاندماج بشكل جيد، ما يؤدي إلى سيادة عدم الرضا في أوساط السكان لأن غياب آفاق التشغيل يسبب الإحباط الذي يمكن أن يشكل أحد عوامل التطرف. وفي مواجهة هذه العواقب، تساءلت هذه الصحيفة المقربة من الأوساط الليبرالية، عما إذا كان بإمكان السويد أن تقوم في يوم ما بإحياء سياستها الليبرالية الخاصة باللجوء، مؤكدة أن البلاد ستعاني بشكل كبير على المدى الطويل من عواقب أزمة اللجوء الأخيرة. وذكرت بأنه على اللاجئ في الوقت الحالي انتظار أكثر من سنة قبل أن تتم معالجة طلب لجوئه، وذلك على الرغم من أن الحكومة قامت باتخاذ إجراءات للحد من هذا التدفق الكبير. وفي الدنمارك، سلطت صحيفة (سيدسفينسكان) الضوء على مشروع القانون الذي ستتم مناقشته في يناير المقبل، والذي ينص على مصادرة المنقولات الثمينة التي في حوزة اللاجئين لتمويل المساعدات المقدمة لهم، على اعتبار أنه سيكون على اللاجئين "من الآن فصاعدا، المساهمة في تمويل إقامتهم". وانتقد كاتب المقال سبب فرض الحكومة هذا الإجراء الذي تدعي أنه مطبق على الدنماركيين أنفسهم، مشيرا إلى أنه لم يحصل أن تمت مصادرة مجوهرات الدنماركيين المستفيدين من المساعدات الاجتماعية، وان أمرا كهذا يستحيل حدوثه. وفي النرويج، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع المحلية والدولية، وعلى الخصوص، تأثير انخفاض أسعار النفط على ميزانيات بعض البلدان المصدرة للبترول، والإجراءات والتدابير المعتمدة من قبل عدد منها لمواجهة عجز الميزانية وترشيد النفقات والبحث عن إيرادات بديلة.