تركزت اهتمامات الصحف بأوروبا الصادرة اليوم الثلاثاء على مواضيع متعددة كان أبرزها ، اتفاقية المناخ المبرمة بباريس، ودعم الحزب المسيحي الديمقراطي لسياسة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل حول اللجوء ، وبالمناظرة الانتخابية في إسبانيا وانتخابات المناطق في فرنسا. ففي ألمانيا اهتمت الصحف بمصادقة مؤتمر الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه المستشارة أنغيلا ميركل ، بالإجماع على مسودة تتضمن مجموعة من التدابير تعكس السياسة التي تنتهجها ميركل في عدة قضايا وعلى رأسها قضية اللجوء التي تتعرض لانتقادات من جزء من أعضاء الحزب ، إذ اعتبرت الصحف أن هذه المصادقة انتصار للمستشارة. فكتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) ، في تعليقها أن زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي لم تتعرض لنفس الموقف الذي تعرض له رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيغمار غابرييل من قبل منتقديه مشيرة إلى أن غابرييل خاض ولشهور معركة ضارية مع الاشتراكيين الشباب. وذكرت الصحيفة أن ميركل تمكنت من إقناع الأغلبية بحزبها بالسياسة التي تعتمدها في ما يتعلق باللاجئين رغم أنها لم تستجب لكل كل مطالب المعارضين لها في هذا الملف. أما صحيفة ( شتوتغارتر تسايتونغ ) ، فعبرت عن اعتقادها أن " الهدنة " التي أقيمت بين ميركل وجزء من أعضاء الحزب المسيحي الديمقراطي الذي لم يقتنع بسياسة الترحيب ، لن تدوم طويلا. وأشارت الصحيفة إلى أن ميركل تحاول خلال الفترة المقبلة ، أن تنهي الجدل لحل ليس مشكلة واحدة بل جملة من المشاكل. من جهتها لاحظت صحيفة (فولكسشتيمه) ، أن المستشارة ميركل تمكنت من الحصول على دعم قوي في كارلسروه التي احتضنت مؤتمر الحزب المسيحي الديمقراطي مشيرة إلى أن تصويت المؤتمر بالأغلبية على مسودة تؤيد السياسة التي تنتهجها ميركل في معالجة قضايا من ضمنها قضية اللاجئين ، كان بمثابة توقيع على الهدنة ، لكن دون أن يتم الإعلان عن سقف محدد للعدد الذي ستستقبله ألمانيا لاحقا. وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف بالمناظرة الانتخابية التي جرت أمس الاثنين بين مرشح الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ، بيدرو سانشيز، للانتخابات العامة. فتحت عنوان "سانشيز جعل من النقاش الانتخابي هجوما مريرا على راخوي " كتبت صحيفة (أبي سي) أنه حين أصر رئيس الحكومة الإسبانية على نجاح الولاية التشريعية، انتقد المرشح الاشتراكي بشدة غياب مقترحات جديدة لتجاوز الصعوبات الاقتصادية التي تواجه البلاد. والمنحى ذاته سارت عليه صحيفة (إلباييس) التي أشارت إلى أن المرشحين حاولا تقديم نفسيهما كخيار وحيد ممكن لحكم إسبانيا ، مشيرة إلى أن سانشيز تحدث عن ملفات الفساد وعدم المساواة الاجتماعية لمهاجمة مصداقية راخوي . أما صحيفة (لاراثون)، فأشارت إلى أن سانشيز نزل بمستوى النقاش عندما شكك في نزاهة راخوي ، مضيفة أن هذا الأخير فند انتقادات مرشح الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بتقديمه أرقاما ماكرواقتصادية إيجابية بالنسبة لإسبانيا. وفي سياق متصل أشارت صحيفة (إلموندو) إلى أن هجوم سانشيز ضد راخوي بشأن فضيحة الفساد التي هزت الحزب الشعبي، قاد إلى " تبادل غير مسبوق للشتائم " على الساحة السياسية الإسبانية. وفي فرنسا عادت صحيفة (لوموند) للتعليق على نتائج انتخابات المناطق ، مشيرة الى أن نسبة المشاركة المكثفة المسجلة كانت من بين النسب النادرة في الانتخابات من دورين في عهد الجمهورية الخامسة وهو ما حال دون سيطرة الجبهة الوطنية على عدد من المجالس. في السياق ذاته اعتبرت صحيفة (ليبراسيون) ان التنامي المتواصل للاحباط ،والتصويت لفائدة الجبهة الوطنية، يظهر ان طريقة معينة لممارسة السياسة بين الحسابات المتشائمة، والتدبير السيء لا يمكن أن تستمر. وأضافت الصحيفة أن الوقوف مكتوفي الايدي في هذه الظروف يعني تسهيل صعود القومية المتعصبة. من جهتها اهتمت صحيفة (لوفيغارو) بالنقاش داخل اليمين الفرنسي بعد انتخابات المناطق ، مشيرة الى أن اطر يمين الوسط والجمهوريين ، موزعين بين الارتياح ازاء تجنب الاسوأ (فوز الجبهة الوطنية) والقلق من مواجهة اليمين المتطرف في افق الانتخابات الرئاسية لسنة 2017. وفي هولندا اهتمت الصحف باتفاق المناخ ، الذي تم توقيعه في باريس يوم السبت الماضي . فكتبت صحيفة (دي فولكس كرانت) تحت عنوان '' ماذا يعني اتفاق باريس للمناخ بالنسبة لهولندا "، وذلك في محاولة للإجابة على خمسة أسئلة حول الخطوات المقبلة التي قد تمكن المملكة من الوفاء بالتزاماتها والاستجابة للمعايير المطلوبة لاحتواء مشكل الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل من درجتين مئويتين. صحيفة (إين إ رسي) شددت من جهتها على ضرورة نسبية أهمية اتفاق باريس ما يعني أن على مختلف البلدان أن تبذل جهودا لضمان ترجمة الالتزامات إلى أفعال ملموسة. واعتبرت الصحيفة أنه فيما يتعلق بالاحتباس الحراري فإن ضمن العقبات التي تقف أمام عدم امتثال الدول الكبرى لالتزاماتها (الولاياتالمتحدة والصين على وجه الخصوص). من جانبها أشارت صحيفة (أ دي) إلى أنه من المتوقع أن ترفع هولندا من وتيرة جهودها للوصول إلى أهداف الطاقة الخضراء في أعقاب السباق العالمي للحد من انبعاث غازات الاحتباس الحراري والحد من تغيرات المناخ . وفي بريطانيا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع من ضمنها علاقة لندن بالاتحاد الأوروبي. فركزت صحيفة (ديلي تلغراف)، على مشاركة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في قمة الاتحاد الاوروبي المقررة في بروكسل هذا الأسبوع . وأشارت الصحيفة إلى أن كاميرون سيحاول في هذه القمة إقناع الشركاء الأوروبيين بضرورة إصلاح الاتحاد الأوروبي قبل الاستفتاء المزمع أن تجريه المملكة المتحدة في سنة 2017 حول عضوية لندن بالاتحاد الأوروبي . وذكرت الصحيفة أن خطة كامرون القاضية بحرمان المهاجرين الأوروبيين من الامتيازات الاجتماعية ، تواجه معارضة قوية ، في حين تشير آخر استطلاعات الرأي ارتفاعا في أعداد البريطانيين الذين يرغبون في خروج بلادهم من الكتلة الأوروبية. وواصلت الصحف السويسرية تعليقها على نتائج الانتخابات الجهوية بفرنسا، والتي شهدة تعبئة في صفوف الناخبين لمنع اليمين المتطرف من الفوز بأي جهة. وبالنسبة ل(لاتريبون دو جنيف)، فإن الفرنسيين لا يجب عليهم أن يكتفوا بهزم اليمين المتطرف الذي ترك بصمته هذه المرة على هذه الانتخابات. وكتبت (لوطون) أن نتائج الدور الثاني للانتخابات الجهوية كشفت عن الارتباك والإحباط في صفوف الناخبين، على بعد سنة ونصف من الانتخابات الرئاسية في 2017 ". وأضاف أن حزب اليمين المتطرف يراهن على الانتخابات الجمهورية وعلى الخوف في صفوف غالبية الناخبين بسبب خطابه الشعبوي والمعادي للأجانب. أما (24 أور) فقد أكدت أن حزب مارين لوبين يتقدم انتخاب بعد انتخاب ويؤكد بهذه النتيجة الجديدة تنافس ثلاثة أحزاب في فرنسا. وأشار إلى أن خطر صعود اليمين المتطرف أثار يقظة أربع ملايين فرنسي الذي قطعوا طريق أمام الجبهة الوطنية. وفي بلجيكا، كتبت (لايبر بلجيك) أن اليسار خرج بأقل الخسائر، واليمين لم يحقق الاجتياح الذي كان يتمناه، والجبهة الوطنية حققت تقدما لكن دون الفوز بأي جهة، مشيرة إلى أن استنتاجات هذه الانتخابات يصعب قراءتها. أما (لاديرنيير أور) فقد أكد أن الحكومة استبعدت تغييرا في توجهها السياسي غداة الانتخابات الجهوية التي عرفت تقدما للجبهة الوطنية، وتبحث عن حلول لإشكالية التشغيل، قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2017. وأكدت الجريدة، التي نقلت تصريحات للوزير الأول مانويل فالس، أن تعديلا وزاريا ليس واردا. من جانبها، دعت جريدة دعت (لوسوار) إلى الوحدة الوطنية في الجبهة الجمهورية وتكتل الديمقراطيين، وتجاوز الصراعات، والإجماع لمواجهة القضايا العاجلة. في الدنمارك، أبرزت صحيفة (بوليتكن) أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ردت على الانتقادات الموجهة لها بخطاب شديد، مضيفة أنها نجحت في الدفاع عن سياستها الخاصة باللاجئين وكسب دعم قوي لمندوبي مؤتمر الحزب المسيحي الديمقراطي. وبعدما أشارت إلى أن المستشارة الألمانية حظيت باحتفاء كبير لمدة عشر دقائق، ما يدل على تجديد وحدة الحزب، أكدت الصحيفة أن الانتخابات المقبلة، التي من المنتظر أن تنظم في سنة 2016، ستشكل اختبارا حقيقيا لمرحلة حكم المستشارة البالغة من العمر 61 عاما والتي تميزت بسياسة الهجرة السخية تجاه عدد كبير من اللاجئين الجدد. من جهتها، تطرقت صحيفة (بيرليغسكي) إلى نفس الموضوع من خلال تخصيص حيز كبير لتحليل سياسة ألمانيا، وذلك في مقال بعنوان "الطريق الشاق لإنقاذ المسار السياسي لميركل". وعلى صعيد آخر، تطرقت صحيفة (دي إن) النرويجية إلى أسعار النفط وتأثيرها على اقتصاد البلدان التي تعتمد بشكل كبير في مداخيلها على عائدات هذا القطاع الحيوي. واعتبرت هذه الصحيفة الاقتصادية أنه من الضروري أن تتدخل منظمة الدول المصدر للبترول (أوبك) من أجل حماية الأسعار في الأسواق العالمية، مشيرة إلى تقلبات الأسعار أمس الثلاثاء التي استقرت وعادت إلى التراجع مجددا بعد ارتفاع خام غرب تكساس في الولاياتالمتحدة. وذكرت الصحيفة أنه إزاء هذا الوضع، أكد رئيس أوبك إيمانويل كاتشيكو الحاجة إلى عقد اجتماع طارئ للمنظمة إذا لم تتعاف الأسعار إلى غاية شهر فبراير المقبل. وأضافت الصحيفة أن منظمة الدول المصدرة للبترول ستضطر إلى عقد هذا الاجتماع لتأمين الاستقرار للسوق إذا أخفقت أسعار الخام في التعافي بعدما هبطت إلى أدنى مستوى فيها منذ سبع سنوات إلى ما دون 35 دولارا للبرميل. وفي السويد، تطرقت صحيفة (اكسبريسن)، وعلى غرار صحف هذا البلد الاسكندنافي، إلى الحكم الذي أصدرته محكمة غوتبرغ (جنوب غرب البلاد) أمس اثنين ضد سويديين بالسجن المؤبد لارتكابهما لعمل إرهابي في سورية سنة 2013. وأكدت أن الحكم على هذين الشخصين، اللذين تتراوح أعمارهما ما بين 30 و 32 عاما على التوالي، بالسجن المؤبد يأتي لتورطهما في قطع رأس شخصين في مدينة حلب السورية، وضبط الشرطة، عن طريق الصدفة، لأدلة قاطعة تهم، على الخصوص، شريط فيديو وجد في منزل أحدهما يوثق لعملية قطع رأس إحدى الضحيتين.