اهتمت صحف بلدان أوروبا، الصادرة اليوم الاثنين ، بعدد من المواضيع كان أبرزها استمرار حالة التأهب القصوى في بروكسيل ، وتداعيات اعتداءات باريس على الانتخابات المحلية المقبلة في فرنسا ، والخلاف القائم داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا ، إضافة إلى مواضيع محلية ودولية. ففي فرنسا ، شكلت تداعيات تفجيرات باريس على الانتخابات الجهوية التي ستنظم في دجنبر المقبل أهم ما استأثر باهتمام الصحف اليومية . وكتبت صحيفة (ليبيراسيون) في هذا الصدد ، أنه " قبل أحداث 13 نونبر ، كانت نتائج الاقتراع معروفة : فوز الجبهة الوطنية في جهتين على الأقل " مشيرة الى أنه " من وجهة نظر سياسية ، إنها معادلة محددة العناصر بحيث لن يتغير موقع الجبهة الوطنية التي ستلعب على إيقاع المسألة الأمنية ، و تأجيج الخوف من الآخر ، فيما سيركز الحزب الاشتراكي على الوحدة والحوار الوطني ومحاولة تلبية تطلعات الأغلبية. وبين الاثنين ، هناك اليمين الذي سيعاني من عدم العثور على الخطاب المناسب وبالتالي فهو معرض للخسارة على جميع الجبهات " . وكتبت صحيفة (لوموند)، تحت عنوان "فرنسا ما بعد ، بلد سقط في الخوف "، أن " المنتخبين من كل الاتجاهات يعترفون بأن الخوف أصاب المجتمع الفرنسي وأن السؤال الان هو ما هي العواقب السياسية ". أما صحيفة ( لاكروا) فكتبت في افتتاحية بعنوان " السياسة رغم كل شيء " أنه " مع بدء الحملة الرسمية للانتخابات الجهوية اليوم ، فإن السياسة لازالت سيدة الموقف "، متسائلة " هل يمكن أن نندهش أمام هذا الوضع ، أسبوع واحد فقط بعد الأحداث المأساوية التي وقعت في باريس وضواحيها ¿ ". وفي إسبانيا اهتمت الصحف بعملية مكافحة الإرهاب خلال عطلة نهاية الأسبوع ببروكسل ، والتعبئة الأمنية التي تعرفها بلجيكا ضد "الجهاديين". فتحت عنوان "مطاردة صلاح تحول بروكسيل إلى مدينة أشباح "، كتبت صحيفة (لا راثون) أن العاصمة البلجيكية لا زالت في حالة تأهب قصوى، مشيرة إلى أنه تم أمس الأحد ببروكسيل ، القبض على 16 شخصا خلال عملية واسعة لمكافحة الإرهاب. من جهتها أوردت (إلباييس)، تحت عنوان "الشرطة تعتقل 16 شخصا في بروكسل دون العثور على صلاح عبد السلام "، أن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل صرح أول أمس السبت أن بروكسيل تعيش حالة تأهب قصوى لمواجهة خطر هجوم وشيك، وقد تجلى ذلك في العملية الواسعة لمكافحة الإرهاب التي جرت أمس الأحد. وفي سياق متصل ذكرت (إلموندو) أنه خلال عملية "غير مسبوقة " لمكافحة الإرهاب ببروكسل لم تتمكن قوات الأمن والجيش البلجيكيين من العثور على عبد السلام صلاح، أحد الإرهابيين المتورطين في اعتداءات باريس والرجل المطلوب في أوروبا ، كما أنه لم يعثر على أسلحة أو على متفجرات. أما صحيفة (أ بي سي) فنقلت عن الصحافة البلجيكية قولها أنه ربما جرى تحديد مكان عبد السلام أمس الأحد بمدينة لييج على متن سيارة من نوع "بي إم دبليو"، ويبدو أنه تمكن من الهرب إلى ألمانيا ، مشيرة إلى أنه لم يتم تأكيد هذه المعلومات من قبل مصادر رسمية. وفي هولندا، اهتمت الصحف بنفس الموضوع إذ كتبت صحيفة (دي فولكسكرانت) تحت عنوان "جميع عمليات الشرطة ببروكسل استكملت "، أن جميع العمليات التي اطلقتها قوات الأمن أمس الأحد ببروكسل انتهت دون نشر نتائجها ، مشيرة إلى أن الشرطة دعت وسائل الإعلام إلى التزام التكتم حول هذا الموضوع وأيضا المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي. من جهتها كتبت صحيفة (إين إيرسي) تحت عنوان "هل بلجيكا دولة فاشلة ¿" ، أن الحكومة البلجيكية قررت الحفاظ على التأهب الأمني إلى أعلى مستوى له فيما أغلقت المدارس والجامعات ومحطات المترو خوفا من وقوع هجوم مماثل للهجوم الذي استهدف باريس. وأضافت الصحيفة أن الشرطة والجيش كثفوا من تواجدهم في شوارع العاصمة البلجيكية حيث تمت دعوة المواطنين إلى تجنب الأماكن المزدحمة التي يمكن أن تكون هدفا لإرهابيين محتملين. أما صحيفة (أ دي ) فتطرقت لتصريحات رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، الذي أكد أن لا أحد سعيد بهذا الوضع وأن حكومته تبذل كل جهودها الممكنة لضمان استعادة كل الانشطة لسيرها العادي في البلاد. وأضافت الصحيفة أن شارل ميشيل، الذي لم يقدم بعد تفاصيل عن طبيعة التهديدات ، دافع عن الاحتفاظ بمستوى التأهب الأمني الذي تقرر ، وفق الوزير ، بناء على توصيات من قوات الأمن. في البرتغال ، ركزت الصحف اليومية بشكل خاص على المأزق السياسي الحاصل في البلاد ، والتهديدات من الهجمات الارهابية التي دفعت بعض الدول إلى رفع مستوى التأهب الامني إلى أقصى مستوى. ووفقا لصحيفة (كوريو دامحنها) ، فإن الخطوة التالية التي سيقوم بها الرئيس كافاكو سيلفا هو استدعاء الزعيم الاشتراكي انطونيو كوستا لجلسة استماع في قصر بيليم مستبعدة الدعوة لعقد اجتماع لمجلس الدولة. وأشارت الصحيفة إلى أن كافاكو سيلفا سيعلن في القريب قرارا بشأن المستقبل السياسي للبلاد. أما صحيفة (بوبليكو)فكتبت أنه بعد عشرة أيام فقط من الهجوم الإرهابي المروع في باريس ، واصلت الحكومة البلجيكية مستوى تأهب أمني قصوى في بروكسل خلا اليومين الأخيرين. ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء البلجيكي قوله " إن هناك تهديد حقيقي مماثل لهجوم باريس " مشيرة الى أن اعتماد المستوى الرابع من التأهب يعني أن " التهديد خطير ووشيك" مذكرة في نفس الوقت أن بروكسل ظلت مدينة مشلولة. وفي ألمانيا تطرقت أغلب الصحف في تعليقاتها إلى الخلاف القائم بين المستشارة أنغيلا ميركل ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي هورست زيهوفر حول قضايا خاصة منها قضية اللاجئين ، إذ بدا واضحا في مؤتمر الحزب الاجتماعي الذي عقده في ميونيخ نهاية الأسبوع. وكتبت صحيفة ( نوين أوسنايبروكر تسايتونغ) ، أن مؤتمر الحزب الاجتماعي حليف ميركل لم تجب أشغاله بوضوح على سؤال أساسي يتعلق باللاجئين وموقف الحزب اتجاه القضية ، بينما كان لحزب الخضر المعارض إجابات صريحة على هذا السؤال في مؤتمره المنعقد في نفس الوقت . وأشارت الصحيفة إلى أن حزب زيهوفر الذي عبر في السابق عن عدة مطالب للحد من تدفق المهاجرين وحث ميركل على إعلان أن البلاد "إمكانياتها محدودة " ، كان أعضاؤه منشطرين بين المطالب المثالية والواقع ، وهو ما يتطلب نقاشا جديا وبناء وفق الصحيفة. من جهتها لاحظت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن الخلاف بين زيهوفر وميركل ، تعمق أكثر في أعقاب الهجمات الإرهابية ، والوضع أصبح متوترا للغاية ، في الوقت الذي مازال الكثير من اللاجئين يدخلون أوروبا إلا أن الصحيفة ترى أنه رغم ذلك ، فإن الخلاف بين حزبين شقيقين لا يمكن تبريره . وأضافت أن زيهوفر أراد أيضا تعزيز موقفه داخل حزبه وتمكن من ذلك ، خاصة بعد إعادة انتخابه كزعيم له لكنه في الوقت ذاته أضر بوضع المستشارة ميركل. أما صحيفة ( باديشة تاغبلات ) فكتبت أن حزب الخضر الذي انتخب جيم أوزدمير ، المسلم ذي الأصول التركية ، كرئيس له باعتباره الشخص المناسب والذي يحظى بمصداقية أكثر في معالجة قضايا الإسلام والاندماج المتعلقة باللاجئين، يمكن أن يكون الأقرب لحزب ميركل من حزب زيهوفر في الانتخابات التشريعية المقبلة . واهتمت الصحف البلجيكية بالإجراءات الأمنية المشددة ببروكسل منذ السبت الماضي عقب الرفع من مستوى الإنذار الإرهابي إلى الدرجة القصوى. وكتبت (لوسوار) أن تطويق منطقة بروكسل ومقاطعاتها التسعة عشر تشل الحركة بالعاصمة، والبلاد بشكل تدريجي في جو من القلق سيكون من الصعب على السلطات تمديده. من جانبها، قالت (لا ليبر بلجيك)إن الإجراءات المتخذة كانت ضرورية ومبررة ومكنت من تحقيق تقدم على مستوى التحقيقات والقيام باعتقالات جديدة. واعتبرت (لاديرنيير أور) أن الإجراءات الأمنية ستبدو غير محسوبة في الايام القادمة إذا ما لم يظهر التهديد الإرهابي الذي يتربص ببروكسل، مضيفة أن خطر الهجوم الإرهابي حقيقي وهو ما يبدو على ملامح المسؤولين السياسيين أمس الأحد. من جانبها، تساءلت الصحف السويسرية حول حظوظ التوصل إلى اتفاق حول المناخ في المؤتمر الدولي (كوب 21) الذي سينطلق نهاية الشهر الجاري بباريس. وكتبت (لوطون) في هذا الصدد أن الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند يأمل في الاستفادة من استرجاع شعبيته من أجل الإعداد الجيد لمؤتمر (كوب 21). وتساءلت الجريدة ما إذا كانت فرنسا قادرة على الإقناع باتفاق ملزم حول الاحتباس الحراري في حين أن الأولوية أصبحت الآن هي الرد العسكري على الدولة الإسلامية. أما لاتريبون دو جنيف، فقد اهتمت بأن المفاوضات الشاقة توحي بأن البلدان الصناعية والدول النامية ليس لها نفس الرؤية. وأشارت إلى أن الأطراف المعنية لا تتقاسم نفس الرؤية المشتركة مشيرة إلى أن البلدان النامية تطالب بالتزام مالي من قبل البلدان المتقدمة، التي تعتبر مسؤولة عن الاحتباس الحراري. وذكرت (24 أور) من جانبها بأن القمة الأخيرة لمجموعة العشرين لم تعتمد تقليص الاحتباس الحراري بدرجتين إلا بعد نقاش حاد، خاصة بسبب تحفظ الهند. في السويد، كتبت صحيفة (غوتيبورغ-بوستن) أن بعض وسائل الإعلام اليسارية بالسويد وأوروبا تتجاهل أو تنفي في كثير من الأحيان الدوافع الايديولوجية في محاولاتها تفسير جذور الإرهاب. وقالت هذه الصحيفة، المقربة من الأوساط الليبرالية، "لقد تأكد اليوم أن العديد من الإرهابيين ليسوا فقراء ولا يائسين، بل على العكس من ذلك، إنهم قتلة مع دوافع ايديولوجية". ويبدو، حسب رأي كاتب المقال، أن الجميع ليسوا على استعداد للاعتراف بهذه الحقيقة، مشيرا إلى أن أوروبا تفضل "الماسوشية الشوفينية" كلما كان هناك مشكل في العالم. وبحسب الصحيفة فإن الجهاديين ليسوا هم الإجابة عن أية ظاهرة، لأنهم يعتمدون على خطاب ايديولوجي ديني متطرف. وأضافت أنه رغم ذلك فإن العديد من الأشخاص لا يريدون أبدا الاعتراف بالأمر، "لأن ذلك يعني أنهم لا يمكن أن يفسروا الهجمات في المستقبل من خلال الاستعمار أو النظام الليبرالي العالمي الجديد". وفي فنلندا، أشارت صحيفة (هوفودستادسبلاديت) إلى أنه باتخاذها قرار إغلاق أبوابها بسبب الخوف من الإرهاب، وضعت أوروبا اللاجئين والمتطرفين المنتمين لداعش في سلة واحدة. وأضافت الصحيفة أنه بعد هجمات باريس، قامت العديد من البلدان الأوروبية ببناء الحواجز لمواجهة تدفق الهجرة، مشيرة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ومنظمات متطرفة أخرى أصبح لديها ما يفرحها، مثل مؤيدي الخوف من الأجانب لدى الرأي العام الأوروبي الذين يلوحون منذ مدة بمخاطر وصول المهاجرين. وبحسب كاتب افتتاحية الصحيفة، فإن المهاجرين من الجيلين الثاني والثالث يواجهون العنصرية، والفرص القليلة والتهميش، مضيفا أنه يجب القيام بالكثير لضمان الاندماج حتى قبل اتخاذ قرار بشأن يهم اللجوء. وعلى المدى الطويل، يقول كاتب الافتتاحية، تتطلب محاربة الإرهاب القضاء على الفقر وضمان ولوج الجميع إلى التعليم والخدمات الصحية والعمل، مشيرا إلى أن الإجراءات طويلة الأمد تستغرق وقتا طويلا لكنها في الوقت ذاته لا تحتمل التأخير. وفي النرويج، أشارت صحيفة (في غي) إلى الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها بلجيكا مؤخرا نظرا للتهديد الإرهابي المحتمل خاصة في الأماكن العامة ووسائل النقل العمومية، وكذا إغلاق محطات قطار الأنفاق في العاصمة البلجيكية بروكسيل. وأضافت الصحيفة أن بروكسل تشهد حالة تأهب أمني قصوى حيث ما زال الجيش منتشرا والحركة شبه مشلولة في وضع غير مسبوق في عاصمة أوروبا حيث يجري البحث عن عدة مشبوهين. ونقلت الصحيفة عن أحد الخبراء تأكيده أنه ينبغي الاستعداد في النرويج لوضع جديد في المستقبل بعد الهجمات الإرهابية في باريس، وضرورة القيام بإجراءات أمنية. من جهتها، قالت صحيفة (داغبلاديت) إن بلجيكا أعلنت المستوى الأمني الرابع وهو أمر استثنائي، وذلك بسبب الإرهاب المحتمل، ما يشير إلى أن السلطات البلجيكية تتوفر على معلومات حول تهديد خطير وشيك. واعتبرت الصحيفة أن الأمر يتعلق بوضع خطير للغاية، وهناك خشية كبيرة من وقوع هجوم مشابه لما حدث في باريس.