اهتمت الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الجمعة ، بصفة خاصة بعملية مكافحة الإرهاب الواسعة التي شنتها قوات الأمن البلجيكية ضد إرهابيين جهاديين عائدين من سورية كانوا على وشك ارتكاب " هجمات واسعة النطاق" ، كما تطرقت للهجمات الالكترونية التي استهدفت مواقع فرنسية على الانترنيت منذ اعتداءات باريس الأخيرة ، بالاضافة الى الانتخابات البرلمانية المبكرة في اليونان . ففي بلجيكا، كرست الصحف صفحاتها الأولى لعملية مكافحة الإرهاب الواسعة التي شنتها قوات الأمن في عدة مدن ضد إرهابيين جهاديين عائدين من سورية كانوا على وشك ارتكاب "هجمات واسعة النطاق ''. وكتبت صحيفة " لوسوار" أن بلجيكا كانت ستتعرض للمرة الثانية لخطر عمل إرهابي، مشيرة الى أن التدخلات القوية للشرطة في مناطق مختلفة من البلاد ، أثبتت مجددا أن البلاد بكاملها تواجه ، في أي وقت ، احتمال وقوع عمل إرهابي. من جانبها، كتبت صحيفة " لا ليبر بلجيك" أن تدخل الشرطة ، مساء أمس الخميس، مكن من تجنب حمام دم، ربما في بعض مراكز الشرطة، وهي النقط المستهدفة من قبل الإرهابيين. و تحت عنوان '' يتعين التحلي بالهدوء" أبرزت الصحيفة أن هذه العمليات ليست موجهة ضد أي دين أو حضارة، وأنه من الضروري تعزيز وسائل الأمن وكذلك دعم العمل على مستوى الوقاية . من جهتها ، اعتبرت صحيفة " لاديرنيير أور" أن بلجيكا توجد في وضعية حرب ضد الإرهاب أكثر من أي وقت مضى ، وأنه يتعين نشر الجيش في الشوارع، والتنصت على المكالمات الهاتفية، ومراقبة شبكات التواصل الاجتماعي، وشبكة الإنترنت، وفرض عقوبات صارمة ضد العائدين من مناطق النزاع ، بسرعة، وبقوة. وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن الفوز في هذه المعركة إلا إذا توحدت كل أوروبا ضد التهديد الجهادي، لأن لا أحد في مأمن من الخطر. وفي فرنسا ، اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بالهجمات الالكترونية التي استهدفت مواقع فرنسية على الانترنيت منذ اعتداءات باريس الأخيرة ، من قبل جهاديين يعلنون انتماءهم للحركة الجهادية . واضافت الصحيفة ان أيا من المواقع الحيوية (مرافق الدولة، مرافق الصحة، بنوك ، صناعات) لم تتضرر من هذه الموجة من القرصنة . وأوضحت استنادا الى الوكالة الوطنية لأمن أنظمة المعلوميات ان غالبية هذه الهجمات لا تؤدي سوى الى تشويه مواقع الانترنيت عن طريق استبدال صفحات استقبالها أو وقف الخدمة بجعل الولوج الى الخادم مستحيلا من خلال إغراقه بالطلبات التي تستغل ثغرات تأمين المواقع المعرضة للخطر. من جهتها ، أكدت صحيفة (لوفيغارو) ان أمن الانترنيت أصبح بالنسبة للبلدان الغربية ورشا عاجلا منذ اعتداءات باريس الاخيرة . وأضافت ان أعمال القرصنة الاخيرة بالولايات المتحدة التي طالت حساب تويتر للقيادة العسكرية للشرق الاوسط ، أو حساب الشركات التجارية الكبرى ، تدعو الى دق ناقوس الخطر ، مشيرة الى أن الرئيس باراك أوباما صرح هذا الاسبوع بأن هذه الاعتداءات التي يرتكبها متعاطفون مع الجهاديين تبرز ضرورة تعزيز أمن الانترنيت بالولايات المتحدةالامريكية . وذكرت الصحيفة بان وزارة الدفاع الفرنسية أعلنت الخميس أنها قامت بتعزيز أنظمة الحماية ضد القرصنة المعلوماتية مضيفة انه تم إنشاء خلية أزمة من أجل مواجهة عشرات الهجمات التي كانت المواقع الالكترونية لوزارة الدفاع هدفا لها وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف بعملية مكافحة الإرهاب التي قامت بها وحدات أمنية متخصصة مساء أمس الخميس بمدينة فيرفيرس شرق بلجيكا، وأسفرت عن مقتل جهاديين وإصابة ثالث. وكتبت صحيفة (إلباييس) تحت عنوان " قتيلان في عملية لمكافحة الإرهاب الجهادي ببلجيكا"، أن المدعي العام البلجيكي صرح أن الإرهابيين، اللذان قتلا، كانا يعتزمان ارتكاب هجوم كبير ببلجيكا ، مشيرة إلى أنه، بالتوازي مع هذه العملية، حاولت الشرطة البلجيكية تحديد مكان مجموعة من المقاتلين العائدين من سورية. من جهتها ، أوردت صحيفة (إلموندو) أن أفراد الخلية الإرهابية التي فككتها الشرطة البلجيكية عادوا مؤخرا من سورية، مضيفة أنهم كانوا يخططون لشن هجمات وشيكة في بلجيكا. أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت، نقلا عن المتحدث باسم المدعي العام البلجيكي، أن الجهاديين قتلا بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الاتحادية، مضيفة أن الإرهابيين كانوا يعدون لهجوم "وحشي" في بلجيكا. بدورها ذكرت (لا راثون) أن بلجيكا قامت بعملية كبيرة لتحييد خلية إرهابية تتكون من مقاتلين عادوا من سورية، مشيرة إلى أن قوات الأمن قبضت على عضو ثالث بهذه المجموعة، أصيب في العملية. من جهتها ، لا تزال الصحف النرويجية تتطرق إلى التهديدات الإرهابية التي تشكل خطرا على أوروبا على خلفية الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية والعمليات الأمنية التي قامت بها الشرطة البلجيكية أمس الخميس لمنازل مشتبه فيهم بالإرهاب. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى اعتقال السلطات الفرنسية عددا من الأشخاص المشتبه في علاقتهم بالهجمات الإرهابية التي كانت العاصمة باريس مسرحا لها خلال الأسبوع الماضي. وأضافت أن المحققين تابعوا عدة أشخاص في الأيام الماضية وتم تحديد هويتهم بفضل توسع البحث الذي شمل أشخاصا في محيط الشقيقين كواشي منفذي الاعتداء على صحيفة "شارلي إيبدو" الذي أدى إلى مقتل 12 شخصا وكوليبالي الذي قتل شرطية وأربعة يهود داخل أحد المتاجر . من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن عمليات مكافحة الإرهاب التي باشرتها الشرطة البلجيكية أمس الخميس، تؤكد أن هناك العديد من الجهاديين المحتملين في البلاد. وأضافت ، نقلا عن باحثين، أن الجهاديين المحتملين قد يكونوا من الذين عادوا من سورية خاصة أن ثلاثة أشخاص عائدين منها أطلقوا خلال مداهمات الشرطة النار على قوات الأمن التي ردت ما أدى إلى وقوع معارك عنيفة. وأبرزت الصحيفة أن هذا الأمر مبعث خطر باعتبار أن الحادث يأتي أسبوعا بعد الهجوم الذي تعرضت له صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، وأن المشتبه فيهم في بلجيكا كانوا يخططون للقيام بهجوم إرهابي في البلاد. كما دقت ناقوس الخطر لوجود شكوك محتملة حول علاقة قد تكون ربطت بين المشتبه فيهم ببلجيكا والإخوة كواشي المتهمان بالوقوف وراء الهجوم على الصحيفة الفرنسية. من جانبها، نقلت صحيفة (في غي) الخوف الذي انتاب بعض سكان مدينة فيرفييه البلجيكية خلال عمليات المداهمة لمنازل مشتبه فيهم بالإرهاب. واعتبرت أن هذا الخوف نابع من كون المدينة معروفة بهدوئها حيث تقع بالجنوب الشرقي للعاصمة بروكسل، مشيرة إلى أنه هناك إحساسا بالاطمئنان لأنه لم يصب أي من المدنيين في حادث إطلاق النار بين الشرطة والمشتبه فيهم. وفي اليونان واصلت الصحف اهتمامها بحملة الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها ل 25 يناير الجاري والتي تثير مخاوف الاتحاد الاوروبي بسبب الاحتمالات الكبيرة لفوز تحالف اليسار الجذري (سيريزا) والذي يرفض سياسة التقشف ويطالب بإعادة جدولة ديون البلاد. صحيفة "إيثنوس" تحدثت عن برنامج سيريزا قائلة انه يهدف الى توسيع الوعاء الضريبي لكنه ضد الرفع من معدلات الضرائب او الرفع من قيمتها ثم التقليص من نسبة الضريبة على القيمة المضافة على المنتجات الاستهلاكية الاولية. واضافت الصحيفة ان (سيريزا) يعتبر عمليات الخوصصة التي حصلت في البلاد خلال السنوات الاخيرة بأنها لم تساهم في التقليص من المديونية بل خدمت مصالح فئات معينة. صحيفة "تا نيا" كتبت أن رئيس الوزراء السابق كوستاس كارامليس دعا في رسالة منشورة الناخبين الى التصويت على حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ على اعتبار ان البلاد في الوقت الراهن محتاجة أكثر من أي وقت مضى للاستقرار السياسي والمضي في إصلاحات عميقة وان تتوفر على حكومة ذات توجهات أوروبية واضحة وتمسك ثابت بهدف تحقيق النمو. ووفقا للصحيفة فإن استطلاعات الرأي ما تزال تعطي الفوز لسيريزا بنحو 31 في المائة من نوايا التصويت متبوعا بالديمقراطية الجديدة ب 27 في المائة من نوايا التصويت. وفي روسيا ، اهتمت الصحف بعرض الموقف الروسي في المباحثات الخاصة بمصير خط أنابيب نقل الغاز "السيل التركي" الذي سيحل محل مشروع "السيل الجنوبي" الذي ألغي في شهر دجنبر الماضي. و في هذا الصدد أشارت صحيفة (فيدوموستي) الى أن عملاق الغاز الروسي شركة " غازبروم" أعلنت بشكل حازم أنها في كافة الأحوال ستتخلى عن عبور (ترانزيت ) الغاز عبر أراضي أوكرانيا بعد سنة 2018 ، وعرضت على اوروبا ان تستعجل في بناء خطوط انابيب للحصول على الغاز الروسي عبر تركيا. وذكر مصدر مقرب من الشركة الروسية للصحيفة ان شركة "غازبروم" تعتزم الان بناء خطوط أنابيب جديدة لتصدير الغاز الى الدول الاوروبية فقط حتى حدود الاتحاد الاوروبي. من جانبها، نقلت صحيفة (كوميرسانت) عن الخبير أندريه بوليشوك من مصرف "ريفيشين بنك " قوله " من المستبعد ان يكون الاتحاد الأوروبي معنيا فعلا بتوظيف المال في بناء خط نقل غاز للحصول على نفس الغاز الذي يصل بالفعل إلى أوروبا عبر اوكرانيا في الوقت الراهن". وذكر الخبير انه يمكن ان تقوم "غازبروم" عند انجاز "السيل التركي" بتقديم حسم لأوروبا على هذه الكميات من الغاز أو تبيعها لها بالجملة في إطار تصورات المشتريات المشتركة للغاز في الاتحاد الأوروبي. ولكن الخبير يرى أن الاتحاد الأوروبي لا يزال معنيا ، بما في ذلك لأسباب سياسية ، بالحفاظ على عبور الغاز "الترانزيت" عبر أوكرانيا. وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) ان زيارة ممثل المفوضية الاوروبية الى موسكو " ليست الا بداية مفاوضات جادة وطويلة ". وأضافت انه يمكن القول بشكل مؤكد انه من بين الفروع الأربعة لخط " السيل التركي" سيتم حتما تشييد احدها وبالذات المخصص لسد حاجة الاستهلاك التركي، مبرزة أن هناك احتمال كبير ايضا ان يتم مد فرع اخر حتى مجمع الغاز على الحدود مع اليونان اما مصير الفرعين الاخرين فسيحل عبر المباحثات وسيتعلق ذلك بالشروط التي سيطرحها الاتحاد الاوروبي.