واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم السبت، اهتمامها باعتداءات باريس، حيث تابعت تطورات هذه الأحداث التي هزت العاصمة الفرنسية خلال الايام الثلاثة الاخيرة، حيث قامت قوات الأمن بقتل منفذي الهجوم المفترضين على أسبوعية (شارلي إيبدو) وقتل ثالث احتجز عددا من الرهائن في متجر لقي أربعة منهم حتفهم فيما جرح أربعة آخرون. ففي فرنسا، خصصت الصحف ابرز تعاليقها لانتهاء مسلسل الارهاب الذي هز البلاد خلال الايام الثلاثة الاخيرة، انطلاقا من الهجوم الدامي على اسبوعية (شارلي ايبدو) ثم العملية المزدوجة لاحتجاز الرهائن التي انتهت بمقتل المحتجزين الثلاثة. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) ان ثلاثة اشخاص ضربوا في منطقتين مختلفتين، بناء على توافق وتخطيط بينهم، قبل ان يقتلوا على يد قوات الامن، مشيرة الى أنه على الرغم من ان عملية اقتحام مكاني الاحتجاز تمت بنجاح الا انها أدت الى مقتل اربعة من الرهائن وجرح اربعة اخرين . ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير قوله إنه على الرغم من انتهاء العمليتين الا ان فرنسا ليست في منأى عن هجوم آخر . وذكرت الصحيفة، من ناحية اخرى، ان فرنسا سبق لها ان شهدت موجة من الاعتداءات في سنوات الثمانينات ثم سنوات التسعينات، مشيرة الى ان السكان تصرفوا ببرودة اعصاب ازاء هذه الهجمات كما ظلت المؤسسات الديمقراطية صامدة. من جهتها، اكدت صحيفة (لوفيغارو) ان فرنسا انتصرت في معركة دامية في حربها على الارهاب، مبرزة ان معركة (دمارتان اون غويل) و(بورت دو فانسين) مكنت من القضاء على ثلاثة ارهابيين زرعوا الموت والرعب لفترة 78 ساعة. واضافت ان قوات الامن استطاعت بعد عدة ساعات من المواجهة وانتظار لا يحتمل لعائلات الرهائن، وضع حد لمسلسل من الرعب والارهاب لم يسبق للبلاد ان شهدته منذ نصف قرن . وفي الاتجاه نفسه كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) انه بعد الهجوم على الاسبوعية الفرنسية الساخرة (شارلي ايبدو)، فإن عظماء هذا العالم، الذين ضاعفوا رسائل الدعم لفرنسا، ينبغي عليهم أن يكونوا الآن قادرين وبسرعة على الاجتماع ، والتخلص من حساباتهم الضيقة، من اجل إعطاء اجابة عالمية حقيقية. أما صحيفة (لوسوار) فأشارت، من جانبها، الى أن "الوقت قد حان للتفكير في العيش سويا، هذا المشترك الإنساني العظيم الذي يريد أن يعطي لأي فرد الفرصة للحصول على الحياة التي يختارها ويستحقها في مجتمعنا"، موضحة أن انعدام الفرص هو ما يؤدي إلى ما هو أسوأ. وفي السياق نفسه، اكدت صحيفة (لافونير ) على أهمية المحافظة على الوحدة لمواجهة التعصب في أي مكان، مشيرة في هذا الاطار الى أنها ليست مسألة إدانة عقيدة، بل الإرهاب بجميع أشكاله. وأضافت أن الجواب لا يمر عبر تعزيز القدرات الأمنية، ولكن أيضا من خلال الانخراط في التفكير في الاسباب، مبرزة انه يجب دعم جميع المشاريع المجتمعية التي تفتح تجاه الآخر، الى جانب العمل على تعزيز التفاهم والاستماع والمشاركة والاحترام. وفي ألمانيا اعتبرت صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن) أنه كان من الأفضل أن تنتهي العملية بدون إراقة دماء، مشيرة إلى أن مسلسل الرعب الذي عاشته فرنسا وحرب أعصاب غير مسبوقة مع الإرهابيين كانت نهايته رهيبة . من جهتها، لاحظت صحيفة (أوغسبورغه أليغماينه) أن السلطات الأمنية الفرنسية لم تقم بالمراقبة اللازمة للإسلاميين المتطرفين الذين قاموا بهذه العمليات رغم سجلهم، مشيرة إلى أن ذلك يجب ألا يتكرر خاصة بعد أن أكد القتلة المفترضون أن عمليتهم كانت بهدف الانتقام. كما رأت صحيفة (راينيشه بوست) أنه كان على السلطات الفرنسية أن تحاول إنهاء العمليات الإرهابية دون خسائر لذلك ، تؤكد الصحيفة، على ضرورة تجنب ما يسمى بصدام الحضارات في المستقبل. وأشارت الصحيفة إلى أن إشعال مثل هذه الحرائق لا تظهر فقط في الأعمال الانتقامية كمذبحة باريس، ولكن أيضا في الكتابة العدائية على الجدران وفي المساجد مما تسبب في شعور المسلمين بقلق كبير. ووفقا لصحيفة (تورينغيشه لانديستسايتونغ) فإن الإسلاميين المتشددين الذين يعيشون بين المواطنين المسالمين من المسيحيين واليهود والمسلمين يتعين اتخاذ الاجراءات اللازمة لتفادي اقترافهم عمليات قتل وذلك "من خلال يقظة أكبر للمصالح الأمنية". وفي إسبانيا، أولت الصحف الرئيسية أهمية خاصة للتحقيق في الهجوم على صحيفة (تشارلي ابدو) واحتجاز الرهائن بباريس، اللذين أديا الى مقتل ثلاثة إرهابيين و أربع رهائن على الأقل. وكتبت صحيفة (إلباييس) تحت العنوان "20 قتيلا بعد ثلاثة أيام من الرعب في باريس"، ان الإرهابيين اعترفوا بأنهم أعضاء في تنظيم (القاعدة) الإرهابي قبل أن يتم قتلهم من قبل الشرطة. وأوضحت الصحيفة أن "الإرهاب الجهادي" يضع فرنسا أمام تحد تاريخي، مذكرة بأن الشرطة الفرنسية نفذت عمليتين في وقت واحد الأولى لإنقاذ الرهائن والثانية لقتل مهاجمي مقر صحيفة (تشارلي ايبدو). وكتبت صحيفة (إل موندو) تحت عنوان "مقتل الإرهابيين الثلاثة بعد 54 ساعة من الذعر في باريس"، أن الرهائن الأربعة قتلوا قبل تدخل رجال الشرطة. وأفادت بأن زعماء الدول الأوروبية، بمن فيهم رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي، سيشاركون في مسيرة ضخمة من المقرر تنظيمها، غدا الأحد، في باريس، لتكريم ضحايا الهجوم على صحيفة (شارلي ايبدو). أما صحيفة (لاراثون)، التي نشرت صورا لخروج الرهائن من المركز التجاري بعد تدخل رجال الشرطة، فأكدت أن الإرهابيين الثلاثة الذين قتلوا من قبل الشرطة الفرنسية، كانوا جزءا من خلية إرهابية واحدة تصرفت ب "كيفية منسقة"، وأنهم تلقوا تدريبا عسكريا من قبل تنظيمي (الدولة الإسلامية) و (القاعدة). من جانبها، كتبت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "إرهاب نفسي في أوروبا"، أن قوات الأمن الفرنسية أنهت ثلاثة أيام من المآسي بعد موجة من الهجمات الدامية. وفي روسيا أشارت الصحف الى مشاركة كبار القادة الأوروبيين، غدا، في مسيرة مناهضة للإرهاب، تضامنا مع فرنسا التي شهدت خلال اليومين الماضيين أحداثا إرهابية دموية أسفرت عن مقتل نحو 20 شخصا. وأضافت الصحف الروسية أن فرنسا استفاقت على هول الصدمة الأربعاء الماضي، بعد هجوم إرهابي استهدف صحيفة (شارلي إيبدو)، والذي تلته هجمات أخرى أكدت التهديدات التي أطلقها "داعش" بنقل الحرب إلى أوروبا. وهكذا أشارت صحيفة (كوميرسانت) أنه لم يكن تنفيذ الهجوم على (شارلي إيبدو) عملا يقوم به متطرفون هواة، موضحة ان المسلحين بديا من خلال الفيديوهات المتداولة منظمين بشكل جيد. أما صحيفة (اربي كاديلي) فأشارت، من جهتها، الى ردود الفعل العالمية على هذه الأحداث غير المسبوقة في باريس التي لازالت تتعاقب، مشيرة الى أن مسيرة "جمهورية" ستضم مئات آلاف من الفرنسيين المصممين على إثبات وحدة البلاد. وفي النرويج لا تزال تطورات الهجوم على مقر صحيفة (شارلي إيبدو)، يحتل حيزا من صفحات الصحف المحلية، والتي استعرضت أهم الأحداث التي تلت الهجوم الذي ذهب ضحيته عدد من صحفيي الأسبوعية والعاملين بها. وهكذا، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى إعلان مجموعة قراصنة على الانترنت الحرب ضد الإرهابيين من أجل الانتقام لهجومهم على الصحيفة الفرنسية. وأضافت أنه تم نشر شريط فيديو لقراصنة عبر الانترنت يدينون الهجوم على صحيفة (شارلي إيبدو)، ويتوعد أصحابه بالانتقام من تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية وغيرهما من التنظيمات الإرهابية. وأضافت أن المجموعة التي تقف وراء هذا الشريط هددت بتعقب الإرهابيين على شبكة الانترنت والعمل على اختراق جميع الحسابات ومواقع التواصل الاجتماعية المرتبطة بهم للانتقام منهم، مشيرة إلى أن أصحاب شريط الفيديو يؤكدون أنه يمثل "رسالة إلى كل أعداء حرية التعبير". من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن هناك تهديدات من تنظيمات إرهابية باستهداف بلدان أوروبية أخرى. وأضافت أن مواقع للجهاديين على الانترنت تشير إلى أنه من المحتمل تنفيذ هجوم إرهابي كبير في بلدان أوروبية، موضحة أن تنظيم (القاعدة) في اليمن تبنى المسؤولية عن الهجوم على الصحيفة الفرنسية. أما صحيفة (في غي) فتناولت الهجوم من زاوية استعراض الحالة التي كان عليها طاقم تحرير صحيفة (شارلي إيبدو) قبل تنفيذ الهجوم، والأجواء العامة للصحيفة خلال مراحل عملها المعتاد، معتبرة أنه في بضع دقائق قتل سبعة من أعضاء التحرير، إضافة إلى أشخاص آخرين.