اهتمت صحف شمال أوروبا، اليوم الثلاثاء، على الخصوص بتداعيات الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس وتأثيرها على القارة الأوروبية، بالإضافة إلى مواضيع محلية ودولية أخرى. ففي فنلندا، أشارت صحيفة (هلسنكي سانومات) إلى أنه بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت الجمعة الماضية والتي أدت إلى مقتل نحو 129 شخصا، فإن التحدي الأهم الذي تواجهه فرنسا وأوروبا هو السيطرة على الخوف. وقالت الصحيفة إن الوقت قد حان لتعزيز التعاون الدولي من خلال جبهة مشتركة ضد العنف والإرهاب. ويرى كاتب المقال أنه لا ينبغي ترك أقلية من المتطرفين تفرض أجندتها على المجتمعات الديمقراطية، موضحا أن هدف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يكمن في أن يتحول الأوروبيون نحو الشعور بالكراهية ضد الجاليات المسلمة المقيمة في القارة العجوز. وقال إن باريس تعرضت للهجوم باعتبارها توجد في قلب أوروبا، وهي أيضا مدينة عالمية، ومركز متعدد الثقافات حيث يعرف الناس كيف يعيشون معا بغض النظر عن خلافاتهم، وهذا ما يحاربه الجهاديون، باعتبار أن إيديولوجيتهم الشمولية تمنع التعددية. وفي السويد، عبرت صحيفة (افتونبلاديت) عن الأسف لكون العديد من المسؤولين الأوروبيين لم يترددوا في الخلط بين اللاجئين والإرهابيين، في حين أن أكثر من 800 ألف مهاجر عبروا البحر الأبيض المتوسط خلال السنة الجارية للوصول إلى أوروبا. واعتبرت أن "التهديد الإرهابي الجديد في أوروبا يجلب الماء لطاحونة الأحزاب اليمينية المتطرفة الشعبوية التي تعتزم استغلال مأساة باريس بهدف تحقيق الأهداف السياسية الخاصة بها". ولاحظت الصحيفة أن رعاة الإرهاب يسعون لإثارة مشاعر عدم الثقة تجاه اللاجئين السوريين وغيرهم من المهاجرين المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، مضيفة أن تزايد العداء للأجانب في أوروبا يخدم نوايا المتطرفين. وفي لاتفيا، ذكرت صحيفة (ديينا) أن أول مجموعة من 250 لاجئا المخصصة للبلد في إطار حصص تقاسم الاتحاد الأوروبي للاجئين القادمين إلى القارة ستصل إلى البلاد في يناير المقبل. وأكدت هذه الصحيفة الليبرالية، أهمية استعداد المجتمع المحلي للتعامل مع القادمين الجدد من أجل تجنب الأخطاء التي ارتكبتها الدول الأخرى في مجال الاندماج. وبحسب الصحيفة فإن النقاش يقتصر حاليا على حياة اللاجئين في الأشهر الثلاثة الأولى في مراكز الاستقبال، مشيرة إلى أن الأماكن المقترحة لسكن هؤلاء اللاجئين لا تشكل حلا ناجعا في الوقت الراهن. وأكدت الصحيفة على ضرورة "الحرص على عدم تكرار الأخطاء التي ارتكبت من قبل ألمانيا وغيرها من البلدان"، والتي أدت إلى إنشاء أحياء للمهاجرين ذات كثافة سكانية كبيرة. وفي النرويج، واصلت الصحف التطرق إلى قضية اللاجئين والعلاقة مع تفجيرات باريس، إذ نشرت صحيفة (في غي) تقريرا حول رؤية العديد من اللاجئين للوضع بعد تفجيرات باريس. ونقلت عن العديد من اللاجئين تعبيرهم عن الخوف من أن يتم الاشتباه في كونهم إرهابيين رغم أنهم فروا من الحرب والإرهاب في سورية من أجل البحث عن مكان آمن للعيش. وأكدت الصحيفة أنهم عبروا عن الأمل في يتمكنوا من بدء حياة جديدة في أوروبا والعيش في سلام، مشيرين إلى أنهم هربوا من سورية لأنهم يريدون الوصول إلى بلد يسوده السلم. وأبرزت أنهم يقفون جميعا ضد الأعمال الإرهابية في باريس، معبرين عن الأمل في عدم تكرار ما يحدث في سورية بأوروبا.