اهتمت الصحف الأوروبية الرئيسية، اليوم الاثنين، بالقرارات الصادرة عن اجتماعات المؤتمر الدولي حول التغيرات المناخية والحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنعقد مؤخرا في عاصمة البيرو ليما، وبتطورات الوضع في أكرانيا في ضوء تهديدات الانفصاليين المدعومين من قبل موسكو، وكذا بعملية احتجاز أزيد من عشرين رهينة بإحدى المقاهي وسط سيدني. ففي فرنسا، اهتمت صحيفة (ليبيراسيون) باللقاء الدولي بليما حول التغيرات المناخية مبرزة أن 196 دولة التي شاركت في الاجتماعات لم تتمكن من التغلب على الانقسامات بين الشمال والجنوب، كما فشلت في وضع جدول زمني واضح للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتحت عنوان " لقاء ليما، ينقذ ماء الوجه وليس كوكب الأرض"، كتبت الصحيفة أنه بعد خمسة عشر يوما من المفاوضات الشرسة، تمكنت الدول المشاركة، بتوافق الآراء، من حفظ المظاهر، بوضع معالم خجولة جدا حول الالتزامات المستقبلية للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري (الدفيئة) في محاولة لاحتواء الارتفاع في درجة الحرارة إلى 2 درجة مئوية بحلول عام 2100. وعلاوة على ذلك، تضيف الصحيفة، لا يزال الغموض الكامل قائما حول قنوات التمويل من أجل الوصول إلى 100 مليار دولار من المساعدات السنوية لبلدان الجنوب في أفق سنة 2020، مشيرة إلى أن النص المعتمد بعيد بسنوات ضوئية على ما كان يهلل به قبل أسبوعين. وفي الموضوع البيئي، سلطت صحيفة (لوموند) الضوء على كارثة بيئية تحدث وسط "اللامبالاة العامة"، و تتعلق بانتشار بقعة نفط ناجمة عن تسرب نفطي قبالة سواحل بنغلادش ، وتهدد أكبر غابة من أشجار المانغروف في العالم، مسجلة ضمن التراث العالمي لليونسكو. وذكرت الصحيفة أن سفينة صدمت ناقلة نفط في جنوب بنغلاديش يوم الثلاثاء الماضي، في منطقة محمية من سونداربانس، في دلتا نهر الغانج، مشيرة الى أنه منذ الاصطدام تسرب نحو 350 ألف لتر لوثت بالفعل ما يقرب من 50 كيلومترا مربعا من أشجار الغابات. وأضافت أنه أمام هذه الكارثة البيئية لم يقدم أي بلد في العالم مساعدة الى بنغلاديش، مشيرة إلى أن سكان سونداربانس مضطرون لوحدهم لإنقاذ أشجار المانغروف، وهي المورد الرئيسي للملايين من السكان والمورد المباشر لل 200 ألف من القرويين. وفي اسبانيا، اهتمت الصحف الرئيسية بالإضافة الى مواضيع محلية، بعملية احتجاز عشرين رهينة من قبل رجل مسلح في إحدى المقاهي بمدينة سيدنيبأستراليا. وتحت عنوان "الإرهاب في سيدني" كتبت صحيفة "لا راثون " ، أن الشرطة حاصرت المقهى وأغلقت أهم الطرق المؤدية الى وسط مدينة سيدني بعد احتجازه شخص لعدد غير محدد من الرهائن بداخل مقهى شعبي. وحسب الصحيفة ، فقد قال شهود عيان إنهم رأوا راية سوداء بداخلها كتابات باللغة العربية داخل المقهى، مضيفة أن وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب، عبرت عن "قلقها" إزاء ارتفاع إمكانية تواجد عدد كبير من النساء الاستراليات في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. من جانبها ، ذكرت صحيفة " أ بي سي" أن الشرطة الاسترالية أغلقت المنافذ المؤدية الى المركز المالي وسط مدينة سيدني بضع دقائق بعد احتجاز عدد غير محدد من الرهائن بمقهى شعبي. أما صحيفة " إلموندو"، فكتبت تحت عنوان "إنذار إرهابي في أستراليا"، أن احتجاز العشرات من الرهائن في مقهى في سيدني أجبر توني ابوت رئيس وزراء هذا البلد على التدخل. وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة "اضطرت" لإغلاق جزء من وسط مدينة سيدني بعد احتلال عدة أفراد مقهى شعبي في المنطقة واحتجزوا العشرات من الرهائن. وذكرت الصحيفة في هذا السياق أن أستراليا التي تساند الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية هي في "حالة تأهب قصوى" في مواجهة خطر الجهاديين العائدين من بلدان الشرق الاوسط. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم الاثنين بجملة من المواضيع كان أبرزها الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ بليما ، والانتخابات التشريعية المبكرة في اليابان. وبخصوص مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ بالعاصمة البيروفية ، أشارت الصحف إلى أن المفاوضات الماراطونية حول مضامين اتفاق يحد من الاحتباس الحراري ، شهدت خلافا بين الشمال والجنوب إلا أنه تم في اللحظة الاخيرة انتزاع اتفاق يتضمن تعهدات كبرى إلى حين انعقاد مؤتمر باريس نهاية 2015 . وكتبت صحيفة (نوربيرغه تسايتونغ) أن نتائج المؤتمر أسفرت عن "مذكرة تفاهم مقنعة إلى حد ما لكن تدعو للتحرك أكثر لحماية المناخ " لكن تقول الصحيفة " لن يكون لها أي معنى إلا إذا تم الاهتمام بمضامينها ويتعين على كل دولة أن تبدأ بنفسها ". من جهتها عبرت صحيفة (زود فيست بريسه) عن أملها في أن " تباشر ألمانيا وتجعل من ضمن أهدافها الأساسية حماية المناخ " حتى تساهم في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري مشيرة إلى أن مؤتمر ليما تبنى وثيقة ستكون بمثابة قاعدة للمفاوضات التي ستسبق مؤتمر باريس . أما صحيفة (تاغسشبيغل) فترى أن "الحكومة الاتحادية يمكن أن تبدأ منذ الآن بوقف العمل بمحطات الطاقة التي تعمل بالفحم " في خطوة للحد من التلوث إلا أنها لاحظت أن الوثيقة النهائية لمؤتمر ليما تحتوي على عدد قليل من الأهداف الشجاعة على المدى الطويل لكنها مع ذلك تبنتها الدول بالإجماع كإطار لتعهداتها المستقبلية لخفض انبعاث الغازات . من جانب آخر اهتمت الصحف بالانتخابات المبكرة في اليابان التي أجريت أمس بقرار من رئيس الوزراء شينزو آبي الذي يحاول أن يجعل منها استفتاء على السياسة الاقتصادية التي تعتمدها حكومته. واعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكه) أن"نتائج التصويت واضحة، فرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي هو الذي يقف وراء الانتخابات وبالطبع سيحصل على ثلثي أصوات الناخبين والاستمرار في منصبه" مشيرة إلى أن آبي لديه سياسة اصلاح مكنت في نهاية المطاف من تحقيق خطوات مهمة. أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فكتبت أن الغالبية في البرلمان الجديد ممكن أن تمنح ولاية أخرى لآبي لكن ستكون هشة ، لأن "حوالي نصف الناخبين اليابانيين لم يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع ولم يختاروه". وفي اليونان ، اهتمت الصحف بالزيارة التي يقوم بها اليوم الإثنين لاثينا المفوض الاوربي في الاقتصاد بيير موسكوفيسي ، وتأتي قبيل بدء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 17 دجنبر والتي تثير مخاوف متزايدة من احتمال فشل البرلمان في انتخاب الرئيس ما قد يقود الى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها وعدم استقرار سياسي يثير حفيظة المانحين. وكتبت "تانيا" أن المفوض الأوربي سيجتمع برئيس الوزراء سامرانس ويقدم دعما معنويا له لمواصلة الإصلاحات الاقتصادية، مشيرة الى التصريحات التي أدلى بها موسكوفيسي قبيل وصوله لأثينا وجاء فيها أنه "يفضل أن ينتخب البرلمان رئيس البلاد كما أن الأوربيين يرفضون أن تتولى القوى المتطرفة السلطة في أثينا". ويحيل موسكفيسي في ذلك لحزب (سيريزا) لتحالف اليسار الجذري أبرز قوى المعارضة في البلاد والذي يعتزم إحباط محاولة انتخاب الرئيس حتى يتم حل البرلمان كما ينص على ذلك الدستور وإجراء انتخابات سابقة لأوانها. ويتوعد سيريزا بتولي السلطة ووقف برنامج الإنقاذ الأوربي وسياسة التقشف التي تنهجها البلاد منذ ست سنوات. صحيفة "كاثيمينيري" كتبت أنه بعد فقط 40 يوما من تولي بيير موسكوفيسي منصبه كمفوض أوربي في الاقتصاد قام بدور بارز في مساعدة اليونان في مفاوضاتها مع الترويكا المانحة (الاتحاد الاوربي والبنك المركزي الاوربي وصندوق النقد الدولي) لتجاوز الخلافات التي شهدتها المفاوضات مطلع الشهر. صحيفة "تانيا" تناولت أيضا المطالب الجديدة للترويكا التي يتعين على أثينا تطبيقها خلال العام 2015 وقالت إنها تتعلق بزيادة جديدة في الضريبة على القيمة المضافة في عدد من السلع والخدمات، وضرورة إلغاء القانون الذي صادق عليه البرلمان اليوناني ويتيح للمتخلفين عن أداء الضرائب سدادها على مائة قسط شهري، وتقول الترويكا ان هذا الإجراء سيتسبب في زيادة عجز الميزانية، ثم ضرورة إلغاء الحكومة للتقاعد النسبي والمبكر واصلاح العدالة وتحرير قطاع المحروقات. واضافت الصحيفة أنه من بين المطالب الاساسية الاخرى للترويكا ضرورة إحداث هيئة مستقلة لمداخيل الدولة تكون مستقلة عن وزارة المالية. واضافت انها غير مرتاحة لأداء وزارة المالية فيما يخص جمع مداخيل الدولة ولا تقبل الطريقة التي تتدخل بها الحكومة فيمل الإدارة العامة للمداخيل والتي من المفروض ان تكون مستقلة. وفي السويد، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع منها مسألة السويديين المقاتلين ضمن الجماعات الإرهابية، والأزمة السياسية التي تواجه البلاد ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. واهتمت صحيفة " سفينسكا داجبلاديت" بالمقاتلين ضمن الجماعات الإرهابية في ضوء تقارير جهاز الاستخبارات السويدية الذي يحقق في شأن أولئك الذين عادوا إلى البلاد الاسكندنافية بعد مشاركتهم في القتال في الخارج. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في جهاز الاستخبارات السويدي أن 110 من السويديين انضموا الى الجماعات الإرهابية منذ عام 2012، و أن 25 او 30 قتلوا في المعارك فيما عاد ما يقرب من 40 من المقاتلين إلى السويد. وأضافت الصحيفة أن جهاز الاستخبارات يعتبر الوضع "حرجا" مشيرة الى أنه من بين الجماعات الارهابية هناك تنظيم الدولة الاسلامية وجماعة الشباب. ويهدف جهاز الاستخبارات السويدي ، حسب الصحيفة ، الى منع هجمات محتملة في السويد، مما يجعله يخصص ما يقرب من ثلث ميزانيته لذلك. من جانبها، تطرقت صحيفة "افتونبلاديت" الى الأزمة السياسية في السويد مشيرة الى أن حزب المعتدلين، وهو التشكيلة الرئيسية في تحالف يمين الوسط ، ليست على استعداد للتعاون مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بخصوص الميزانية. ونقلت الصحيفة تصريحات زعيمة المعتدلين، آنا كينبيرغ باترا، أنها متشبثة بتحالفها مع الاحزاب الثلاثة الاخرى حيث سيحاولون في الحملة الانتخابية القادمة تقديم أجوبة على الأسئلة التي قد تكون " أهملت" خلال الانتخابات الأخيرة في شتنبر الماضي. من جانبها، أعربت صحيفة "داغينس نيهيتر" عن اعتقادها بأن المحادثات حول التغيرات المناخية التي عقدت مؤخرا في ليما هي بمثابة استعداد للقاء باريس خلال السنة القادمة ، مشيرة إلى أن 196 دولة التزمت بالحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وقالت الصحيفة إن الهدف من اجتماع باريس هو التوصل إلى اتفاق شامل حول مكافحة تغير المناخ، مؤكدة أن الاتفاق يتطلب دعم اثنين من مصادر التلوث الكبرى وهما الصين والولايات المتحدة . وفي بولونيا ، تطرقت الصحف الى قرار كييف الهادف إلى زيادة عدد أفراد الجيش وانتهاكات الطائرات الروسية المجال الجوي في الدول المجاورة لأوكرانيا. وكتبت صحيفة "ريسبوبليكا" أن أوكرانيا تعتزم زيادة عدد جنودها في عام 2015 الى 250 ألف جندي مقابل 130 ألف في الوقت الحاضر، مشيرة إلى أن القرار جاء بدافع الوضع المتوتر في الشرق بفعل تهديدات المتمردين المدعومين من قبل موسكو. وأوضحت الصحيفة أن أوكرانيا تلقت وعودا بمساعدات عسكرية من قبل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وكذلك الدول الأوروبية لخلق جيش محترف لمواجهة التهديد الخارجي، ملاحظة أن التهديد لا يأتي فقط من الشرق ولكن أيضا من الجنوب من طرف دولة ترانسنيستريا التي اعلنت عن انفصالها من جانب واحد عن جمهورية مولدوفا عام 1990 والمدعومة أيضا من طرف الكرملين. من جانبها أوردت " لاغازيت جوريديك" بيانات الناتو حول انتهاكات المجال الجوي للدول المجاورة لأوكرانيا من طرف الطيران الروسي خلال الايام الاخيرة. وحسب الصحيفة ، فقد حدد حلف شمال الأطلسي عدد 400 طلعة جوية لمقاتلات روسية في المجال الجوي للدول الأعضاء في الحلف الأطلسي، مذكرة بأن هذه الطلعات زادت بنسبة 50 في المائة مقارنة بسنة 2013. واهتمت الصحف النرويجية الصادرة اليوم الاثنين من جانبها بتطورات حادثة تشويش الشاب المكسيكي على حفل تسليم جائزة نوبل للسلام في العاصمة أوسلو. وأشارت الصحف إلى تغريم هذا الشاب الذي اتخذ في حقه قرار بطرده من البلاد خاصة أنه لا يتوفر على أوراق اللجوء التي رفضت السلطات النرويجية منحه إياها. وفي هذا الصدد، أبرزت صحيفة (افتنبوستن) أن هذا الشاب، البالغ من العمر 21 عاما، سيتم ترحيله إلى بلاده اليوم الاثنين، مضيفة أنه سعى إلى الحصول على اللجوء في النرويج لكن طلبه قوبل بالرفض. كما أشارت الصحيفة إلى أنه خلال السنوات الخمس الماضية تقدم 31 مواطنا مكسيكيا بطلب الحصول على اللجوء في النرويج، وأنه تم رفض 28 طلبا. من جانبها، أبرزت صحيفة (في غي)، نقلا عن الشاب المكسيكي كورتيس ساسلاس، قوله إنه سيتم ترحيله اليوم الاثنين، وأنه قد وضع في مركز للاستقبال الأجانب بعد حاثة التشويش على الحفل. وأشارت إلى أن هذا الشاب، الذي وصل مبلغ الغرامة التي عوقب بها إلى 15 ألف كرونة نرويجية (2098 دولارا)، عبر عن قلقه وأنه لا يفهم ما الذي يجري بالضبط.