الفرنسيون والإنجليزيون يقولون في الجسارة الخبيثة والوقاحة النتنة" وصلت بكَ الجسارة/ الوقاحة لتباغتني أمام قسم الشرطة؟! والعرب قديما قالوا" إذا كان الصمت في حضور الجمال جمال! فإن الصمت في حضور الوقاحة ترفع!. والحقيقة المرة أننا لما لذنا إلى الصمت من لسعات وعظات وهرطقات وافتراءات ذوي القربى" وظلم ذوي القربى أشد مضاضة"، بمناسبة استصدار قرارهم اللاقانوني وغير الشرعي والقاضي بتجميد عضويتنا الحزبية نحن الأخوين أحمد محاش وعبد الغني المرحاني، والذي اطلعنا عليه فقط من خلال موقعكم الإلكتروني.. اعتقد المرجفون والمنتشون ب"قرارهم التاريخي" !! و"إنجازهم الحضاري" !! الهائل... أننا خرسنا وألقمنا حجرا وسقط في أيدينا. كما اعتقد المعتقدون أننا بتنا في مرمى الأسهم وفوهات المدافع الصديقة والخصمة.. وأننا خسرنا" الماتش" بنتيجة فلكية وأن ما يدعيه القوم هو الحق الحقيق الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، وأن صكوك الإذانة أضحت بينة السنان وضاحة البيان... فتوالت التصريحات والتعليقات وأشباه كتابات تنال من كانوا بالأمس القريب يوصفون بملائكة يمشون على الأرض، وصحابة من الرعيل الأول لم تستهويهم إغراءات وشهوات المناصب والمواقع، وهم الذين استبدلوا اضطرارا أواختيارا حزبهم الكبير بحزب صغير ناشئ.. وكانوا رجالا عظاما استقطبوا التضامن العميم والقبول الرحيم.. لما استهدفتهم ما سمي ب" نمونكلاتيرا" هذه الهيئة السياسية بمناسبة استحقاقات 25 نونبر 2011، فكانوا ضحايا "مذبحة القيم" حسب مبتدعات صديقنا العبقري الذي أجاد وأفاد وقتها في الدفاع وباستماتة عظيمة صفق لها القوم طويلا، بالرغم أنها كانت منة تذكر كلما طفا على السطح نقاش حاد أو خلاف في التقدير والاجتهاد ولازمة لا تفارق الشفاه.. أنصفت عنصرا من عناصر من خندقهم المقال في فئة ثالثة حسب التصنيف الغريب والعجيب لعميد الكلمة في النهضة والفضيلة !! طالب فيه صاحبنا بتخليد هذا الفاشل اليوم في امتحان الفضيلة !! بطلا، و منحه سعفة ذهبية، والاحتفاء به تشريفا، و التفاخر به أمام الأحزاب تفاخرا يعطي للحزب(...) شرف اتصافه باحترام مبادئ الديمقراطية الحزبية و من تم يكون صورة للنموذج الديمقراطي المرتقب في الممارسة السياسية. ومن جملة ما كتب مقال نشر أخيرا على هسبريس حول النهضة والفضيلة أفرغ صاحبه كامل جبته القدحية والشتائمية بما خبث وعاب، بأكثر من 40 كلمة ووصف وعبارة في حق إخوانه( طلاب الاحتراف السياسي، الاختراقات السياسية، الباحثين عن مطايا الأحزاب، تجار السياسة، كائنات طحلبية طافية، اقتناص المغانم، سلوكات شائنة، فئة ثالثة،الوبال، غواية الأنفس، الاستخفاف، العناصر المستلحقة، الاندساس، النجوى المقيتة، مقاعد ليست في واردها، الدس، ورم سرطاني، المسلكيات الشائنة...)، والإناء بما فيه ينضح، وكلها للأسف لغو في لغو وحماقات مبطنة الحشو، ومنكرات وآثام لا يجبها حتى سجود السهو، لأننا بكل بساطة أكبر من هذا الهراء وأبعد من هذا الخواء.. إذ لا يمح آثارها النفسية والأخلاقية اعتذار ولا احمرار الوجنتين وتعرق الجبين..ما لم يتب صاحبنا الإسلامي جدا والوطني جدا والحقوقي جدا ويرجع عن غيه، ويرد الأمانات إلى أهلها، ويتقي الله في الأخوة والجوار والعمل المشترك. وزيادة في التجريح وإمعانا في تمريغ السمعة في الوحل، طفق الناصح الأمين يقدم النصائح/ الفضائح، موهما ومتوهما، في مواقف مخزية وأحكام مردية، وأقوال مخجلة، وآراء مهلهلة، مبنية على التجني لا التحري، وتبديل الفضائل وتلميع الرذائل، وعلى لسان سليط يفتي، كما يقال، في وقت أضيق من بياض الميم، أو من صدر اللئيم، بما يتوقف فيه شيوخ الإسلام، وأئمته الأعلام سنين وأعواما. ولم يمتلك صاحبنا الجرأة الأدبية والسياسية في تسمية الأشياء بمسمياتها، وركب مطايا التعميم والتعويم ولم يستطع أن يحدد عدد المبعدين على حد وصفه، بل أن يذكر أسماءهم، إذ من أصل 38 عضوا من الأمانة العامة للحزب أكثر من ثلثي العدد منحدر من حزب المصباح، وهي الفئة المستلحقة بالمناسبة على حد قوله.. وكأن سيناريو ذبح الديمقراطية الداخلية لم تكتمل خيوطه بعد، وينتظر أن تمتد يد التسلط واستغلال النفوذ إلى البقية المتبقية من صنفهم المعهد المريخي للإحصاء التطبيقي !! فئة ثالثة. كما تاه المقال في دروب الكلمات المستمرأة وسراديب العبارات البالية يكيل التهم المجانية للشرفاء والأحرار، واستدار أشباه المناضلين دورة كاملة في مواقفه من مادح منافح عن الحقوق المهضومة إلى مشكك قي النوايا طاعن في الماضي التليد، ومخون، ولعمري هذه قمة الدناءة والدونية، مدعيا أننا جالسنا الأخ المناضل الشرقاوي السموني لقيادة انقلاب عن الأمين العام للحزب. والحقيقة أننا لم نلتق الرجل قط سواء لما كنا ننتمي سويا إلى نفس الهيئة أو الآن، وزد على ذلك كيف لشخص غير منتم أو حديث الانتماء أن يترأس أو يقود حزب الشمس؟ والقانون الأساسي يشترط في ذلك عضوية على الأقل 4 سنوات في هيئاته العليا( يستحسن الرجوع إلى القانون الأساسي)، مما ينم عن جهل خطير وأمية مركبة بأبسط القوانين المنظمة والمسيرة للحزب، عند ممن يدعي أنه من زبدة القيادة والفئة المتصدرة لتفييئه الغارق قي وحل الجنون والعظمة. ومن شر البلية ما يضحك. وليس البلية في أيامنا عجب بل السلامة والاستقامة والهدأة الروحية !! فيها أعجب العجب! خاصة والإشعاع والتمدد النهضوي الفاضل واقع آثاره؟؟ على طول تراب المملكة والفيوضات الإيمانية والأخلاقية نتائجها بادية للعيان لا تخطئها إلا عين بها رمد أو حول، حيث لم تخرج نتائج حزب النهضة والفضيلة بمناسبة استحقاقات الرابع من شتنبر 2015 عن ما كان متوقعا بسبب الترهل والتسيب التنظيميين الذين تعيشهما قيادة الحزب منذ أكثر من سنة ونصف، وبسبب الإعداد الضعيف جدا الذي سبق هذه المحطة التي كانت ستكون مرحلة فارقة في عمرنا الحزبي ومسارنا السياسي.. خاصة أن عددا من أعضاء من الأمانة العامة لم يفلح في تحقيق نتائج مرضية، وكل الأسماء منيت بالهزيمة أو تم إقصاؤها في المدن والجهات التي كانت لنا فيها حظوظ وافرة: الدارالبيضاء، الناظور، كرسيف، وجدة، سلا، انزكان، برشيد، سطات، تطوان، مراكش... والأفدح من ذلك، فطيلة العشر السنوات، وعلى مر الانتخابات الجماعية والتشريعية كانت النتيجة مخيبة للآمال ومهدرة للأحلام وعاصفة بالمجهودات والقدرات وناسفة للعزائم والإرادات: برلماني واحد سنة 2007 بالدارالبيضاء، بعد أن فقدنا المقعد الوحيد بدائرة وجدة لسنة 2002، والأمر والأنكى أن نخرج صفرا في استحقاقات 2011 الكارثية.. وقس على ذلك أو اكثر بمناسبة الاستحقاق الجماعي الأخير ل 4 شتنبر 2015، حيث لم تزد غلتنا للأسف عن 54 مستشارا جماعيا من أصل أكثر من 31 ألف مستشار جماعي. أما الانتخابات الجهوية المنظمة لأول مرة في بلدنا، فلم تشب عن طوق الأصفار وأجواء الاندحار. وحتى لا نقطع على مسوقي الأوهام حميميتهم وخلوتهم الحزبية وهدأتهم الروحية وتماسكهم الأسري، ولا نكدر عليهم صفو سنوات البناء والتشييد نذكرهم أن حزب الشمس لم يستطع إلى اليوم إخراج ورقته المذهبية، بالرغم من مرور عشر سنوات على التأسيس، وأن خزانته شبه خاوية من إنتاجات فكرية وسياسية تنفع بلده ومجتمعه. لقد انفرط عقد النهضة والفضيلة. فمن يجمع سبحاته؟ والحزب في عنق الزجاجة فمن يجري العملية الجراحية بنجاح؟.. إننا نعتقد بأمس الحاجة إلى حركة إنقاذ وليست إلى تصحيح لأنه لا يوجد بكل بساطة ما يصحح ويقوم: فالبنية الحزبية جامدة والقديم منها يتآكل، والكثير فيها انتهت صلاحياته والأوراق مبعثرة وتزداد تبعثرا، والوضع قاتم وموغل في قتامته بسبب الترهل واستخفاف القيادة. ويبدو أن القيادة الوطنية وعلى رأسها بعض أعضاء الأمانة العامة فقدت السيطرة على أعصاب ومفاصل الجسم التنظيمي الذي كثرت أعطابه وعيوبه إلى أن اكتسحه المرض العضال وباغتته الشيخوخة المبكرة وفاجأه سن اليأس بسبب الأدواء التي انغرست فيه ولم تجد لها الطبيب المداوي، ولم توصف لها وصفة الدواء بالرغم من وفرته وبساطته وسهولة الوصول إليه، مما حرمنا الشفاء والصحة والعافية. ويبدو أننا في وضع لا يحسد عليه، وقد أدخل الحزب إلى غرفة الإنعاش وفي أنفاسه الأخيرة. فهل تنفع الخرجات الإعلامية، واللقاءات المهربة في إطالة نهاره؟ ! أم أن ليلا بهيما ينتظره، وغروبا لشمسه لا محالة واقعة، بالرغم من تمديد تأخير قيام ساعته بفعل المسكنات والمهدئات التي تضخ في شرايينه بين الفترة والأخرى من قبل بعض الغيورين والغيورات، وبفعل الحسابات والتكتيكات المنتهجة من قبل آخرين؟. *عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة