اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأربعاء، بجملة مواضيع منها العلاقات بين لبنان ودول الخليج العربية ، وتطورات الأزمة السورية ومواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في مقال افتتاحي عن العلاقات المصرية الكويتية بمناسبة احتفال الكويت بعيدها الوطني وقالت إن هذه العلاقات تعد " نموذجا يحتذى فى العمل العربى المشترك، ومثالا للتعاون بين الأشقاء فى كل المجالات". وأشارت إلى أن هذه العلاقات تعود إلى بداية القرن المنصرم مؤكدة أن الكويت وهي تحتفل بعيدها الوطني لا ينسى المصريون وقوف الكويت إلى جانب الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو، ودعمها القوى للدولة المصرية، سياسيا واقتصاديا وفى كل المجالات، تجسيدا للعلاقات التاريخية المتميزة التى تربط البلدين شعبيا ورسميا. من جهتها قالت صحيفة (الأخبار) إن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيطلق اليوم (رؤية مصر 2030) التي تهدف إلأى وضع خارطة طريق في المحاور الاقتصادية والاجتماعية والبيئية . ونقلت عن وزير التخطيط المصري قوله إن الرؤية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال خلال ثلاثة أبعاد رئيسية تشمل محاور التنمية الاقتصادية والطاقة والمعرفة والابتكار والشفافية وكفاءة المؤسسات. وتناولت أكثر من صحيفة ما شهدته جلسة البرلمان أمس وقالت إن حالة من الفوضى سيطرت على الاجتماع خلال مناقشة مشروع قانون اللائحة الداخلية للمجلس بسبب التنافس في طلب الكلمات بين الكتل النيابية المثلة في البرلمان. وقالت (الأهرام) إن ذلك دفع رئيس المجلس إلى رفع الجلسة ساعة بعد افتتاحها بسبب الفوضى التي سادت القاعة. وفي قطر ، طالبت صحيفة ( الراية) الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية بأن تعمل على تكثيف الجهود من أجل المساهمة في تطبيق قرارات مؤتمرات جنيف موضحة أن المتسببين في محنة السوريين "معروفون ولا يخفى على أحد ممارساتهم الإجرامية في وضح النهار ودون خوف أو وجل". وقالت في افتتاحيتها " إن ما يعانيه السوريون منذ تفجر الثورة ضد الظلم والاضطهاد والقمع يجعلنا لا نلتمس عذرا لأي طرف تخاذل عن نصرة الشعب السوري ورفع الظلم والاضطهاد عنه ،فلقد شبعنا من البيانات الرنانة والإدانات الجوفاء بينما يموت في كل يوم المئات في سوريا قتلا وتجويعا، ويغادر الآلاف تهجيرا ونزوحا من أجل إفراغ سوريا من أهلها" . بدورها ، شددت صحيفة ( الشرق) على أهمية تطبيق قرارات جنيف ،وعلى أن يأخذ الحل السياسي المتفق عليه دوليا مجراه السليم في سوريا ،وفق ما أكده وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ،عقب لقائه أمس في اسطنبول مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث دعا إلى سرعة تنفيذ القرارات المتعلقة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري في أسرع وقت ممكن . وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها على أن تطبيق هذه القرارات كفيل بدعم المسار السياسي المترتب على اتفاق وقف الأعمال العدائية المتوقع في السابع والعشرين من الشهر الجاري. وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن لبنان وضع نفسه في مأزق تجاه أشقائه العرب، "لخروجه على الإجماع العربي، واختطاف قراره الوطني وارتهان سياسته الخارجية لطرف لبناني هو (حزب الله) المتحالف مع إيران، وبذلك فقد بوصلته العربية المرتبطة بأمته العربية ومصالحها القومية العليا". وأبرزت الصحيفة أنه لم يكن من السهل اتخاذ القرارات الأخيرة التي استهدفت لبنان "فهو بلد عربي شقيق (..)وله دوره القومي المشهود في مواجهة العدو الصهيوني، وفي كونه محطة إشعاع وتنوير وواحة للحرية والديمقراطية.. ". وخصلت الافتتاحية إلى أن البيان الذي صدر عن الحكومة اللبنانية يوم أمس الأول والذي أكد على الثوابت اللبنانية العربية لا يكفي ذلك أن "الأمر يحتاج إلى مراجعة فعلية لسياسته العربية، وإلى إثبات على أرض الواقع". وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة (الاتحاد)، في مقال أنه لا يمكن تفسير موقف الحكومة اللبنانية، و"بيانها الهزيل الذي صدر بعد الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء اللبناني يوم الاثنين الماضي إلا بأنه موقف ضد لبنان". وبحسب كاتب المقال فقد أصبح لبنان اليوم "فاقدا لقراره، وغير قادر على تحديد مصيره، بل ومتجها نحو أعداء العرب، وملتزما الصمت تجاه عبث حزب الله في سوريا واليمن والبحرين والعراق". وأضاف أنه لم يعد أمام العرب، في مواجهة هذا الأمر، غير اتخاذ المواقف الواضحة، معتبرا أن قرار الإمارات بمنع مواطنيها من السفر إلى لبنان ، وكذلك قرار وزارة الخارجية تخفيض عدد أفراد بعثتها الدبلوماسية "هي رسالة لمن يريد أن يعرف إلى أين تتجه الأمور". وفي البحرين، أكدت صحيفة (البلاد) في افتتاحيتها أن عاهل البلاد، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وضع من خلال كلمته، أمس، أمام مجموعة من الإعلاميين، "خريطة طريق جديدة للإعلام البحريني، وحدد الأسس اللازمة لإعلام راق وداعم للجهود الوطنية الرامية إلى تجاوز المرحلة الحالية بصعوباتها"، معتبرة أن تكريمه لدور الإعلام يجسد حرصه على تمكين الإعلاميين من مختلف الأدوات وتوفير كل المقومات اللازمة لتعزيز هذا الدور ويرتقي بقدرات القائمين بالمهمة الإعلامية في المملكة والوصول إلى الإبداع والتميز في العمل والأداء. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوسط) أن عاهل البلاد أكد على جسامة المسؤولية الملقاة على عاتق الرسالة الإعلامية، وأشار إلى أن الخليج العربي يواجه أطماعا خارجية مكشوفة تتربص بأمنه واستقراره، مشيدا بما تطرحه وسائل الإعلام مادامت الغاية خدمة الصالح العام والنقد البناء لتستمر مسيرة الإصلاح، "وهو ما نعاهد جلالته عليه". وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (الوطن) إن استقبال العاهل لجموع الإعلاميين والإعلاميات "تقدير ملكي بامتياز للجنود المجهولين الذين يبذلون جهودهم ليل نهار، ويقدمون أفضل إبداعاتهم خدمة للإعلام البحريني"، موضحة أن الإعلام صناعة، و"ثمة إدراك ملكي لافت لهذه الصناعة باعتبارها مساندة لمسيرة الإصلاح والتحديث دائما، وهي حائط الدفاع الأول عن أي تحديات تتربص بنا من الداخل أو تواجهنا من الخارج". ومن ناحيتها، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) حجم التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة، وضرورة التوحد لمواجهتها، قائلة إن "التحديات اليوم هي تحديات أمة عربية وإسلامية، وتحديات مساندة المملكة العربية السعودية (عمودنا الفقري) والوقوف معها، فمصيرنا مرتبط بمصيرهم، وقدرنا بقدرهم (..)". وبلبنان واصلت الصحف اهتمامها بالأزمة السياسية بين لبنان والسعودية، إذ كتبت صحيفة (المستقبل) معلقة إن التطورات والمؤشرات الواردة إلى لبنان "بينت أن إصلاح ذات البين" على مستوى العلاقات المتأزمة مع المملكة العربية السعودية وعموم دول الخليج العربي "لا يزال يحتاج إلى بذل مزيد من الجهود الحثيثة لتجاوز خطيئة نكران الذات العربية للبنان التي اقترفها وزير الخارجية، جبران باسيل، في مؤتمري القاهرةوجدة". وأضافت أن البيان الحكومي الصادر، أول أمس، تأكيدا على التمسك بالهوية العربية وبالإجماع العربي " ليس سوى أولى خطوات الألف ميل باتجاه إعادة تصويب موقف لبنان الرسمي ". وأضافت أنه وغداة صدور البيان الحكومي، جاء تحذير كل من السعودية والإماراتوالبحرين رعاياهم من زيارة لبنان "بمثابة رسالة تؤكد استمرار العتب العربي". أما صحيفة (النهار) فاعتبرت أن كرة الثلج "بدأت تكبر، وتشي بمزيد من التدهور الذي يدخل لبنان في نفق المواجهة السعودية - الايرانية المظلم، مهددة الاستقرار فيه ومصير حكومته المتضامنة شكلا لا فعلا بعدما فشلت كل الاتصالات والمساعي للتهدئة الفعلية تجاه الدول العربية وإعادة ترميم العلاقات معها". وقالت إن أزمة لبنان في علاقته بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي "تجاوزت" الحدود الاقليمية فبلغت أروقة الأممالمتحدة وعواصم القرار، بسبب تأثيراتها المباشرة على الاستقرار في البلد. وكشفت الصحيفة أن دوائر الاممالمتحدة العاملة في لبنان وجهت أمس الى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون كتابا " تعبر فيه عن قلقها من تداعيات اجراءات اضافية تتخذها دول الخليج تجاه الرعايا اللبنانيين الذين يقيمون ويعملون على اراضيها، مما يساهم في التأثير سلبا على الوضع الاقتصادي المتدهور أصلا، ويدفع الى احتمال قيام فوضى تنعكس على الوضعين الأمني والاجتماعي بما يعوق العمل الاغاثي للمنظمة الدولية، وكذلك الامني في الجنوب (...)".