دعت منظمة الصحة العالمية حكومات العالم إلى تصنيف الأفلام التي تتضمن مشاهد لتعاطي التبغ، في محاولة منها منع شروع الأطفال والمراهقين في تدخين السجائر وتعاطي سائر أشكال التبغ. وقالت المنظمة العالمية، في تقريرها المعنون ب "تقرير المنظمة عن الأفلام الخالية من الدخان من البيّنات إلى الإجراءات"، إن الأفلام التي تُظهر تعاطي منتجات التبغ أغرت الملايين من الشباب في مختلف أنحاء العالم بالشروع في التدخين. الوثيقة الصادرة حديثا أوردت أن من شأن اتخاذ خطوات عملية؛ من أهمها تصنيف الأفلام التي تتضمن مشاهد تبغ وإدراج تحذيرات بشأنها قبل العرض، أن يحول دون تعريف الأطفال حول العالم بمنتجات التبغ، وما يتبع ذلك من إدمان وعجز ووفاة بسببه. تقرير المنظمة أوصى بفرض تصنيف، تبعاً للسن، على الأفلام التي تحتوي على مشاهد تبغ من أجل الحدّ من تعرّض الشباب لمشاهد التبغ في الأفلام، والإقرار في مقدمة الفيلم بأن مُنتجه لم يتلق أي شيء ذي قيمة من أي شخص مقابل استخدام منتجات التبغ أو عرضها في الفيلم، مع وضع حدّ لعرض علامات التبغ التجارية في الأفلام. ودعت الوثيقة إلى فرض عرض إعلانات قوية مناهضة للتدخين قبل الأفلام المتضمنة لمشاهد تبغ في جميع قنوات التوزيع؛ من دور السينما والتلفزيون والإنترنت وما إلى ذلك، كما أوصت بأن يكون إنتاج وسائط الإعلام التي تروج للتدخين غير مؤهل للحصول على دعم من الأموال العامة. الحسن البغدادي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات، حذر من خطورة السلوك الإعلامي المعزز لظاهرة التعاطي للسيجارة، لكونها وجهة يتم استغلالها من طرف لوبي صناعة التبغ للرفع من مكاسبه الاقتصادية عبر العمل على جر مزيد من الزبناء إلى مستنقع الإدمان، من خلال سياسة تسويقية تناور لتمرير الإشهار. وأفاد البغدادي بأن الجمعية التي يرأسها قامت برفع دعوى قضائية ضد قناة عمومية مغربية سمحت لنفسها بتقديم "سلسلة فكاهية، ظاهرها فكاهي وباطنها دعوة صريحة للتطبيع مع السيجارة، بل وتمجيد مكانتها ضمن سلوكيات المجتمع، خاصة من قبل الشباب والنشء". المتحدث أبرز أنه في الوقت الذي بلغ فيه مستوى خوف البلدان المتقدمة على صحة شعوبها حدودا صارت معها تفرض على جميع قنواتها التلفزيونية بث إعلانات مرئية ومسموعة وريبورتاجات متواصلة للتذكير بمخاطر التدخين، باعتباره سببا رئيسيا في وفاة ما لا يقل عن 6 ملايين شخص سنويا، وتعمد إلى نشر إعلانات بصور مؤثرة، بل ومخيفة وبالحجم الكبير، لجعل مواطنيها يبتعدون عن التدخين، فإن الدولة المغربية لا زالت بعيدة كل البعد عن تفعيل قانون التدخين. ودعا الحسن البغدادي الحكومة إلى تبني خطوة منظمة الصحة العالمية التي اعتبرها إيجابية، مع إصدار قانون يمنع بيع التبغ للقاصرين للحيلولة دون هدم هذه الفئة الهشة والناشئة، وتحريك القوانين للضرب بيد من حديد على تجار السموم داخل المقاهي والمدارس.