في محاولة منها منع شروع الأطفال والمراهقين في التدخين، دعت منظمة الصحة العالمية الحكومات عبر العالم إلى تصنيف الأفلام التي تتضمن مشاهد لتعاطي التبغ، حيث اعتبرت أن الأفلام التي تُظهر تناول منتجات التبغ قد أغرت الملايين من الشباب، في مختلف أنحاء العالم، على البدء في التدخين، وذلك استنادا إلى نتائج تقرير جديد للمنظمة. الدكتور دوغلاس بيتشير، مدير إدارة الوقاية من الأمراض غير السارية في منظمة الصحة العالمية، يقول إنه "في ظل فرض قيود متزايدة الصرامة على الإعلان عن التبغ، تبقى الأفلام القنوات الأخيرة التي تُعَرِّض الملايين من المراهقين لصور التدخين دون قيود"، معتبرا أن من شأن اتخاذ خطوات عملية، بما في ذلك تصنيف الأفلام التي تتضمن مشاهد تبغ، وعرض تحذيرات بشأن أضرار التبغ قبل بث الأفلام المنطوية عليه، (من شأنه) أن يحول دون تعريف الأطفال بمنتجات التبغ وما يتبع ذلك من إدمان وعجز ووفاة بسببه. بيتشير استطرد قائلا: "إن التدخين في الأفلام يُمكن أن يكون شكلاً قوياً من أشكال الترويج لمنتجات التبغ، بيد أن الأطراف في الاتفاقية الإطار لمنظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ، وعددها 180 طرفاً، ملتزمة طبقاً للقانون الدولي بحظر الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته". وأظهرت دراسات أجريت في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن التدخين في الأفلام مسؤول عن اجتذاب 37 في المائة من جميع المدخنين المراهقين الجدد، وطبقاً لتقديرات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولاياتالمتحدة في عام 2014، فقد أدّى التعرض لمشاهد التدخين في الأفلام، في الولاياتالمتحدة وحدها، إلى حشد أكثر من 6 ملايين مدخن شاب جديد من بين الأطفال الأمريكيين في عام 2014. وفي عام 2014، تضمنت نسبة قدرها 44 في المائة من أفلام هوليوود مشاهد تدخين، وكذلك نسبة قدرها 36 في المائة من الأفلام المصنفة للشباب، وفيما بين عاميّ 2002 و2014، تَضَمّن ما يقرب من ثُلثيّ الأفلام صاحبة أعلى العائدات مشاهد تدخين. وتحتوي العديد من الأفلام المُنتجة خارج الولاياتالمتحدة أيضاً على مشاهد تدخين، حيث أظهرت الاستقصاءات أن مشاهد التبغ موجودة في الأفلام صاحبة أعلى العائدات المُنتَجة في ستة بلدان أوروبية؛ هي ألمانيا وأيسلندا وإيطاليا وبولندا وهولندا والمملكة المتحدة، وفي اثنين من بلدان أمريكا اللاتينية؛ الأرجنتين والمكسيك. وطبقاً للتقرير، فإن تسعة من كل عشرة أفلام مُنتجة في أيسلندا والأرجنتين تحتوي على مشاهد تدخين، بما في ذلك أفلام مصنفة للشباب. وتماشياً مع المادة 13 من اتفاقيتها الإطار بشأن مكافحة التبغ، فإن تقرير "OMS" يوصي باتخاذ تدابير؛ منها فرض تصنيف تبعاً للسن على الأفلام التي تحتوي على مشاهد تبغ من أجل الحدّ من التعرّض العام للشباب لمشاهد التبغ في الأفلام، والإقرار في مقدمة الفيلم بأن مُنتجه لم يتلق أي شيء ذي قيمة من أي شخص مقابل استخدام منتجات التبغ أو عرضها في الفيلم، ووضع حدّ لعرض علامات التبغ التجارية في الأفلام، بالإضافة إلى فرض عرض إعلانات قوية مناهضة للتدخين قبل الأفلام المتضمنة لمشاهد تبغ في جميع قنوات التوزيع.