بعد هدنة ركن فيها الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، إلى التهدئة في علاقته مع رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، عاد زعيم "الميزان" إلى توجيه سهام نقده إلى الحكومة، حيث اتهمها بخلق احتقان اجتماعي، جراء سياساتها التي أفضت إلى أزمة اقتصادية، وتزايد نسبة البطالة". وقال شباط، ضمن كلمة في افتتاح الدورة الثانية للمجلس المركزي لاتحاد الشباب العربي، إن "هناك أزمة اقتصادية، وهناك جفاف، والبطالة تكاثرت منذ 2011، وهناك احتقان اجتماعي وقمع للتظاهرات"، قبل أن يعرّج على قضية الأساتذة المتدربين، والذين دعا كل الشباب العربي إلى التضامن معهم. وخلال ذات المناسبة، دعا الأمين العام لحزب الاستقلال الشباب في بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى توحيد صفوفهم، "من أجل إصلاح ما أفسده حكامنا في العالم العربي"، على حد تعبيره، مضيفا "نعول على الشباب العربي للقيام بهذه المهمة. شباط قال إن الشباب يتجهون دوما نحو الثورة، "لكن الثورة يجب أن تكون هادئة، والتغيير يجب أن يكون عن طريق الشباب وليس عن طريق أي قوى خارجية، ولو كانت أمريكا"، في تلميح إلى أن الثورات العربية تحركها أياد خارجية. ووصف الأمين العام لحزب الاستقلال وضع بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي شهدت ثورات، بالكارثي، قائلا: "العالم كله يتجه نحو التطور والحداثة، والعدالة الاجتماعية الحقيقة، ونحن كل ما بنيناه هدمناه فيما سمي الربيع العربي مع الأسف". وعزا زعيم "الميزان"، ما سبب الثورات العربية إلى الاحتقان المجتمعي الذي أفرزه غياب الديمقراطية وانعدام تكافؤ الفرص ووجود فوارق طبقية خطرة جدا، لكنّه حمّل المسؤولية الأكبر للدول الغربية، التي قال إنها "خلقت هذه المشاكل التي يتخبط فيها العالم العربي لكي تستولي على ثرواتنا". ولم يترك شباط الفرصة تمر دون توجيه انتقادات للغرب، إذ قال حين حديثه عن الحرية إن الاسلام كان سباقا إلى تحرير العبيد وإلى تكريم المرأة، "بينما المرأة في الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تشارك في لانتخابات إلا عام ثلاثة وستين من القرن الماضي"، يقول الأمين العام لحزب الاستقلال.