في خضم الجدل الدائر حول قضية الأساتذة المتدربين ومطالبتهم بإسقاط المرسومين القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص المنحة إلى أكثر من النصف، كشف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، أنه كان يرفض أن يدخل إلى مراكز التكوين 7000 آلاف أستاذ متدرب، مؤكدا أنه يريد أن يبقى التكوين مفتوحا أمام الجميع، والتوظيف بالمباراة. وأكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في لقاء عقده مع منتخبي حزبه بجهة الدارالبيضاء- سطات، أن الأساتذة الذين مروا من مراكز التكوين بإمكانهم أن يشتغلوا في الدولة أو في مؤسسات أخرى، "ماشي بالضرورة يْخَدْمو في الدولة، وإلى ما خَدْموشْ خلال هذه السنة، يمكن يْخَدْمو في مؤسسات أخرى، وْحْنا ما حْرَمْناهُمْشْ باش يْعَوْضو"، على حد تعبير بنكيران. وبينما اعترف بنكيران بملاحظات الأساتذة المتدربين حول المرسومين، بخصوص صدورهما بعد ثلاثة أيام من الولوج إلى المراكز، فقد شدد على أن وزارة الداخلية قامت بإجراء الحوار بإذن من رئيس الحكومة، مشيرا إلى أنها التزمت بحل المشكل من خلال توظيفهم على دفعتين. في هذا الصدد، أوضح بنكيران أن الحل الذي قدمته الحكومة يدخل في إطار احترام قراراتها، في إشارة منه إلى تمسكه بالمرسومين اللذين يطالب "أساتذة الغد" بإسقاطهما، مضيفا أن "ذلك يندرج أيضا في إطار القانون، مَاشِي الفوضى، وتساهلنا إلى أبعد الحدود وهم يهددوننا بالنضال وبدون شك سيتعبوننا". وفي تعليقها على ما ورد على لسان رئيس الحكومة، شددت شيماء لحمر، عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، على أن تصريح بنكيران ينطوي على ثلاث حقائق؛ الأولى هي أن فرض المرسومين لا علاقة له بالجودة والإصلاح، كما كانت تقول الحكومة، وإنما جاءا تبعا للمناصب المالية المتوفرة، على الرغم من الخصاص الذي يعاني منه قطاع التعليم، ولا صلة له أيضا بكفاءة الأساتذة المتدربين. ثانيا، تقول لحمر في تصريح لهسبريس، فقد اعتبر رئيس الحكومة أن المرسومين غير قانونيين، على الأقل بالنسبة لهذا الفوج، "ومع ذلك فهو مصر على أن يمر المرسومان بعد قسمه"، وذلك في إشارة لقول بنكيران إن الأساتذة المتدربين سجلوا ملاحظات في ما يخص صدور المرسومين بعد ثلاثة أيام من ولوجهم إلى المراكز. الحقيقة الثالثة بالنسبة لشيماء تتمثل في كون وزارة الداخلية حاورتهم بعد إذن رئيس الحكومة، وليس بأمر من الحكومة، وهذا ينطوي على فرق بين الأمرين، مشددة على أن الحلول التي حملتها الداخلية "ليست جدية"، مؤكدة أن الأساتذة المتدربين احتاروا "النضال حتى تتحقق مطالبهم". وكشفت المتحدثة ذاتها أن "أساتذة الغد" سيتعبون الحكومة، كما جاء على لسان عبد الإله بنكيران، معللة ذلك "بتعنت الحكومة"، مضيفة أنه سيتم تنظيم اعتصامات على المستوى الوطني غدا الثلاثاء في المراكز، بالإضافة إلى مسيرات جهوية، للمطالبة بإسقاط المرسومين.