كشفتْ مذكرة صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط "مفارقاتٍ" يعرفها سوق الشغل في المغرب، فإذا كانَ الانطباعُ السائد هُوَ أنَّ الحصولَ على شواهدَ عليا يفتحُ أبوابَ سوق الشغل، فقد كشفت المذكرة أنَّ العكس هو الحاصل، إذْ إنَّ البطالة ارتفعتْ خلال السنة الماضية في صفوف حاملي الشهادات أكثرَ من غيْرهم. وحسب المُعطيات التي تضمّنتها المذكّرة، التي أنجزت حول وضعية سوق الشغل خلال سنة 2015، فإنَّ معدل البطالة في المغرب انخفضَ لدى الأشخاص غير الحاصلين على شهادة من 4.7% إلى 4.1%، خلال السنة الماضية، في حين ارتفع هذا المعدل لدى الأشخاص الحاصلين على شهادة من 17.2% إلى 17.3%.. وتصل نسبة السكان النشيطين المشتغلين الذين لا يتوفرون على شهادة إلى 61،2 بالمائة، بينما تصل نسبة النشيطين المتوفرين على شهادة ذات مستوى متوسط 11،6 بالمائة، أمّا الأشخاص ذوو الشهادات العليا المشتغلون فلا تتعدّى نسبتهم 11،6 بالمائة. وتمكّنَ الاقتصاد المغربي من تسجيل نتائج إيجابية في ما يتعلق بإحداث مناصب الشغل ما بين سنتي 2014 و2015، وذلك بخلقه 33.000 منصب شغل، بواقع 29.000 منصب بالوسط الحضري، و4.000 بالوسط القروي، في حين أنَّ عدد مناصب الشغل التي أحدثت خلال السنة التي قبلها كان في حدود 21.000 منصب. وحسب المعطيات نفسها، فإنَّ عدد العاطلين عن العمل في المغرب انخفضَ ب19.000 شخص، 10.000 منهم بالوسط الحضري، و9.000 بالوسط القروي، ليتقلص العدد الإجمالي للعاطلين على المستوى الوطني إلى 1.148.000 شخص، وهو ما يمثل 1.6 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية. وفي الوقت الذي توجّه النقابات العماليّة اتهامات للحكومة بشأن ارتفاع نسبة البطالة، فإنَّ أرقام مذكرة المندوبية السامية للتخطيط تشيرُ إلى انخفاض نسبة العاطلين، لكن بنسبة طفيفة جدّا، إذ انتقلت من 9،9 بالمائة إلى 9،7 بالمائة على المستوى الوطني. ويأتي قطاع الخدمات على رأس أكثر القطاعات خلقا لفُرص الشغل بإحداثه 32.000 منصب شغل، يتلوه قطاع البناء والأشغال العمومية ب18.000، ثمّ الصناعة، بما فيها الصناعة التقليدية، ب15.000 منصب، بينما فقد قطاع الفلاحة (الغابة والصيد) 32.000 منصب. وما زالتْ فئة الشباب تعاني بنسبة كبيرة من العاطلة، إذ كشفتْ مُعطيات مذكرة المندوبية السامية للتخطيط أنَّ نسبة الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، الذين لا يعملون ولا يدرسون، تبلغُ 27.9% على المستوى الوطني، 45.1 بالمائة بالنسبة للإناث و11.4 بالمائة بالنسبة للذكور.