اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بالأوضاع الراهنة في المنطقة خاصة الأزمة السورية والجهود الدولية المبذولة بشأنها ، وموضوع الإرهاب الذي أصبح يستهدف حتى المساجد،وقمة الإتحاد الإفريقي التي عقدت بأديس أبابا ، فضلا عن مواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأخبار) عن مفاوضات جنيف حول الأزمة السورية وقالت في مقال إن كل المؤشرات تشير لفشل الوصول لحل وأن كل " الأطراف المتورطة في هذا الصراع الذي جعل من الأرض السورية مرتعا للتنظيمات الإرهابية لا تريد أن تشعر أو تقدر مدى فداحة وضخامة حجم الكارثة التي يعيشها الشعب السوري". وتساءلت قائلة "ألم يحن الوقت بعد لتتحرك مشاعر الإنسانية والوطنية في قلوب من لهم صلة بما يجري في سوريا من أحداث(..) ألا من تحرك حقيقي وجاد من أجل ايجاد حل توافقي سياسي سلمي لهذه المحنة المتواصلة منذ ما يقرب من خمس سنوات". أما صحيفة (الجمهورية) فتناولت في افتتاحيتها موافقة قادة الإتحاد الإفريقي في قمتهم بأديس أبابا على مبادرة مصر " ممثل القارة السمراء في قمة باريس" حول المناخ التي أقرت الاتفاقية الإطارية لتصدي الأسرة العالمية لتداعيات التغيرات المناخية. وأكدت أن إفريقيا هي أكثر قارات العالم امكانية على اعتماد واستثمار الطاقة النظيفة تحت حماية طبيعية لحزام الغابات الاستوائية والمياه وطاقة الشمس مؤكدة أن كل هذه الطاقة التي تتوفر عليها القارة يمكن ربطها في شبكة واحدة تغطي احتياجات التنمية والتقدم وتتيح المجال لتصدير الفائض للقارات المجاورة. أما صحيفة (الأهرام) فتناولت في افتتاحيتها حوادث الطرق المتكررة التي تعرفها مصر وتحصد المزيد من الأرواح منتقدة طريقة التعامل مع هذه الحوادث من قبيل تشكيل اللجان وانتقال المسؤولين لعين المكان وتبقى الحال على ما هي عليه. وقالت بالخصوص "لقد تعددت الحوادث وتغيرت أنظمة وتعاقبت حكومات، ومازلنا عند نفس التصريحات الوهمية بتطوير وهيكلة البنية التحتية للنقل فى مصر، واعتماد مليارات الجنيهات لهذه المشروعات، لتظل مصر متربعة مرتبة متقدمة عالميا فى نسب الحوادث". وفي قطر، تطرقت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها لمفاوضات جنيف حول الازمة السورية وكذلك لمؤتمر المانحين لتقديم المساعدات إلى اللاجئين السوريين ، الذي يعقد في لندن ، معتبرة أن "هذا الحراك الدولي يعد الفرصة الأخيرة لوقف الحرب في سوريا والتوصل إلى حل سياسي يقوم على مبادئ إعلان جنيف1، بما يحقق تطلعات الشعب ويحفظ وحدة سوريا وسلامةأراضيها". و طالبت الصحيفة مجلس الأمن الدولي ب " أن يرمي بثقله لفرض الحل السياسي ورحيل بشار الأسد، واتخاذ تدابير تضمن نجاح المفاوضات وفرض عقوبات على النظام السوري". في السياق ذاته ، ترى صحيفة (الراية) أن تأكيد المعارضة السورية سعيها للمشاركة في العملية السياسية لإنهاء معاناة الشعب السوري "يثبت مدى جدية المعارضة التي جاءت بهدف محدد وهو حل الأزمة الإنسانية بسوريا"، مشددة على أن الكرة تحولت إلى ملعب المجتمع الدولي باعتباره الضامن لهذه المحادثات . إن حل الأزمة السورية ، تضيف الصحيفة في افتتاحيتها ،"مرهون بإرادة دولية واضحة تجاه محادثات جنيف الحالية " مؤكدة أن على المجتمع الدولي العمل من أجل أن تقود هذه الجولة من المحادثات إلى إنهاء معاناة الشعب السوري "من خلال إلزام نظام دمشق بقبول الضمانات التي حددها المبعوث الدولي حتى تقود المحادثات إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية لا مكان فيها للأسد أو نظامه". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إنه من المفارقات المؤلمة أن تتحول المساجد في ديار الإسلام إلى كمائن لقتل أكبر عدد من المصلين، موضحة أن هذه الأحداث صارت اليوم جزءا من واقع عربي وإسلامي "أليم وبالغ البشاعة، أبرز سماته الفوضى والغباء والجهل، واقع معقد ومتشابك (..)". وترى الصحيفة أن التفجير الإرهابي الدامي الذي استهدف، يوم الجمعة الماضي، مسجدا في محافظة الأحساء السعودية، يعد حلقة من سلسلة طويلة سبقتها حلقات، وليس من الواضح أنها ستكون الأخيرة، بالنظر إلى "ما توفره البيئات الحاضنة لهذا الفكر العدمي المجنون، وإلى عناصره المحفزة والمولدة لهذا الانتاج البشع من الجرائم الصادمة للضمير". وعلى صعيد آخر، أكدت صحيفة (البلاد) أن مسيرة التكامل الاقتصادي التي قطعها مجلس التعاون الخليجي برهنت على حاجة دول المجلس لآليات تنفيذ فاعلة تتجاوز مرحلة القوانين الاسترشادية والإستراتجيات البعيدة المدى إلى مرحلة البرامج التنفيذية لقرارات القمم، وهو ما يأمل المواطن الخليجي رؤيته خلال المرحلة المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أن القطاع الخاص لا يزال يطالب بشراكة حقيقية في التنمية على مستوى التخطيط والتنظيم والتنفيذ، مبرزة أن ذلك يجب أن يترجم بدوره في قيام عمل مؤسسي يبدأ من اجتماعات القمم الخليجية ويمر عبر الأجهزة التخطيطية والتنفيذية كافة في الأمانة العامة. . وبلبنان، اهتمت صحيفة (الأخبار) بمصير بلدة (عرسال) بعد المعارك الأخيرة بين التنظيمين الإرهابيين (داعش) و(النصر) بنواحيها، قائلة إن الضغط يزداد على (داعش) في الميدانين السوري والعراقي، فيصاب التنظيم ب"السعار" (...) . وتساءلت الصحيفة، هل تقع عرسال رهينة بين يدي (داعش) الذي يسعى إلى فتح طريق إمداد من جرود (أحراش) عرسال إلى الداخل السوري ومدينة الرقة وكذا حاجته إلى خطوط إمداد أخرى. أما (النهار) فكتبت تقول إنه ووسط "استنقاع" السباق الرئاسي وتحوله الى معارك كلامية "عقيمة لا تبدل حرفا في أزمة الفراغ الرئاسي"، هل يبدأ اليوم "المسار المعاكس" لنمط التمديد النيابي والفراغ الرئاسي والمؤسساتي بإضاءة الإشارة الخضراء الاولى لإجراء الانتخابات البلدية في ماي المقبل من خلال اقرار مجلس الوزراء الاعتمادات اللازمة لهذا الاستحقاق إيذانا بانطلاق الاجراءات التنفيذية لاستكماله".