خصصت صحف أوروبا، الصادرة اليوم الخميس، أبرز تعاليقها للأزمة الداخلية التي يعيشها الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني والإجراءات الأمنية المتخذة في عدد من البلدان بمناسبة احتفالات رأس السنة. فتحت عنوان "الحزب الاشتراكي يعيش على إيقاع الخلافات" كتبت صحيفة (أ بي سي) أن الاتهامات والهجمات المتبادلة بين كبار مسؤولي هذا الحزب اليساري فاقمت من أزمة القيادة والسلطة داخل هذه الهيئة السياسية. وفي سياق متصل أوردت (إلباييس) أنه بعد تدخل أسماء وازنة دخل الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، حاول عدد من الأعضاء وقف الضغوط الممارسة على الأمين العام للحزب، بيدرو سانشيز، للدعوة لعقد مؤتمر وانتخاب زعيم جديد. أما (إلموندو)، فذكرت أن رئيسة جهة الأندلس، أحد أبرز قادة الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، سوزانا دياز، دعت الخميس لمواجهة القوى السياسية التي تسعى لتقسيم إسبانيا، في إشارة إلى حزب بوديموس، الحليف المفضل لسانشيز. من جهتها، نقلت (لا راثون) عن الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بمدريد، توماس غوميز، دعوته لسانشيز لتحمل مسؤوليته في تراجع الحزب في انتخابات 20 دجنبر الأخيرة، والدعوة لعقد مؤتمر لاختيار زعيم جديد. وفي بلجيكا اهتمت الصحف بقرار سلطات بروكسل إلغاء احتفالات رأس السنة بسبب التهديدات الإرهابية. وكتبت (لا ليبر بلجيك) تحت عنوان " الإرهابيون نالوا من الاحتفالات "، أن إلغاء حفلات رأس السنة انتصار جديد للجهاديين الذين يسعون إلى المس بنمط معين للعيش، مضيفة أن الأجواء شهدت توترا في الساعات الأخيرة بعد معلومات تشير إلى وجود مخاطر كبيرة للقيام بهجمات إرهابية ببروكسل. واعتبر كاتب العمود أن سلطات بروكسل اختارت طريق الحذر معربة عن أسفها لكون هذه التهديدات استهدفت مرة أخرى بلجيكاوبروكسل في حريتهما واقتصادهما. من جانبها، كتبت (لوسوار) أن الخطر الذي يتهدد بروكسل وصف ب"الكبير" من قبل السلطات المختصة، مضيفة أن إلغاء الاحتفالات أمر مفروض حيث أن لا أحد من عمداء المدن سيغامر بإقامة الاحتفالات في وقت تؤكد فيه المؤشرات الأمنية على ضرورة الالتزام بأعلى درجات الحذر. وأضافت الجريدة أن هذا القرار له وقع نفسي واقتصادي على سكان بروكسل وتجارها مشيرة إلى أن حرب الأعصاب التي يعاني منها التجار وتذمر المواطنين من تكرار عمليات إرهابية وهمية يهدد التماسك الاجتماعي. وفي فرنسا واصلت الصحف التعليق على اجراء سحب الجنسية من الارهابيين مزدوجي الجنسية ، الذي تم ادراجه في الاصلاح الدستوري ،الذي طرحه الرئيس فرانسوا هولاند، اذ كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان هذا الاجراء بالاضافة الى كونه غير فعال على المستوى العملي، من شأنه خلق تمييز في الدستور بين المواطنين في تناقض مع التقليد الجمهوري، ومع الانتقادات التي عبر عنها فرانسوا هولاند ومانويل فالس ، عندما اقترح نيكولا ساركوزي اصلاحا من هذا النوع. وتساءلت الصحيفة عما اذا كانت الجنسية المزدوجة تعتبر ظرفا من ظروف التشديد. من جهتها، لاحظت صحيفة (لوفيغارو) انه يتعين على الطبقة السياسة في اليسار واليمين ،التفكير مليا قبل معالجة موضوع سحب الجنسية. وقالت الصحيفة إن على اليسار واليمين أن يدركا أنه من غير المجدي محاولة البرهنة للفرنسيين انهم كانوا على خطأ. من جانبها اكدت صحيفة (لوموند) ان سنة 2015 كانت سنة قياسية على مستوى عمليات الاندماج والاستحواذات في الاقتصاد العالمي ، موضحة ان خمسة الاف مليار دولار سجلت في هذه العمليات. وفي هولندا تركز اهتمام الصحف، أيضا، على تعزيز الإجراءات الأمنية بعدد من البلدان، وإلغاء احتفالات العام الجديد ببروكسل. وكتبت صحيفة (دي فولكس كرانت)، تحت عنوان "إلغاء احتفالات السنة الجديدةببروكسل بسبب التهديد الإرهابي"، أنه تم إلغاء الألعاب النارية واحتفالات أخرى بالسنة الجديدة كانت مقررة وسط بروكسل بقرار من رئيس بلدية إيفان بعد مشاورات مع وزير الداخلية البلجيكي، وغيره. أما (إن إر سي) فعادت لإعلان المدعي العام الفيدرالي البلجيكي القبض على شخصين يشتبه في تخطيطهما لهجمات بمناسبة أعياد الميلاد، وصفت بالخطيرة وتستهدف معالم بالعاصمة البلجيكية، مضيفة أن تركيا أعلنت، بدورها، إحباط عملية إرهابيا كانت مقررا في نهاية السنة. من جهتها، تطرقت (أ دي) لحالة التأهب القصوى بعدد من مدن أوروبا وكذا بموسكو خوفا من هجمات قد تقع في الساعات والأيام المقبلة، مشيرة إلى تعبئة نحو 11 ألف رجل أمن بالعاصمة الفرنسية، بينهم 2000 عسكري، لضمان سير احتفالات رأس السنة، مقابل 9000 في 2014. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف بالتدابير الاستثنائية التي تم اتخاذها أمس الأربعاء بعد اجتماع بين وزير البيئة الايطالي ورؤساء الجهات وبلديات المدن لمكافحة تلوث الهواء الذي تعاني منه شبه الجزيرة الإيطالية. وأوردت صحيفة (كورييري ديلا سيرا) أن الحكومة أعلنت عن سلسلة من التدابير لمكافحة التلوث، خاصة إلزام سائقي السيارات بالسير داخل المدن بسرعة 30 كلم في الساعة، وخفض التدفئة (ليس أكثر من 18 درجة) بدرجتين داخل المؤسسات العمومية والخاصة. وأضافت اليومية أن الحكومة خصصت، أيضا، غلافا ماليا بقيمة 12 مليون أورو لتشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل العمومي والتخلي عن استعمال السيارات، لاسيما في المدن الأكثر تلوثا. الموضوع ذاته تطرقت إليه (المساجيرو) التي أشارت إلى أن التدابير المتخذة في عدد من المدن للحد من تلوث الهواء كانت غير فعالة، خاصة وقف حركة السيارات، والتناوب في حركة المرور، وبالتالي الحاجة لمبادرات إضافية جديدة وهي التي تم اعتمادها أمس الأربعاء. وأضافت أن من بين هذه التدابير تلك المتعلقة بالنقل العمومي، في حال استمرار التلوث لسبعة أيام على التوالي، فإنه سيكون مجانا، واستبدال وسائل النقل المتهالكة بحافلات أقل تلويثا، وأكثر راحة لتشجيع المواطنين على استعمالها باستمرار. من جهتها، ذكرت (لا ريبوبليكا) أن الحكومة خصصت 12 مليون أورو ل" مواجهة حالة الطوارئ"، مشيرة إلى أن هذا المبلغ هو جزء من ميزانية إجمالية بقيمة 700 مليون أورو لتحسين معالجة مشكل التلوث، لاسيما بتجديد أسطول النقل العمومي. في السويد، تطرقت صحيفة (داغينس نيهيتر) إلى الإجراءات المتعلقة بتشديد التشريعات الخاصة باللجوء في هذا البلد الاسكندنافي. واعتبرت الصحيفة أن "النموذج السويدي المشرق فشل في سياسة الأذرع المفتوحة"، مشيرة إلى أن "الأمر لا يتعلق اليوم بإنقاذ العالم، بل بدولة الرفاه الخاصة". وذكرت بأن هذا النموذج السويدي يبدو دائما لدى الأوروبيين كأحد أشكال القومية التقليدية المتطورة من خلال بنية اجتماعية حديثة، كما ينظر إلى السويد على أنها بلد يشجع القيم الكونية على حساب المصالح الوطنية. وقال كاتب المقال "نعتبر أنفسنا قوة إنسانية كبيرة، ونحن مقتنعون بذلك، وآخرون سيتبعون عاجلا أم آجلا نموذجنا". وفي الدنمارك، سلطت صحيفة (يولاندس بوستن) الضوء على اعتماد سلسلة من الإجراءات المتشددة بخصوص استقبال طالبي اللجوء، والتي تضع شروطا قاسية للتجمع العائلي، وتقليص فترة صلاحية تصاريح الإقامة، داعية إلى تبني سياسة اندماج فعالة. وكتبت هذه الصحيفة الليبرالية المحافظة أنه سيكون من الأفيد أن يعود اللاجئون بسرعة إلى ديارهم للمساعدة في إعادة بناء سورية جديدة. وأضافت "لكن في المستقبل القريب، فإن الشرط المسبق المتعلق بالاستقرار لن يتم الوفاء به. بل على العكس من ذلك، فإن اللاجئين الذين يحصلون على اللجوء في الدنمارك سيبقون لفترة طويلة". وبحسب كاتب المقال، فإنه من الضروري أن يتم استغلال الوقت الحالي للاندماج في سوق العمل، باعتبار أن ذلك سيكون مفيدا لكل القادمين الجدد وللاقتصاد الدنماركي. وفي النرويج، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع المحلية والدولية، ومن ضمنها تطورات الأوضاع في سورية التي تنذر بأن الحل لن يكون قريبا. وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة (في غي) نبأ مقتل 16 شخصا وإصابة 30 آخرين في هجمات على ثلاثة مطاعم في مدينة القامشلي شمال شرق سورية، في ما اعتبرته مؤشرا على تطور جديد في الحرب، خاصة أن القامشلي تقع قرب الحدود مع تركيا، في الشمال الشرقي من محافظة الحسكة السورية، وأغلبية سكانها من الأكراد. وأضافت أن المطاعم الثلاثة المستهدفة تقع في منطقة تحت سيطرة قوات النظام السوري التي تتقاسم والقوات الكردية السيطرة عليها. وأكدت أن أحد المطاعم الثلاثة المستهدفة يقع في منطقة أغلب سكانها من المسيحيين، مبرزة أنه تم توجيه الاتهام إلى مجموعات إسلامية متطرفة بالمسؤولية عن التفجيرات الثلاث.