اهتمت الصحف الصادرة اليوم الاربعاء في بلدان أوروبا الغربية ، بعدد من المواضيع منها الجدل الحاصل في فرنسا حول اقتراح سحب الجنسية من الأشخاص مزدوجي الجنسية المتورطين في أعمال إرهابية ، وتداعيات نتائج الانتخابات العامة بإسبانيا على خلفية اقتراح رئيس الحكومة المنتهية ولايته ماريانو راخوي تشكيل ائتلاف مع الحزب الاشتراكي . ففي فرنسا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع منها مشروع مراجعة الدستور الذي اعلن عنه الرئيس فرانسوا هولاند غداة هجمات باريس، والذي ستتم دراسته اليوم الاربعاء خلال مجلس الوزراء . في هذا الصدد ذكرت صحيفة (لوموند) ان الرئيس فرانسوا هولاند قرر العدول عن سحب الجنسية من الاشخاص مزدوجي الجنسية الذين ادينوا في قضايا الارهاب، مضيفة ان التراجع عن هذا الاجراء الرمزي يغيض الوجوه الرئيسية للمعارضة. وقالت ان اجراء سحب الجنسية شكل جزء من الشروط الأساسية لتصويت ايجابي للمعارضة. من جهتها أكدت صحيفة (لوفيغارو) ان سحب الجنسية ليس هو المقترح الوحيد الذي لقي انتقادات في صفوف اليسار ، مبرزة ان العديد من الاصوات في اليسار لم تعد تتردد في التعبير عن تحفظات جدية حول دسترة حالة الطوارىء. واشارت الصحيفة الى تزايد المؤاخذات بشأن دسترة حالة الطوارىء ، مضيفة ان هذه الانتقادات تم التعبير عنها حتى من قبل مقربين للرئيس هولاند. من جانبها قالت صحيفة (ليبراسيون) انه على الرغم من اقتصار المراجعة الدستورية على ادراج حالة الطوارئ، فان هذه المراجعة لن تجدي في محاربة الارهاب. واعتبرت الصحيفة ان الوقاية من الارهاب لا تمر عبر اصلاحات قانونية، مضيفة انه "عندما لا نعرف ما يجب القيام به يمكن اللجوء الى مراجعة الدستور". وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالاقتراح الذي تقدم به رئيس الحكومة المنتهية ولايته، ماريانو راخوي، لتشكيل ائتلاف مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. وهكذا كتبت (إلباييس) أن راخوي، زعيم الحزب الشعبي، سيعقد لقاء، اليوم الأربعاء، مع زعيم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، لدراسة إمكانية طلب دعمه مقابل إصلاح الدستور ورئاسة مجلس النواب. المنحى ذاته سارت عليه (إلموندو) التي كتبت أن راخوي سيعرض على سانشيز "ميثاق استقرار"، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته يعتزم التفاوض مع المرشح الاشتراكي على استقرار الحكم بإسبانيا، بالنظر لنتائج الانتخابات التي لم تمنح الأغلبية لأي حزب. أما صحيفة (أ بي سي) فأوردت أن العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس يمكنه أن يضطلع، خلال الأسابيع المقبلة، بدور مهم جدا لضمان استقرار إسبانيا، مذكرة بأنه سيتعين على العاهل الإسباني تقديم مرشح لرئاسة الحكومة الإسبانية. من جهتها، ذكرت صحيفة (لا راثون) أن العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس سيطلب، في خطابه التقليدي بمناسبة السنة الجديدة، من مختلف الأحزاب التوصل لتوافق سياسي من أجل ضمان استقرار هذا البلد الإيبيري. وفي هولندا اهتمت الصحف بقرار الحكومة الفرنسية بشأن سحب الجنسية الفرنسية من الاشخاص مزدوجي الجنسية المتورطين في أعمال إرهابية. ونقلت صحيفة "دي فولكس كرانت " عن وسائل الإعلام الفرنسية أن الحكومة الفرنسية تدرس سحب اقتراح سحب الجنسية الفرنسية من مزدوجي الجنسية الذين ولدوا في فرنسا ، والمتورطين في أعمال إرهابية، وذلك بسبب المعارضة الكبيرة الذي واجهها هذا الاقتراح حتى من داخل حزب الرئيس فرانسوا هولاند. وأكدت الصحيفة أن الحرمان من الجنسية الفرنسية هو موقف قديم دافع عنه حزب الجبهة الوطنية والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، قبل أن يتبناه فرانسوا هولاند لتعزيز الوحدة الوطنية في أعقاب هجمات باريس. أما صحيفة " دي أ " فأوردت أن الأجهزة الأمنية الفرنسية أحبطت هجوما بالقنابل الاسبوع الماضي كان سيقوم به اثنان من أعضاء خلية إرهابية ضد مركز للشرطة بوسط مدينة اورليانز. وكان كل من المتهمين الذين كانا على علاقة مع شخص أخر موجود حاليا في سوريا، يعتزمان كذلك مهاجمة ثكنة عسكرية. واعتبرت صحيفة " إين إر سي " من جهتها أن الأجهزة الأمنية الفرنسية تتلقى في الآونة الأخيرة انتقادات بشكل متزايد منذ الهجمات التي هزت العاصمة باريس في نونبر الماضي ، مشيرة الى ما وصف ب " الطابع المبالغ فيه " لتدخلات الشرطة خلال عمليات مكافحة الارهاب. وفي بلجيكا، سلطت الصحف الضوء على إعلان الحكومة عن خطة استراتيجية للجيش. وكتبت "لوسوار" أن حكومة شارل ميشل توصلت بصعوبة إلى اتفاق حول الخطوط الكبرى لخطة استراتيجية للجيش البلجيكي تهم العشرية القادمة، وخاصة مخطط استثماري سيمكن الجيش من الاستمرار في تحمل واجبه التضامني في مجال الدفاع الأوروبي. وأشارت الجريدة إلى أنه، وفي الوقت الذي تخصص فيه بلجيكا أقل من 1 في المائة من ناتجها الداخلي الخام للدفاع، فإنها مدعوة إلى الرفع من هذه النسبة إلى 3ر1 في المائة، مشيرة إلى أن ذلك سيمكنها من بلوغ مستوى البلدان الشريكة كهولندا وألمانيا. من جانبها، أكدت (لو فيف) أن الجيش البلجيكي سيعزز من قدراته البشرية لتصل إلى 25 ألف رجل في أفق 2030، طبقا لهذا المخطط الاستراتيجي والذي صادقت عليه اللجنة الوزارية المصغرة، في حين سيخصص حوالي 2ر9 مليار أورو للاستثمارات الكبرى. وتهم هذه الاستثمارات الأبعاد الأرضية والجوية والبحرية والإلكترونية للدفاع. أما (لا ليبر بلجيك) فقد اعتبرت أنه إذا كانت البرامج الكبرى لاقتناء الاسلحة تمتد لسنوات عديدة، فإن النفقات الأولى سيتم تنفيذها خلال هذه الولاية التشريعية خاصة في مجال الدفاع الأرضي. واهتمت الصحف السويسرية بتطورات الحرب على داعش في العراق، حيث يفقد هذا التنظيم الإرهابي مواقعه في منطقة الرمادي. وكتبت (لوطون) أن القوات العراقية يبدو أنها استعادت وسط عاصمة إقليم الأنبار، مشيرة إلى أن هذه هي أول معركة تخوضها القوات العراقية على الأرض ضد الجهاديين. وأضافت أنه على الرغم من ذلك فإن (داعش) لم تتكبد لحد الآن خسارات فادحة، بما فيها فقدانه في مارس الماضي لتكريت. أما (لاتريبون دو جنيف) فقد اعتبرت أن تراجع الجهاديين يثير المخاوف مجددا من اللجوء إلى العمليات الإòرهابية العشوائية في بلدان التحالف الدولي. وأشارت الجريدة إلى أنه إذا كانت المجموعة الإرهابية قد فقدت مناطق، فإنها بالمقابل سيطرت على أراض من خلال عملياتها غرب سوريا. وأكدت (24 أور) أن تحليل المجال الذي تتحرك فيه (داعش) يوضح أنها متمركزة حول بغداد ودمشق على الرغم من تدخل القوات الروسية.