واصلت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، اهتمامها بأزمة الهجرة، وبقضايا النزاعات الاجتماعية التي تعرفها بعض الدول الأوروبية منها بلجيكاوفرنسا، كما أولت اهتمامها لعدد من القضايا ذات الطابع المحلي. ففي فرنسا ركزت صحيفة (لوموند) على النزاع الاجتماعي الذي يهز الناقل الفرنسي (اير فرانس) والذي بلغ ذروته بالاعتداء على اثنين من مسؤولي الشركة من قبل مستخدمين على هامش انعقاد اللجنة المركزية للمقاولة يوم الاثنين الماضي، والذي تم خلاله الإعلان عن إلغاء 2900 وظيفة. وأضافت الصحيفة أن هذه القضية بدأت تتخذ بعدا سياسيا تمثل في زيارة الوزير الأول مانويل فالس لمقر الشركة حيث عبر عن دعمه التام للإدارة وأدان أعمال العنف. من جهتها اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بالنقاش الدائر ببريطانيا، مشيرة إلى أن الوزير الأول دافيد كامرون أثار المفاوضات الجارية مع بروكسيل في ختام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين. وقالت الصحيفة إن كامرون أكد، خلال هذا اللقاء، على "عظمة المملكة المتحدة" متهما الاتحاد الأوروبي بأنه "أكثر سلطوية" و"اكثر تدخلا"، مشيرة مع ذلك إلى أن الوزير الأول البريطاني لم يكشف عن أي تفاصيل بشأن مفاوضاته مع الاتحاد الأوروبي، أو حول اتفاق يرغب في الحصول عليه، أو تاريخ الاستفتاء حول البقاء أم لا في هذا الفضاء. من جانبها قالت صحيفة (لوفيغارو) إن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تحدثا بشكل مشترك أمس الأربعاء أمام البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، وهو ما اعتبر "لحظة تاريخية" من قبل رئيس البرلمان مارتين شولز. وفي بلجيكا، شكلت المظاهرة الوطنية أمس الأربعاء ضد تدابير التقشف الحكومية أهم موضوع تطرقت له الصحافة المحلية. وتحت عنوان ''نجاح كبير للاحتجاجات" كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن الجبهة النقابية الموحدة تمكنت من تحقيق رهان كان بعيد المنال وهو تكرار تنظيم مظاهرة ضخمة ضد حكومة ميشال. وفي نفس السياق، لاحظت صحيفة (ديرنيير أور)، من جهتها، أن المتظاهرين لم يخرجوا هذه المرة للاحتجاج ضد المشروع الحكومي، ولكن ضد آثاره الأولى التي وصفتها بالكارثية. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بالخطاب الختامي التي أدلى به رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون في مؤتمر حزب المحافظين، وبأول رد فعل للرئيس الأمريكي على القصف الأمريكي عن طريق الخطأ لمستشفى أفغاني. وأشارت صحيفة (الغارديان) إلى الوعود الاجتماعية التي أطلقها كامرون أمام أعضاء حزبه خصوصا خطته الطموحة لتمكين الأسر ذات الدخل المنخفض للاستفادة من تخفيض الضرائب و منح تسهيلات لاقتناء السكن. كما تعهد زعيم حزب المحافظين بالعمل على ضمان تكافؤ الفرص ووضع حد للتمييز العنصري والتعصب، مؤكدا عزمه على مواصلة المفاوضات مع الشركاء الأوروبيين لتحقيق الإصلاحات المنشودة للحفاظ على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد وفق الصحيفة. وسلطت صحيفة (إندبندنت) الضوء على أول رد فعل للرئيس الأمريكي باراك أوباما بخصوص ضرب مستشفى أفغاني خلال غارة جوية شنتها طائرات أمريكية في أفغانستان. وأوردت الصحيفة تصريح أوباما "نيابة عن الشعب الأمريكي، أتوجه بأحر التعازي إلى العاملين في المجال الطبي وغيرهم من المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا في الحادث المأساوي بمستشفى في قندوز". وفي البرتغال، اهتمت الصحف بالمفاوضات بين الأحزاب السياسية عقب الانتخابات التشريعية وبالسيناريوهات المحتملة لتشكيل الحكومة الجديدة. وذكرت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أن الحزب الاشتراكي الذي احتل المرتبة الثانية في الانتخابات، تلقى دعم الحزب الشيوعي البرتغالي لتشكيل الحكومة الجديدة. ونقلت صحيفة (بوبليكو)، من جهتها، عن زعيم الشيوعيين جيرونيمو دي سوسا، أن الحزب الاشتراكي أمام خيارين إما دعم حكومة يمين الوسط أو أخذ زمام المبادرة لتشكيل الحكومة التي لها كل الامكانيات لكي تحكم. وأضافت الصحيفة أن زعيم الحزب الاشتراكي أنطونيو كوستا قال للصحفيين إن الحزبين الاشتراكي والشيوعي ناقشا "نقاط الالتقاء"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل، بينما أكد جيرونيمو دي سوسا أن الفريقين يتقاسمان فكرة أن "غالبية الشعب البرتغالي لم تعد تريد حكومة يمين الوسط أو سياستها". وكتبت صحيفة (جورنال دي نوتيسياس)، من جانبها، أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته، باسوس كويلو، الفائز بالانتخابات، قال إنه سيلتقي قريبا مع أنطونيو كوستا، لوضع "أرضية للحكم"، مما يسمح بضمان استقرار سياسي للسنوات الأربع المقبلة. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالخطاب الذي ألقاه العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، أمس الأربعاء، أمام البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، والذي شدد فيه عى أهمية وحدة إسبانيا. فتحت عنوان "أنا أوروبي لأنني إسباني"، أوردت (أ بي سي) مقتطفات من خطاب العاهل الإسباني، الذي قدم أمام أزيد من 700 نائب أوروبي، إسبانيا "وفية ومسؤولة تجاه المشروع الأوروبي، ومتحدة وفخورة بتنوعها، ومتضامنة ومحترمة لدولة القانون". وأضافت اليومية أن رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، وصف خطاب العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس ب"المؤثر". أما صحيفة (لا راثون) فأشارت إلى أن العاهل الإسباني تطرق في كلمته لمشكلة اللاجئين التي تواجهها العديد من الدول الأوروبية، داعيا للتفاعل ب"كرم وتضامن ومسؤولية" من أجل وضع حد لمعاناة هؤلاء الأشخاص. وتابعت اليومية أنه بعد هذا الخطاب عقد العاهل الإسباني والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اجتماعا خصص لاستعراض آفاق أوروبا، والحركات الانفصالية في هذه القارة. من جهتها كتبت (إلموندو)، تحت عنوان "القومية هي الحرب"، أن هولاند وميركل استغلا أزمة الانفصال بجهة كتالونيا للتعبير، بحضور الملك فيليبي السادس، عن رفضهما للحركات الاستقلالية داخل الفضاء الأوروبي. وأشارت اليومية الإسبانية إلى أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حذر الانفصاليين من أن "الطريق أمام المشككين في أوروبا هو الخروج من الاتحاد الأوروبي، ومن الأورو، ومن الديمقراطية". وفي سياق متصل قالت (إلباييس) إن العاهل الإسباني، الذي أصر في كلمته على أن مستقبل إسبانيا مرتبط باستمرار مشروع الاتحاد الأوروبي، أشار إلى أنه "من المستحيل تصور إسبانيا دون أوروبا أو أوروبا من دون إسبانيا". وتابعت اليومية أن العاهل الإسباني أشار إلى أن التقدم الذي يعيشه هذا البلد الإيبيري هو ثمرة "الالتزام القوي للشعب الإسباني تجاه التكامل والاندماج الأوروبي". وفي ألمانيا واصلت الصحف اهتمامها بموضوع أزمة اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا بشكل غير مسبوق. وسلطت الصحف الضوء، بالخصوص، على قرار مجلس الوزراء الألماني أمس والقاضي بتعيين رئيس مكتب المستشارية بيتر ألتماير لتولي مسؤولية القيادة السياسية لأزمة اللجوء ليكون المنسق العام لسياسة اللجوء بين الوزارات المختلفة لتدبير الملف على نحو أفضل مما هو قائم حاليا. وترى صحيفة (سفابيشة تسايتونغ) أن النقطة التي انطلق منها المنسق الجديد لقضية اللاجئين صعبة وتنتظره العديد من القضايا المرتبطة بهذه الأزمة، لكن، وفق الصحيفة، لا يمكنه أن يقوم بين عشية وضحاها بحلها. ودعت الصحيفة الحكومة إلى عدم التستر مستقبلا عن كل المعلومات المتعلقة بعدد اللاجئين خاصة وأنها تتوقع التحاق العديد من اللاجئين بأفراد أسرهم الذين وصلوا بمفردهم في وقت سابق إلى ألمانيا. وترى صحيفة (دي فيلت) أن هذا القرار كان صائبا، معتبرة أن المستشارة أنغيلا ميركل لم تكن بهذه القوة من قبل وإحداث بعض التغييرات في مهام المستشارية، مشيرة إلى أنها معقولة ويتعين عدم تفسير هذه القوة الطوعية من المرأة الثانية في الدولة على أنها "ضعف"، وخاصة فيما يتعلق بقضية اللاجئين. واعتبرت صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ)، من جانبها، أن تعيين منسق جديد لملف اللاجئين هو بمثابة نقل صلاحيات هامة من وزارة الداخلية إلى المستشارية وتنقيص فعلي من سلطة وزير الداخلية توماس دي مايتزييره. وأضافت أن فقدان جزء من السلطة بالنسبة لرجل في وضع دي مايتزييره في نهاية المطاف صعب وربما هو قرار نابع من ممارسة براغماتية. من جانبها، اعتبرت صحيفة (أليغماينة تسايتونغ) أنه حان الوقت لتقوم أنغيلا ميركل بإعادة النظر في سياسة إدارة أزمة اللاجئين التي عرضت البلاد إلى اختبار صعب ذي أبعاد تاريخية وأشارت (تاغسشبيغل) إلى أن أزمة اللاجئين هي قضية عالمية وليست محصورة على تركيا ولبنان والأردن التي تستقبل أعداد هائلة قادمة من سورية إضافة إلى اللاجئين من الصومال وإريتريا والمزيد من البلدان عبر العالم لذلك، مضيفة أن علاج هذه الأزمة يتطلب عقد قمة للاجئين برعاية الأممالمتحدة. وحثت الصحيفة على توحيد جهود أوروبا بشكل أكبر ومعالجة القضية وفق ما تقتضيه القيم الانسانية.