اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الأربعاء، على الخصوص، بالمشهد السياسي في إسبانيا بعد الانتخابات الأخيرة، وموافقة المحكمة العليا الأوروبية على برنامج البنك المركزي الأوروبي لشراء السندات الحكومية بهدف تحفيز اقتصادات منطقة الأورو، وتراجع عدد سكان بعد البلدان الأوروبية. ففي إسبانيا، شكل إعلان رئيسة فرع الحزب الشعبي (الحاكم) بمدريد، اسبيرانزا أغيري، مغادرة هذا الحزب اليميني أبرز اهتمامات الصحف. وهكذا، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن اسبيرانزا أغيري بدأت بهذا الخروج تجديد الحزب الشعبي، مشيرة إلى أن رئيس هذه الهيئة السياسية والحكومة المركزية، ماريانو راخوي، توصل لاتفاق بشأن استقالة رئيسة فرع حزبه في العاصمة الإسبانية. من جهتها، أوردت (إلموندو) أن إسبيرانزا أغيري ستترك الحزب الشعبي بعد إطلاقها آخر تحدي لماريانو راخوي، مشيرة إلى أن الزعيمة السابقة لحزب الأغلبية طلبت أن يتم انتخاب خلفها في مؤتمر استثنائي قبل عقد الانتخابات التشريعية المقررة قبل متم السنة. أما (لا راثون)، التي أشارت إلى أن ماريانو راخوي يفضل أن تتولى كريستينا سيفوينتس منصب رئيسة الحزب بمدريد بعد الانتخابات العامة، فذكرت أن قيادة الحزب لا تنوي الترخيص بعقد مؤتمر إقليمي قبل الانتخابات المقبلة. وأضافت اليومية أن هذا الاجتماع السري سيعقد خلال فصل الربيع، على عكس ما طالبت به إسبيرانزا أغيري المسؤولة الجهوية للحزب بمدريد. وفي سياق متصل، قالت (إلباييس) إنه بعد هذا الخروج، الذي فتح الأبواب أمام تجديد قيادة الحزب الشعبي والحكومة، برز اسم وزير الصحة، ألفونسو ألونسو، كأحد الوجوه الجديدة للتغيير داخل هذا الحزب اليميني. وأشارت اليومية، أيضا، إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية سيبلغ اليوم الأربعاء العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس بتشكيلة فريقه الحكومي الجديد قبل تبرير هذه التغييرات، التي ستكون محدودة بحسب الصحيفة. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بجملة من المواضيع كان أبرزها موافقة المحكمة العليا الأوروبية على برنامج البنك المركزي الأوروبي لشراء السندات الحكومية بهدف تحفيز اقتصادات منطقة الأورو خاصة بالنسبة للدول المتعثرة، إذ رفضت المحكمة اعتراضات قدمها سياسيون واقتصاديون ألمان ضد هذا البرنامج الذي يعتبر جزءا من برنامج واسع لتحفيز الاقتصاد برأسمال قدره 1ر1 تريليون أورو، حيث يشتري البنك سندات حكومية بقيمة 60 تريليون أورو شهريا. وكتبت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) أن برنامج البنك المركزي الأوروبي أصبح الآن رسميا بعد أن وافقت عليه المحكمة الأوروبية ومكنت البنوك المركزية في بلدان المنطقة من ضمان نظام نقدي قوي لمؤسساتها لكن في نفس الوقت فإنه يقع على عاتقها تدبير الرصيد تفاديا لوقوع أزمات. وأضافت الصحيفة أن البنك المركزي الأوروبي يتولى مهمة تحقيق الاستقرار وأيضا السيطرة على السياسة النقدية، مشيرة إلى أن مهمته الحالية تكمن في تجنيب اليونان من الإفلاس الذي ستكون له تداعيات مباشرة وغير مباشرة على دول أخرى في منطقة الأورو. أما صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) فكتبت أن البنك المركزي الأوروبي سيمتثل لحكم أعلى سلطة قضائية في أوروبا الذي يروم استقرار العملة وتدبير السياسة الاقتصادية، مشيرة إلى أن الالتزام بضوابط القوانين في بعض القضايا في أوروبا يستند على أحكام القضاة بالاتحاد الأوروبي وليس على السياسيين والرؤساء لذلك، تضيف الصحيفة، حاول الحكم الصادر من لوكسمبورغ، تصويب المعايير. أما صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) فكتبت أن المحكمة الدستورية الاتحادية ستستغرق وقتا طويلا، لتقرر في هذا الموضوع، لكن مع الأخذ بعين الاعتبار الحكم الصادر من لوكسمبورغ، وما سيقوم به البنك المركزي الأوروبي والوضع العام، لأن البرنامج ما يزال غير واضح بالنسبة للصحيفة. كما اهتمت الصحف بقضية توزيع اللاجئين بنظام الحصص، الذي ما يزال موضوع خلاف بين دول أوروبا، فعبرت صحيفة (نويه أوسنايبروكر تسايتونغ) عن تخوفها من تصعيد الخلاف في أوروبا والصراع في ألمانيا حول حصة اللاجئين الذي أثار نقاشا كبيرا بعد أن كان الاتحاد الأوروبي قد أظهر صورة جميلة للتضامن والمسؤولية. وترى الصحيفة أنه من الواضح جدا أن إيطاليا واليونان غارقتان في مشاكل حقيقية وتحتاجان إلى حلول في المدى القريب معتبرة أن المسألة لا ترتبط فقط بالأزمة الاقتصاديةولكن أيضا بحفظ الكرامة وبالقيم التي تحرص عليها أوروبا. وفي البرتغال، اهتمت الصحف، في المقام الأول، بالأرقام المثيرة للقلق التي صدرت أمس الثلاثاء بخصوص التراجع المستمر في عدد السكان. وكتبت صحيفة (بوبليكو) أنه في ظرف خمس سنوات فقط، فقد البرتغال ما يقرب من 200 ألف نسمة، وهو رقم فاجأ الخبراء في علم السكان، لا سيما فيما يتعلق بالسرعة التي اتخذتها هذه الظاهرة. التراجع في عدد السكان منذ سنتي 2010، وأن سنة 2014 لم تشكل استثناء، إذ فقدت البلاد في السنة الماضية نحو 52 ألف و479 نسمة، وفقا لبيانات عممها المعهد الوطني البرتغالي للإحصاء أمس الثلاثاء حول السكان المقيمين بهذا البلد. وأضافت أن عدد سكان البرتغال بلغ، إلى غاية متم شهر دجنبر الماضي، 10 مليون و374 ألف و822 نسمة، أي أقل ب198 ألف عما كان عنه العدد في سنة 2010. من جهتها، أوردت صحيفة (جورنال دي نوتيسياس) أن نحو 134 الف مهاجرا عبروا الحدود في سنة 2014، بحسل تقديرات المعهد الوطني البرتغالي للإحصاء. وأفادت اليومية بأن هذه الأرقام أبرزت، أيضا، أن عددا المهاجرين المؤقتين أكبر من المقيمين الدائمين بالخارج، مشيرة إلى أن 85 ألف برتغالي غادروا بلدهم في سنة 2014 من أجل وظائف مؤقتة في الخارج، أي أزيد من 10 آلاف شخص مقارنة بسنة 2013. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها الانتخابات التشريعية التي ستجرى غدا في الدانمارك، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى هيمنة الحديث عن تشديد سياسة اللجوء، بغض النظر عمن سيفوز في هذه الانتخابات. واعتبرت الصحيفة أن سياسة الهجرة واللجوء في الدنمارك تختلف عن كل من النرويج والسويد، مضيفة أن المرشحين لهذه الانتخابات ركزا في اليومين الماضيين على الحديث عن الهجرة بالإضافة إلى سياسة التقشف الجديدة. من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن غدا الخميس سيتم الحسم في من يرأس الحكومة المقبلة بالدانمارك عبر الاختيار بين رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها هيلي تورنينغ شميت أو خصمها لارس لوك راسموسن. واعتبرت أن كل المرشحين سيواجهان سنوات صعبة، مشيرة إلى المسار السياسي لكل منهما، خاصة هيلي تورنينغ شميت التي تعد أول امرأة تتولى سنة 2011 منصب رئيس وزراء البلاد. على صعيد آخر، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى عزم شركة "شتات أويل" العملاقة في مجال النفط الاستغناء عن ما بين 1100 و1500 موظف دائم و 525 من الاستشاريين بحلول نهاية السنة المقبلة. وأضافت أن هذا الإجراء يندرج في إطار سياسة الشركة الكبرى في مجال النفط بالنرويج المتعلقة بتخفيض النفقات مع تراجع أسعار النفط. وفي فرنسا اهتمت الصحف بخطاب البابا فرانسوا الذي سينشر غدا الخميس والذي يتطرق فيه الى الحفاظ على الكوكب، مشيرة الى انها المرة الاولى التي يخصص فيها البابا جزء هاما من خطابه لقضية البيئة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لاكروا) أن هذا الخطاب سيحقق انتشارا واسعا، ذلك أنه موجه إلى البشرية في وقت يتم فيه التحضير لاتخاذ قرارات كبرى من أجل مواجهة اضطراب المناخ، مضيفة أن الرهان البيئي أضحى شأنا للعقيدة الاجتماعية للكنيسة. وذكرت الصحيفة بأن مؤتمرا دوليا حول المناخ سيعقد متم السنة من أجل تحديد اجراءات ترمي الى الحد من تأثير الأنشطة البشرية على المناخ، مضيفة أن الكثيرين ينتظرون بشوق خطاب البابا حول المناخ. من جهتها قالت (لوموند) إنه اول خطاب بابوي يخصص للأزمة البيئية، مضيفة أن مسودة الخطاب تتضمن حصيلة علمية مفصلة للوضع البيئي الحالي، وتلوث الكوكب، ووضعية المحيطات والغابات. أما صحيفة (ليبراسيون) التي وصفت البابا ب"البابا الأخضر" فاعتبرت أنه يتعين على الأمم ليس فقط الاتحاد من أجل حماية الكوكب، بل أيضا إعطاء الأولوية لبلدان الجنوب وشعوبها أول ضحايا توسع الإنتاج والرأسمالية المتوحشة.