واصلت الصحف الأوروبية، اليوم الثلاثاء، إيلاء اهتمامها بكارثة الزلزال المدمر الذي ضرب نيبال والوضع المأساوي الذي تعيش على وقعه البلاد، التي تحتاج لمساعدات مستعجلة وفق الصحف ، إلى جانب مواضيع محلية ودولية أخرى . ففي فرنسا واصلت الصحف الاهتمام بالوضع في نيبال، التي ضربها زلزال مدمر السبت الماضي، حيث كتبت صحيفة (لوفيغارو) أن كاتماندو غارقة في حالة من الفوضى والخراب ، تشتد مع صعوبة وصول المساعدات الإنسانية الدولية، بينما ترتفع حصيلة الضحايا يوما بعد يوم. وأضافت الصحيفة أنه في انتظار وصول المساعدات يلجأ النيباليون إلى الانترنيت كآخر وسيلة للتواصل لا تزال متاحة ، مشيرة إلى أنه تم إنشاء مجموعات من المتطوعين على الموقع الاجتماعي (فيسبوك) مرفوقة بنداءات للتبرع . من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون) إنه يتم اللجوء إلى (فيسبوك) و(غوغل) وغيرهما من المواقع من اجل تقديم المساعدة لمنكوبي الزلزال، مبرزة انه تم وضع نظام للإخطار من أجل تمكين مستعملي الشبكة الاجتماعية للتواصل من الاطلاع على أخبار أقاربهم . من جانبها، أكدت صحيفة (لوموند) أنه بعد الزلزال المدمر الذي دك النيبال وعاصمتها السبت المنصرم ، يواصل سكان المباني المتصدعة النزوح ، مشيرة إلى أن المئات من سكان كاتماندو المحملين بأغراضهم الشخصية تجمعوا أمس الاثنين على الطرق أملا في وجود وسيلة نقل توصلهم إلى خارج المدينة . وأضافت الصحيفة أن المستشفيات مكتظة بالمصابين المستلقين على أفرشة على الأرض أو على أسرة وضعت بالخارج. وفي ألمانيا مازالت الصحف تتابع بقلق كبير تطور الوضع الإنساني في نيبال التي ضربها زلزال لم تشهد مثله من قبل، مشيرة إلى أن رئيس وزراء نيبال أعلن أن عدد قتلى الزلزال قد يصل إلى 10 آلاف شخص فيما أعلنت الحكومة عن ارتفاع الحصيلة إلى نحو 4400 شخص. صحيفة (هامبورغر أبندبلات) كتبت في تعليقها أن عددا من متسلقي الجبال ضمن رحلات سياحية مازالوا عالقين في الجبال، مشيرة إلى أن أربعة منهم أكدوا أنهم في صحة جيدة إلا أن الكارثة ، تضيف الصحيفة ، لم تنته تداعياتها بعد. وأضافت الصحيفة أن كل المعلومات الرسمية الواردة من نيبال تفيد بأن عدد القتلى تجاوز 4000 شخص في وقت قياسي لم يتعدى 48 ساعة إضافة إلى 7000 جريح، مضيفة أن خبراء ومديري الأزمات من عدد من الدول قبلوا مساعدة نيبال. من جهتها كتبت صحيفة (زوددويتشه تسايتونغ) في تعليقها أن عدد قتلى زلزال نيبال المدمر مرشح للارتفاع في كل لحظة بعد تسجيل وفاة أكثر من 4000 شخص ، مشيرة إلى أن عمليات إنقاذ السكان صعبة للغاية مع الدمار الذي خلفته الهزات الأرضية فيما تطالب منظمات الإغاثة بمزيد من التبرعات. وأشارت الصحيفة إلى أن العشرات من المنظمات الإنسانية والمؤسسات الخيرية في ألمانيا تعبأت من أجل جمع التبرعات لمساعدة نيبال على مواجهة هذه الكارثة كتحالف منظمات الإغاثة الألمانية ، وغيرها والتي نشرت عناوينها وحساباتها البنكية لتحفيز الألمان على المساهمة في هذه العملية الإنسانية. وتناولت الصحف من جهة أخرى، إعلان "دويتشه بنك " ، أكبر بنوك ألمانيا ، أمس عن برنامج جديد لتخفيض النفقات السنوية بقيمة 5ر3 مليار أورو بعد أن تفاقم وضع البنك على إثر تلقيه غرامة قياسية قدرها 5ر2 مليار دولار من قبل السلطات البريطانية والأمريكية لدوره في فضيحة التلاعب بسعر فائدة ليبور. صحيفة (إمدر تسايتونغ) كتبت في تعليقها أن هذا القرار سيؤثر على البنك الذي سيضطر إلى إغلاق نحو 200 وكالة تابعة له إلى جانب أنه سيخفض حصته من الأسهم في "بوست بنك" الذي يمتلك فيه حاليا ما يزيد عن 95 في المائة ، ملاحظة أن عدد المدخرين لدى البنك سينخفض بعد أن يجدوا أن البنك يقدم لهم خدمات أقل. نفس الأمر أشارت إليه صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ)، معتبرة أنه على الرغم من أن جميع المصارف الدولية الكبرى تقريبا تعافت وتجاوزت احتمال سقوطها في الأزمة المالية، إلا أن البنك الألماني ، تقول الصحيفة ، عليه أن يستفيد من الدروس في المستقبل والتعامل مع المعطيات الرقمية بذكاء وتفادي المخاطر بخبرة عالية ومنح العملاء ثقة أكبر. من جانبها كتبت صحيفة (دي فيلت ) في تعليقها أن أكثر من خمسة في المائة من الأسهم تحطمت ، معتبرة أن الخطط التي أعلن عنها البنك "ليست جيدة ولن تنجح" ، حتى ولو كان الكثير من المساهمين يرحبون بمقترحات مجلس البنك القاضية بتخفيض النفقات واستثمار مبالغ تصل إلى مليار أورو لتوسيع عروضه الرقمية . بالنسبة لصحيفة (ايزناخر بريسة) ، فإن هذا الأمر "مثير للدهشة " خاصة وأن أعضاء المجلس التنفيذي للبنك حافظوا على مناصبهم بالبنك فيما يواصل هذا الأخير إنتاج عناوين مزعجة للغاية منتقدة بشدة إعلان البنك ضمن خطته المقبلة بيع حصته من "بوستبانك" بنسبة 50 في المائة بعد سنوات قليلة من شرائها. وفي النرويج، اهتمت الصحف بمعاناة سكان المناطق التي ضربها الزلزال القوي في نيبال. ونقلت الصحيفة عن بعضهم شعورهم بالألم الذي يسود تلك المناطق بفعل استمرار ارتفاع عدد القتلى ، وبفقدان أهاليهم وجرح العديد من السكان. وأكدت أن السلطات المحلية تتوقع استمرار ارتفاع عدد القتلى ، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ تعتبر أن جميع أعمال الإغاثة معركة ضد الزمن. من جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى إرسال النرويج أمس الاثنين فريقا للبحث والإنقاذ يتكون من 34 شخصا للمساعدة في عمليات الإغاثة. وأكدت أن الطائرة التي أقلت الفريق التابع لخدمة الإطفاء والإنقاذ في أوسلو كانت تحمل أيضا على متنها معدات للإنقاذ ، مبرزة أن النرويج ستقدم مساعدات إنسانية لنيبال وأنها ستصل إلى المتضررين من خلال الأممالمتحدة والمنظمات الخيرية. من جهتها ، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن العديد من المباني التاريخية الأكثر شهرة في نيبال تضررت من زلزال يوم السبت الماضي ، مضيفة أن عددا من المعابد البوذية والهندوسية المصنفة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي أصيبت بأضرار بليغة. وذكرت أن أحد المباني التاريخية انهار بكامله ما أدى إلى وفاة 180 شخصا ، وأنه كان قبلة لعدد كبير من السياح. ونقلت الصحيفة عن مسؤول من نيبال تأكيده أن هذه المباني تضررت بشكل كبير وأنه لا يمكن استعادتها. في إسبانيا ، اهتمت الصحف الرئيسية بشكل خاص بإعلان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي ترشحه عن الحزب الشعبي للانتخابات البرلمانية المقبلة ، المقررة في أواخر سنة 2015 . وكتبت صحيفة ( أ بي سي) ، في هذا السياق ، أن رئيس الحكومة الإسبانية يعتبر أن حزبه " قوي " قبيل الانتخابات البلدية والإقليمية والبرلمانية ، وأنه مستعد ليكون مرشح الحزب الشعبي . وأضافت الصحيفة أن برنامج راخوي الانتخابي يتمثل على الخصوص في الحفاظ على نسبة النمو الاقتصادي ، وخفض الضرائب وتجنب إجراء تعديل دستوري في إسبانيا. من جانبها ، ذكرت صحيفة ( الباييس ) أن راخوي يعتبر أن مستقبله السياسي غير مرتبط بنتائج الانتخابات البلدية في شهر ماي المقبل ، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة الاسبانية لا يعتزم إدخال تغيير في بنية حزبه ، حتى لو حصل على نتائج ضعيفة في هذه الانتخابات . وتحت عنوان "أريد أن أكون المرشح ، ثقوا بي "، كتبت صحيفة (لا راثون ) أن راخوي بدأ رسميا حملته الانتخابية ، كما أعلن عن زيادة أخرى في نسبة نمو اقتصاد بلاده ، والتي من المتوقع أن تبلغ 2.9 في المائة سنة 2015. من جهتها ، أكدت صحيفة ( إلموندو) أن رئيس الوزراء الاسباني أعلن عن ترشحه في الانتخابات على خلفية " التفاؤل"، مضيفة أن راخوي استبعد بذلك كل الشكوك التي كانت تحوم حول استمراره في قيادة الحزب الشعبي.