اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، بمواضيع دولية ومحلية عديدة كان أبرزها التحذيرات التي أطلقها مكتب مكافحة الجريمة في ألمانيا حول تزايد الاعتداءات على اللاجئين، وزيارة الرئيس فرانسوا هولاند لليونان، وأزمة اللاجئين، والتصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة. ففي ألمانيا، اهتمت أغلب الصحف بالتقرير الذي نشره المكتب الاتحادي لمكافحة الجريمة بألمانيا والذي حذر فيه من تزايد الاعتداءات على طالبي اللجوء والمساعدين لهم. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (برلينر تسايتونغ) أن تزايد العنف اليميني المتطرف الموجه لطالبي اللجوء والسياسيين والصحفيين أمر باتت تكشف عنه يوميا الأخبار حتى أنه لم تكن هناك حاجة إلى تقرير المكتب، مشيرة إلى الصعوبات الكبيرة التي بات يتعرض لها اللاجئون الفارون من هول الحرب والإرهاب والباحثون بالأساس عن الأمان والحرية. وسجلت صحيفة (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ) أن تقرير المكتب جاء بمعطيات مقلقة وتحذيرات حول تنامي العنف ضد طالبي اللجوء وحرق مراكز إيوائهم والاعتداء عليهم. ومن جهتها، أشارت صحيفة (نوردفيست تسايتونغ) إلى أن الحكومة الاتحادية اتخذت تدابير لمواجهة تحديات هذا الوضع المقلق الذي أصبح واضحا للجميع، وينتظر إجابات من اجل إيجاد الحلول المناسبة. واعتبرت صحيفة (فيسر كوريير) أن تحذير مكتب مكافحة الجريمة الألماني "في محلها وتدل على مدى خطورة الوضع، لكنها جاءت في وقت متأخر جدا"، موضحة أنه منذ سنة وحركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام والأجانب تمارس عنصريتها واعتداءاتها على اللاجئين وأماكن إقامتهم، وأنه قد حان الوقت لفرض عقوبات مشددة على كل المخالفين. وفي فرنسا، اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بزيارة الرئيس فرانسوا هولاند لليونان والتي ذكر خلالها ب"روابط الحضارة وروابط المصالح" بين البلدين، وخاصة الدور الذي ما فتئت تضطلع به باريس لفائدة أثينا داخل الاتحاد الأوروبي. وأكدت الصحيفة أن هولاند هو أول رئيس دولة أوروبية يزور أثينا منذ الأزمة والانتخابات التشريعية اليونانية لشهر شتنبر، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي دعا بالمناسبة إلى التخفيف من ثقل الديون الذي لا يمكن بدونه لليونان استئناف النمو. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (لوموند) إلى دوامة العنف بالشرق الأوسط ، معتبرة أن الإسرائيليين والفلسطينيين دخلوا في مواجهات "قبلية ودينية". وأضافت الصحيفة أن مدينة القدس مليئة بالحواجز العسكرية، وأن الأحياء الفلسطينية غالبا ما تظل مغلقة، فيما يخرج عدد من الإسرائيليين، المشجعين من قبل البلدية، مدججين بالسلاح، وأصبح الجيش الإسرائيلي أكثر فأكثر يطلق الرصاص الحي عن مسافة قريبة ما أدى إلى مقتل عدد من الفلسطينيين. ومن جانبها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أن أوروبا تبدو عاجزة ومتصدعة من كل الجوانب في مواجهة تدفق المهاجرين واللاجئين، مضيفة أن دول الاتحاد بصدد التشديد من إجراءاتها في مجال مراقبة وترحيل المهاجرين السريين، بما فيها ألمانيا التي تعتزم ترحيل 200 ألفا ممن رفضت طلباتهم بشأن اللجوء. وفي بلجيكا، عادت الصحف إلى التطرق للحوادث الخطيرة التي شابت الإضراب العام الأخير الذي دعت إليه نقابة الاشتراكيين في بلجيكا. وفي هذا الشأن، كتبت صحيفة ( لاديرنيير أور) أن سائحة دنمركية توفيت بسبب غياب طبيب جراح ظل عالقا في الطريق على اثر هذا الإضراب وكان من الممكن أن يأتي بسرعة إلى مستشفى لييج لتقديم العلاجات الضرورية لها، متهمة النقابة الاشتراكية بأنها "أودت بحياة المريضة إذ أن تأخر الجراح لثلاثة أرباع الساعة ربما كان سببا لهذه الوفاة". ومن جهتها، كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن العمل النقابي المسؤول يمكن من تدبير منسجم للعلاقات الاجتماعية في مجال الأعمال التجارية والمهنية، مشيرة إلى أنه هذا هو العمل النقابي الإيجابي الذي ينبغي تطويره من أجل الوقوف في وجه الممارسات القديمة للنقابة الاشتراكية. أما صحيفة (لوسوار) فاعتبرت أن هذه الحوادث، التي وقعت خلال الإضراب، تعطي إحساسا بالفشل، مشيرة إلى أن الحوار الاجتماعي الحالي للصم سيجبر النقابات وأيضا الحكومة على التفكير في إستراتيجيتيهما. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بانعقاد مؤتمر الحزب الشعبي الأوروبي في مدريد أمس الخميس، بمشاركة أكثر من عشرة رؤساء دول وحكومات في أوروبا. وتحت عنوان "أوروبا المحافظة تدعم راخوي"، كتبت صحيفة (الباييس) أن زعماء اليمين الأوروبي أشادوا برئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، الذي قالت عنه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، "الزعيم الذي نجح في خلق مليون منصب شغل". وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (أبي سي) أن راخوي شكل مرجعية في التدخلات، بما في ذلك رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، مضيفة أن المؤتمر ركز أيضا على استعراض العديد من القضايا الراهنة، بما في ذلك الشعبوية السياسية في أوروبا وتحديات الهجرة الجماعية التي تواجه القارة الأوروبية. أما صحيفة (لاراثون) فنقلت عن راخوي تحذيره، خلال المؤتمر، من مخاطر التطرف والنزعة الانفصالية والشعبوية التي تهدد استقرار البلاد الذي هو الضمان الوحيد لاستمرار نمو الاقتصادات الأوروبية والإسبانية. ونقلت الصحيفة عن الزعيم الإسباني تفاؤله بشأن الانتخابات المقبلة في إسبانيا يوم 20 دجنبر. وكتبت صحيفة (الموندو)، في هذا السياق، أنه لو جرت الانتخابات في أوروبا، لفاز المرشح ماريانو راخوي بالأغلبية المطلقة، مشيرة إلى أن الحزب الشعبي حظي أمس الخميس بإشادة من الزعماء الأوروبيين لحسن إدارة حكومته سنوات الأزمة الاقتصادية. وفي البرتغال، ركزت الصحف اليومية على تجديد ولاية رئيس الوزراء المنتهية ولايته اليميني بيدرو باسوس كويلو من قبل الرئيس انيبال كافاكو سيلفا. وتحت عنوان "كافاكو يهدم مصداقية حكومة يسارية"، كتبت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) أن رئيس الجمهورية كلف، أمس الخميس، زعيم الائتلاف المنتهية ولايته باسوس كويلو لتشكيل الحكومة ، متجاهلا اقتراح تشكيل حكومة يسارية التي قدمها رئيس الحزب الاشتراكي أنطونيو كوستا والتي وصفها بأنها "غير متماسكة". وأشارت الصحيفة إلى أن تصريح كافاكو تعرض لانتقادات شديدة من قبل أحزاب اليسار، بما في ذلك كتلة اليسار، مبرزة أن زعيمة الكتلة كاتارينا مارتينز اتهمت الرئيس المحافظ بأنه يتصرف "وكأنه زعيم ديني". ولاحظت الصحيفة أن كافاكو سيلفا رفض في خطابه، الذي طال انتظاره، حكومة تتألف من "القوى الحزبية المناهضة لأوروبا"، في إشارة إلى كتلة اليسار والحزب الشيوعي. ومن جانبها، نقلت صحيفة (بوبليكو) عن الأمين العام للحزب الاشتراكي، قوله بان قرار كافاكو "غير مقبول"، وتأكيده على أنه أصبح أكثر تصميما من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق مع الحزب الشيوعي وكتلة اليسار والخضر.