ركزت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، في تعليقاتها على جملة من المواضيع، كان أهمها الزيارة المفاجئة لبشار الأسد إلى روسيا، وأزمة اللاجئين في فرنسا، وتصريحات نتنياهو حول إبادة يهود أوروبا، واعتقال المسؤول عن مالية حزب التوافق الديمقراطي الكاطالوني بتهمة الفساد، واستمرار الجدل في البرتغال حول تشكيل الحكومة. ففي ألمانيا، شكلت الزيارة المفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد لروسيا وملف ترحيل اللاجئين الذين ترفض طلبات لجوئهم أهم المواضيع التي تناولتها الصحف. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (دي فيلت) أنه بزيارة بشار لموسكو "ندرك على الأقل الآن أن الحرب مستمرة بوسائل أخرى، وذلك للأسف بفضل براعة الرئيس السوري بشار الأسد الذي ترك 250 ألف شخص يموتون من أجل البقاء في السلطة، وبفضل الرئيس فلاديمير بوتين الذي حول العالم إلى فضاء ممل". وأضافت أنه "في موسكو سيكتب التاريخ أن بوتين أعاد الحياة لرجل أعلنت وفاته سياسيا"، متوقعة أن تكون التكاليف السياسية "ضخمة وأن لا تتخطى الأرباح مستوى الصفر". وسجلت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) أن "بشار الأسد يقود حاليا ساحة المعركة السورية من مواقع مهمة كالكرملين". وتوقعت أن تكون رغبة بوتين "استدراج الأمريكيين لوقت طويل في المنطقة، بعد التهميش الذي طاله في السنوات الماضية"، وأن تكون "طموحاته السياسية الخارجية، خاصة في سورية غالية الثمن". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (تاغستسايتونغ) أن "تقييم السياسة الخارجية لموسكو لا يمكن إلا أن يصنف روسيا كدولة خارجة على القانون الدولي". وقالت إنه "يتعين على الولاياتالمتحدة وأوروبا ألا تكونا فقط واضحتان في الحل الذي تريده لسورية، ولكن عليهما أيضا تحمل العواقب". وبخصوص اللاجئين، سجلت صحيفة (ساغبروكر تسايتونغ) أن "القانون كان واضحا بخصوص اللجوء، إذ أن طالبي اللجوء الحقيقيين هم الفارين من الحرب أما الآخرين فعليهم أن يتوقعوا أن رحلتهم الطويلة ستذهب سدى". ولاحظت صحيفة (ألغماينه تسايتونغ) أن اعتماد قوانين جديدة في ألمانيا كان الهدف منها تسريع إجراءات اللجوء، واصفة ما ترتب عن ذلك من حقوق بأنه "جيد وديمقراطي". وفي فرنسا، تطرقت الصحف هي الأخرى إلى أزمة اللاجئين وخاصة بمخيم كالي، حيث كتبت صحيفة ( لوموند) أن أوروبا لم تنته من أزمة الهجرة، مشيرة إلى أن الهجمات التي يشنها الجيش السوري مدعوما بإيران وروسيا من شأنها أن تساهم في زيادة تدفق اللاجئين. وأضافت الصحيفة أن الإجراءات الأولية التي اتخذتها البلدان الأوروبية، بدت غير كافية في مواجهة التدفق المستمر للمهاجرين، معتبرة أن هذه الوضعية تقلق المسؤولين الأوروبيين الذين يأملون في دعم تركيا. ومن جهتها، قالت صحيفة (لاكروا) إن ما يحصل بمخيم كالي غير إنساني، ذلك أن المهاجرين بهذا المخيم الذي تنتشر فيه دور الصفيح كالفطر على أبواب المدينة على مرأى من الجميع يعيشون وضعا مزريا، مضيفة أن هؤلاء المهاجرين وضمنهم أطفال ونساء، يحاولون اجتياز الحواجز من أجل الوصول إلى بريطانيا معرضين حيواتهم للخطر. وتطرقت الصحيفة إلى الوضع الذي يعيشه أيضا سكان كالي وقوات حفظ النظام ومستخدمي السكك الحديدية والموانئ والشاحنات، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بتوتر شديد في ظل وضعية غير مسيطر عليها. ومن جانبها، أكدت صحيفة (لوفيغارو) أنه لا يمكن للحكومة تجاهل هذا الوضع الذي يتطلب تدخلا إنسانيا مستعجلا. وفي بلجيكا، تناولت الصحف التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قال فيه إن مفتي القدس هو من أعطى هتلر فكرة إبادة يهود أوروبا في ذلك الوقت. فتحت عنوان ''نتنياهو لا مسؤول''، كتبت صحيفة (لا ليبر بلجيك) أنه في الظرفية الحالية حيث تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يحاول نتنياهو ربط القضية الفلسطينية بأكبر مجرم معادي للسامية في التاريخ لإعادة صب الزيت على النار التي لا تحتاج لوقود. وقالت الصحيفة إن "هذه الكلمات الصادرة عن رئيس وزراء غير مقبولة وغير مسؤولة ". ومن جهتها، كتبت صحيفة (لوسوار) أن تصريحات نتنياهو قد أثارت ضجة في القدس حيث أن زعيم المعارضة الإسرائيلية (حزب العمل)، اتهم رئيس الوزراء ''بالتهوين من هول المحرقة''، وخاصة من خلال محاولة "تبرئة هتلر عن طريق تحويل عبء المسؤولية عن هذه المأساة إلى الفلسطينيين". وأضافت الصحيفة أن نفس رد الفعل كان للمؤرخين الإسرائيليين، الذين اتهموا رئيس الوزراء نتنياهو بأنه '' يحكي أي شيء''، وآخرون وصفوا خطابه ب'' السخيف" . وفي إسبانيا، اهتمت الصحف باعتقال أندرو بيلوكا، المسؤول عن مالية حزب التوافق الديمقراطي الكاطالوني، المشارك في الائتلاف الحكومي في هذه الجهة الواقعة شمال شرق إسبانيا، بتهمة الفساد. وحول هذا الموضوع، تساءلت صحيفة (إلموندو) حول الدور الذي تقوم به الشركات في مسلسل المطالبة بالانفصال، خاصة وأن ثمانية رؤساء مقاولات مشتبه في قيامها بتمويلات غير مشروعة اعتقلوا أيضا في إطار نفس العملية. وذكرت الصحيفة بأن مؤسستين تابعتين لحزب التوافق الكاطالوني يشتبه بكونهما "تلقيا نسبة 3 في المائة كعمولة من شركات لقاء عقود من بلديات يسيرها الحزب"، مشيرة إلى أن زعيم إقليم كاطالوني، أرتور ماس، يعتقد من جانبه أن هناك صلة بين هذه الاعتقالات ومسلسل المطالبة بانفصال الإقليم الذي يقوده عن إسبانيا. وفي مقال تحت عنوان "فضيحة 3 في المائة تؤثر مباشرة على ماس وحكومة كاطالونيا"، أكدت صحيفة (الباييس) أن النيابة العامة تعتقد أن ملايين الأورو التي دفعت لمؤسستين تابعيتين لحزب التوافق الديمقراطي الكاطالوني هي في الواقع عمولات مقابل منح مشاريع عمومية لفائدة شركات معينة. ومن جهتها، أشارت صحيفة (لاراثون) إلى أن الزعيم الكاطالوني أرتور ماس يعتقد أنه " يتعرض إلى مطاردة كبيرة"، مضيفة أنه يتطلب الآن الدعوة لإجراء انتخابات جهوية جديدة. أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت من جانبها أن الأحزاب السياسية الكاطالونية تعتبر أن على ماس العمل من أجل تحسين صورة حكومته التي اهتزت بفعل هذه الفضيحة. وفي البرتغال، ركزت الصحافة المحلية على الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات الجارية لإيجاد أرضية مشتركة لضمان تشكيل حكومة مستقرة ودائمة بعد أسبوعين من الانتخابات البرلمانية. وهكذا، اهتمت صحيفة (بوبليكو) بالمفاوضات الجارية بين أحزاب اليسار، مستحضرة المبادئ العامة لاتفاق محتمل بين الحزب الاشتراكي وكتلة اليسار والحزب الشيوعي التي من المنتظر تقديمها اليوم الخميس من قبل الأمين العام للحزب الاشتراكي، أنطونيو كوستا، في لقاءات مع الفريق البرلماني واللجنة السياسية. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس كافاكو سيلفا استمع، أمس الأربعاء، إلى تدخلات كل الأحزاب الممثلة في البرلمان، ولكن دون أن يعلن أي قرار بشأن الحكومة المقبلة. وتساءلت الصحيفة عمن سيعين رئيس الجمهورية على رأس الحكومة المقبلة، وهل سيكون رئيس الوزراء المنتهية ولايته زعيم الائتلاف اليميني، باسوس كويلو، أم زعيم الاشتراكيين. وتحت عنوان "إخفاء الحزب الاشتراكي اتفاقه مع الحزب الشيوعي"، عبرت صحيفة (دياريو دي نوتيسياس) عن اعتقادها بأن الاشتراكي أنطونيو كوستا لن يكشف عن المقترحات الملموسة لاتفاقه مع الأحزاب اليسارية إلا عندما يتم رفض برنامج حكومة اليمين التي تشكل أقلية في البرلمان.