عرض لأبرز اهتمامات اليوم للصحف الأوروبيّة

سلطت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، الضوء على العديد من المواضيع أبرزها الانخفاض الهام في أسعار البترول وانعكاسات الاستشارة الرمزية التي نظمت يوم الأحد الماضي حول استقلال جهة كاطالونيا شمال شرق إسبانيا، والضغوطات القوية التي تمارسها الترويكا على اليونان، والعودة إلى السباق نحو الفضاء، وتبرئة قطر من مزاعم الفساد التي طالت ملف ترشيحها لمونديال 2018 والأزمة الأوكرانية.
ففي فرنسا كتبت صحيفة (لاتريبون) عن الانخفاض الهام في أسعار البترول، حيث وصل برميل البترول إلى أقل من 80 دولار أدنى مستوى له منذ أربع سنوات.
وأضافت الصحيفة أن الانخفاض المسجل في أسعار البترول منذ بداية الصيف لم يؤدي إلى تقويم إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبيب) على عكس التوقعات وهو ما يعني أن الانخفاض قد يستمر.
من جهتها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) إلى العملية العسكرية الإسرائيلية التي نفذت بقطاع غزة الصيف الماضي، مشيرة إلى أن إسرائيل أغلقت الباب أمام محققي لجنة أممية مكلفة بالبحث في جرائم الحرب إبان النزاعات.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أعلنت مؤخرا عن رفضها التعاون مع اللجنة التي تشكلت في 23 يوليوز الماضي، مبرزة أن المحققين الذين يستعدون لعبور إسرائيل في اتجاه غزة لم يستطيعوا الدخول إلى إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي متهم باستهداف ستين مستشفى ومستوصفا وعدد من المدارس التي لجأ اليها آلاف الأشخاص خلال الحرب على غزة.
من جانبها، تطرقت صحيفة (لوفيغارو) إلى موجة الاعتداءات التي تهز مصر خلال الأيام الأخيرة خاصة تفجير قنبلة تقليدية في ميترو القاهرة، مشيرة إلى أن هذا الهجوم يأتي بعد تقديم المجموعة الجهادية الرئيسية الناشطة في مصر (أنصار بيت المقدس) ولاءها لتنظيم "الدولة الاسلامية" بالعراق وسوريا.
وأكدت الصحيفة أن الهجمات الأكثر دموية تتركز في الوقت الراهن بسيناء، حيث قتل خمسة من رجال الأمن أمس الخميس في هجومين منفصلين شمال سيناء.
وفي إسبانيا واصلت الصحف اهتمامها بانعكاسات الاستشارة الرمزية التي نظمت يوم الأحد الماضي حول استقلال جهة كاطالونيا شمال شرق إسبانيا.
وأوردت صحيفة (إلباييس)، في هذا الصدد، أن الأمين العام للحزب الاشتراكي الكاطالوني ميغيل إيسيتا اقترح على رئيس حكومة كطالونيا أرتور ماس اتفاقا من شأنه أن يجنب إجراء انتخابات مبكرة.
وأضافت أن أرتور ماس فضل، مع ذلك، تنظيم انتخابات استفتائية بدعم من الحزب الانفصالي الكاطالوني اليسار الجمهوري الكاطالوني رغم معارضة زعيمه أوريول جونكيراس تقديم لائحة واحدة بين حزبه وحزب التوافق والوحدة.
وكتبت (إلموندو)، في السياق ذاته، تحت عنوان "اصطدام بين ماس وجونكيراس بشأن اللائحة الموحدة"، أن أي حزب كاطالوني لم يقبل شروط رئيس حكومة كاطالونيا من أجل المضي قدما في الانتخابات.
وأشارت اليومية إلى أن المحادثات التي أجراها الرئيس الكاطالوني، أمس، مع الزعماء السياسيين بجهة كاطالونيا، أظهرت أنه سيكون من الصعب توصل ماس وجونكيراس إلى اتفاق على خارطة طريق حول الاستقلال.
بدروها ذكرت (لا راثون) أنه بعد رفض زعيم اليسار الجمهوري الكاطالوني الموافقة على ميزانيات 2015 التي قدمها ماس، بدأ هذا الأخير مفاوضات مع الحزب الاشتراكي الكاطالوني، مشيرة إلى أن الأحزاب القومية (التوافق والوحدة واليسار الجمهوري الكاطالوني والمصالحة ...) قدمت ملتمسا إلى البرلمان الكاطالوني لإحداث فريق عمل يكلف برسم الورقة الدستورية بكاطالونيا.
المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (أ بي سي) التي أكدت أنه أمام إصرار اليسار الجمهوري الكاطالوني على الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة وتحديد برنامج لإعلان الاستقلال في كاطالونيا، بدأ أرتور ماس البحث عن دعم الحزب الاشتراكي الكاطالوني.
وفي اليونان تطرقت الصحف إلى ضغوطات قوية تمارسها الترويكا (الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) على اليونان من أجل تغيير قانون استرداد الضرائب المتعثرة على أقساط تصل الى مائة قسط شهري، حيث اعتبرت أن الخزينة ستفقد جراء ذلك مبالغ مالية كبيرة تقدرها الترويكا في 6ر2 مليار أورو.
وكتبت الصحف أن الحكومة ستضطر تحت هذا الضغط قريبا لتقديم تعديل للبرلمان بشأن تغيير آجال استرداد الضرائب المتعثرة خصوصا الضريبة العقارية والضريبة العامة على الدخل.
وأشارت إلى المذكرة الأخيرة التي بعثت بها مؤخرا الترويكا إلى اليونان وتضمنت 19 إجراء يتعين على الحكومة اعتمادها قبل إتمام تقويم برنامج الإصلاحات بحلول ثامن دجنبر المقبل، وهو البرنامج الذي ترعاه الترويكا التي ضخت 240 مليار أورو في الاقتصاد المتعثر لليونان.
وفي بلجيكا وتحت عنوان "العودة إلى السباق نحو الفضاء"، كتبت (لا ليبر بلجيك) أن الأخبار حول الفضاء كانت محصورة في الرحلات المتكررة والروتينية لمحطة الفضاء الدولية، مشيرة إلى أنه "يمكن أن نسعد اليوم لرؤية روزيتا الفضائية تفحص حالة الروبوت (فايلاي) الذي حط على سطح مذنب، في سابقة من نوعها في تاريخ استكشاف الفضاء. كما أن ذلك يعتبر ذلك تتويجا للمساعي العلمية لاستكشاف أصل النظام الشمسي".
من جانبها أشارت صحيفة (لا فونير) إلى أن أوروبا، ولأول مرة في تاريخ البشرية، وضعت روبوتا صغيرا (فايلاي) على سطح مذنب، وهي مغامرة فضائية بدأت قبل عشرين عاما، وأن الروبوت هبط على سطح المذنب بعد نحو سبع ساعات من انفصاله عن المركبة الأم روزيتا على بعد أكثر من 500 مليون كلم عن الأرض.
وتحت عنوان "مهمة محفوفة بالمخاطر للفايلاي' ، كتبت (لوسوار) أن مهمة فايلاي قد تتعرض للخطر من قبل ثلاثة عوامل وهي أن المسبار لم يعلق بشكل جيد على المذنب، وأنه لم يهبط في الموقع المحدد له ويقع على منحدر والمنطقة التي يقع عليها قليلة الشمس وأن بطارية الجهاز لن تدوم إلى 50 ساعة فقط.
وفي ألمانيا تناولت أغلب الصحف مواضيع منها تبرئة قطر من مزاعم الفساد التي طالت ملف ترشيحها لمونديال 2018، والنقاش الذي أطلقه البرلمان الألماني "البوندستاغ" حول تقنين القتل الرحيم، حيث اعتبرت الصحف أن موقف البرلمان يكون دائما إيجابيا برفضه هذا الإجراء.
وكتبت صحيفة (رانيشه بوست) أن النقاشات من قبل النواب في البرلمان حول هذا الموضوع "دائما تكون ناجحة" لأن غالبية أعضاء المؤسسة التشريعية يصوتون لصالح فرض حظر على "القتل الرحيم" وفق الصحيفة.
من جهتها أشادت صحيفة (أوسنايبروكه تسايتونغ) بموقف الغالبية العظمى للبرلمانيين من هذه القضية، ملاحظة في نفس الوقت أن المشروع الذي تقدمت به الحكومة الاتحادية حول العلاجات المخففة للآلام بدل "الموت الرحيم" يعطي الانطباع أنه مشروع سيلقى نفس الاخفاقات.
أما صحيفة (ميتلدويتشه تسايتونغ) فاعتبرت أن النقاش الذي يتجدد كل مرة حول موضوع القتل الرحيم يعطي الانطباع وكأنه يحظى بدعم جماهيري، مشيرة إلى أن الموضوع رفض مرارا مما يدعو إلى ضرورة الإسهاب في النقاش حول الرعاية الطبية المخففة للآلام التي لا تأخذ الحيز الذي تستحقه من الاهتمام إضافة إلى وجود نظرة ضيقة للقتل الرحيم تقول الصحيفة.
من جهة أخرى اهتمت الصحف بتقرير لجنة أخلاقيات الفيفا حول حق قطر في تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2018، فأعربت صحيفة (لاندستتايتونغ) عن اعتقادها أن ما وصلت إليه الفيفا بخصوص مزاعم الفساد "لم يكن مفاجئا"، مشيرة إلى أن المحقق الأمريكي مايكل غارسيا احتج على ما وصفه تقديما "خاطئا وغير كامل لتحقيقاته التي اعتمدت عليها لجنة الأخلاق في تقرير تم اختصاره بشكل كبير".
أما صحيفة (نوردبايريشه كوريير) فكتبت أنه من المفارقة ألا يتفق محقق بلجنة أخلاقيات كرة القدم على النتائج التي توصلت إليها الفيفا، مشيرة إلى أن المحقق أكد أن قرار رئيس الغرفة القضائية ينطوي على عدة مغالطات للوقائع والاستنتاجات الواردة في التقرير وهدد بالاستئناف.
صحيفة (دي فيلت) اعتبرت أن "هذا التفسير الذي أعلنت عنه اللجنة مغامرة، ويفند كل وعود بلاتر لإصلاح كرة القدم في العالم".
وفي روسيا أشارت صحيفة (اربي كاديلي) إلى أن وسيا والغرب يتبادلان المزيد من الانتقادات على خلفية الأزمة في أوكرانيا، مشيرة في هذا الصدد إلى أن موسكو اتهمت بعدم احترام اتفاقيات مينسك وأرسلت الجيش إلى جنوب شرق أوكرانيا.
وأضافت الصحيفة أن روسيا من جانبها طالبت بتوفير الأدلة نافية في الوقت نفسه وجود أي عسكري روسي في البلد المجاور. وقالت إن الانفصاليين الأوكرانيين يقترحون بصورة عاجلة عقد محادثات جديدة في مينسك لإحياء اتفاقيات الهدنة.
وأشارت صحيفة (كومرسانت) إلى أن الإدارة الأمريكية اضطرت إلى إعادة النظر في سياستها تجاه سوريا، بعد المشاكل التي برزت خلال محاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا، واستنادا الى مصدر دبلوماسي، عقدت في البيت الأبيض اربعة اجتماعات مكرسة للأوضاع في سوريا.
وأبرزت الصحيفة أن مسألة الإطاحة بالرئيس بشار الأسد أقرتها واشنطن قبل التهديدات التي تلقتها دول الغرب من "الدولة الاسلامية".
وفي سويسرا، تساءلت الصحف عن مخاطر العودة الى حرب شاملة في أوكرانيا وعواقبها بالنسبة لأوروبا.
وتحت عنوان "كييف تستعد للحرب،" كتبت (لوتان) أن الجهات الفاعلة في الأزمة الاوكرانية لها المصلحة بشكل أو بآخر، في وقف إطلاق النار الهش الذي يرفض الجميع إعلان وفاته.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة في شرق أوكرانيا، وهي الحرب الشاملة، وهو الصراع المجمد أو المعركة المتقطعة، متسائلة في الوقت ذاته عما إذا كان لأوكرانيا الوسائل الكفيلة لمواجهة الانفصاليين عسكريا في حين أنها فقدت بالفعل 1100 من الرجال.
وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن 70 ألف رجل من الجيش الأوكراني لم يطلق طلقة واحدة للدفاع في شبه جزيرة القرم، فإن الجيش يبقى اليوم في فترة نقاهة بعد القتال المميت في الشرق.
من جانبها ترى (لاتريبيون دي جنيف) عكس ذلك، مشيرة إلى أنه لن تكون هناك حرب شاملة "لأن المتحاربين لا ينون في الوقت الراهن ذلك".
وقالت الصحيفة، نقلا عن رأي الخبراء، إن المقصود من التحذيرات ضد حرب مدمرة في شرق أوكرانيا هو تعزيز صفوف حلف شمال الأطلسي في المقام الأول.
وفي بولونيا، علقت الصحف على نفي موسكو إرسالها تعزيزات عسكرية إلى الحدود مع أوكرانيا، حيث يواجه الجيش الحكومي الانفصاليين المدعومين من الكرملين.
وكتبت صحيفة (ريسبوبليكا) أن روسيا، المهددة بعقوبات أمريكية جديدة، نفت أن تكون أرسلت العتاد الحربي والقوات إلى الحدود مع أوكرانيا، مضيفة أن المعلومات التي تتوفر عليها أوكرانيا والولايات المتحدة تؤكد ذلك.
وقالت الصحيفة إن الروس قاموا بنقل القوات والأسلحة إلى شرق أوكرانيا، مضيفة أن الجميع يناضل ضد استعداد موسكو لشن حرب جديدة ضد جارتها في الجنوب الغربي من قبل المتمردين.
ووفقا للصحيفة فإن واشنطن والاتحاد الأوروبي ينسقان العمل لفرض عقوبات أكثر صرامة ضد روسيا إذا ما استمرت هذه الأخيرة في عدوانها على الحدود مع أوكرانيا.