اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص بالانتخابات الجهوية التي جرت بكطالونيا والغارات الروسية على مواقع "داعش" في سورية، ومشروع قانون المالية 2016 بفرنسا. ففي إسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بنتائج الانتخابات الجهوية التي جرت الأحد الماضي بكطالونيا (شمال شرق إسبانيا) والتي فازت فيها قائمة (جميعا من أجل نعم) الإنفصالية. وهكذا كتبت (لا راثون) أن رئيس الحكومة الإسبانية وزعيم الحزب الشعبي (الحاكم)، ماريانو راخوي، يعد "بتجديد عميق" لقوائم حزبه، الذي حصل على نحو عشرة مقاعد في هذه الانتخابات الجهوية، ما اعتبره أعضاء هذا الهيئة المحافظة كارثة على بعد نحو شهرين من الانتخابات العامة المقبلة. من جهتها أوردت (أ بي سي) أن الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ضاعفا جهودهما من أجل الفوز في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها قبل متم السنة الجارية، والتي ستتميز بمشاركة الحزبين الناشئين بوديموس وسيوددانوس، اللذان يعتزمان وضع استراتيجيات انتخابية تروم استقطاب أصوات الاشتراكيين. أما (إلباييس) فأشارت إلى أن رئيس حكومة جهة كتطالونيا، أرتور ماس، وزعيم قائمة "خونتوس بيل سي"، أوريول جونكيراس، دخلا في مفاوضات لتشكيل حكومة جديدة بهذه الجهة، دون التعويل على الحزب الاستقلالي الآخر، الوحدة الشعبية (كوب)، الذي رفض دعم ماس للترشيح لولاية رئاسية ثانية. وفي سياق متصل أوردت (إلموندو) تصريحات زعيم حزب الوحدة الوطنية (كوب)، كيم أروفات، التي أكد فيها أن حزبه "سيقاوم الضغوط" لدعم ترشيح أرتور ماس رئيسا لهذه الجهة، وأن "مبادئ الحزب لا يمكن أن تتمحور حول شخص ما". وذكرت اليومية فيما يتعلق باستدعاء محكمة العدل العليا بكطالونيا لماس بتهمة "العصيان المدني" بعد تنظيمه استشارة حول استقلال هذه الجهة رغم منع المحكمة العليا لذلك، أن أرتور ماس هو من طلب من هذه المحكمة تسريع المحاكمة خلال الحملة الانتخابية. وفي ألمانيا اهتمت الصحف بعدد من المواضيع كان أبرزها موقف روسيا الداعم للرئيس السوري بشار الأسد، متسائلة عن الهدف الأساسي الذي يحرك موسكو لدعم النظام السوري. صحيفة (دي فيلت) جاء في ردها على هذا التساؤل أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين "لا يساعد إلا نفسه"، وأن تدخل موسكو ربما هو إعلان عن إفلاس غير معلن للغرب الذي وجه كلمات شديدة اللهجة للأسد حتى لا يتجاوز الخطوط الحمراء في سورية. واعتبرت الصحيفة أن خروج بوتين بهذا الشكل وعرض مساعدته لبشار الأسد بطياريه وأسلحته لا يمكن إلا أن ينتج مزيدا من اللاجئين في سورية أكثر من المتوقع مشيرة إلى أنه يتعين على ألمانيا أن تلعب دورا أساسيا من خلال سياستها الخارجية في "إخماد الحرائق " خاصة بالنسبة للأزمة الأوكرانية. أما صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) فكتبت في تعليقها أن مبررات التدخل العسكري الروسي في سورية واضحة لأن موسكو، وفق الصحيفة، تسعى إلى فتح الطريق إلى دمشق بحجة مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ، وهو الأمر الذي يهم بالدرجة الأولى التحالف الغربي. وعبرت الصحيفة عن اعتقادها بأن روسيا لديها مبررات قوية من حيث المبدأ كونها تعرضت أكثر من أي بلد غير مسلم في الماضي إلى هجمات من قبل متطرفين. من جانبها أشارت صحيفة (باديشة تسايتونغ) إلى أن الشخصيات السورية المعارضة عبرت عن يقينها بأن أي ضربات جوية ستوجهها روسيا في سورية لن تستهدف في المقام الأول المليشيات الإرهابية ل(داعش)، ولكن ستستهدف المعارضين لنظام الأسد مما سيفتح الباب أكثر على الهجرة إلى أوروبا. وترى الصحيفة أن هذا الوضع سيعرض الغرب إلى مشاكل أكبر مما عليه الحال في الوقت الراهن معتبرة أن الوضع ينذر ب" آفاق قاتمة". وفي فرنسا اهتمت الصحف بتقديم الحكومة لمشروع قانون المالية 2016 ، حيث كتبت صحيفة (لوموند) ان هذا المشروع الذي قدم امس الاربعاء خلال مجلس للوزراء سيكون الاخير في ولاية فرانسوا هولاند، وبالتالي فانه يكتسي اهمية خاصة لكونه يأتي خلال السنة الرئاسية التي سيتبين فيها ان كانت السياسة المنتهجة قد اعطت اكلها ام لا، مضيفة ان هذه الميزانية تتميز بالحذر. واعتبرت الصحيفة ان الرئيس هولاند لا يحسم بين الاقلاع والصرامة ذلك انه في الوقت الذي يزداد فيه عدد الموظفين، يتوقع مشروع الميزانية 16 مليار يورو من الادخار. من جهتها أشارت صحيفة (لاكروا) الى ان الحكومة تكون بتقديمها لمشروع ميزانية 2016 قد اعلنت بوضوح عن جهودها للتحكم في الحسابات العمومية ، موضحة انه طلب من الادارات العمومية اقتصاد 16 مليار يورو، وهو مبلغ يفوق ما كان متوقعا في برنامج الاستقرار، لكنه غير كاف للتقليص من مستوى النفقات الصافية للدولة التي تستمر في الارتفاع. وقالت الصحيفة ان تفاصيل التحكيم بين الوزارات لم تأت بمعطيات هامة حول التوجهات الكبرى التي سيعتمدها الرئيس فرنسوا هولاند خلال سنة ما قبل الانتخابات. من جانبها اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) ان مشروع قانون المالية يقدم فرنسا في وضعية مالية كارثية، وتراخي مرضي للحكومة في مواجهة هذا الوضع الاستعجالي. وضافت الصحيفة انه طالما ترددت الحكومة في القيام باصلاحات حقيقية، وادخار حقيقي، فان المقاولات والاسر ستظل تؤدي فواتير الدولة. وفي بلجيكا، شكلت الضربات الجوية الروسية في سوريا أبرز اهتمامات الصحفة، إذ كتبت (لافونير) أن الطائرات الروسية قصفت أمس الأربعاء، بتعاون مع الجيش السوري، "مواقع إرهابية" تسيطر عليها جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وجهاديي "داعش". وأضافت اليومية أن هذا الهجوم الميداني واكبته حملة دبلوماسية داخل أروقة الأممالمتحدة، مشيرة إلى أن موسكو تسعى لتفادي أي تشويش أو انتقاد، آملة في إقامة "قنوات دائمة للتواصل" مع الولايات المتحدةالأمريكية. من جهتها أوردت (لو سوار) أنه في الوقت الذي تقول فيه موسكو إنها استهدفت في أول هجوم لها مجموعة ما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، فإنه الروس، بالنسبة للأميركيين، استهدفوا المجموعات المعارضة لنظام بشار الأسد، وليس "داعش". وتابعت أن الخبراء العسكريين يرون محدودية عمليات القصف هذه في صراع تدور فيه المعارك داخل الحواضر، وبالتالي يتجنب أفراد المجموعات المتمردة، سواء المتطرفة أو المعتدلة، التحرك في شكل جماعي. أما (لا ليبر بلجيك) فترى أن لا أحد بمقدوره التنبؤ بعواقب التدخل الروسي لأنه ينطوي على مخاطر، منها الاصطدام بالطائرات الأمريكية أو العربية أو الفرنسية، التي تقصف "داعش". وتابعت اليومية أن ما هو مؤكد هو أن الأمور تتحرك في سورية بعد ما يقرب من خمس سنوات من الحرب الدائرة في هذا البلد. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بخطاب الرئيس الفلسطيني في الأممالمتحدة، وقضية سيارات فولكس فاغن المجهزة ببرنامج معلوماتي مزور، ثم الضربات الجوية الروسية في سورية، المثيرة للجدل. وكتبت (الغارديان) عن خطاب الرئيس الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي أكد فيه أن فلسطين لم تعد ملزمة باتفاقات أوسلو لكون إسرائيل ترفض الوفاء بالتزاماتها، ووقف الاستيطان، وإطلاق سراح المجموعة الرابعة من السجناء الفلسطينيين كما هو متفق عليه في مفاوضات 2014 تحت إشراف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. أما (ديلي تلغراف) فعادت لإعلان المجموعة الألمانية لصناعة السيارات فولكس فاغن أن نحو 1,2 مليون سيارة بيعت بالمملكة المتحدة جهزت ببرامج لإحباط اختبارات مكافحة التلوث، مشيرة إلى أن المصنع الألماني أكد أنه سيتصل بزبنائه في بريطانيا لإجارء فحص تقني وتصحيح مشكل هذه البرامج المثبت على سياراتهم. وتابعت اليومية أن الأمر يتعلق في بريطانيا ب 508 ألف و276 سيارة من نوع فولكس فاغن، و393 ألف و450 من نوع أودي، و76 ألف و773 وحدة من نوع سيات، و131 ألف و569 من نوع سكودا، إضافة إلى 79 ألف و838 عربة تجارية من نوع فولكس فاغن، بحسب المصنع الألماني. وتطرقت (التايمز) من جهتها للضربات الجوية الأولى التي نفذتها روسيا ضد المتمردين بسورية، في تحد للدول الغربية التي تدعم المعارضة في هذا البلد، مبرزة أن هذه الغارات، التي أطلقت بطلب من حكومة دمشق، تثير تساؤلات حول هدف الكرملين الذي يقول إنه يسعى لهزم الجهاديين، فيما يرى الغرب أنه دعم لنظام بشار الأسد. وفي سويسرا، تناولت الصحف المبادرة الجديدة التي قدمتها موسكو للأمم المتحدة لتشكيل تحالف دولي ضد المجموعة الإرهابية "الدولة الإسلامية" في سورية، إذ كتبت (لو تون)، تحت عنوان "اللعبة الخطرة لبوتين في سورية"، أن رئيس الكرملين فرض نفسه في الشرق الأوسط، واستعادت روسيا مكانتها كقوة عظمى. من جهتها تساءلت (لاتريبون دو جنيف) عن الأسباب التي جعلت روسيا تعزز وجودها بميناء طرطوس السوري، وتبني قاعدة جوية قرب اللاذقية معقل عشيرة الأسد بشمال غرب البلاد، مشيرة إلى أنه "قبل مغادرته الأممالمتحدة قام بوتين بتحد آخر لنظيريه الأمريكي والفرنسي، اللذان يطالبان برحيل بشار الأسد"، حيث أكد أنه "ليست الولايات المتحدة ولا فرنسا من يقرر من يقود سورية". بدورها تساءلت صحيفة (24 أور) حول تحرك موسكو لتغيير المعطيات بسورية، رغم أنها لا تنوي إرسال قوات ميدانية، مضيفة أن موسكو عززت بالتأكيد وجودها في طرطوس، لكن الجديد هو بناء قاعدة جوية قرب اللاذقية، معقل الموالين للأسد شمال غرب البلاد، وبالتالي هل يعني ذلك أن وصول الروس سيغير الأمرو في بلد تمزقه الحرب الأهلية. وفي البرتغال، شكلت، أيضا، الغارات الروسية ضد ما يسمى بالدولة الإسلامية في سورية أبرز اهتمامات الصحف، إذ كتبت (بوبليكو) أن الضربات الروسية الأولى ضد "داعش" تمت أمس الأربعاء بسورية، إلا أنه هناك خلافات شديدة فيما يتعلق بالهدف منها. وأضافت اليومية أن موسكو أكدت أنها هاجمت مواقع "داعش" فيما كذبت الحكومات الغربية وقوى المعارضة السورية والمراقبون في الميدان، وبشكل قاطع، ذلك، مؤكدين أن المقاتلات الروسية استهدفت أمس الأربعاء معظم مواقع المجموعات المتمردة المعتدلة والمعارضة لنظام بشار الأسد. من جهتها أشارت (دياريو دي نوتيسياس) إلى أن المقاتلات الروسية تدخلت أمس الأربعاء لأول مرة في الحرب الأهلية الدائرة في سورية وهاجمت أهدافا للقوى "الإرهابية"، مضيفة أن هذه الغارات استهدفت، بحسب موسكو، "معدات عسكرية" و"مخازن للأسلحة والذخيرة والوقود" تابعة لما يسمى ب"الدولة الإسلامية". وذكرت اليومية أن فرنسا والولايات المتحدة أكدتا أن هذه الغارات استهدفت مناطق لا يوجد بها مقاتلو المجموعات الإسلامية كما هو الحال في اللاذقية وحمص وحماة حيث تنشط بشكل خاص المجموعات المناهضة لنظام بشار الأسد، مثل الجيش السوري الحر وآل النصرة، وهي مجموعة إسلامية، معارضة ل"داعش".