تركز اهتمام الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة، على عدة قضايا دولية، أبرزها تطورات القضية الفلسطينية في ضوء سعي السلطة الوطنية الفلسطينية الى الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية، والانتخابات اليونانية التي ستجرى نهاية الشهر الجاري، وتصاعد الحركات المعادية للأجانب في ألمانيا فضلا عن تنصيب الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف لولاية ثانية. ففي فرنسا سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على الجهود الدبلوماسية التي تبذلها السلطة الوطنية الفلسطينية من اجل الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية مما سيمكنها من متابعة اسرائيل وبعض جنرالاتها بتهم ارتكاب جرائم حرب. وأكدت الصحيفة ان القيادة الفلسطينية قررت القيام بهذه المبادرة بعد فشل مسعاها ليلة الثلاثاء-الاربعاء الرامي لاستصدار قرار من مجلس الامن يجبر إسرائيل على الانسحاب من الاراضي التي احتلتها منذ سنة 1967، مشيرة الى أن التحرك الفلسطيني مفيد لكونه يذكر الرأي العام الدولي بهذا الصراع الذي دام 67 سنة. من جانبها، ركزت صحيفة (لوفيغارو)، على دخول إجراء التخفيف من التكاليف الاجتماعية لفائدة المقاولات الفرنسية ابتداء من فاتح يناير، وهو الاجراء الذي تقرر قبل سنة في اطار "ميثاق المسؤولية" الذي يرمي الى تحفيز المقاولات على الاستثمار والتشغيل . وأضافت الصحيفة ان ميثاق المسؤولية الذي يهدف الى تخفيف الاعباء والاكراهات التي تواجه المقاولات، مقابل الزيادة في التشغيل وتعزيز الحوار الاجتماعي، يجد صعوبة في كسب ثقة أرباب العمل الذين ما فتئوا يطالبون منذ وقت طويل بتخفيف تكاليف مقاولاتهم. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم بالانتخابات المقبلة في اليونان والنقاش الدائر في البلاد حول كيفية التعامل مع حركة "بيغيدا " المناهضة للمسلمين واللاجئين . وذكرت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) في تعليقها بهذا الخصوص، أن هناك إشارات واضحة أرسلها الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الاجتماعي المسيحي لحركة "بيغيدا " وإلى متزعميها حول رفض أسلوبها، مبرزة أن المستشارة الألمانية كانت واضحة في خطاب السنة الجديدة والتي تناولت فيه وبشكل مؤثر محنة اللاجئين. أما الحزب الاجتماعي المسيحي ، حليف حزب ميركل ، تقول الصحيفة ، فقد دعا إلى معالجة هذه القضية بشكل فوري وسريع، معتبرة أن الحزب أبدى مخاوفه من صعود اليمين واستغلال حركة "بيغيدا " لصالحه خاصة حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي أصبح يشكل خطرا على مستقبل الانتخابات في ألمانيا. من جهتها سلطت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) الضوء على رد فعل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وتفهمه "للقلق " الذي أصبح يعم مجموع أوروبا حول سياسة الهجرة واللجوء و" تقديمه لتقييم نقدي لسياسة الهجرة " التي تنتقدها حركة "بيغيدا"، مذكرة أن ميركل أكدت في خطابها بمناسبة السنة الميلادية الجديدة أن الهجرة "مكسب للجميع". واعتبرت ميركل أنه "من الطبيعي أن تستضيف ألمانيا الباحثين عن ملجأ "، داعية في نفس الوقت إلى عدم المشاركة في المظاهرات المناهضة للاجئين والمسلمين. من جانبها أشارت (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ) إلى أن ما جاء في كلمة المستشارة بمناسبة حلول السنة الجديدة، يظهر أن النقاش الذي سيميز سنة 2015 في ألمانيا، سيكون حول سياسة الهجرة، مبرزة أن حركة "بيغيدا" التي تحاول أن تغذي أفكار أنصارها ب"الكراهية والاستياء " حظيت باعتراف سريع من قبل حزب "البديل من أجل ألمانيا " المناهض لأوروبا الذي وجدها فرصة جيدة بالنسبة له. وبخصوص الأزمة اليونانية، لاحظت صحيفة ( راينيشه بوست)، أن أزمة الأورو كانت وراء اندلاع الأزمة السياسية في هذا البلد، مما دفع بعموم المواطنين في اليونان إلى الدعوة وبأعلى صوت إلى الانسحاب من منطقة العملة الموحدة. أما صحيفة (تاغستسايتونغ) فعبرت عن اعتقادها بأن " اليونان ستبقى في منطقة الأورو" لأن " كل المؤشرات تقول إن أليكسيس تسيبراس، رئيس حزب تحالف اليسار ، لا يريد الخروج من الأورو " ، مشيرة إلى أن اليونان مازالت أمامها فرصة لضبط ديونها . من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية الصادرة اليوم بسوء الاحوال الجوية وتداعياته على البلاد. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى وجود ظروف جوية صعبة بفعل تساقط الثلوج والرياح القوية في بعض المناطق، محذرة من التغيرات التي سيعرفها الطقس مقارنة بالأيام السابقة على طول الساحل الغربي للبلاد. من جهتها، أكدت صحيفة (افتنبوستن) أنه تم إلغاء رحلات بحرية في البلاد، نظرا لسوء الأحوال الجوية والظروف المناخية الصعبة وللرياح القوية، مشيرة إلى أن ظروف قيادة العربات باتت صعبة جدا في المناطق الجبلية ، بسبب تهاطل الأمطار وسقوط الثلوج بشكل كثيف جدا. وفي إسبانيا ، اهتمت الصحف ذائعة الصيت بالعديد من القضايا الدولية، منها تنصيب الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، وقرار الاقتصادي الفرنسي الشهير توماس بيكيتي رفض وسام جوقة الشرف. وكتبت صحيفة " الباييس" أن روسيف التي تتولى رئاسة السلطة في البرازيل لولاية ثانية، اعترفت بأن بلادها في حاجة إلى تغييرات واقتطاعات في الميزانية لتقويم الوضع الاقتصادي. وأضافت الصحيفة أن الرئيسة البرازيلية اعترفت كذلك بأنه يتعين عليها الاهتمام بإعادة إنعاش الاقتصاد واسترجاع مصداقيته بعد فضيحة الفساد الكبرى التي تم الكشف عنها داخل شركة النفط الحكومية بتروبراس. وذكرت صحيفة " الموندو" من جهتها، أن روسيف تعهدت بإصلاح ضريبي وبدل المزيد من التضحيات بهدف استئناف النمو، على أن لا تؤثر التخفيضات في الميزانية على الطبقات الفقيرة . وأوضحت الصحيفة، أنه بالإضافة إلى فضائح الفساد التي هزت البلاد، ينبغي على الرئيسة التركيز على ضرورة استعادة التوازن المالي وتعزيز النمو دون المساس بالمكتسبات الاجتماعية . واهتمت الصحف الاسبانية من جانب أخر بقرار الاقتصادي الفرنسي الشهير توماس بيكيتي رفض وسام جوقة الشرف، مشيرة نقلا عن بيكيتي إلى أن دور الحكومة هو تعزيز النمو الاقتصادي وليس منح الأوسمة التقديرية . وفي البرتغال، تطرقت الصحف المحلية بصفة خاصة الى خطاب الرئيس انيبال كافاكو سيلفا بمناسبة السنة الجديدة حيث كتبت صحيفة " دياريو دي نوتيسياس " أن كافاكو سيلفا يأمل خلال العشرة أشهر المقبلة، في تجنب الأحزاب الفاعلة، التوتر والنزاعات المفتعلة، وفتح الباب أمام اتفاقات محتملة في أفق انتخابات أكتوبر المقبل. وأضافت الصحيفة، أن الرئيس البرتغالي حذر صناع القرار بخصوص وعودهم الانتخابية، مؤكدا أن بلاده مقبلة على مرحلة التحضير لما بعد الترويكا. وفي بولونيا ، اهتمت الصحف برسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة العام الجديد ، والتي قال فيها إن ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا في شهر مارس الماضي، يعتبر من بين الأحداث التاريخية التي ميزت العام. ونددت الصحف البولونية بمضمون خطاب بوتين، مؤكدة أن ضم شبه جزيرة القرم انتهاك صارخ للقانون الدولي. وفي هذا السياق ، كتبت صحيفة " لاغازيت إليكتورال" أن الرئيس الروسي شكر مواطنيه على موقفهم المدافع عن مصالح روسيا، لكنه تجاهل تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد البلاد بسبب الموقف السلبي لموسكو اتجاه عملية تطبيع الوضع في شرق أوكرانيا، حيث يواجه الجيش الحكومي المتمردين المدعومين من قبل الكرملين. وأشارت الصحيفة إلى أن المتمنيات المتفائلة لزعيم الكرملين، لا تعكس الواقع لأنه من المتوقع أن تتضرر روسيا بشدة سنة 2015 جراء الأزمة الاقتصادية، مضيفة أن هذه الأزمة يمكن أن تدخل البلاد في حالة ركود اقتصادي، بسبب العقوبات الامريكية والاوروبية المتعلقة بالنزاع في أوكرانيا وانخفاض أسعار النفط.