اهتمت صحف أوروبا، الصادرة اليوم الأربعاء، بمواضيع عدة أبرزها المشاورات حول تشكيل الحكومة بإسبانيا، والتنظيم الترابي الجديد بفرنسا، ومسلسل الانتقال في سورية، والإرهاب، والإصلاح الدستوري في إيطاليا. ففي إسبانيا، خصصت الصحف تعاليقها للمفاوضات الجارية بين الأحزاب السياسية من أجل التوصل لاتفاق بغية تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات العامة التي جرت مؤخرا والتي لم تمنح أيا من هذه الهيآت السياسية الأغلبية اللازمة. وهكذا، كتبت (إلموندو) أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته وزعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، اقترح على الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وسيوددانس تشكيل حكومة مستقرة لحماية "القيم الدستورية" لإسبانيا. من جهتها أوردت صحيفة (لا راثون) أنه في حال إجراء انتخابات جديدة، إذا ما لم يتمكن أي حزب من تشكيل الحكومة، فإن راخوي سيكون مرشح الحزب الشعبي دون الحصول على الضوء الأخضر من مؤتمر حزبه. وفي سياق متصل لاحظت (إلباييس) أن الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، رفض الرضوخ لمطالب بعض أعضاء حزبه لانتخاب زعيم جديد والدعوة لعقد مؤتمر لدراسة وضعية هذا الحزب اليساري. أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت إلى أن راخوي يسعى للاستفادة من الأزمة الداخلية للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني لتنصيبه رئيسا للحكومة، بعد الرفض القاطع لسانشيز تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الشعبي. وفي فرنسا تطرقت صحيفة (لوموند) الى الكيان الترابي الجديد المتمثل في باريس الكبرى الذي سيبدأ العمل به في فاتح يناير 2016 بمقتضى القانون الجديد المتعلق بالتنظيم الترابي الجديد للجمهورية، والذي سيمكن هذه المدينة من الوسائل الكفيلة بمنافسة عواصم العالم. واضافت الصحيفة ان هذا التنظيم الجديد قد يؤدي الى تفاقم المنافسة والصراعات على السلطة بين المنتخبين. من جهتها عادت صحيفة (ليبراسيون) الى التعليق على قرار الرئيس فرانسوا هولاند ادراج سحب الجنسية من الارهابيين مزدوجي الجنسية المزدادين بفرنسا ، مشيرة الى انه اذا كان الحزب الاشتراكي منقسم حول هذه القضية، فان كاتبه الاول جان كريستوف كامباديلي، غائب بشكل واضح. وقالت الصحيفة ان الكاتب الاول للحزب كان دائما يعارض سحب الجنسية ، لكنه فضل البقاء في الظل تجنبا ل"اضعاف" الاغلبية ،مضيفة ان كامباديلي يجب اليوم ان يتحمل المسؤولية ويطرح موقف حزبه على الطاولة، فإما الالتحاق بموقف المعارضين او الاصطفاف الى جانب الاليزي. من جانبها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى الانتخابات الرئاسية المقبلة بجمهورية افريقيا الوسطى، معتبرة ان باريس تولي اهتماما خاصا للسير الحسن لهذا المسلسل الانتخابي ،خاصة من اجل التخلي عن بعض العمليات العسكرية الخارجية التي لا تتلائم مع الصرامة الضرورية للميزانية. واهتمت الصحف السويسرية بالخطوات الأولى لتحضير شروط مسلسل الانتقال في سوريا، أسابيع قبل انطلاق المفاوضات بجنيف. وكتبت (لوطون) أن الاتفاق الأخير لإجلاء آلاف الجرحى والمقاتلين يشكل بريق أمل لهذا النزاع. وتساءلت إذا ما كان وقف الاقتتال في بعض المناطق يؤشر إلى إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، الأول من نوعه منذ بداية الحرب الأهلية. وقالت إن سنة 2016 قد تحمل إجابات حولا إمكانية التوصل إلى اتفاق " وإلا فإن الأطراف المتنازعة قد تغرق من جديد في دوامة من العنف لا تنتهي". من جانبها، اعتبرت (لا تريبون دو جنيف) أنه قبل مدة قصيرة، توالت الاتفاقات المحلية بين أطراف النزاع مما ينبئ بمفاوضات أكثر جدية حول مسلسل سياسي شامل. أما (24 أور) فأكدت أنه بعد سنوات من الحصار، فإن السكان والمقاتلين ليس لهم خيار سوى الانخراط في توافقات، مشيرة إلى أن حوالي 40 ألف شخص يعيشون اليوم في مناطق محاصرة من قبل النظام السوري أو مجموعات إòرهابية. وفي بلجيكا، ذكرت (لاليبر بلجيك) أن الإرهاب يهدد بلجيكا أكثر من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن توقيف شخصين مشتبه فيهما في الإعداد لعمليات إرهابية تستهدف عددا من المواقع المهمة في بروكسل خلال احتفالات أعياد السنة تؤكد أن عددا من الخلايا الإرهابية لا زالت نشيطة في بلجيكا وأنه لا يجب خفض درجة الحذر. أما (لوسوار)، فقد أشارت إلى أن بلجيكا لا زالت في الدرجة الثالثة على مستوى الإنذار مما يعني وجود تهديدات ممكنة لكن ليست وشيكة لاعتداءات إرهابية. وقالت إن على البلجيكيين أن يدركوا أن السلطات قد تقوم بمداهمات وتوقيفات وإصدار مذكرات اعتقال، وفي أقصى الحالات تفكيك خلايا قادرة على القيام بعمليات شبيهة بتلك التي شهدتها باريس. واهتمت (لافونير) بتوقيف عضويين من عصابة في بروكسل يشتبه في تخطيطهما للقيام بأعمال إرهابية وسط العاصمة خلال احتفالات نهاية السنة، مشيرة إلى أنه تم، خلال عمليات المداهمة حجز أجهزة معلوماتية وللدعاية لداعش وكذا بزات عسكرية. وفي إيطاليا، كرست أغلب الصحف تعاليقها للندوة الصحفية التي عقدها رئيس المجلس الإيطالي، ماتيو رينزي بمناسبة نهاية السنة، والتي قدم خلالها حصيلة حكومته والآفاق المستقبلية. وكتبت (كورييري ديلا سيرا) أن رينزي عقد ندوة نهاية السنة ب"جرعة كبيرة من الثقة في قدرة الحكومة، وفي الآفاق المستقبلية لإيطاليا"، مضيفة أن ثقته عكستها تصريحاته خاصة اعتقاده بأن الانتخابات البرلمانية لن تتم إلا بعد سنتين، وأن إيطاليا "بلد مستقر". من جهتها علقت (المساجيرو) على تصريحات رئيس الوزراء بشأن الإصلاح الدستوري، ونقلت عنه قوله "إذا ما خسرت الاستفتاء القادم حول الإصلاح الدستوري فإني سأعتبر تجربتي السياسية منتهية"، مشيرة إلى أنه شدد على ضرورة مواصلة الإصلاحات. والمنحى ذاته سارت علية صحيفة (لا ريبوبليكا) التي ذكرت أن رئيس الحكومة "يراهن على الإصلاح الدستوري" قائلا إنه في حال ما فشل في الحصول على نتيجة إيجابية في استفتاء أكتوبر القادم، بشأن الإصلاح الدستوري، فإنه سينهي مسيرته السياسية. وفي هولندا عادت صحيفة (دي فولكس كرانت) للوثائقي الذي بثته قناة تلفزية هولندية حول رئيس بلدية روتردام، أحمد أبو طالب، في شكل بورطريه ل"عمدة في زمن الحرب"، في إشارة إلى ردود فعل هذا المسؤول الهولندي من أصل مغربي على الهجمات الإرهابية التي هزت باريس، وخرجاته الإعلامية بشأن الجهاديين الأوروبيين. وكتبت اليومية أن الصحفيين فرنك فان دير ليندن وبيت بلاو تتبعا أبو طالب طيلة السنة، وأجريا معه حوارات مطولة، مشيرة إلى أن هذا الوثائقي يبرز شعبية هذا الرجل السياسي، وكذا "الجانب الخفي" من شخصيته. أما صحيفتا (إن إر سي) و(أ دي) فاهتمتا بالتقرير الأخير لمكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي الذي خلص إلى أن وصول اللاجئين في سنة 2015 كان المصدر الرئيسي لانشغالات الهولنديين الذين عبروا عن تخوفهم من التوترات المتكررة والمتزايدة التي قد يتسبب فيها طالبو اللجوء داخل المجتمع. وأضافتا أنه بالنسبة للكثيرين، فإنه ليس من العدل أن يمنح هؤلاء اللاجئون المال والمسكن، في حين أن بعض الهولنديين يعيشون في حالة من الفقر والعوز، ويقضون سنوات وهم ينتظرون الحصول على مسكن، كما نقلتا عن التقرير إشارته، أيضا، إلى الخوف من تسلل إرهابيين إلى أوروبا ضمن تدفقات اللاجئين. في السويد، انتقدت صحيفة (افتونبلاديت) الخطوات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا بهدف الحد من التدفق الكبير للاجئين إلى هذا البلد الاسكندنافي. واعتبرت الصحيفة أن سياسة الحكومة السويدية الحالية "طريق ذو اتجاه واحد"، وأنها "تعبير عن الرغبة في الخروج من عالم يتحرك بسرعة كبيرة". وذكر كاتب المقال أن السويد استفادت دائما من الانفتاح التجاري، مشيرا إلى أن السويد والدنمارك قد استثمرا مليارات الدولارات لتوحيد كوبنهاغن ومالمو في منطقة أوريسند المشتركة. وأضافت الصحيفة أن إعلان القيام بالتحقق من هوية العابرين بين البلدين يعد ضربة لأوريسند، مشيرة إلى أن هذا القرار "من أكثر التشريعات المؤسفة". وفي استونيا، عبرت صحيفة (أوهتيليهت) عن الأسف لفشل السياسة العامة الحكومية في قطاع الطاقة، مشيرة إلى أن وزير البيئة، الذي يشجع على استغلال الصخر القاري، اعترف بأن هذا الإنتاج الطاقي "قد طويت صفحته". واعتبرت الصحيفة أنه بالرغم من أن بروتوكول كيوتو حذر من ضرر ذلك على البيئة، فقد واصلت استونيا استغلال الصخر القاري، لتكتشف، مع "الصحوة المتأخرة" حول واقع المناخ، بأنها فقدت أكثر من عشر سنوات في مجال إمكانات الابتكار في قطاع الطاقة، مستدركة بأن "الأوان لم يفت، وأن هناك إمكانية للابتكار في مجال الطاقة". وفي النرويج، اهتمت الصحف بعدد من المواضيع المحلية والدولية، من ضمنها قضية الهجرة وارتفاع عدد اللاجئين القادمين إلى البلاد، والإجراءات التي تعتزم النرويج تطبيقها من أجل تشديد اللجوء إليها. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (في غي) ملاحظات عدد من الخبراء حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أحزاب الائتلاف الحكومي والمعارضة حول مشروع قانون لتشديد اللجوء، حيث أكد بعضهم أن لائحة الإجراءات المزمع تطبيقها، في هذا الصدد، تعتبر الأكثر تشددا في القارة الأوروبية. وسجلوا أنه بمقدور حزب التقدم (اليمين المتشدد)، الذي يسير وزارة الهجرة والاندماج، أن يحقق بعضا من أفكاره الأساسية المتعلقة بالهجرة، رغم ما قد يضطر إليه من تراجع وتعديل لبعض مواقفه انسجاما مع الاتفاق النهائي بين الأحزاب في البرلمان. ونقلت الصحيفة عن خبير آخر قوله إن مقترحات وزارة الهجرة والاندماج قد تثني طالبي اللجوء عن القدوم إلى النرويج، لكنها قد تكون مكلفة على المدى الطويل.