اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، على الخصوص، بتداعيات تدفق أزمة اللاجئين على القارة الأوروبية، ومشاركة إيران في مفاوضات فيينا المتوقعة غدا الجمعة حول الأزمة السورية، بالإضافة إلى مواضيع محلية ودولية أخرى. ففي بلجيكا، انصب اهتمام الصحف المحلية على أزمة اللاجئين، حيث كتبت صحيفة (لوسوار) أن الاضطرابات التي تعرفها حدود النمسا وسلوفينيا تشكل تراجعا غير مسبوق، مسجلة أن الحواجز التي يتم السعي لإقامتها في وجه المهاجرين تضع أوروبا ككل في مواجهة ما قامت عليه من أسس، لأن حل المشكل، برأي الصحيفة، لا يكمن في نصب الحواجز، خاصة وأن حرية التنقل من الأسس الرئيسية لأوروبا. ومن جهتها، تطرقت صحيفة (لا ليبر بلجيك) إلى قرار أستراليا مواجهة تدفق طالبي اللجوء الذين يصلون إلى المحيط الهندي بإغلاق حدودها وترحيل اللاجئين إلى اندونيسيا المجاورة. ولاحظت الصحيفة أن أستراليا كبلد للهجرة واستقبال اللاجئين في السنوات الأخيرة أخذت زمام المبادرة بنفسها، مضيفة أن هذا البلد سيثير الجدل من خلال تدبيره لتدفق المهاجرين عبر إبعاد طالبي اللجوء إلى مخيمات تقع خارج أراضيه واعتراض سبيل بعضهم وإبعادهم بأعالي البحار وإن كانوا على متن قوارب بدائية الصنع. وفي النرويج، اهتمت الصحف بالعديد من المواضيع المحلية والدولية، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى التخوفات التي تثار حول أمن اللاجئين الذين وصلوا إلى البلاد، خاصة مع الحرائق التي اندلعت في عدد من مراكز استقبال اللاجئين في السويد المجاورة. ونقلت عن مسؤولين تأكيدهم أنه يتم تكثيف الاستعدادات لمواجهة أي تهديدات، وأنهم يقومون بكل ما في وسعهم لتجنب هذا النوع من الأحداث. ومن جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى قلق الشرطة السويدية البالغ إزاء الحرائق التي اندلعت في مراكز لاستقبال اللاجئين. وأبرزت أن الأمر يتعلق بالحريق الأخير المتعمد الذي استهدف دارا لأطفال اللاجئين دون ذويهم في محافظة سكونا. وفي سويسرا، اهتمت الصحف بالإعلان عن مشاركة إيران ولأول مرة في المحادثات الجارية بشأن مستقبل سورية. واعتبرت صحيفة (لاتريبون دي جنيف) أن روسيا هيمنت على مسلسل الحوار الجاري حول الأزمة السورية، بتمكنها من فرض طهران لتشارك في طاولة المفاوضات. واعتبرت الصحيفة أن الأمر يتعلق بتحول دبلوماسي بتوجيه من موسكو، وأنها المرة الأولى التي يكون فيها لإيران رأي في فيينا، مذكرة بأن إيران جندت عدة مجموعات وأعلنت رسميا مقتل حوالي 15 جنديا. ومن جهتها، أشارت صحيفة (لوماتان) إلى أن واشنطن لا تعترض على مشاركة إيران في المفاوضات الجارية لإنهاء الأزمة في سورية، متسائلة حول المدى الذي سيبلغه انفتاح الإدارة الأمريكية وحلفائها الغربيين على النظام الإيراني. وفي ألمانيا، اهتمت أغلب الصحف بالتعليق على تصريح وزير الاقتصاد الألماني، سيغمار غابرييل، لمجلة (شتيرن) الألمانية والذي أعلن فيه عن نيته الترشح لمنصب المستشارية في الانتخابات التشريعية المقبلة، في حال رغب الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ترشيحه. ومن جهتها، رحبت صحيفة (نوي أوسنايبروكر تسايتونغ )، في تعليقها، برغبة غابرييل، الذي يشغل حاليا منصب نائب المستشارة أنغيلا ميركل، تقديم ترشيحه للمستشارية، مؤكدة أنه اختيار صائب. ومن جانبها، كتبت صحيفة (نوي فيستفاليشه ) أن ترشح سيغمار غابرييل يشكل ربما بداية نهاية المحطة الأخيرة للمستشارة أنغيلا ميركل التي تعتبر من أقوى الشخصيات على الإطلاق في المشهد السياسي الألماني، متسائلة مع ذلك حول ما إذا كان سيحصل بالفعل على الأصوات اللازمة في انتخابات 2017 للوصول إلى هذا المنصب. واعتبرت صحيفة (باديشه تاغبلات) أن فرص وصول غابرييل للمستشارية "ما تزال ضعيفة"، خاصة و أن الأمر يتطلب على الأقل أن يكون لحزبه مشروع إقامة تحالف مع اليسار والخضر لضمان الأصوات، فضلا عن أن بمقدور ميركل، وبالرغم من تدني شعبيتها وتراجع تأييد المواطنين لحزبها (المسيحي الديمقراطي)، أن تخلق المفاجأة. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بمشاركة إيران في مفاوضات فيينا المتوقعة الجمعة حول الأزمة السورية. وكتبت صحيفة (لاكروا)، في هذا الصدد، أنه بهذه المشاركة تكون إيران قد عادت رسميا إلى ما يسمى المجتمع الدولي، فقط بعد أشهر من الاتفاق المتعلق بملفها النووي. وأضافت الصحيفة أن كل شيء يتم كما لو أن الأطراف الكبرى لهذه القضية، تريد مخرجا سريعا للحرب الأهلية السورية، التي تسمم المنطقة برمتها، وتفسح المجال أمام انتشار "الجهادية". ومن جهتها، قالت صحيفة (ليبراسيون) إنه حدث في حد ذاته، أن تشارك إيران، الحليف الرئيسي لبشار الأسد في الشرق الأوسط، لأول مرة غدا الجمعة بفيينا في مفاوضات دولية، حول الأزمة السورية. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن دعوة إيران لهذه المفاوضات، جاءت من روسيا والولايات المتحدة، فان موسكو هي من يقف وراء المناورة، واليها يعود هذا التحول الدبلوماسي الكبير. ومن جانبها، أشارت صحيفة (لوموند) إلى أنه يتعين على واشنطن وموسكو أن يبرهنا، خلال مفاوضات فيينا، عن جبهة موحدة، يكون لها تأثير في مواجهة إيرانوروسيا، حليفي بشار الأسد، مذكرة بأن روسياوإيران يلحان على ضرورة الإبقاء على الأسد في منصبه، حتى نهاية مرحلة انتقالية. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بالإفراج عن بريطاني أدين في السعودية، والتهديد الإرهابي لبريطانيا، ومخاوف تركيا من الضربات الجوية الروسية في سورية. وأبرزت صحيفة (الغارديان) إعلان وزير الشؤون الخارجية البريطاني، فيليب هاموند الإفراج المتوقع عن البريطاني كارل أندري الذي حكم عليه في السعودية بالجلد لحيازته الخمر. ونقلت عن هاموند قوله إنه سيتم الإفراج عن البريطاني كارل أندري في الأسبوع المقبل وسيلتحق بأسرته. وأبرزت أن السعودية أهم شريك تجاري لبريطانيا في الشرق الأوسط وأول سوق لصادراتها للسلاح في سنة 2014. ومن جهتها، سلطت (الديلي تلغراف) الضوء على تصريحات رئيس جهاز المخابرات البريطاني أندرو باركير التي أكد فيها أن تنظيم الدولة الإسلامية يخطط لشن هجمات كبرى في بريطانيا. وأضافت الصحيفة أنه تم خلال السنة الماضية إحباط ست محاولات إرهابية، مشيرة إلى أن بريطانيا تخشى عودة المئات من مواطنيها إلى البلاد الذين انضموا إلى الحركات الجهادية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. أما بالنسبة لصحيفة (الاندبندنت) فتطرقت إلى مخاوف تركيا بشأن انتهاك مجالها الجوي من قبل الطائرات الروسية العاملة في سورية. وفي إسبانيا، ركزت الصحف الكبرى بشكل خاص على الاجتماع الذي عقد أمس الأربعاء بين رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي، وزعيم المعارضة الاشتراكية، بيدرو سانشيث، بهدف تنسيق جهودهما لمواجهة التحدي الانفصالي في كاطالونيا. وتحت عنوان "وحدة ضرورية للدفاع عن اسبانيا "، ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن راخوي وسانشيث توصلا إلى اتفاق للعمل معا من أجل الدفاع عن الدستور، والوحدة، والسيادة الوطنية والمساواة بين الاسبان. ووفقا للصحيفة فإن رئيس الحكومة الإسبانية سيلتقي في اجتماع مماثل الأمين العام لحزب "سيودادانوس"، ألبرت ريفيرا، لكن لن يجتمع مع زعيم حزب "بوديموس" (أقصى اليسار)، بابلو اغليسياس. أما صحيفة (إلبايس) فكتبت أن راخوي رد بقوة على تقديم ملتمس أمام البرلمان المحلي الكاطالوني حول إطلاق مسلسل انفصال الجهة عن بقية اسبانيا، مشيرة إلى أن الحكومة ترغب في أن تتحدث الأحزاب المناصرة للشرعية الدستورية أمام مجلس النواب ضد الحركة الانفصالية. وتحت عنوان "وحدة اسبانيا"، أكدت صحيفة "(لا را ثون) أن أحزاب "سيودادانوس" و الاشتراكي الكاطالوني والشعبي، تمكنت من وقف الملتمس المقدم أمام البرلمان المحلي حول استقلال جهة كاطالونيا بشكل مؤقت. أما صحيفة (إلموندو) فأكدت أن القوتين السياسيتين الأساسيتين في إسبانيا أسستا "كتلة دستورية" للرد على الحركة الانفصالية، مضيفة أن الحزب الاشتراكي الاسباني، حزب المعارضة الرئيسي، أعرب عن تأييده لعملية تقديم طعن أمام المحكمة الدستورية ضد أي عمل ينتهك الدستور.