اهتمت الصحف الأوربية، الصادرة اليوم الأربعاء، بمنع عروض الفكاهي الفرنسي المثير للجدل ديودوني، وانكباب باريس على البحث عن حل سياسي في إفريقيا الوسطى، والجدل الدائر حاليا على مستوى الأوساط السياسية والإعلامية في لندن بخصوص موضوع الهجرة، وتحدي رئيس الحكومة المستقلة لكاطالونيا، أرتور ماس، للحكومة المركزية، والوضع في تركيا بعد توقيف عدد كبير من عناصر الشرطة. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بمنع عروض الفكاهي الفرنسي المثير للجدل ديودوني، وبانكباب باريس على البحث عن حل سياسي في إفريقيا الوسطى، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن السلطات العمومية تواصل مسلسل منع عروض ديودوني الذي أدين عدة مرات بسبب ما اعتبر معاداة للسامية، مشيرة إلى أن عدة مدن فرنسية وقعت قرارات المنع. واعتبرت الصحيفة أن منع أي عرض يجب أن يكون الخيار الأخير بعد استنفاذ كافة الإجراءات للحفاظ على النظام العام. ومن جهتها، أكدت صحيفة (لوفيغارو) أن باريس تبحث عن حل سياسي للنزاع في جمهورية إفريقيا الوسطى، مبرزة أن قمة مصغرة تعقد الخميس بنجامينا قد تعيد توزيع الأوراق في بانغي وتدفع بالتالي الرئيس دجوتوديا إلى التخلي عن السلطة. وقالت الصحيفة إن الإعلان عن قمة استثنائية، غدا الخميس بنجامينا، لدول إفريقيا الوسطى، شكل مفاجأة، مضيفة، استنادا إلى أحد الملاحظين، أن الوضعية الأمنية بجمهورية إفريقيا الوسطى وصلت إلى الباب المسدود مما يتطلب البحث عن حل سياسي. وفي بريطانيا، واصلت الصحف تسليط الضوء على الجدل الدائر حاليا على مستوى الأوساط السياسية والإعلامية في لندن بخصوص موضوع الهجرة، ولاسيما المخاوف بخصوص اجتياح مواطني شرق أوروبا للمملكة المتحدة. وأشارت صحيفة (الديلي ميل)، في هذا السياق، إلى النداء الذي وجهه عمدة مدينة لندن والقيادي في حزب المحافظين الحاكم، بوريس جونسون، من أجل حرمان المهاجرين الجدد من التعويضات الاجتماعية المخصصة للأطفال، فيما نقلت صحيفة (الديلي اكسبريس) عن زعيم حزب استقلال المملكة المتحدة (يمين متشدد)، نايجل فاراج، مطالبته بضرورة منع الوافدين الجدد على بريطانيا من الحصول على أي نوع من أنواع التعويضات الاجتماعية لمدة خمس سنوات على الأقل. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (الغارديان) أن نحو مليوني مهاجر من بلدان شرق أوروبا من المقيمين ببريطانيا قد يفكرون في العودة إلى بلدانهم في حال اعتماد التصور الخاص بمعالجة قضية الهجرة الذي يعكف حزب استقلال المملكة المتحدة على صياغته حاليا، والذي يسعى إلى تطبيقه في حال وصوله إلى الحكم. ونقلت الصحيفة عن نايجل فاراج قولهº إن سياسة الهجرة التي يعمل الحزب على بلورتها قد تصطدم بتداعيات سياسات الهجرة التي اعتمدتها الحكومات العمالية المتعاقبة والتي خلقت نوعا من الفوضى. ومن جهتها، نشرت صحيفة (التايمز) رسما كاريكاتوريا يبرز فيه رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، وهو يحذر من "فيضان" للمهاجرين بأحد مطارات بريطانيا، فيما يظهر في الطرف الأخر من الصورة مسافر وحيد ينزل من الطائرة وقد بدت عليه معالم الدهشة بسبب الأضواء المسلطة عليه. وفي بلجيكا، أشارت الصحف إلى منع الكوميدي الفرنسي ديودوني من قبل وزارة الداخلية من تقديم عروضه في القاعات، ولوحت (لوسوار) إلى التطورات التي يمكن أن تأخذها هذه القضية. ومن جهتها، تحدثت (لا ليبر بلجيك) عن اعتزام الممثل الكوميدي ديودوني، القيام اليوم الأربعاء بتدابير ضد وزارة الداخلية والشخصيات التي انتقدته وكذا وسائل الإعلام التي منحتهم الفرصة لانتقاده. وفي سويسرا اعتبرت صحيفة (لوتان) أن "فرض الرقابة على المثقفين والفنانين ممارسة قديمة تنتمي لأنظمة أخرى". وفي إسبانيا، عادت الصحف إلى التوقف عند التحدي السيادي لرئيس الحكومة المستقلة لكاطالونيا، أرتور ماس، للحكومة المركزية حول النزعات الانفصالية لهذه الجهة الواقعة شمال شرق البلاد. وكتبت صحيفة (لا راثون)، في هذا الصدد، أن ماس أكد أن حكومته الإقليمية "قوية" لمواجهة ضغوط ماريانو راخوي وقادرة على المضي قدما في الاستفتاء، مشيرة إلى أنه رغم رفض الحكومة القاطع يواصل المسؤول الكاطالوني تشبثه بإجراء الاستفتاء في نونبر المقبل. ومن جهتها، كتبت صحيفة (إلموندو) أن ماس هدد بإنهاء التعايش مع حكومة ماريانو راخوي في حال إصرارها على رفض استفتاء تقرير المصير، مشيرة إلى أن الرئيس الكاطالوني يدافع، بحسب قوله، عن التشاور وحرية اتخاذ الكاطالونيين للقرار وليس عن الاستقلال. وأضافت اليومية أن ماس أصر، مع ذلك، على أن الاستفتاء هو وسيلة للحصول على الاستقلال. ومن جهتها، أشارت صحيفة (إلباييس) إلى أن أرتور ماس سيمضي بمشروعه إلى نهايته، وذلك من أجل استعادة شعبيته السياسية وتحسين اقتصاد هذه الجهة. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بالوضع في تركيا بعد توقيف عدد كبير من عناصر الشرطة، وقرار زعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي، زيغمار غابرييل، ترشيح نقابية من أصل إيراني لمنصب الأمين العام للحزب. وبخصوص هذا الموضوع، اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكه) أن ترشيح ياسمين فهيمي الألمانية ذات الأصول الإيرانية، يعتبر تحولا جديدا للحزب داخل المشهد السياسي الاتحادي، مشيرة إلى أن فهمي ستكون أمامها مهمة صعبة لتوضيح كل مواقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي في القضايا التي تهم المواطنين سواء من خلال المشاركة في البرامج الحوارية أو على طاولة المفاوضات. أما صحيفة (نوي بريسه)، فاعتبرت أن فهيمي ليست لديها خبرة سياسية كبيرة، لكن مع ذلك يرغب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، تضيف الصحيفة، في جلب وجوه وأفكار جديدة، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تحظى فهمي بموافقة تعيينها في المنصب من قبل القياديين بالحزب الذي يعد أكبر وأعرق حزب في ألمانيا رغم احتلاله المرتبة الثانية من حيث الشعبية خلف الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن سيغمار غابرييل يتميز بشجاعة كبيرة في اختيار العناصر الحزبية، مشيرة إلى أنه اختار امرأة، ياسمين فهيمي، لتكون أمينة عامة للحزب خلفا لامرأة أخرى وهي أندريا ناليس التي تولت وزارة العمل في حكومة الائتلاف الكبير. وأبرزت الصحف أن فهيمي، (46 عاما) مهندسة كيميائية، تعتبر من النقابيات النشيطات في نقابة الصناعات الكيميائية والمناجم والطاقة بألمانيا، وكانت من المدافعات بقوة عن تحسين ظروف العمل في المصانع والورش في ألمانيا. وتناولت الصحف من جهة أخرى قضية نقل وإقالة المئات من عناصر الشرطة التركية، في أكبر عملية بجهاز الشرطة مرتبطة بقضايا فساد هزت الحكومة التركية مؤخرا. واعتبرت صحيفة (فيسر كورير) أن النقل الجماعي والمفاجئ لعدد من المسؤولين بالشرطة في أنقرة هو دليل على أن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، ينتابه "القلق" ويرى المتآمرين عليه في كل مكان ويحاول التصدي بشكل مناسب. وفي البرتغال، اهتمت الصحافة المحلية باقتراب إخراج خطة الإنقاذ المالي ماي 2014 والسيناريوهات المحتملة لدعم هذا البرنامج. وفي هذا الصدد، استحضرت (ديارو اكونومكو) قول الرئيس البرتغالي، انيبال كافاكو سيلفا، بأنه مع اقتراب هذا الموعد ستظهر جميع المؤشرات التي قد تؤكد أن البلاد "لن تحتاج إلى خطة إنقاذ ثانية". وفي إيطاليا، توقفت اليوميات عند مبادرة رئيس الحكومة، إنريكو ليتا، تلبية رغبة قادة الأحزاب في الأغلبية الحاكمة في إبرام "اتفاق'' لتمكين السلطة التنفيذية من تنفيذ برنامجها خلال عام 2014. وفي بولونيا، سلطت الصحف الضوء على انتقاد قرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سحب بعض الامتيازات من أبناء المهاجرين البولونيين العاملين في بريطانيا، مشيرة إلى ضرورة انصياع لندن للقواعد المطبقة بمختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي. ومن جهتها، ركزت الصحافة السويدية على الهجمات التي تتعرض لها البلاد لقرصنة المعلومات، والوضع في العراق والعنف في بنغلاديش. وفي تركيا، واصلت الصحف اهتمامها بقضية الفساد التي هزت البلاد منذ دجنبر الماضي، وما تلاها من حملات تطهير طالت مؤخرا أكثر من 350 من ضباط الشرطة تم نقلهم أوعزلهم من الوظيفة.