تركزت اهتمامات الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الخميس، على مواضيع أبرزها ردود فعل قادة كاطالونيا بعد دعوة الملك خوان كارلوس لوحدة الإسبان، والعلاقات بين موسكو ومينسك، والفساد في تركيا، والوضع في مصر والسودان وإفريقيا الوسطى، وأحوال الطقس بعدد من بلدان القارة إلى جانب مواضيع أخرى. ففي إسبانيا، تركزت اهتمامات أبرز الصحف حول رد فعل القادة الانفصاليين الكاطالونيين بعد خطاب الملك خوان كارلوس بمناسبة احتفالات عيد الميلاد والذي دعا فيه إلى وحدة الإسبان. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (إلموندو) أنه فيما دعا الملك خوان كارلوس القوى السياسية لحل التحدي السيادي لأرتور ماس عبر "القواعد الديمقراطية التي اعتمدها الجميع"، طالب الرئيس الكاطالوني "مرة أخرى بالحرية لكاطالونيا". ومن جهتها، كتبت صحيفة (إلباييس) تحت عنوان "ماس يطالب بالحرية أمام دعوة الملك للإصلاحات"، أن العاهل الإسباني يؤيد تحيين "اتفاقات التعايش" وفقا لمعايير دستور 1978 الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع. وأضافت اليومية أنه، علاوة على ذلك، رد أرتور ماس على الملك خوان كارلوس مؤكدا أن "كاطالونيا وبرشلونة دافعا دوما على التعايش، ولكن أيضا عن حريتهما". وبدورها أوردت صحيفة (أ بي سي)، الموالية للحكومة، ردود فعل كل من الحكومة والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، اللذان رحبا بدفاع العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس عن الوحدة الوطنية. وفي ألمانيا اهتمت الصحافة الالكترونية الألمانية بتطورات الوضع في مصر وفي دولة جنوب السودان. وبالنسبة للوضع في مصر كتبت (دي فيلت)، على موقعها الالكتروني، أن السلطات المصرية قررت اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد تنظيم الإخوان المسلمين الذي صنفته ب"منظمة إرهابية". وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الاعتداء الدامي بسيارة مفخخة على مقر الشرطة، قررت الحكومة الانتقالية المصرية تضييق الخناق على جماعة الإخوان المسلمين، مذكرة بأن جميع أنشطة الإخوان أصبحت محظورة، بما في ذلك التظاهرات، لكن أيضا محاكمة قيادتهم وأنصارهم. ومع ذلك، تقول الصحيفة، فإن الإخوان "مصرين على مواصلة النزول إلى الشوارع لإعادة محمد مرسي الرئيس المنتخب لأول مرة بشكل ديمقراطي إلى الحكم". ومن جهتها، كتبت (شبيغل أولاين)، تحت عنوان "الحكومة المصرية تصنف منظمة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية"، أن المنظمة في مصر بعد هذا التصنيف أصبحت "إرهابية" بشكل رسمي، على خلفية الهجوم الانتحاري الأخير على مركز للشرطة الذي خلف 16 قتيلا وأكثر من 100 جريح. وأضافت أن الحكومة الانتقالية المصرية بعد هذا الحادث ستمنع من الآن فصاعدا الإخوان من تنظيم التظاهرات. ومن جانب آخر، تناولت الصحف الوضع المتدهور في دولة جنوب السودان، فكتبت (برلينغ تسايتونغ) أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حث الأطراف المتنازعة على تبني حل سلمي للصراع والرفع من قوات السلام الأممية إثر المعارك الطاحنة التي أودت بحياة المئات من المواطنين. وأشارت الصحيفة إلى أن الأممالمتحدة قررت زيادة عدد قواتها في جنوب السودان، الدولة الأحدث في إفريقيا، حيث تفيد التقارير بالعديد من عمليات القتل الجماعي والاعتقالات التعسفية وحالات الاغتصاب وفرار أزيد من 100 ألف شخص بسبب العنف والفوضى. وفي فرنسا، اهتمت الصحف بالوضع في إفريقيا الوسطى، وسوء أحوال الطقس في عدد من مناطق البلاد، حيث كتبت صحيفة (ليبراسيون) أن نحو 1600 جندي فرنسي، المنتشرين في بانغي في إطار عملية (سانغاريس)، يقومون بدوريات تجوب ليل نهار شوارع عاصمة إفريقيا الوسطى، إلى جانب نحو أربعة آلاف جندي إفريقي من البعثة الدولية لدعم هذا البلد. وأضافت الصحيفة أن هذه القوات تهدف إلى وقف دوامة العنف التي اندلعت منذ الخامس من دجنبر، ونزع سلاح المقاتلين المحليين، مشيرة إلى أن المواجهات تتواصل في بعض أحياء المدينة. ومن جهتها، قالت صحيفة (لاكروا) أن سوء الأحوال الجوية أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العديد من المنازل بفرنسا، مضيفة أن نحو 80 ألف منزل كانوا إلى غاية منتصف أمس الأربعاء ينتظرون عودة التيار الكهربائي. وخلصت الصحيفة إلى أن اضطراب أحوال الطقس الذي تسبب في مصرع خمسة أشخاص ببريطانيا، نجمت عنه أضرار بعدة مناطق بفرنسا، حيث تم الإبقاء على مستوى التأهب البرتقالي، تحسبا لهطول أمطار قوية وحصول فيضانات. وفي روسيا، ذكرت صحيفة (روسييسكايا غازيتا) أن مينسك تحتل المرتبة الخامسة بين شركاء روسيا التجاريين الخارجيين. ولهذا سبقت كييف وأصبحت دولة رائدة في التجارة مع دول رابطة الدول المستقلة، علما أن روسيا هي المصدر الرئيسي للنفط والغاز إلى بيلاروسيا، وكذلك المستثمر الرئيسي فيها، حيث تبلغ رؤوس الأموال الروسية الموظفة في هذا البلد حوالي 6 مليارات دولار. أما صحيفة (فيدوموستي) فأوردت أن المسؤولين الروسيين يخططون في إطار الخصخصة للحصول، خلال الفترة ما بين 2014 و2016 ، على مبلغ 455,2 مليار روبل (ما يعادل 14 مليار دولار) سيضخ في الميزانية. وأضافت أن لجنة التحقيق الروسية أعدت في الخريف مشروع تعديلات في القوانين الخاصة بعمل المباحث الجنائية وحول الخصخصة وقانون العقوبات الجنائية وأرسلته للحكومة، وحظيت الوثيقة بدعم الهيئة الفيدرالية لمكافحة الاحتكار وهيئة المراقبة والمحاسبة الفيدرالية. ومن جانبها، تطرقت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) لوعد الرئيس التركي عبد الله غول للشعب بعدم إخفاء حقائق الفساد في المراتب العليا للسلطة، مضيفة أن هذه الخطوة تشير إلى تعمق الانقسام في الحزب الحاكم، إذ لا يستبعد المحللون، أن تعزز نفس الخطوة مواقف الإسلاميين الأتراك. ونقلت الصحيفة عن غول قوله إن "تركيا لم تعد ذاك البلد الذي كان قبل 10 أو 15 سنة، فقد تم القيام بإصلاحات عديدة في السياسة، وفي النظام القضائي، أي أنه في بلد أجريت فيه مثل هذه الإصلاحات لن يخفى الفساد ولن يسكت عن الأخطاء". وفي بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على التدابير المثيرة للجدل التي اعتمدتها حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من أجل الحد من تدفق المهاجرين القادمين من دول أوروبا الشرقية، ولاسيما من رومانيا وبلغاريا، الذين سترفع عنهم الحواجز الخاصة بالإقامة والعمل في بريطانيا مع بداية السنة المقبلة. وأبرزت صحيفة (الغارديان) الانتقادات التي وجهها أنطونيو غوتيريز، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، للإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية التي تتخوف من تدفق موجات من المهاجرين الرومانيين والبلغار مع بداية استفادتهم من حق الولوج إلى سوق الشغل في بريطانيا في فاتح يناير 2014. وأشارت إلى أن رعايا الدولتين اللتين انضمتا إلى الاتحاد الأوروبي سنة 2007 سيحق لهما مع بداية السنة الجديدة الاستفادة من المساعدات الاجتماعية إسوة بباقي دول الاتحاد الأوروبي، ولاسيما منها التعويضات عن البطالة والسكن، مضيفة أن كاميرون شدد على ضرورة إقامة هؤلاء أكثر من ثلاثة أشهر ببريطانيا من أجل التقدم بطلب الحصول على هذه التعويضات. وبحسب (الغارديان)، فقد عبرت المفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين عن انشغالها بخصوص التدابير البريطانية الجديدة والتي تفرض نوعا من التفرقة بين الأجانب وتحرم المهاجرين من السكن وترسخ التمييز العرقي وتساهم في تهميش اللاجئين الطالبين للجوء السياسي. ومن جانبها، أبرزت صحيفة (الاندبندنت) الانتقادات الشديدة التي وجهتها الهيئة الأممية المعنية بشؤون اللاجئين لمشروع القانون البريطاني حول الهجرة والذي يروم الحد من ولوج المهاجرين للسكن والخدمات البنكية. وأشارت إلى أن المشروع الذي تم عرضه على البرلمان ينص على تقليص ولوج المهاجرين للخدمات الصحية العمومية والسكن الاجتماعي، مضيفة أن هذه التدابير تفرض على مالكي المنازل والمؤسسات البنكية التحري بخصوص الوضعية القانونية للأجانب الراغبين في استئجار المنازل أو فتح حساب بنكي جديد، إلى جانب فرض غرامات مالية مضاعفة على أرباب العمل الذين يشغلون المهاجرين السريين. وفي بلجيكا، واصلت الصحف اهتمامها برحيل رئيس هيئة البريد عقب قرار الحكومة خفض راتبه إلى النصف، إذ كتبت (لا ليبر بلجيك) أن قرار جوني تايس مغادرة هيئة البريد البلجيكية، أثار انتقادات بشأن خفض الأجور في الشركات العمومية المدرجة. ومن جهتها، كتبت (لوسوار)، تحت عنوان "هيئة بريد بلجيكا: أسباب الصدام"، أن رحيل جوني تايس قسم رؤساء الشركات، مشيرة إلى أنه بالنسبة لبعض الفلامانيين يتعلق الأمر بشهيد نجاح مهني، مشيرين إلى أن تقييد أجور كبار المديرين حملة أيديولوجية لا تخدم الاقتصاد البلجيكي ومستقبل بلد بأكمله. وفي هولندا، تطرقت الصحف لتطورات الأوضاع بكل من تركيا ومصر وسورية وجمهورية أفريقيا الوسطى، ونقلت صحيفة (فولكس كرانت)، في هذا الصدد، أصداء إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إجراء تعديل وزاري يشمل عشرة محافظات بعد فضيحة فساد، وهو نصف عدد أعضاء الحكومة، بما في ذلك مناصب حساسة مثل الاقتصاد والعدالة. ومن جهتها، أشارت صحيفة (إن إر سي) إلى اجتماع أردوغان بالرئيس التركي عبد الله غول لبحث الوضع بعد استقالة ثلاثة أعضاء من الحكومة، مبرزة أن رئيس الوزراء التركي رفض كل الاتهامات وواصل شجب "مؤامرة قذرة" و"مؤامرة خارجية"، وهي الكلمات نفسها التي استخدمها إبان احتجاجات الصيف الماضي. أما يومية (فوركسرانت) فتطرقت لقرار السلطات المصرية إعلان حركة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية"، فيما أوردت صحيفة (تراو) أن أنصار حركة الإخوان واصلوا احتجاجاتهم وأعلنوا عزمهم على الاستمرار في ذلك. وفي السويد، اهتمت الصحف، أيضا، بالوضع السياسي في تركيا، بعد استقالة عدد من الوزراء والتعديل الحكومي الذي أعلنه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وكتبت يومية (داغينس نيهيتر)، في هذا الصدد، أنه تم ترميم الحكومة التركية، بعد استقالة ثلاثة وزراء لكون أبنائهم موضوع تحقيق بتهمة الفساد. ومن جانبها، أشارت يومية (سيدفينسكي) إلى تغيير نصف أعضاء الحكومة التركية، وإلى مصادرة الشرطة لملايين الدولارات في إطار التحقيق في قضية الفساد هذه، مبرزة أن أردوغان يتهم جهات أجنبية بالوقوف وراء هذه المناورات لإلحاق الضرر ب" وحدة وسلامة تركيا". أما صحيفة (افتونبلاديت) فنشرت نتائج استطلاع للرأي أظهر تراجع الثقة في رئيس الوزراء السويدي، فريدريك راينفيلدت، مقابل ارتفاع شعبية زعيم حزب الديمقراطيين الاشتراكيين المعارض ستيفان لوفين بشكل ملحوظ. وفي البرتغال، تركزت معظم التعليقات حول مضامين رسالة رئيس الحكومة، بيدرو باسوس كويلو، بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد، والتي اعترف فيها بأن بلاده لا زالت تواجه مجموعة من التحديات لإتمام خطة الإنقاذ الدولية. ونقلت يومية (جورنال دي نيغوسيوس) عن الوزير الأول قوله إنه "بالنسبة لسنة 2014، لا تزال هناك شكوك وعقبات ينبغي التغلب عليها"، مشيرا إلى أنه "لا توجد هناك حلول سهلة بسبب تعقد المشاكل التي ورثناها". أما (دياريو دي نوتيسياس)، فأوردت أن "باسوس يرغب في خروج الترويكا دون مشاكل"، مذكرة برسالة رئيس الوزراء التي أشار فيها إلى أن " البلاد تفصلها خمسة أشهر عن إنهاء برنامجها للمساعدات الاقتصادية والمالية الذي يتعين عليها ختمه دون مشاكل". ومن جهتها، كتبت صحيفة (بوبليكو) أنه "بالنسبة لرئيس الحكومة، يبقى الهدف العام للعام القادم هو الخروج بسلاسة من خطة الإنقاذ الممنوحة من قبل الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي"، فيما أشارت يومية (دياريوإكونوميك) إلى أنه "لا توجد حلول سهلة لتحديات سنة2014". وفي بولندا تناولت أبرز الصحف الوضع في أوكرانيا عقب اعتداء الشرطة على الصحفية تاتيانا شرنوفيل من الجريدة الإلكترونية (الحقيقة الأوكرانية)، التي أنجزت سلسلة من المقالات حول المتظاهرين وسط كييف، مشيرة إلى أنها تعرضت للضرب أمس الأربعاء حين كانت تهم بالعودة إلى مسكنها. كما تطرقت الصحف إلى مساعدة بقيمة ملياري دولار منحتها روسيا لبيلاروس التي تعاني أزمة مالية بسبب تراجع احتياطها من العملة الصعبة، مشيرة إلى أنه بعد أوكرانيا يتم إنقاذ بيلاروس من قبل جارتها الروسية القوية التي تأمل في إحياء اتحاد سوفياتي مصغر من جديد.