سلطت الصحف الأوربية، الصادرة اليوم الثلاثاء، الضوء على الحركات "المعادية للسامية" للفكاهي الفرنسي ديودوني، المثير للجدل، وعلى تداعيات إعلان وزير الاقتصاد والمالية، جورج أوزبورن، استمرار الحكومة في سياستها التقشفية الصارمة، والخلاف المالي حول مشروع توسيع قناة بنما وجهود الحكومة الاسبانية من أجل حل هذا الخلاف، والأزمة السورية والوضع في العراق. ففي فرنسا، اهتمت الصحف بالحركات "المعادية للسامية" للفكاهي الفرنسي، ديودوني، المثير للجدل، وبقرار الرئيس فرانسوا هولاند باللجوء إلى مراسيم من أجل تحريك عدد من الملفات، فضلا عن رغبة غالبية الإسبانيين في تنازل الملك خوان كارلوس لابنه عن العرش. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) أن الفكاهي ديودوني في مرمى السلطات العمومية بسبب حركاته التي اعتبرت معادية للسامية، وكذا بسبب الغرامات التي لم يؤدها، مشيرة إلى أن المسار الذي اتبعه منذ سنوات قد يكلفه ثمنا باهظا. ومن جهتها، ذكرت صحيفة (لاكروا) أن الرئيس فرانسوا هولاند دعا الوزراء إلى تسريع وتحريك عدد من الملفات عبر اللجوء إلى مراسيم،مبرزة أن هذه الفكرة التي سبق إثارتها، في مارس الماضي، تطرح اليوم من جديد دون معرفة النصوص التي ستطبق بشأنها. وأضافت أن الهدف من هذه الفكرة يكمن في تجنب الجمود ومناورات التأخير بالبرلمان التي قد تعيق انتشار السياسة الحكومية. ومن جانبها، قالت صحيفة (لوفيغارو) إن تنازل الملك خوان كارلوس لابنه عن العرش، الذي كان يعتبر من الطابوهات ثم أضحى إشاعة بعد ذلك، أصبح اليوم موضوعا للنقاش، مبرزة أن هناك اليوم أغلبية من الإسبانيين (62 في المائة) ترغب في أن يتنازل خوان كارلوس عن العرش لفائدة نجله الأمير فيليب. وفي بريطانيا، سلطت الصحف الضوء على تداعيات إعلان وزير الاقتصاد والمالية، جورج أوزبورن، استمرار الحكومة في سياستها التقشفية الصارمة، مع ما يواكب ذلك من تقليص للنفقات العمومية، ولاسيما الميزانيات المخصصة للخدمات الاجتماعية. وكتبت صحيفة (الاندبندنت) أن قرارات جورج أوزبورن جرت عليه اتهامات بسعيه إلى استهداف فئة الفقراء والمحتاجين، في مقابل الابتعاد عن المس بمصالح طبقة الأغنياء، وذلك بعد إعلانه عن الاستمرار في السياسة التقشفية للحكومة، إلى ما بعد الانتخابات التشريعية التي ستجري السنة المقبلة. وأشارت، بهذا الخصوص، إلى أن السياسات الصارمة لأوزبورن تتضمن تقليص النفقات العمومية خلال سنتي 2016 و2017 بنحو 25 مليار جنيه استرليني، من بينها 12 مليار جنيه استرليني مخصصة للخدمات الاجتماعية. وأبرزت صحيفة (الغارديان) أن قرارات وزير الاقتصاد والمالية تسببت في حالة من الانشقاق داخل صفوف حكومة الائتلاف التي يقودها زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون. وأشارت، في هذا السياق، إلى تحذير إيان دونكان سميث، وزير العمل والمعاشات، من العواقب الوخيمة للمقاربة التي يعتمدها أوزبورن على مخطط إصلاح منظومة التأمين الاجتماعي، فيما اعتبر نيك كليغ، نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين، الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي، أن سياسات وزير الاقتصاد والمالية، الذي يحظى بدعم كبير من ديفيد كاميرون، تهدد مستقبل البلاد وتعد "خطأ جسيما". ومن جانبها، كتبت صحيفة (التايمز) أن جورج أوزبورن يواصل "استهداف نفس الفئة من الشعب"، في إشارة إلى قراره تقليص ميزانية الخدمات الاجتماعية برسم سنتي 2016 و2017 بنحو 12 مليار جنيه استرليني. وأشارت إلى أن سياسة أوزبورن أثارت موجة من الغضب والقلق في صفوف عدد من الوزراء. أما صحيفة (الديلي تلغراف)، فنقلت عن نيك كليغ قوله إن المحافظين يسعون إلى "تقليص النفقات العمومية من أجل التقليص لا غير"، معتبرا أن استهداف ميزانية الخدمات الاجتماعية يعد "خطآ جسيما". وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بالحالة الأمنية السائدة في سورية والعراق، و كتب صحيفة (لا ليبر بلجيك) أن قوى القاعدة في شمال سورية تتلاشى بسبب الهجوم العام للعديد من الجماعات المتمردة في الدولة الإسلامية في العراق. وأكدت صحيفة ( لوسوار) أن الأحداث الأخيرة في العراق تشبه شيئا ما، ما حدث عام 2004 عندما نجح المتطرفون في اكتساح مجالات هامة غرب البلاد، ما دفع الأمريكيين إلى نشر قوات عسكرية وفرض اتفاقيات على القبائل السنية الكبرى المتهيبة من تحركات المتطرفين بالمنطقة. وبإسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها، لليوم الثاني على التوالي، بالخلاف المالي حول مشروع توسيع قناة بنما وجهود الحكومة الإسبانية من أجل حل هذا الخلاف. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة (إلباييس)، الواسعة السحب، أن الشركة الإسبانية "ساسير"، وهي واحدة من مجموعة شركات مكلفة بالمشروع، والسلطات توصلا لاتفاق لبدء المفاوضات بهدف إيجاد حل لهذا الخلاف. وأضافت أن حكومة مدريد، وبعد تهديدات الكونسورسيوم المكلف بتوسيع قناة بنما بتعليق الأشغال في غضون 21 يوما ما لم تدفع هيئة القناة 1,6 مليار دولار، تعبأت لتهدئة الوضع وتقريب وجهات نظر أطراف الخلاف. وبالنسبة للصحيفة فإن وساطة وزيرة التجهيز الإسبانية، آنا باستور، التي توجد حاليا في بنما، كانت حاسمة في التوصل إلى تسوية بين طرفي هذا الخلاف. ومن جهتها، كتبت صحيفة (لا راثون) أن وزيرة التجهيز الإسبانية، أنا باستور، "أعلنت عن التوصل إلى اتفاق مبدئي بشأن الخلاف القائم حول قناة بنما"، مشيرة إلى أن الكونسورسيوم ملتزم ب"الجلوس إلى مائدة الحوار". ونقلت اليومية عن باستور قولها إن "كونسورتيوم (جي أو بي سي) التزم بأن يتم حل كل شيء في إطار العقد، وأنه سيجلس من أجل الحوار، وهكذا توصلنا إلى اتفاق أولي". وفي ألمانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالنقاش الدائر حول قضية تخزين بيانات اتصالات المواطنين، و باجتماع الحزب الديمقراطي الحر، الذي خرج للمرة الأولى في تاريخه من البرلمان "البوندستاغ" خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (دي فيلت) أن الحزب مقبل على ولادة جديدة، ولم يمل لا إلى اليسار ولا إلى اليمين، بل حافظ على ليبراليته وتراثه ووضعه كقوة سياسية مستقلة، معتبرة أن رؤية الحزب يمكن أن تتطور كقوة فكرية. أما صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه)، فكتبت أن الرئيس الجديد لهذا الحزب الليبرالي دعم، في خطابه، السياسة الأوروبية، معتبرة أن ذلك مهم جدا، واختبارا للحزب، خاصة وأن الانتخابات الأوروبية، المزمع إجراؤها في ماي المقبل، ستحدد مستقبل الليبراليين. ومن جانبها، اعتبرت (راين نيكر تسايتونغ) أن الحزب يبحث عن فرصة لتوضيح رأيه في السياسة الأوروبية وبزوغ فجر عهد جديد بالنسبة له، مشيرة إلى أنه، على العموم، فإن ألمانيا وأوروبا في حاجة ماسة إلى صوت الليبرالية في المشهد السياسي. ومن جهة أخرى، واصلت الصحف اهتمامها بالجدل الدائر داخل الائتلاف الحاكم حول قواعد تخزين بيانات الاتصالات عبر الهاتف والانترنيت، فكتبت صحيفة (باديشن نويستن ناخغيشتن) أن وزير العدل الألماني، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ما لبت أن استقر في مكتبه حتى أعلن عن تجميد هذا القرار إلى حين صدور قرار محكمة العدل الأوروبية حول إجراءات التخزين. أما صحيفة (نوي أوسنابروكر)، فاعتبرت أن إعلان الوزير عن انتظار قرار محكمة العدل الأوروبية، "أمر مستفز لبعض السياسيين، خاصة في الاتحاد المسيحي الديمقراطي الذين رفضوا هذا النهج". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (دي راين تسايتونغ) أن الصراع داخل الائتلاف للحصول على أفضل الحلول، "ظاهرة صحية"، ويتعين أن يظل هذا النقاش حول مختلف القضايا، مثيرة الانتباه إلى أن الشركاء في التحالف تنتظرهم الانتخابات المحلية والأوروبية، وعليهم أن يكونوا حريصين على تحسين صورتهم والظهور بمظهر أفضل خلال الأشهر المقبلة. وفي السويد، أشارت صحيفة (سيدسفنسكان) إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة قام، أمس الاثنين، بدعوة 30 دولة للمشاركة في مؤتمر للسلام حول سورية، موضحة أن إيران ليست على قائمة المدعوين. وأضافت الصحيفة أن وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة وروسيا سيحاولان الاتفاق على الدور الذي ينبغي أن تضطلع به طهران في هذا المسلسل. وفي إيطاليا، أبرزت الصحف اليومية تعليقاتها على النقاش حول إصلاح القانون الانتخابي والتدابير التي أعلنت عنها الحكومة لتعزيز المالية العامة. وفي الوقت الذي أكدت فيه صحيفة (المساجيرو) أن رئيس الحكومة، انريكو ليتا، بدأ النقاش من أجل وضع "اتفاق الحكومة" حول إصلاح القانون الانتخابي، تطرقت فيه صحيفة (لا ريبوبليكا) لخطة الحكومة الرامية إلى تحسين المالية العامة وترشيد النفقات العمومية عبر تقنين مصاريف مختلف الوزارات. وفي البرتغال، واصلت الصحف التركيز، في تعليقاتها، على وفاة لاعب كرة القدم الأسطورة والرمز البرتغالي اوزيبيو، وكتبت (دياريو دي نوتيسياس) أن البرتغال "تدين بالكثير لهذا اللاعب، كسفير للرياضة الوطنية، ساهم في إشعاعها في بلاده والعالم". وفي هولندا، شكل المؤتمر الدولي للسلام في سورية الذي سينعقد في جنيف والوضع في العراق وجمهورية إفريقيا الوسطى محور اهتمام الصحف، إذ كتبت (فولكس كرانت)، تحت عنوان "ايران ليست مدعوة لمؤتمر السلام حول سورية"، أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يرسل دعوة لطهران، في وقت عبر فيه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية، الأخضر الإبراهيمي، عن الأمل في أن تشارك إيران في هذا المؤتمر. أما الصحف البولونية فاهتمت بالعواصف الثلجية التي تجتاح وسط وشمال وشرق الولاياتالمتحدة مع درجات حرارة جد متدنية لم تشهدها منذ 20 عاما.