اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الثلاثاء، بجملة مواضيع منها الأزمة اليمنية والقمة الخليجية التي تعقد بالرياض ، والقمة المصرية اليونانية القبرصية التي تحتصنها أثينا غدا، ونتائج الانتخابات المحلية التي جرت بفرنسا وصعود اليمين المتطرف فيها والأزمة السياسية في لبنان، فضلا عن مواضيع محلية أخرى. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها عن قاء القمة الذي سيجمع غدا بأثينا رؤساء مصر واليونان وقبرص وقالت إن هذه القمة هي الثالثة من نوعها لقادة الدول الثلاث وتأتي في إطار الحرص على دورية الانعقاد من أجل "الارتقاء بمستوى العلاقات الاستراتيجية والتاريخية" التى تجمع بينها. وتكتسب هذه القمم تقول الأهرام- أهمية خاصة بالنسبة لمصر، لأن اليونان وقبرص عضوان فى الاتحاد الأوروبى، وبالتالى يمكنهما التعبير عن هذه المصالح المشتركة داخل الاتحاد للحفاظ عليها، إلى جانب التنسيق المشترك فى كل القضايا الإقليمية والدولية. داخليا اهتمت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بحادث الحريق الإجرامي الذي وقع في ملهى ليلي فجر يوم الجمعة الماضية بالقاهرة وأودى بحياة 16 شخصا . ودعت ،في افتتاحيتها بعنوان (نريد تحقيقا لحماية الأرواح ) الأجهزة المعنية إلى إجراء تحقيق على نطاق واسع في " جملة من المخالفات التي ترقى إلى مستوى الجرائم سبقت إشعال الحريق، ومنها أجهزة المحافظة، والأجهزة الأمنية المنوط بها حماية الأرواح والاطمئنان لسلامة المنشآت ذات طبيعة استقبال حشد من المواطنين..". من جهتها كتبت صحيفة (اليوم السابع) في مقال بصدر صفحتها الأولى استنادا لمصادر أمنية أن الأجهزة الأمنية انتهت من استحداث منظومة متطورة لمراقبة العاصمة بالكاميرات بالتزامن مع ذكرى 25 يناير (ثورة 25 يناير 2011) لرصد أي تحركات أو تعديات أو أعمال إرهابية تستهدف المنشآت العامة والأمنية والمقار الحكومية والسفارات وغيرها. وأضافت أن المنظومة تتضمن نشر عدد كبير من الكاميرات ذات التقنيات عالية الجودة التي ترصد أي مسيرات أو تجمعات بشوارع القاهرة والجيزة. في قطر ، نوهت صحيفة ( الشرق) بتكريم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد ، الفائزين الخليجيين بجائزة مجلس التعاون لدول الخليج العربية للتميز في دورتها الأولى، مبرزة في افتتاحيتها أن قطر توجت رئاستها للمجلس بهذه المبادرة، "ذات المعاني الرفيعة، والمضامين البليغة، التي تشجع على العطاء، والإسهام في مسيرة العمل المشترك، بما يقوي أركان البيت الخليجي الكبير ". في السياق ذاته ، كتبت صحيفة ( العرب) في افتتاحيتها أنه "مهما انفتحت قطر على العالم شرقه وغربه، في إطار استراتيجيتها الهادفة لبناء علاقات قوية مع المجتمع الدولي، فإنها تبقى في النهاية عقلا و قلبا ووجدانا منتمية ووفية لبيتها الخليجي العروبي الواحد"، مضيفة ان قطر "ستبقى شعبا وقيادة تعمل كل ما في طاقاتها وتسخر كافة إمكانياتها لتعزيز مسيرة العمل المشترك لمجلس التعاون، باعتباره الكيان العربي الوحيد الذي صمد في وجه عواصف عاتية أطاحت بكثير من التجارب العربية الشبيهة، وجعلتها مجرد ذكرى". وفي البحرين، أبرزت صحيفة (أخبار الخليج) موافقة مجلس الشورى في جلسته الأخيرة على مقترح قانون يتضمن إجراء تعديلات على قانون الجمعيات السياسية تنص على عدم جواز الجمع بين عضوية الجمعيات السياسية واعتلاء المنبر الديني أو الاشتغال بالوعظ والإرشاد ولو من دون أجر، مؤكدة أن البلاد عانت في ما مضى من جمع البعض بين العمل السياسي والديني. وأشارت إلى أن الناس كانوا غير قادرين حتى على اختيار المرشح الذي يريدون ترشيحه "لأن أحد الدينيين يريد ترشيح آخر أو ينصح بترشيح آخر، وهكذا كانوا يقعون بين المطرقة والسندان (..)"، معتبرة أن الفصل في هذه الأمور "قد يرجع الأمور إلى نصابها ويجعل البحرينيين أحرارا في اختيار مرشحيهم ليس ذلك فحسب، بل أحرارا في قرارات أخرى مختلفة تتعلق بالسياسة، حيث يصعب عليهم مخالفة واعظ ديني في أي أمر من أمور السياسة". ومن جانبها، ترى صحيفة (الوطن) أن البحرين قد تكون أكثر دولة في الخليج تضررا من هذا "الخلط المتعمد" بين الموقع الديني والسياسي، واستغلال السياسيين المنشغلين بالسياسة للمنبر الديني وحرف اتجاهه، ليتحول بالتالي لمصدر تحريض وتأزيم ونشر للطائفية وحض على الكراهية والعداء للآخر وللدولة. ودعت الصحيفة إلى تطبيق القانون على الجميع، مشددة على وجوب "ترك مساجد الله لتكون لعباد الله يتعلمون فيها تعاليم الله"، وعلى ضرورة "احترام منبر الرسول، فالبعض استغله ببشاعة لغسل أدمغة البشر، والبعض استغله لضرب آخرين، ومنهم من بممارساتهم جعلوا الناس تنفر من بيوت الله". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها أن اليمن بحاجة إلى استمرار وقوف الأشقاء والأصدقاء معه، وقبل ذلك هو بحاجة إلى اتفاق وتوافق الأطياف فيه. وأوضحت أن أي خلاف في البيت اليمني قد يعطي فرصة للانقلابيين للعودة بقوة، فمكونات اليمن سواء الحكومة الشرعية أو المقاومة الشعبية أو القبائل مطالبة بأن تحافظ على بقائها وتماسكها حتى تنهي مهمتها، وتحقق الهدف الذي يحلم به كل يمني، وهو بناء يمن جديد قوي ومتماسك. وشددت الصحيفة على أن مجلس التعاون الخليجي الذي يعقد قمته غدا في الرياض يدرك تماما حجم الأخطار التي تواجه المنطقة، ويدرك التحديات المحيطة بهذا المجلس، ويدرك حجم المسؤوليات الملقاة عليه لحماية دوله وحماية حدوده وحماية مواطنيه، لذا "فإن مجلسنا الخليجي أمام اجتماع تاريخي، الملف الأسخن والأهم فيه هو الملف اليمني وكيفية وضع نهاية للوضع هناك ". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن نتائح الانتخابات المحلية الفرنسية الأخيرة، والتي أسفرت عن تقدم حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، كشفت عن تحول واضح في مزاج الناخب الفرنسي، وبما يتناقض مع تراث الثقافة الديمقراطية لدى المواطن الذي يرفض التطرف تاريخيا. وأبرزت الصحيفة أن ماري لوبين، زعيمة الجبهة الوطنية، استطاعت بحنكة سياسية أن تستثمر العمليات الإرهابية التي جرت في فرنسا، بعد حادثة صحيفة (شارلي إيبدو) والعملية التي استهدفت باريس الشهر الماضي، و"إطلاق العنان لما يسمى الإسلاموفوبيا لتخويف الفرنسيين من المهاجرين المسلمين، واستخدامهم فزاعة في حملتها الانتخابية". وبلبنان، واصلت الصحف اهتمامها بالانتخابات الرئاسية وبمبادرة زعيم (تيار المستقبل) سعد الحريري الرامية الى ترشيح رئيس (تيار المردة) سليمان فرنجية للرئاسة، إذ كتبت (الجمهورية) تقول إن المؤشرات تؤكد أن التسوية الرئاسية "جمدت وعلقت"، إلا أنها أشارت الى أنه "من المبكر الكلام عن أنها انتهت وسقطت". وأوضحت أن "الدينامية" الخارجية والداخلية التي انطلقت و"نجحت" بعض القوى على اختلافها "في فرملة اندفاعتها، قد يكون من الصعوبة عليها إنهاء هذه الاندفاعة ووقفها". وقالت لقد انتقل الجميع (القوى السياسية) من دون شك " من مرحلة شد الأحزمة إلى مرحلة من الاسترخاء السياسي (..)"، وبالتالي انتظار ردود فعل الأحزاب المسيحية الأخرى خاصة الكتائب والتيار الوطني الحر، وكذا رأي (حزب الله) . أما صحيفة (المستقبل) فاعتبرت أن الأمور في ملف الرئاسة، خاصة ترشيح سليمان فرنجية، "لاتزال تراوح على حبال الانتظار ريثما تتكشف الضبابية المحيطة بمواقف بعض الفرقاء". من جهتها قالت (السفير) إن الكل " محرج والكل يراجع خياراته"، موضحة أن قوى 8 أو 14 آذار لم تعيشا "لحظة سياسية أكثر صعوبة وتعقيدا من تلك التي تعيشها في هذه الأيام"، خاصة وأن الجميع "يحلل ويبني استنتاجات أو يرسم ملامح خيارات استنادا إلى فرضية تبني جزء من (14 آذار) وعواصم دولية وإقليمية خيار ترشيح سليمان فرنجية من دون أن يكون هناك أي إطار رسمي لهذه المبادرة".