تمحور اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، حول أعمال القمة الخليجية الأمريكية المنعقدة أمس في كامب ديفيد، ومواجهة الإرهاب، والتطورات الميدانية الجارية في سورية، والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان، فضلا عن قضايا داخلية. ففي مصر، كتبت صحيفة (الجمهورية) في مقال لها بعنوان "بالعمل والوعي.. نتقدم للأمام"، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا أمس، وهو يفتتح أعمال تطوير المدرعات والسيارات بالمصانع الحربية، القيادات في كافة مواقع العمل الوطني إلي التواصل مع العاملين وحثهم على زيادة الإنتاج وتوعيتهم حتى لا يكونوا "فريسة لعملاء الإرهاب ودعاة التطرف ومروجي الأكاذيب". وأكدت أن زيادة الإنتاج بالعمل الجاد، والتوعية بالمصالح العليا للوطن، هي "مواجهة عملية للإرهاب الذي يستهدف إنجازات الشعب من المصانع وأبراج الكهرباء ووسائل المواصلات. كما هي مواجهة حقيقية لنشر ما يثير الإحباط واليأس لدى المواطنين". وشددت (الجمهورية) على أن قوى الإرهاب أو غيره لن تستطيع قهر إرادة المصريين. وفي عموده اليومي بصحيفة (الأخبار) انتقد الكاتب الصحفي محمد الهواري أثرياء وأغنياء مصر لعدم مساهمتهم في تنمية بلادهم وذلك على ضوء افتتاح دار الوثائق القومية الجديد التي قدم لها حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي 100 مليون جنيه مصري (أكثر من 13 مليون دولار). وقال إنه بقدر سعادته بما قدمه الشيخ القاسمي لمصر بقدر شعوره بالحزن لموقف بعض أغنياء مصر الذين "يتفاخرون بأموالهم التي جمعوها من شقاء وعرق الشعب ويقدمون الفتات لبلدهم"، متسائلا لماذا أخرج بعض الأثرياء أموالهم خارج البلاد، ومعربا عن الأسف لكون "بعض الأغنياء لا يفكرون سوى في زيادة أرصدتهم". ومن جهتها، أكدت صحيفة (الشروق) نقلا عن مسؤولين بارزين في الخارجية الأمريكية، حرص الولاياتالمتحدة على العلاقة الاستراتيجية مع مصر والعمل على تعميق أوجه التعاون بين البلدين. وقالت مسؤولة ملف مصر بوزارة الخارجية الأمريكية كانداس بوتنام، خلال لقاء مع صحفيين مصريين بمقر الخارجية الأمريكية، إن الولاياتالمتحدة "تتعامل مع الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي ومع الحكومة المصرية بما يعزز الروابط بين البلدين في المجالات كافة وستستمر في هذا النهج". وفي قطر، توقعت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن تكون قمة كامب ديفيد "مقدمة لتغيير سياسي يشمل ملفات المنطقة الساخنة جميعها"، مشيرة إلى أن هذه القمة "تأتي في خضم ظروف بالغة الدقة تشهدها الساحة العربية"، وأدرجت على جدول أعمالها عدة قضايا، على رأسها مستجدات المفاوضات النووية مع إيران، وتأثير رفع العقوبات على السياسة الإيرانية في المنطقة. وفي هذا السياق، لاحظت الصحيفة أن الموضوع الإيراني "وثيق الصلة أيضا بما يجري في اليمن، إذ لا تلعب طهران دورا إيجابيا في وصول اليمن إلى بر الأمان، كما أنها لا تفعل ما يلزم لإقناع حلفائها الحوثيين بالالتحاق بركب الحوار اليمني، الذي سينطلق قريبا في الرياض، وهي تشجعهم على التمرد وعلى الاستمرار في حربهم العبثية، التي يدفع ثمنها الشعب اليمني وشعوب المنطقة" ،مضيفة أن من الملفات المهمة أيضا الملف السوري "وعنوانه الإجماع الخليجي الأمريكي على أن النظام السوري ورأسه فاقدان لكل شرعية وضرورة إيجاد حل سياسي يستند إلى مبادئ اجتماعات جنيف1 وجنيف 2". ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن قرارات قمة كامب ديفيد "جاءت لتؤكد أهمية التعاون الخليجي الأمريكي، وإعلان الرئيس الأمريكي التزامه بتعجيل دعم دول الخليج عسكريا، وبمنظومات دفاع صاروخي وتعزيز أمن الحدود يعد مؤشرا واضحا لأهمية استقرار هذه العلاقات والتي لن تتم إلا عبر موقف أمريكي واضح ينهي المخاوف الخليجية ويؤسس لشراكة عسكرية وأمنية جديدة بالمنطقة". وأكدت الصحيفة أن هذه القمة نجحت في "وضع العلاقات الخليجية الأمريكية في إطارها الصحيح بعدما أدركت الإدارة الأمريكية أهمية دول مجلس التعاون ككيان إقليمي مهم ومؤثر في القضايا، ليس إقليميا فقط، وإنما دوليا أيضا، وأنها أصبحت لها كلمة مسموعة وشريكة رئيسية في المجتمع الدولي لا يمكن لأي جهة الاستغناء عنها أو تجاهلها"، مبرزة أن نتائج القمة "جاءت متوافقة مع التطلعات الخليجية، وأكدت أهمية تنسيق الجهود الأمريكية الخليجية المشتركة من أجل خلق استراتيجية أمنية ودفاعية مشتركة ليست من أجل ضمان أمن الخليج فقط وإنما ضمان السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي في ظل التحديات التي تواجه المنطقة". وبدورها، كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أن "قمة كامب ديفيد، كما ظلت تتحدث عنها تسريبات رسمية، معنية بالدرجة الأولى، بتطمينات أمريكية، لدول الخليج العربية، تبديدا لمخاوفها من الملف النووي الإيراني، الذي بات الاتفاق عليه قاب قوسين"، مشددة على أن التطمينات "مجردة لا تعني شيئا على الإطلاق (...) لابد من رقابة دقيقة، وصارمة وتفتيش من وقت لآخر، للبرنامج النووي الإيراني، ضمانا لاستمرار سلميته، دون ذلك ستظل المخاوف، بل وستدخل هذه المنطقة من العالم، في نوع من السباق النووي". إن دول الخليج العربية، تضيف الصحيفة، "مع النووي السلمي، سواء كان هذا النووي إيرانيا، أو خليجيا عربيا، غير أنها كما ظلت تؤكد في كل المحافل، على خطورة أن تتحول البرامج النووية السلمية، إلى برامج رعب، وبرامج من أجل الهيمنة، والتوسع، والاستعلاء، وتحقيق طموحات للتمدد، وبسط النفوذ"، مؤكدة أن دول مجلس التعاون "تسعى بمثابرة والتزام ديني وأخلاقي وإنساني، إلى سلام هذه المنطقة". وفي الأردن، خصصت صحيفة (الرأي) افتتاحيتها لزيارة العمل التي قام بها الملك عبد الله الثاني لألمانيا، فقالت إن التصريحات المشتركة التي أدلى بها العاهل الأردني والمستشارة الألمانية أمام وسائل الإعلام تلقي الضوء على "طبيعة وحجم الجهود المكثفة والمثابرة التي يبذلها جلالة الملك لحشد الدعم لمحاربة الإرهاب ووضع حد لجرائم وارتكابات خوارج عصرنا، فضلا عن الأولوية التي تمنحها الدبلوماسية الأردنية (...) للعمل مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي لتجاوز العديد من التحديات في منطقة الشرق الأوسط وخارجها". وأضافت الافتتاحية أن الملك عبد الله الثاني "يسعى بدأب ومثابرة"، من خلال هذه الزيارة ومباحثاته مع الرئيس والمستشارة الألمانيين، وقبلهما في "زيارته الأولى الناجحة واللافتة لألبانيا" والمباحثات التي أجراها مع الرئيس الألباني في تيرانا، إلى "خدمة المصالح الوطنية العليا والى حشد الدعم والتأييد للقضايا العربية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ناهيك عن تعزيز عرى الصداقة والتعاون بين عمان والعواصم الصديقة". وفي مقال بعنوان "ما لا يستحقه السوريون"، كتبت صحيفة (الغد) أن رغبة البعض في التخلص من نظام الأسد طريقا لتوقف المأساة السورية عند حد، "يجب ألا تجعلنا نغض الطرف عن حقيقة من يحقق الاختراقات على الأرض"، كما لفت إلى ذلك مراقبون ومحللون، بتأكيدهم أن التطورات الميدانية الجارية في سوريا لصالح المعارضة يجب أن "تبعث أيضا على قدر غير بسيط من القلق بسبب طبيعة القوى التي تحل محل قوة الأسد. فهذه القوى، لاسيما إذا أصر الرئيس السوري على تزمته واعتراضه كل حل سياسي، قابلة لأن تستكمل تطييف الصراع السوري ثأرا وانتقاما من أقليات مذهبية ودينية باتت تقع على تماس جغرافي مباشر معها". ورجح كاتب المقال بالصحيفة، في السياق ذاته، أن يكرس حدث الانتخابات التركية العامة، وإمكانية تجديد الأتراك ل(حزب العدالة والتنمية) في قيادة البلاد، تعاون حكومة أنقرة مع قطر والسعودية في الشأن السوري. كما أن موعد الجولة الأخيرة من المباحثات الأمريكية- الإيرانية من أجل التوقيع الرسمي على الاتفاق النووي سيعني أن التطورات المتسارعة في الملف السوري مرشحة للاستمرار في المدى المنظور. لهذا كله، تستطرد (الغد)، من المهم جدا الدفع باتجاه أن تكون أي بدائل محتملة أمام السوريين غير طائفية، بل وطنية ويصنعها السوريون بأنفسهم ضمن أكبر مروحة من التوافقات. "وبغير ذلك سنعيد تكرار تجربة الأخطاء، أي أن يكون بديل صدام حسين (القاعدة) و(داعش) و(فيلق بدر) و(عصائب الحق) و(الجيش الشعبي)... وهو ما لا يستحقه السوريون". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إنه لو سئلت شعوب الأمة العربية، ومن ضمنها بالطبع شعوب دول مجلس التعاون الخليجي، عما كانت تود أن يطرح في اللقاء الأمريكي - الخليجي في كامب ديفيد "لأدرك الذاهبون إلى ذلك اللقاء مقدار التغيير الجذري المطلوب لتعديل جدول أعمال ذلك الاجتماع"، معتبرة أن "الشعوب العربية تريد تشخيص وعلاج أمراض العلاقة العربية - الأمريكية المزمنة الخطرة، وليس الاكتفاء بالإشارة إلى أعراض تلك الأمراض في هذه الساحة أو تلك، ومحاولة تخفيفها بالمهدئات والمسكنات المؤقتة". وترى الصحيفة في مقال بعنوان "ما أرادت الشعوب طرحه"، أن السبب هو أن "أمريكا كانت ولازالت تصر على أن تكون في علاقتها مع العرب سرطانا خبيثا ينهش في أعضاء الجسم العربي الحيوية، سنة بعد سنة، في ساحة بعد ساحة، بأشكال ظاهرة وخفية، بحروب مباشرة وبحروب بالوكالة، وذلك من أجل إضعاف ذلك الجسم وتدمير كل أنظمة مناعته وكل إمكانيات تعافيه ونهوضه". وتساءلت: "هل مكان مواجهة المشاكل والصراعات العربية - الإيرانية، التي تقترب شيئا فشيا من حالة المأساة التاريخية لكلا الأمتين، هو كامب ديفيد وتحت الجناح الأمريكي الذي أهان وأنهك الأمتين في مناسبات كثيرة¿"، قائلة إنه "اليوم، وفي كامب ديفيد، ستكذب أمريكا، وستعزل موضوع الخلافات مع إيران من مستواها العربي لتجعلها قضية خليجية - إيرانية، وكالعادة ستنطلي الكذبة وستبقى الخلافات مع إيران تدور في حلقة مفرغة سنة بعد سنة، تماما كما هو الحال مع القضية الفلسطينية". وفي مقال بعنوان "السياسة الأمريكيةالجديدة"، قالت صحيفة (الأيام) إن قمة كامب ديفيد تبدو في ظاهرها حول البرنامج النووي الإيراني، ولكنها تسعى في حقيقتها إلى "تطمين دول الخليج للتقارب بين إيران (محور الشر) وأمريكا (الشيطان الأكبر) كما جاء في أدبيات الدولتين حتى عهد قريب!". واعتبرت أن دعوة الرئيس الأمريكي لزعماء الدول الخليجية الست في منتجع كامب ديفيد "تعتبر سابقة في السياسة الأمريكية التي تعتمد على فرض الأمر الواقع، وهي سياسة جديدة قائمة على مفهوم التشاور!"، موضحة أن مبعث تلك الدعوة تكاثر الجماعات الإرهابية بالمنطقة ووضعها أياديها على منابع النفط كما هو الحال في العراق وسورية. إن ما يقلق دول الخليج ، برأي الصحيفة، ليس البرنامج النووي، ولكن "دعم الجماعات الإرهابية التي تتدثر بدثار الدين، والدين منها براء، وما اليمن إلا آخر الحلقات، وقبلها العراق وسورية ولبنانوالبحرين وشرق السعودية، الأمر الذي دفع بدول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية إلى إنشاء تحالف عربي إسلامي لمواجهة المشروع الإيراني، وكان من ثمرات ذلك التحالف (عاصفة الحزم ) والقرار الأممي رقم 2216 ضد عبد الملك الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وابنه أحمد!". وخلصت (الأيام) إلى أن دول الخليج العربية وهي تجتمع في منتجع كامب ديفيد تختلف كثيرا عما كانت عليه قبل (عاصفة الحزم)، ذلك أنها "انتقلت من مرحلة الشعارات إلى مرحلة العمل، ومن مرحلة الشجب والاستنكار إلى مرحلة الحسم والحزم، ومن مرحلة الاعتماد على الغير إلى الاعتماد على الذات"، مشددة على أن دول الخليج مسؤولة اليوم عن أمن واستقرار المنطقة، "لذا لا يمكن لها القبول بالتقارب الأمريكي الإيراني، أو السياسة الأمريكيةالجديدة في ظل تكاثر الجماعات الإرهابية والعنفية في العراق وسورية ولبنان واليمن، لابد لإيران أن ترفع يدها عن الجماعات الإرهابية، وتسحب مليشيات الحرس الثوري من الدول العربية!". وبلبنان، كتبت صحيفة (الأخبار) أن إسرائيل تواصل توجيه تهديداتها للبنان، محذرة من "نشوب حرب ثالثة في حال أخطأ (حزب الله) في حساباته". وأشارت الصحيفة الى أن "التحذير" جاء على لسان "ضابط رفيع في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، خلال عرض تقدير الوضع الأمني للدولة العبرية، أمام عدد من مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدة في تل أبيب". وأضافت أن الضابط كرر "تهديدات" إسرائيل حول "استهداف المدنيين في لبنان، وأن الجيش الإسرائيلي سيهاجم كل الأهداف في الساحة اللبنانية"، قائلا "لنأمل أن تكون خالية من السكان المدنيين". أما صحيفة (الجمهورية) فاعتبرت أن لبنان دخل " على وقع مداولات قمة كامب ديفيد" بين الرئيس الأمريكي وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، "في أزمة سياسية جديدة" بعدما هبت على أجوائها عاصفة من ردات فعل ومواقف "تستنكر حكم المحكمة العسكرية بسجن" الوزير السابق ميشال سماحة (اتهم بإدخال متفجرات إلى لبنان من سورية) أربع سنوات ونصف السنة، وتجريده من حقوقه المدنية". وأضافت أنه "ينتظر أن تهب عاصفة سياسية" أخرى نتيجة مواقف سيعلنها رئيس (تكتل التغيير والإصلاح) ميشال عون، حول الأوضاع عموما والتعيينات العسكرية والأمنية خصوصا، إلى عاصفة أخرى ستهب من الضاحية الجنوبية لبيروت مساء غد السبت، حيث تحضر معارك القلمون السورية بقوة في كلمة للأمين العام ل(حزب الله) حسن نصر الله. وعلى ذات الصعيد، كتبت صحيفة (السفير) أن حسن نصر الله، "سيذيب، غدا، آخر ثلوج القلمون، سيضمنه بانوراما شاملة للأبعاد العسكرية والأمنية والسياسية لÜهذه المعركة بعد أن بلغت فصولها الأخيرة بالسيطرة على تلال استراتيجية جديدة وإحكام الطوق على المجموعات المسلحة في جرود عرسال (بلدة لبنانية) وبعض التلال في شمال المنطقة". وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يسلط الضوء "على البعد الإسرائيلي للقلمون، من خلال ارتفاع منسوب مخاوف المستوى الأمني والعسكري في تل أبيب من قدرة (حزب الله) على اقتحام الجليل الأعلى، خصوصا بعد تمكنه من خوض مزيج غير مسبوق من حرب العصابات والجيش النظامي في تلال إتراتيجية، في مواجهة المجموعات التكفيرية المسلحة". ولخصت صحيفة (الشروق) الوضع في لبنان بقولها "يوما بعد يوم، وكأن ما فيه من أزمات تستولد أزمة، لا يكفيه، فقد جاء حكم المحكمة العسكرية بحق (الوزير السابق) ميشال سماحة ليزيد الطين بلة، في بيئة خصبة بالخلافات السياسية (...) أضيف إلى سائر الأزمات ابتداء من الشغور الرئاسي الذي دخل يومه السادس والخمسين بعد الثلاثمائة، ولبنان من دون رئيس للجمهورية".