تواصل اهتمام الصحف العربية، الصادرة اليوم الاثنين، بتطورات الأوضاع في اليمن وسورية، والقمة الخليجية الأمريكية المرتقبة في كامب ديفيد، ومعركة القلمون السورية وارتداداتها على لبنان، وتمادي سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سياستها الاستيطانية، إضافة إلى قضايا محلية مختلفة. ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام)، في افتتاحيتها بعنوان "لا اعتدال دون استقرار مصر"، عن دور مصر في المنطقة على ضوء تصريح لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قال فيه إنه " لا يمكن تصور منطقة معتدلة وآمنة بدون أن تكون مصر مستقرة ومزدهرة". وقالت إن هذا التصريح يأتي متزامنا مع تفهم أوروبي لحيوية الدور المصري في مكافحة الإرهاب والتطرف بالمنطقة، مشيرة إلى أن "أدوار مصر في المنطقة والعالم تبدو الآن أنها تزداد بقوة ويمكن رؤية زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسى، إلى موسكو ومشاركته في الذكرى ال70 للانتصار على النازية في إطار تمسك مصر بالاعتدال". وعلاقة بقمة كامب ديفيد، أشارت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة تعد مع دول الخليج لسلسلة من المبادرات الأمنية في الشرق الأوسط، سيتم بحثها خلال القمة، مشددة على ضرورة أن تفتح واشنطن حوارا شاملا مع مصر بشأن هذه "الإستراتيجية الأمنية للشرق الأوسط"، وأيضا ضرورة النقاش بشأن مكافحة الإرهاب في المنطقة. أما صحيفة (الجمهورية) فعادت للحديث عن موضوع ارتفاع أسعار بعض السلع الضرورية للناس، ونوهت بقرار الحكومة خفض أسعار الخضراوات والفواكه في المجمعات الاستهلاكية "التابعة للدولة" لتكون في متناول الجميع بعيدا عن جشع التجار، معتبرة أن هذه الخطوة، وبالرغم من تأثيرها الإيجابي، تبقى "مجرد مسكنات لمشكلة أسعار مزمنة تحتاج مواجهة حادة تضم كافة الأطراف". ومن جانبها، اهتمت صحيفة (المصري اليوم) بالزيارة التي سيقوم بها اليوم لباريس رئيس الحكومة المصرية، إبراهيم محلب، حيث سيوقع اتفاقيات في مجالات الطاقة والأنفاق، وسيجري مباحثات بشان المشاريع التي تساهم فرنسا في تمويلها (كمشروع قناة السويس (الجديدة) الذي دعمته فرنسا بقرض مالي بلغ 796 مليون أورو، وأيضا المرحلة الثالثة من مترو الأنفاق ومشروع نووي وصفقة طائرات (رافال) التي اقتنتها مصر من فرنسا). أما صحيفة (اليوم السابع) فتحدثت، في مقال لها، عن توقع إجراء تعديل وزاري في الحكومة المصرية قبل الانتخابات التشريعية المقبلة لتحسين أداء بعض الوزارات، مشيرة إلى أن تقارير رفعت للرئيس السيسي حول أداء بعض الوزراء خاصة من يتولون قطاعات خدمية وأمنية. وأضافت أن هذه التقارير أكدت "وجود حالة غضب من الارتباك في بعض الوزارات وحدوث انفلات في الأسعار"، وطالبت بتغييرات لعدد من الوزراء قبل الانتخابات البرلمانية لتحسين الأداء. وفي البحرين، كتبت صحيفة (الوطن)، في مقال بعنوان "قمة كامب ديفيد.. اختبار عودة الثقة"، أن ملفات القمة الخليجية الأمريكية المرتقبة باتت معروفة، وهي تركز كثيرا على قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي وبؤر الصراع في الشرق الأوسط وكيفية معالجتها من اليمن إلى سوريا وليبيا والعراق والملف النووي الإيراني، في الوقت الذي يتطلع فيه البيت الأبيض إلى بيع منظومة دفاعية لدول المنطقة تأكيدا لالتزام واشنطن بأمن الخليج ودوله النفطية. وبعد أن أشارت الصحيفة إلى أن العلاقات الخليجية Ü الأمريكية كانت قائمة على الثقة السياسية التي ساهمت في اعتماد دول مجلس التعاون على واشنطن، وفي المقابل اعتماد واشنطن على دول مجلس التعاون، اعتبرت أنه "على مستوى الخليج العربي فإن هذه الثقة انتهت شعبيا، وضعفت كثيرا رسميا، وبات كثير من المسؤولين الخليجيين يشككون في طبيعة التحالف الخليجي Ü الأمريكي وأهدافه وحتى مساراته المستقبلية". لذلك فإن القمة المرتقبة، تؤكد الصحيفة، "لا يتوقع لها أن تقدم الجديد على صعيد معالجات الملفات الإقليمية، بقدر ما يترقب منها كيف سيكون التعامل الخليجي مع الولاياتالمتحدة بعد كامب ديفيد"، موضحة أن المعطيات الخليجية الراهنة، تشير إلى استمرار التوجه نحو تنويع التحالفات الإقليمية والدولية بدلا من الاعتماد على قوة سياسية واحدة كما كان ذلك خلال العقود الأربعة الماضية، ولذلك ستكون قمة كامب ديفيد قمة اختبار لمدى عودة الثقة السياسية أو المزيد من التلاشي، وسيترتب على ذلك المسارات المستقبلية للعلاقات الخليجية Ü الأمريكية. وفي مقال بعنوان "التباين الأمريكي الخليجي حول ملفات المنطقة"، كتبت صحيفة (الوسط) أن الجانب الأهم الذي ينتظر قمة كامب ديفيد هو المحور السياسي والترتيبات الإقليمية ما بعد التوصل إلى الاتفاق الشامل مع إيران بشأن ملفها النووي في نهاية يونيو المقبل، قائلة إن دول مجلس التعاون الخليجي تود طرح نفسها بصورة حازمة، وذلك لمواجهة النفوذ الإيراني الذي قد يتصاعد بعد تراخي الحصار الاقتصادي. وبعد أن أشارت إلى تطرق الرئيس الأمريكي، في حديث صحفي، إلى الحاجة إلى الإصلاحات الداخلية، وأن تكون هناك خيارات للشباب تثنيهم عن التوجه نحو الجماعات المتطرفة والإرهابية، أوضحت أن هناك تباينا في وجهات النظر بين الجانبين الأمريكي والخليجي في هذا الموضوع، وهو تباين قد يؤثر على نتائج القمة التي من المفترض أن تكون تاريخية من أجل تعزيز التحالف بين الولاياتالمتحدة مع دول الخليج. وخلصت (الوسط) إلى أن التباين الأميركي - الخليجي يشمل عددا غير قليل من المواقف منذ مطلع العام 2011، قائلة إن "هذا ليس خافيا على أحد، ولذا فإن العلاقات الاستراتيجية بين الطرفين تشوبها جوانب غير مريحة لا تبدو أن صفقات السلاح وخطط تطوير المظلة الصاروخية كافية لاحتوائها". وفي مقال بعنوان "كامب ديفيد.. التاريخ لا يكذب أبدا"، تساءلت صحيفة (أخبار الخليج) بعد قراءتها مسودة البيان الختامي لقمة كامب ديفيد، التي نشرتها صحيفة (الحياة) اللندنية أمس، "هل المشكلة أصلا في إيران أم في أمريكا¿!"، قائلة إن القمة تحتوي على بنود "تبدو للوهلة الأولى أنها تصب في خدمة منظومتنا الخليجية، لكن (شيطان التفاصيل) و(أثر الفأس) لا يمكن أن يبدلا سيئات الإدارة الأمريكية إلى حسنات!". وترى الصحيفة أن قمة كامب ديفيد "حملة علاقات عامة، يريد أن يتجمل بها الرئيس الأمريكي بعد خلافه الشديد مع أعضاء الكونغرس حول الملف النووي الإيراني، ليس إلا!"، مردفة أنه من خلال متابعة تصريحات سياسية لبعض المسؤولين الخليجيين، "يبدو أن دولنا ستذهب هذه المرة، ولديها الكثير مما ستصارح به الإدارة الأمريكية، ولعل رسالة مشاركة الرئيس الفرنسي في القمة الخليجية الأخيرة رسالة لا يمكن إغفالها". وبرأي الصحيفة فإن السؤال هو: "إلى أي حد وصلت علاقة زواج (المصالح) بين أمريكا وطهران، وهل (كامب ديفيد) مجرد إبرة تخدير لولادة هيمنة أمريكية- إيرانية جديدة في المنطقة، وتسليم عاصمة عربية أخرى لهم تحت أعينهم!". وفي الأردن، تطرقت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس الأحد، بعدد من كبار ممثلي القطاعات الاستثمارية، مبرزة تأكيده على أهمية استفادة القطاع الخاص من المناخ الاستثماري في المملكة لتطوير وتوسيع مشاريعه، خاصة وأنه يعد من أعمدة الاقتصاد الوطني. وأضافت الافتتاحية أن اللقاء كان "كاشفا لجملة من الحقائق والمعطيات وطرح المشاكل والتحديات التي تواجه القطاع الخاص في بلدنا، وهو الأمر الذي عكس جدية ورغبة في ترجمة دعوات جلالته لحقيق مصالح القطاعين العام والخاص إلى حقائق ملموسة على الأرض يشعر بها الأردنيون كافة وتسهم في توفير فرص العمل لأبناء الوطن وبناته، ما يزرع الثقة لدى المستثمرين"، ويؤكد أن "الأمور تسير في الاتجاه الصحيح وهو ما سنرى بعض تجلياته في اجتماعات ونتائج المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي ستلتئم دورته الشهر الجاري في منطقة البحر الميت". ومن جهته، رأى كاتب مقال بصحيفة (الغد) بعنوان "مهمتان أمام الحكومة"، أن سنة ونصف السنة تقريبا هو العمر الافتراضي (المتبقي) للحكومة الحالية، "ولا أرى على أجندتها سوى مهمتين كبيرتين: الأولى، إنجاز قانون انتخاب جديد يلبي تطلعات الأغلبية. لأن الحكومة قامت بما عليها بشأن قوانين الأحزاب والبلديات واللامركزية، والتي هي الآن في عهدة مجلس النواب"، معتبرا أن قانون الانتخاب هو "الامتحان الجدي" لحكومة عبد الله النسور في المضمار السياسي، "وما عداه من تشريعات مقدور عليها". أما المهمة الثانية، "الملحة والصعبة"، حسب الصحيفة، فهي العمل على تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد، والارتقاء بمستوى معيشة المواطنين، والتغلب على التحديات الناجمة عن الظروف الإقليمية. وقالت إنها "مهمة شائكة، دونها عقبات كبيرة. لكن الفرصة لتحقيق بعض النجاحات ممكنة، بشيء من الإرادة والعمل الخلاق، وإظهار روح التعاون الحقيقي مع القطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، نقابات وجمعيات، وأصحاب مبادرات مجتمعية". أما جريدة (الدستور) فسجلت، في مقال لها، أنه مع الإعلان عن تشكيل الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة بقيادة نتنياهو، تم الإعلان عن بناء 900 وحدة استيطانية جديدة في القدس، "وهي مجرد فاتحة لمزيد من الاستيطان والتهويد لإرضاء شهية اليمين المتطرف، والذي لا يبدو نتنياهو سوى جزء منه، حتى لو حاول تقديم نفسه بصيغة أخرى (بين بين)". ومع ذلك، تضيف الصحيفة، لم يتردد الرئيس الأمريكي باراك أوباما "الذي يعول عليه بعض الفلسطينيين، في الاتصال بنتنياهو مهنئا بتشكيل الحكومة الجديدة، ما يعطي رسالة واضحة بأن واشنطن لن تصطدم بالحكومة الإسرائيلية أيا تكن طبيعتها". وحسب (الدستور)، فإن الفلسطينيين جربوا، منذ صيف 2000، كل أشكال الحكومات في الكيان الصهيوني، وخاضوا معها جميعا جولات من المفاوضات، من حكومة إيهود باراك يومها، إلى حكومة إيهود أولمرت "دون جدوى، وحتى نتنياهو، وفي كل الأحوال لم يحصلوا سوى على عروض سخيفة، إلى جانب تصعيد في مسيرة التهويد والاستيطان". وفي لبنان، اهتمت الصحف بمعركة القلمون السورية وارتداداتها على لبنان، إذ اعتبرت (الأنوار) أنه وبالرغم من "الاسترخاء النسبي" في المعارك بهذه المنطقة، فالاهتمام بالموضوع "لم يتراجع" وخصوصا الخشية من توريط لبنان وجيشه في المعركة. ونقلت الصحيفة عن مصادرها تأكيدها أن الاجتماع الأمني، الذي عقد أمس الأول (يترأسه رئيس الحكومة) ركز على تطورات المعارك بالقلمون، خاصة، "الحرص على ألا تنعكس مجريات المعارك الدائرة هناك على الوضع الأمني الداخلي". وفي ذات السياق، أشارت صحيفة (الأخبار) إلى أنه ونتيجة "تقدم (حزب الله) والجيش السوري في القلمون، يتجه المسلحون للتجمع في جرود عرسال (بلدة لبنانية متاخمة للحدود السورية)، حيث خطوط إمدادهم مفتوحة على الداخل السوري". وأكدت انه وبالرغم من عدم مشاركة الجيش اللبناني في المعركة، "يبقى الخطر على الداخل اللبناني، مع طموحات المسلحين بوصل الداخل السوري بعكار وطرابلس". أما صحيفة (السفير) فترى أن هذه المعركة "تزيد من القلق على عرسال وأهلها ومخيمات النازحين فيها ومن حولها". وقالت إنه "ليس خافيا أن "جبهة النصرة" و"داعش" يبنيان "استراتيجيتهما اللبنانية" (الحدودية) تبعا للحسابات و"التوازنات اللبنانية الدقيقة"، ذلك أن أفراد هذه المجموعات المسلحة يتعاملون مع عرسال وكأنها "ملجأهم الأخير الأكثر أمانا (...) مراهنين على أن الانقسام السياسي في لبنان قد يحول دون اتخاذ الجيش اللبناني مبادرة من نوع السيطرة على عرسال، ممارسا حقه الطبيعي في الإمساك بزمام الأمور من النهر الكبير إلى الناقورة". ولخصت صحيفة (النهار) الوضع بقولها إنه وعلى رغم "طبول الحرب التي تقرع" عبر حدود لبنان الشرقية والتي "تنذر بانعكاسات وتداعيات على الداخل اللبناني في أول فرصة سانحة للمجموعات المسلحة في الجانب السوري من الحدود أو عبر خلايا نائمة تؤيدها في لبنان، يبدو ضجيج المعارك السياسية الداخلية أكثر صخبا، بما يهدد حكومة المصلحة الوطنية التي ينذر أي خلاف حولها بتعميم حال الشلل بعد التعطيل الذي أصاب مجلس النواب". وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة (المستقبل) أن لبنان "يترقب" زيارة قريبة لموفد قطر، الذي يتولى عملية الوساطة مع خاطفي العسكريين اللبنانيين (عسكريون لبنانيون اختطفتهم التنظيمات المسلحة في غشت الماضي بعرسال) "إيذانا بوضع عملية تحريرهم قيد التنفيذ". وكشفت أن خلية الأزمة المعنية بمتابعة هذا الملف "تنتظر عودة الوسيط القطري من تركيا في الأيام القليلة المقبلة حاملا معه النتائج الإيجابية لمفاوضاته النهائية مع مسؤولي تنظيم "جبهة النصرة" بعد أن يكون قد نجح في تذليل آخر العقبات التي تعترض إتمام صفقة التبادل للإفراج عن العسكريين الأسرى لدى هذا التنظيم".