خاضت شغيلة الصحة بمراكش، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام المندوبية الجهوية لوزارة الوردي، تلبية لدعوة الفرع الجهوي للجامعة الوطنية للصحة (ا.ع.ش.م) بجهة مراكش أسفي، الذي نظم الشكل الاحتجاجي استجابة لنداء المكتب الوطني، وللتنديد بما وصفه ب"الفساد وسوء التسيير". العلوي كمال، الكاتب الجهوي للتنظيم النقابي المذكور، أوضح أن من دواعي الاحتجاج "رد الاعتبار للمرفق الصحي، باعتبار أن الحكومة تراجعت عن التزاماتها"، مضيفا أن "هذا التراجع يتمثل في عدم تنفيذ مقتضى الاتفاق الذي وقعته الحكومة السابقة، لتسوية وضعية الأطباء والممرضين والإداريين، وتفعيل مسار الإجازة والماستر، وتحسين ظروف العمل، وتأهيل المستشفيات والبنايات، وتوفير وسائل العمل". وقال المتحدث، في تصريح لهسبريس، إن "الحكومة لجأت إلى خيارات أخرى، منها فتح رأسمال المصحات للقطاع الخاص، مما سيحط من قيمة الصحة العمومية، لأن الطبيب لا يمكن أن يشتغل مياوما، بل هو في خدمة صحة المواطنين"، مسجلا "تراجع ميزانية الصحة، مما لا يمكن القطاع من تقديم خدمات صحية جيدة". أما الأسباب المحلية، يقول الفاعل النقابي ذاته، فتعود إلى ما أسماه "الفساد الذي استشرى بالقطاع، وسوء التسيير، وعدم عقلنة الموارد البشرية، والتمكين لاقتصاد الريع"، مؤكدا "وجود مجموعة من الاختلالات في تسيير المستشفيات والمراكز الصحية؛ مما يجعل ولوج المواطن للخدمات الصحية صعبا". وقدم العلوي نموذجا على ما سبق، "وهو تضييع مندوبية الصحة بمراكش مبالغ مالية كبيرة تذهب إلى المستشفى الجامعي، نتيجة الإبقاء على مصلحة تسليم الشواهد الطبية لرخص السياقة، بمستشفى ابن طفيل التابع لمركز محمد السادس، مما يحرم مندوبية الصحة من مداخيل مستحقة، الشيء الذي يطرح علامات استفهام عن المستفيد من ذلك". وتساءل المسؤول الجهوي ذاته عن السبب الكامن وراء عدم افتتاح المصلحة الثانية لمنح الشواهد الطبية لرخص السياقة بمستشفى الأنطاكي، واصفا من يقف وراء هذا المنع، بأنه "لا يكرس سوى نفوذ مافيا الفساد واقتصاد الريع بالقطاع الصحي، رغم القرار الوزاري الصادر بهذا الشأن". سوء التدبير هذا، وفق تعبير الجامعة المشار إليها، طال أيضا "المركب الجراحي لمستشفى ابن زهر، مما يحرم المواطنين من خدمات مصلحة طب النساء والتوليد"، محملا الإدارة مسؤولية "الفشل في إيجاد حل لهذه المعضلة على مدار سنوات". وتعليقا على ذلك، أرجع عمر صباني، مندوب وزارة الصحة بمراكش، التأخر في فتح مصلحة رخص السياقة بمستشفى الأنطاكي إلى نهجه سياسة تعتمد الأولويات، ف"فتح مركز صحي ومتابعة تدبير الموارد البشرية لهذه المراكز أولى من ذلك، لأن هناك مصلحة بالمشفى المذكور تقوم بهذه المهمة" يقول المسؤول. أما في ما يخص مصلحة الولادة بمستشفى ابن زهر، فإصلاح البناية العتيقة، يقول صباني، لهسبريس، "يروم تحقيق معايير أوروبية، لتمر عملية الولادة من ألفها إلى يائها في أحسن الظروف"، وزاد موضحا أن "هذه المصلحة ستعرف بناء قاعة لاستقبال النساء اللائي يوجدن في حالة انتظار، وهن تحت مراقبة الممرضات، إلى حين ولادتهن". وعلل صباني كثرة الإصلاحات التي تعرفها هذه المصلحة بكون "بناية المستشفى عتيقة؛ مما جعل مهمة البناء وفق معايير حديثة تصطدم بعدة عراقيل، كانت وراء التأخر الطويل".