خصصت صحف شمال أوروبا، اليوم الاثنين، حيزا هاما من صفحاتها للهجمات الإرهابية التي ضربت باريس يوم الجمعة الماضي، إضافة إلى تطرقها لعدد من مواضيع المحلية والدولية الأخرى. ففي الدنمارك، كتبت صحيفة (بوليتيكن) أن فرنسا كانت تعد أول دولة أوروبية مستهدفة بهجوم مباشر من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). وقالت الصحيفة إن الحكومة الفرنسية لجأت إلى مبدأ الدفاع الشرعي عن النفس المنصوص عليه في ميثاق الأممالمتحدة من أجل استهداف قواعد تدريب تنظيم الدولة الإسلامية. وأضافت أن العديد من القادة الأوروبيين، ومن بينهم المسؤولين الدنماركيين، يعتبرون أن الحرب ضد "داعش" أصبحت واقعا، معبرين عن استعدادهم للقيام بعمل عسكري واسع النطاق في سورية. وأكدت الصحيفة أن العمل العسكري للأوروبيين في العراق وسورية ضد إرهابيي تنظيم الدولة يمكن أن يفسر أيضا على أنه أحد أشكال الدفاع الشرعي عن النفس، موضحة أن مقاتلي "داعش" حاولوا، خلال الأشهر الماضية ولعدة مرات، استهداف الأراضي الأوروبية من خلال عمليات مدبرة انطلاقا من سورية والعراق. وفي السويد، أشارت صحيفة (داغينس نيهيتر) إلى أنه تم استهداف فرنسا بالتحديد من قبل تنظيم الدولة لأنها أعلنت في شتنبر الماضي عن القيام بضربات محددة ضد معسكرات التدريب التي يتواجد بها جهاديون فرنسيون وأجانب في سورية. واعتبرت الصحيفة أن فرنسا، التي تتواجد في الصف الأمامي في الحرب على الجهاديين في الشرق الأوسط وافريقيا، اختارت أن تكون في العديد من الجبهات، موضحا أن الوقائع أثبتت صدقية ذلك. وأضافت أن باريس، التي تصرفت بشكل وقائي، تعتبر أن معسكرات التدريب في مالي وسورية، تشكل تهديدا ضد الأمن القومي لفرنسا وكذا لأوروبا، مشيرة إلى أن الغرب لا يستطيع كسب المعركة ضد التطرف من خلال المقاربة العسكرية والأمنية فقط. وفي النرويج، أكدت صحيفة (في غي) أن الكشف عن هوية الإرهابيين الذين ارتكبوا هجمات باريس سيكون حاسما في طريقة رد فعل العالم. وأشارت إلى أنه إذا كان الإرهاب قد جاء عن طريق اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط، فسيكون الأمر مختلفا بشكل كبير عما إذا كانوا من أوروبا. واعتبر كاتب المقال أن فرنسا ستحاول توجيه أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) لمساندتها في الحرب على الإرهاب إثر هجوم باريس ليوم الجمعة. وذكر بأنه بعد 11 شتنبر 2001 طلبت الولاياتالمتحدة من حلف شمال الأطلسي توصيف الهجوم الإرهابي على أنه هجوم ضد الحلف بأكمله، تطبيقا للمادة الخامسة من معاهدة الحلف، وهي التي تم الاستناد إليها لشن حرب على الإرهاب في أفغانستان. من جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى ردود فعل فرنسا إثر الاعتداء ومن ضمنها شن مقاتلاتها غارات جوية أمس الأحد على عدة أهداف في مدينة الرقة السورية. وأبرزت أن المقاتلات الفرنسية استهدفت مواقع لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية ومراكز للقيادة والتدريب وتخزين الأسلحة والذخيرة.